وضع داكن
27-07-2024
Logo
قصص واقعية – قصة : 077 - أنت ماذا قدَّمت إلى الله؟
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

أنت ماذا قدَّمت إلى الله؟.


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
سمعت قصة من إنسان تأثرت لها.
 رجل يحب الخير، طفل صغير أصيب بحادث سير، مات أبوه وأمه في الحادث، وبقي الطفل الصغير حياً.
فهذا المُحسن امتلأ قلبه رقةً لهذا الطفل المصاب، فأجرى له في سبع أو ثماني سنوات سبع عشرة عمليةً جراحية بالغة التكاليف، نشأ هذا الطفل وهو يرى هذا المحسن يعطف عليه وينقله من مشفى إلى آخر، ومن بلدٍ عربيٍ إلى بلد أجنبي، إلى أن استطاع هذا الطفل أن يمشي على قدميه، في أثناء الوداع عندما أراد أن يرسله إلى أهله الأباعد طبعاً، رفض أن يذهب حتى يودِّع عمه المُحسن، فلما التقى به أقبل عليه ليودعه فتعثرت قدمه فوقع من شدة محبته وتعلقه، قال لي هذا المحسن: لقد أعطاني الطفل علبةً من العلكة -المسكة- ساعة وداعه، وأقسم لي هذا الإنسان أن هذه العلبة أغلى عندي من حي المالكي كله عندكم على الصفين أحد أحياء دمشق الراقية.. طفل ماذا يملك ؟ يملك هذه العلبة قدمها هديةً رمزيةً لمن أحسن إليه..
 فقد أردت أن أقيس وقائع هذه القصة على حالنا.. أنت ماذا قدَّمت إلى الله ؟ الذي قدَّم لك الوجود، قدَّم لك الحواس الخمس، قدَّم لك العقل، قدَّم لك الأعضاء، قدّم لك زوجة صممها لك أجمل تصميم وأحسنه، قدَّم لك بيتاً، وأولاداً ومكانةً، أمدك بكلّ ما تحتاج ثم هداك إليه.. فأنت ماذا قدَّمت ؟ هذا الطفل لا يملك إلا هذه العلبة فقدمها، تكاليف سبع عشرة عملية جراحية أنفقها عليه، مئات الألوف بل بضع عشرات مئات الألوف حتى تمكَّن من أن يمشي على قدميه، وهذا الطفل يشعر أن هذا الإنسان َقَّدم له كلَّ شيء، فرفض أن يذهب إلى أهله قبل أن يودعه فلما التقى به ومن شدة فرحه تعثر وقدم له هذه العلبة، قال لي: والله تلك العلبة أغلى عندي من حيّ المالكي.. أقسم على ذلك، لأنه عبَّر بها عن شكره.. فهل يا ترى أنت شكرت الله عزَّ وجلَّ ؟ لو أن الله لم يخلقنا لما كان لنا وجود، إذًا وجودنا منّة منه وتفضّلاً.. فقد قال الله تعالى: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) أنت موجود فقد قال الله تعالى: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) .

والحمد لله رب العالمين

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور