وضع داكن
25-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 141 - لا يخلون رجل بامرأة إلا......
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أيها الإخوة الكرام: لا زلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم ونحن في كتاب النكاح وما يتعلق به وقد تحدثت في درس سابق عن أن كل إنسان كتب عليه نصيبه من الزنا، يعني من أسوأ فهم لهذا الحديث أن الإنسان الجاهل يتوهم أن كل إنسان كتب عليه أن يزني والعياذ بالله، وما أراد النبي عليه الصلاة والسلام هذا المعنى إطلاقاً، إنما الذي أراده والذي تنطق به السنة أن كل إنسان إذا أخطأ وزنى لا بد من ينال نصيبه من الزنا من عقوبة الزنا.
 وتحدثت عن أنواع الزنا، زنا الكلام وزنا الاستماع وزنا اللمس وزنا الفرج، واليوم الحديث دقيق جداً وهو أن هناك معاصي فيها قوة جذب فالمؤمن لا ينجو من هذه المعصية إلا إذا ترك بينه وبينها هامش أمان، هذا كلام دقيق جداً لا ينجو المؤمن من هذه المعصية إلا إذا ترك بينه وبينها هامش أمان تماماً كتيار كهربائي عالي التوتر تماماً فلا بد من مساحة تسمى حمى التيار لو تجاوزها الإنسان لأصبح قطعةً من الفحم فوزير الكهرباء لابد من وضع إعلان تحذيري، هل ينبغي أن يقول الوزير ممنوع مس التيار أم ممنوع الاقتراب من التيار ؟ الاقتراب لذلك قال تعالى:

﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا﴾

[ سورة الإسراء: الآية 32]

 فالخلوة قرب من الزنا، وصحبة الأراذل قرب من الزنا، ومتابعة الأفلام الإباحية قرب من الزنا، ومتابعة القصص الساقطة قرب من الزنا، وإطلاق البصر قرب من الزنا، والاختلاط قرب من الزنا، من أعجب ما في القرآن الكريم أن الله ما نهى عن الزنا ولكن نهى عن ماذا ؟ عن الاقتراب منه، لأن الإنسان إذا تجاوز الحدود لابد من أن يقع.
 لو سألت ألف إنسان وقع في الفاحشة وكانوا صادقين أنا متأكد أن معظمهم يقول ما كنا ننوي ذلك، لكن لما تجاوز المنطقة الحرام، لما تجاوز هامش الأمان لما دخل في خلوة أو في اختلاط أو إطلاق بصر أو في صحبة رذيل أو تنزه في الطرقات، بالمناسبة العلماء عدوا ثلاثاً وثلاثين سلوكاً يجرح العدالة، العدالة تماماً بالنظام المدني كالحقوق المدنية فالمؤمن يتسم بالضبط والعدالة، الضبط صفة عقلية والعدالة صفة نفسية، لابد من أن تكون ضابطاً وعادلاً عقيدتك سليمة ونفسك سليمة.
 صحبة الأراذل تجرح العدالة، إذا إنسان صالح صحب رذيلاً بالسير معه ذهب معه نزهة لا تقبل شهادته عند القاضي المسلم، ما أخذك معه ؟ كلامه بذيء مزحه رخيص، صحبة الأراذل تجرح العدالة، التنزه في الطرقات تجرح العدالة، الآن في مقاهي الرصيف بالشوارع الفخمة التي فيها حسناوات غاديات ورائحات تروج صناعة مقهى الرصيف، طاولات بوجيبة فندق فخم جداً في منها عندنا نعمة نحن لا ينقصنا شيء والحمد لله، يقدمون قهوة وشاي وينظر على الغاديات والرائحات، وأيام يكون واحد متلبس يمسك سبحة تخرج واحدة يقول سبحان الله سبحان الله لا يزيح عينه منها وهو يسبح.
 إطلاق البصر يجرح العدالة، صحبة الأراذل تجرح العدالة، الحديث عن النساء يجرح العدالة، كثير أشخاص يقول زوجتي ما في من طبخها ما في من نظافتها إلى هنا ما شيء الحال وإذا غمق أكثر يكون قليل شرف، الزوجة لا تمدح لا تذمها تقول بنت حرام أيضاً لا يجوز، لا تمدح الزوجة لأن إذا مدحتها يتخيل الناس شغلة كبيرة شيء خلاف الأصول.
 صحبة الأراذل تجرح العدالة، الحديث عن النساء يجرح العدالة، التنزه في الطرقات، من علا صوته في البيت تجرح عدالته، الآن من مشى حافياً تجرح عدالته، من أكل في الطريق تجرح عدالته، من قاد برزوناً كلباً كبيراً تجرح عدالته، من أطلق لفرسه العنان التشفيط التابع للسيارات تجرح عدالته، تطفيف بتمرة يزين اللحمة يضربها في الكفة ضرباً ترجح ما جاءت قوية لكن مع الضرب، أو يبيعك الهيل بورق سميك للأسمنت، الورق صار ثمنه الكيلو ثلاثمئة ليرة مثلاً أو ستمئة ليرة الأوراق قد نصف الهيلات، أو سحارة فواكه وزنها ستمئة كيلو فيها إجاص الكيلو بمئة ليرة معنى باعك خشب الكيلو بمئة ليرة، تطفيف بتمرة، أكل لقمة من حرام كم اللبن المصفى ؟ أكل لقمة وليس ناوي يشتري، كم المشمش ؟ أكل مشمشة وليس ينوي أن يشتري.
 أكل لقمة من حرام تجرح العدالة، تطفيف بتمرة، صحبة الأراذل، التنزه في الطرقات، من قاد برزوناً، الحديث عن النساء، من أطلق لفرسه العنان، من علا صياحه في البيت، من طفف بتمرة، من أكل لقمة من حرام، هذا كله يجرح العدالة فلذلك الله عز وجل لم ينه عن الزنا ولكنه نهى عن مقدمات الزنا قال تعالى:

 

﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (32)﴾

 

[ سورة الإسراء: الآية 32]

 الآن من الأحاديث المتعلقة بمقدمات الزنا،

 

((عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ ))

 

[ متفق عليه ]

 ولو كان في دراسة إحصائية علمية إلى ألف حالة زنى ترى أحد الأسباب الخلوة.

 

((عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ الْحَمْوُ الْمَوْتُ ))

 

[ متفق عليه ]

يعني امرأة أخي، هذه منا وفينا فقال عليه الصلاة والسلام الحمو الموت، خطر لأن امرأة في الطريق لا تستطيع أن تكلمها لكن زوجة الأخ لك عليها ألف مدخل ومدخل.
 أيها الإخوة الكرام: صدقوني أني بحكم عملي بالدعوة إلى الله أطلع على مشكلات اجتماعياً كلها تؤكد مصداق هذه الشريعة، يعني قبل أيام جاءتني رسالة فتاة لا يخطر في بالها إطلاقاً الزنا إطلاقاً، لكن من أسرة غير منضبطة فأخواتها لهم صديق يزورهم، ضعي لنا طعام يا أختي كلي معنا بدأت من هنا، أكلت معهم يصير اتصال هاتفي يسألوها عن صحتها، انتهى الأمر بالفاحشة، لأن في اختلاط، ما في شيء نهى الله عنه إلا له مضاعفات خطيرة لأن هذا الشرع من عند خبير، إذا عندك نفس طويل وكل قصة مريبة مزعجة بحثت عن أسبابها تجد العجب العجاب، تجد ما من مشكلة على وجه الأرض من آدم إلى يوم القيامة إلا بسبب خروج عن منهج الله، اختلاط، إطلاق بصر، خلوة، وما من خروج عن منهج الله إلا بسبب الجهل والجهل أعدى أعداء الإنسان والجاهل يفعل بنفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به، فالجهل أعدى أعداء الإنسان قطعاً لذلك طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً والجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً.
 كنت بندوة إعلامية فسألني المحاور، أنا قلت كلمة أن أوربا عقلها من ذهب وقلبها من حديد، سألني سؤال استفزازي قال وماذا يمنع أن يكون الإنسان عقله من ذهب وقلبه من حديد؟ قلت لا يمنع لو أنه استخدم ذكاءه اللماح فصار قوياً وبقوته أخضع من حوله وأخذ أموالهم وبنى مجده على أنقاضهم كما يفعل الطغاة اليوم وبنى حياته على موتهم وبنى غناه على فقرهم وبنى عزته على إذلالهم وبنى أمنه على خوفهم وبنى غناه على فقرهم فهو أذكى إنسان علة وجه الأرض بشرط ألا يكون هناك آخرة، أما إذا كان هناك آخرة فهو أغبى إنسان على وجه الأرض والله، لا تتألموا والله ليس على وجه الأرض أغبى من وحيد القرن ما في أغبى منه لأنه سيبني فسق شعبه بسبب المال الوفير على إذلال الشعوب وعلى قتل الشعوب.
 بالمناسبة أيها الإخوة الكرام: في فتوى ذكرتها أنا البارحة أو قبل البارحة في خطبة الجمعة الإنسان حينما يعاون كافراً على مسلم بأي نوع من المعاونة إما أن يسهل له أرضاً أو مجالاً جوياً أو مجالاً بحرياً أو مجالاً برياً أو يقره على عدوانه أو يتفق معه أو يعني يعطه مبررات، ارتكب أكبر جرم عند الله. سنضغط الموضوع بشكل آخر لو واحد هذه حالة لا تصير ولكن سوف نفترضها، واحد جاءه أمر من واحد ماسك مسدس قال له اقتل فلان وإذا ما قتلته سأقتلك ما الحكم الشرعي ؟ اسأل مليون عالم، سوف أضغط الموضوع بالشكل التالي اقتل فلاناً وإذا ما قتلته سأقتلك فلان مسلم لا يجوز للمسلم أن يفتدي نفسه بقتل أخيه، هذا حكم مجمع عليه، فأي إنسان ينضغط حتى يبرر عدوان على مسلم هذا ارتكب أكبر جريمة وما في وعيد بعد الشرك بالله أشد من وعيد قتل المؤمن.
 الله يجيرنا، نحن بخير نحن في هذا البلد الطيب لازلنا بخير والحمد لله والله يثبتنا على مواقفنا والله يصرف عن أخوانا في العراق البلاء، لكن الله موجود، مرة بندوة إعلامية بعد أن انتهت نهائياً قلت لحظة للمحاضر قلت أيها الإخوة استمعوا إلى الأخبار يعني شيء غريب، استمعوا إلى تحليلات الأخبار واقبلوا بعضها وارفضوا بعضها الآخر ولا تنسوا لثانية واحدة أن الله موجود وأنه قادر على تبديل كل موازين القوى بدقيقة واحدة فنحن ليس لنا إلا الله الآن غير الدعاء لا يلزم لا نملك شيئاً نملك الدعاء لأخوتنا في فلسطين وفي العراق أن يحميهم من هذا العدوان الطاغي.

إخفاء الصور