روائع المولد : 4 - كلمة في مناسبة ذكرى المولد
- السيرة / ٠8ذكرى المولد
- /
- ٠1روائع المولد
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
أيها الإخوة الكرام، كلمة حق أسوقها في مناسبة ذكرى المولد: قد نحتفل بميلاد النبي، وهذا شيء والله جميل جداً، هذا يعبر عن مشاعرنا، يعبر عن انتمائنا، ولكن أن نكتفي بالتزيينات، ورفع اللافتات، ووضع الأعلام، وإقامة الحفلات، ومديح سيد الأنام دون أن نتبع سنته، هذا والله احتفال أنا أسميه في هذه المناسبة احتفالات فلكلورية، لكن الاحتفال الشرعي أن تعود إلى سنته القولية، وأن تعود إلى سنته العملية، لأن الله عز وجل يقول:
﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾
وهذا أمر قرآني يقتضي الوجوب، وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، ومن لوازم هذا الأمر كي يحقق أن تعرف ما الذي آتاك، وعن أي شيء نهاك، إذاً لا بد من معرفة سنة النبي عليه الصلاة والسلام القولية، وإذا قال الله عز وجل:
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ﴾
لا بد من معرفة سيرته العملية، فكأن معرفة سنة النبي القولية وسيرته العملية فرض عين على كل مسلم، لأنه ما لا يتم الفرض إلا به فهو فرض، فالصلاة فرض، ولا تتم إلا بالوضوء، فالوضوء فرض، وما لا تتم السنة إلا به فهو سنة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولا يتم تنفيذ أمر الله الذي يقتضي الوجوب، قال تعالى:
﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾
إلا بمعرفة الذي آتانا، وعن أي شيء نهانا، إذاً معرفة سنة النبي القولية فرض عين، ولا يمكن أن يكون قدوة لنا في بيتنا، وفي معاملاتنا، وفي سلمنا وحربنا، وفي حلنا وترحالنا، وفي غضبنا وفي رضانا، وقبل زواجنا وبعد زواجنا، وفي أعمالنا وفي كسب أموالنا، إلا إذا عرفنا سيرته الخاصة، إذاً معرفة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام فرض عين على كل مسلم، وإذا احتفلنا بعيد المولد هذا الاحتفال من أجل أن نتذكر سنته وسيرته، وأن نقتدي بسيرته، وأن نتبع سنته، فهذا الاحتفال الشرعي لعيد المولد.
أنا لا أعترض على الأول، لكن أعترض على أن نكتفي بالأول، أعترض على أن نكتفي بالاحتفال الأول، ونجعل هذا الاحتفال مناسبة للكلام وللدعوة، وما إلى ذلك، أما إذا كنا صادقين بالاحتفال بعيد المولد فينبغي أن نطبق سنته القولية والعملية، والآية الدقيقة جداً:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾
فمادام سنته مطبقة في حياتنا نحن في مأمن من عذاب الله، وما دمنا نستغفر الله إذا قصرنا في متابعته فنحن أيضاً في مأمن من عذاب الله، والآية الكريمة:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾
النص مدقق