وضع داكن
28-03-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 121 - ما آمن بالقرآن من استحل محارمه.........
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
 أيها الأخوة الكرام: لا زلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم لا زلنا في الترغيب في قراءة القرآن وتدبره والعمل به.
أيها الأخوة ورد في بعض الأحاديث أنه:

(( رب تال للقرآن والقرآن يلعنه))

((عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ ))

(سنن الترمذي)

 وفي بعض الأحاديث:
 "لا يحزن قارئ القرآن "
لماذا لا يحزن ؟ لأن الله عز وجل يقول:

 

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾

 

(سورة النحل )

 القرآن وعد المؤمن بحياة طيبة، بأي مكان وزمان وظرف وبأي معطيات، هناك وعد ثابت للمؤمن بحياة طيبة.
قارئ القرآن قد تأتيه مصيبة فحينما يقرأ قوله تعالى:

 

﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾

 

(سورة الشورى)

 التغى الحقد، بدل من أن يحقد على من جعل الله مصيبته على يده يحاسب نفسه حساباً عسيراً، قارئ القرآن حينما يتلو قوله تعالى:

 

﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾

 

(سورة الزخرف)

 من بعدنا عن الدين نظن آلهة الأرض زعماء الدول القوية، في الأرض :

 

﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾

 

 

﴿ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26)﴾

(سورة الكهف)

﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)﴾

(سورة الزمر)

 لا يوجد شيء مؤذي إلا والله مهيمن عليه، لعل أشد الأمراض الآن النفسية الخوف والقلق مستمرين بسبب ضعف التوحيد، وبأنك إذا قرأت آيات القرآن لا تنتبه لآيات التوحيد، لأن قارئ القرآن لا يحزن ويرى أن الأمر كله بيد الله والله عز وجل أسمائه حسنى وصفاته فضلى، الله عز وجل الرحمة والعدل والحكمة مطلقة عند الله عز وجل فكل شيء وقع أراده الله، وكل شيء أراده الله وقع، هذا الفهم يعطينا معنى دقيق جداً وراحة نفسية لذلك: "

(( عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجِبْتُ لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَ الْمُؤْمِنِ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ لَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ وَكَانَ خَيْرًا وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ وَكَانَ خَيْرًا ))

(مسند الإمام أحمد)

 فيما ورد في الأثر: حينما قال عليه الصلاة والسلام: الإيمان بالقدر يذهب الهم والحزن.
 الآن المآسي تنزل بالمسلمين لا تعد ولا تحصى وفي كل بقاع الأرض كما قلت البارحة هناك حرب عالمية ثالثة معلنة على الإسلام في كل القارات الخمس، قبل محنة الحادي عشر كانت حرباً غير معلنة، بعد الحادي عشر أصبحت حرباً معلنة فالإنسان حينما يرى أن العالم كله يتغالب على المسلمين وأن دم المسلم بلا ثمن ودم غير المسلم الأرقام فلكية خمسمائة مليون دية كل راكب من الذين ماتوا بالطائرة، فالمجموع مليارين وسبعمائة مليون دولار ديتهم، يوجد بالمئات والألوف كل يوم، فطبعاً هان أمر الله على المسلمين فهانوا على الله هذه المحن ينبغي أن تستنبط أن الله بيده كل شيء.

 

﴿ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26)﴾

 

 

 لو رأيت بالعالم الغربي غنى ما بعده غنى ورفاه ما بعده رفاه وفسق ما بعده فسف إذا قرأت قوله تعالى:

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)﴾

(سورة الأنعام)

 تشعر أنك مرتاح، حينما تقرأ قوله تعالى:

 

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)﴾

 

(سورة الأعلى)

 تشعر أنك مرتاح، حينما تقرأ قوله تعالى:

 

﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27)﴾

 

(سورة الإنسان)

 تشعر أنك مرتاح، حينما تقرأ قوله تعالى:

 

﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)﴾

 

(سورة الأعراف)

 تشعر أنك مرتاح، حينما تقرأ قوله تعالى:

 

﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾

 

(سورة طه)

وأنت منزعج من مخالفة اقترفتها أو من إعراض عن ذكر الله، هذا الضيق الذي ألم بك مفسر في القرآن الكريم.
 فيا أيها الأخوة الأكارم: حينما نقرأ القرآن الكريم تحل مشكلاتنا النفسية، تزال الشبهات يقف الإنسان موقفاً حازماً أمام الشهوات كله بفضل تلاوة القرآن الكريم، لا يخلق على كثرة الرد، أنت أي شيء تسمعه ولو كان مباح سماعه شريط مديح مرتين ثلاثة ثم تهمله، أما القرآن مهما أكثرت من سماعه لا تمله، لأنه كلام خالق الأكوان.
في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم:

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ ))

(صحيح مسلم)

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ وَزَادَ غَيْرُهُ يَجْهَرُ بِهِ ))

(صحيح البخاري)

 لعل الكلمة تبدو لكم قاسية أقول لكم: لا يجتمع غناء وقرآن أبداً، الذي يستمع للاغاني لا يمكن أن يفتح عليه بالقرآن، قرآن وغناء لا يجتمعان، من امتلأ جوفه غناء مغلق أمام القرآن، يقرأه لكه لا يتأثر به، ويوجد آيات دقيقة تقول عمى عليهم وآيات تقول:

 

﴿ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً (82)﴾

 

(سورة الإسراء)

 وآيات تقول: أولئك الذين ينادوننا من مكان بعيد، وآيات تقول: ولو أنزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به يؤمنون.
لو نزل هذا القرآن على بني فارس كنت بإيران لم أتمكن من فهم حرف، حتى لو دخلت لمحل تجاري الأرقام لها أسماء خاصة لا أفهم ولا كلمة.
 أذكر مرة طلبت كأس ماء قلت له ماء لم يفهم ولا كلمة ! ووتر سعودية مويا لم يفهم واحد بجانبي انتبه قال قل له: آب أي ماء ! عشت عشرة أيام مرتين ثلاثة بإيران لم أتمكن من فهم كلمة ! لو أن القرآن نزل على بعض الأعجميين فقرأه عليهم ما كانوا به يؤمنون، هل هذه واضحة ؟ ! الآن دقق:

 

﴿ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12)﴾

 

(سورة الشعراء)

 تماماً لو إنسان عربي فصيح كان منحرف عن الدين وقرأ القرآن لا يفهم منه ولا كلمة كما لو تلوته على أعجمي، إن تلوت القرآن على أعجمي أو على مجرم سيان !

 

﴿ قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201)﴾

 لا يكفي أن تكون عربي، من أجل أن تفهم كلام الله لا بد من أن تفهم كلام الله ومستقيماً على أمر الله ومنيباً له حتى تفهم كلام الله.

 

 

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ وَزَادَ غَيْرُهُ يَجْهَرُ بِهِ ))

 

(صحيح البخاري)

 ينبغي أن تتغنى بالقرآن وتجعل هوايتك وتقرأه آناء الليل وأطراف النهار، ولأن تلاوته في الحد ذاتها عبادة، المتعبد بتلاوته، تلاوة القرآن ذكر.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41)﴾

 

(سورة الأحزاب)

 تلاوته ذكر وعبادة، يمكن أن تقرأه تعبداً وتعلماً،

إخفاء الصور