بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أخي الكريم ؛ أيها الأخوة الكرام المشاهدون والمستمعون ؛ أب ميسور الحال أرسل ابنه إلى باريس لينال الدكتوراه في إدارة الأعمال ، هناك مصطلح دقيق جداً حديث ؛ ما هي علة أو ما هو سبب وجوده في باريس ؟ الجواب : الدراسة ، هذا لا يمنع أن يدخل إلى مطعم ليأكل ، أو إلى حديقة ليتنزه ، أو إلى مكتبة ليقتني كتاباً معيناً ، لكن لو طبقنا هذه المقولة على الإنسان الذي هو المخلوق الأول رتبةً ، والمفضل تكريماً ، والمحاسب مسؤولية ، وهي قوله تعالى :
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72) ﴾
تقرأ قراءة استفهامية ، استنكارية ، هل حينما قبل أن يكون المخلوق الأول ، والمكرم ، والمفضل لم يخطئ ؟ ( إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) استفهام إنكاري ، أما إذا جاء إلى الدنيا ، ونسي دينه ، ونسي ربه ، وتحرك وفق شهواته ، وغرائزه ( إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) .
لذلك العبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية .
طاعة ليست قسرية ، لكنها طوعية ، الذي خلقنا وهو الله حياتنا بيده ، الموت بيده ، الغنى بيده ، الفقر بيده ، الصحة بيده ، المرض بيده ، ومع كل ذلك ما قبل أن نعبده إكراهاً فقال تعالى :
﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) ﴾
بل أراد أن تكون علاقة الحب هي العلاقة المعتمدة بين ربنا عز وجل وبين عباده بدليل قوله تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) ﴾
فلذلك العبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية .
من ذكره الله منحه السكينة والتوفيق :
لكن هناك نقطة دقيقة : الفرق بين اللذة والسعادة ، اللذة حسية ، تحتاج إلى صحة ، وإلى مال ، وإلى وقت ، ولحكمة بالغةٍ بالغةٍ يفتقد الإنسان في كل مرحلة من مراحل عمره أحد هذه الشروط ، في البداية يفتقد المال ، في الوسط يفتقد الوقت ، في النهاية يفتقد الصحة ، لذلك لم يسمح الله للذائذ أن تمد الإنسان براحة نفسية ، ولكن الله جلّ جلاله الذات الكاملة ، وأصل الجمال ، والكمال ، والنوال ، وصاحب الأسماء الحسنى ، والصفات العلا ، ومن بيده الخلق والأمر ، الله جلّ جلاله ما قبل أن نعبده إكراهاً ، بل أراد أن نعبده اختياراً بمبادرة منا ، فلذلك الله قال :
﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) ﴾
أيها الإنسان إنك إن صليت ذكرت الله ، ولكن الله جلّ جلاله إذا ذكرته يذكرك ، والدليل :
﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) ﴾
إذا ذكرك الله يمنحك السكينة ، والسكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، منحك التوفيق ، قال تعالى :
﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) ﴾
منحك الحفظ ، فالله عز وجل :
﴿ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) ﴾
رمضان شهر التوبة والصلح مع الله :
لذلك رمضان- ونحن في رمضان - شهر التوبة ، شهر القرب ، شهر الصلح مع الله ، شهر الطاعات ، شهر القربات ، لذلك لم يكن استعداد السلف الصالح رحمهم الله لاستقبال رمضان المبارك في شهر شعبان فحسب ، بل كانوا يستعدون له من شهر رجب ، وكان بعضهم يقول : رجب شهر الغرس ، وشعبان شهر السقي ، ورمضان شهر جني الثمار ، فإذا أردت جني الثمار في رمضان فلابد من الغرس في رجب ، والسقي في شعبان ، وقد شبه أحد العلماء العام بالشجرة ، والشهور بالفروع ، والأيام بالأغصان ، والساعات بالأوراق ، وأنفاس العبد بالثمار ، وبيّن أن شهر رجب أيام توريقها ، وشهر شعبان أيام تفريعها ، وشهر رمضان أيام قطفها ، لذلك ينبغي الاستعداد لغرس الأعمال الصالحة في رجب ، والاستمرار عليها ، والمواظبة عليها أيضاً في شعبان لقطف ثمارها في رمضان ، فالشعور بلذة العبادة في رمضان فكيف نستقبل هذا الشهر ؟ نستقبله بالتوبة إلى الله ، نستقبله بالتوبة إلى الله الرؤوف الرحيم ، التواب الكريم ، ثبت في الصحيحين أن النبي قال :
(( عن أنس بن مالك رضي الله عنه : لَلّهُ أشدُّ فْرَحا بتوبةِ عبده - حين يَتُوبُ إليه من أحدِكم كان على راحلته بأرضٍ فلاةٍ فَانْفَلَتتْ منه ، وعليها طعامُه وشرابهُ فَأَيسَ منها فأتَى شَجرة فاضطَجَع في ظِلِّها قد أيسَ من راحلته فبينا هو كذلك ، إذا هو بها قائمةٌ عنده فأخذ بخِطامِها ، ثم قال من شِدَّة الفرح : ' اللهم أنت عَبْدي وأنا ربكَ ، أخطأ من شدة الفرح . ))
لله أفرح بتوبة عبده من الضال الواجد ، والعقيم الوالد ، والظمآن الوارد .
لذلك استشعار الفضل العظيم ، والأجر الكبير المترتب على الصيام ، لأن تجديد النية أمر مهم عند المؤمن الصادق ، فبعض الناس تعودوا على الصيام ، ولم يستشعروا الأجر والثواب المترتب عليه لذلك :
(( عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : من صام رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ الله له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ ، ومن قام رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ الله له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ . ))
[ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ]
لذلك حفظ اللسان ، وبقية الجوارح عن الحرام ، قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ ، فَليسَ للهِ حاجة فِي أَن يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ . ))
[ أخرجه البخاري ، وأبو داود ، والترمذي ]
لذلك هذا الشهر شهر العبادة ، شهر الصوم ، شهر القرب ، شهر الإقبال على الله عز وجل ، شهر الرقي ، لا بد من فتح صفحة مع الله جديدة ، هذه الصفحة تبدأ بصحة العقيدة.
الإسلام له كليات كبيرة ، أحد هذه الكليات العقيدة ، إن صحت صح العمل ، وإن فسدت فسد العمل ، إذاً لابد من طلب العلم ، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً .
لذلك الكلية الأولى في هذا الدين الاعتقاد ، التصور ، الإيديولوجية ، المنطلق النظري ، العقيدة إن صحت صح العمل ، وإن فسدت فسد العمل ، هذا الجانب لا بد من طلب العلم ، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل .
أي رمضان شهر استثنائي ، نقلة نوعية ، من حال إلى حال ، من فهم إلى فهم ، من عقيدة إلى عقيدة ، من تصور إلى تصور ، نقلة نوعية ، أما أن يغدو رمضان عند بعض الناس شهر الولائم ، والمسلسلات ، فقد أُفرغ هذا الشهر من مضمونه ، لذلك وعود الله لنا الإيجابية ليست محققة لأننا فرغنا العبادة من مضمونها .
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ( 56 ) ﴾
والعبادة كما قلت طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية .
الإنسان كائن متحرك تحركه حاجات ثلاثة :
الإنسان كائن متحرك لماذا يتحرك ؟ يتحرك ليأكل ويشرب ، فالحاجة إلى الطعام والشراب حفاظاً بها على وجوده كفرد ، لكن بعد سنوات معينة ، بعد البحث عن العمل ، وعن وجدان هذا العمل ، صار هناك دخل ، وصار هناك شاب يبحث عن زوجة صالحة ، هذه حاجة لصيانة النوع ، استمرار النوع البشري دون أن يشعر ، بعد أن يأكل ويشرب ، ويتزوج وينجب ، يوجد حاجة ثالثة هي حاجة التفوق ، بقاء الذكر ، فأنت من خلال هذا الدين العظيم ، من خلال كتابه الكريم ، وسنة نبيه عليه أتم الصلاة والتسليم ، الحاجات الأساسية الثلاثة محققة لهذا الدين مع تحقيقها يوجد آخرة ، فيها :
(( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ' قال الله عز وجل : أعْدَدْتُ لعباديَ الصالحين ما لا عين رأتْ ، ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ . ))
[ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ]
فالعقيدة مهمة جداً ، الآن الحركة ، تتحرك لتأكل ، الحركة الأولى مهمة للحفاظ على بقاء الفرد ، تتحرك كي تتزوج ، كما قلنا قبل قليل : حفاظاً على بقاء النوع ، ثم تتحرك فتتفوق فالحاجات الثلاثة متوافرة بهذا الدين .
لكن هذا الدين فيه كليات ، أساسيات ، أول أساس هو العقيدة ، الفهم ، التصور ، الإيديولوجية ، المنطلق النظري ، كلها كلمات أسماء متعددة لمسمى واحد ، لا بد من طلب العلم من أجل أن تضع د. إلى جانب اسمك ، أي دكتور ، تحتاج إلى ثلاث وعشرين سنة دراسة ، فمن أجل أن تكون مؤمناً ربانياً تستحق جنة الخلد إلى أبد الآبدين ألا ينبغي أن تطلب العلم ؟ أن تبحث عن هذا الدين ؟ أن تقرأ القرآن ؟ أن تفهم القرآن ؟ أن تطبق أحكام القرآن ؟ أن يكون لك زوجة صالحة ؟ أولاد أبرار ؟
العمل الصالح علة وجودنا :
علة وجودنا العمل الصالح والدليل :
﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) ﴾
العمل الصالح سمّي صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة .
إذاً أول كتلة ، أول كلية الإيديولوجية ، الفهم ، التصور ، المنطلق النظري ، ثاني كلية الحركة ، يوجد حركة سلبية ، هي الاستقامة ، أنا ما أكلت مالاً حراماً ، أنا ما كذبت ، أنا ما غششت إلى آخره ، وهناك جانب إيجابي ، أنا قدمت من مالي ، من علمي ، من وقتي ، من حكمتي ، ربيت أولادي ، أكرمت زوجتي ، صنت والدي ، هكذا ، فالحركة تقتضي الاستمرار ، فلذلك الفرض الوحيد المتكرر هي الصلاة ، ومع الصلاة العمل الصالح ( رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ) ، أي بعد الإيمان بالله واليوم الآخر ، والملائكة ، والكتاب ، والنبيين ، عندنا حركة يومية متنامية هي العمل الصالح ، بل إن حجمك عند الله بحجم عملك الصالح ، والعمل الصالح سرّ وجودك ( رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ) وسمي صالحاً للإخلاص ، لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، كيف نحن لا بد لنا من ثلاث وجبات يومية ، كذلك لا بد من عمل صالح يومي كي نحقق وجودنا في هذا العمل الصالح ، فالعمل الصالح واسع جداً ، الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق .
لذلك الموفق؛ النجاح ، والفلاح ، والتفوق من كان له عمل صالح ، حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح ، والعمل الصالح مرة ثانية يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً .
لذلك الإنسان بعد الموت لا يندم إلا على العمل الصالح ( رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ) هذا منهجنا ، وسرّ وجودنا ، وغاية وجودنا ، والطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق ، صار عندنا عقيدة ، منطلق نظري ، وحركة ، السلبية استقامة ، الإيجابية عمل صالح ، والعمل الصالح هو المقصود من حياتنا الدنيا ، بل إن العمل الصالح بكل تفاصيله ، وبكل أنواعه ، وبكل جزئياته ، وبكل ألوانه هو بمجموعه ثمن مفتاح الجنة لا ثمن الجنة ، الجنة فيها : (( ما لا عين رأتْ ، ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ )) الجنة شيء دقيق جداً ، فلابد من العمل للجنة ، لكن :
﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ( 46 ) ﴾
جنة في الدنيا هي جنة القرب .
فـلو شاهدت عيناك من حسننـــــا الذي رأوه لما وليت عنــــــــــا لغـيرنـــا
ولو سمعت أذناك حسن خطابــنا خلعت عنك ثياب العجب وجئتنــــــــــا
ولو ذقت مـن طعم المحبــــــة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنــــــــــــا
ولو نسمت من قربنا لك نسمــــة لمــــت غريباً واشتيـــــــــاقاً لقربنـــــــــــــا
ولــو لاح مـِــن أنـوارنــا لك لائــحٌ تـركــت جـمـيــع الـكـائـنـات لأجـلـنـــــــــا
فما حبنا سهل وكل من ادعــــــى سهولته قلنا له قــــــــــــد جهلتنـــــــــــــا
فأيسر ما في الحب للصب قتـلـه وأصعب من قتل الفتى يوم هجرنـــا
الصلاة إقبال وقرب وتفوق وتألق :
صار عندنا منطلق نظري ، حركة إيجابية ، وسلبية هي العمل الصالح ، وثمرة هي الاتصال بالله .
﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) ﴾
لكن في آية ثانية :
﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) ﴾
إنكم إن ذكرتموني أنا أذكركم ، إذا ذكرك الله ماذا يحدث ؟ تحدث السكينة ، تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، أعظم عمل ، ذاقها النبي في الغار ، وذاقها إبراهيم في النار ، وذاقها يونس في بطن الحوت ، هذه السكينة أكبر عطاء إلهي ، تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء .
العطاء الثاني ؛ الحفظ ، يحفظ الله لك دينك ، زوجنك ، أولادك ، من حولك ، والديك، هذا الحفظ .
﴿ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) ﴾
بتعبير آخر فيه حميمية أكثر :
﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) ﴾
أي غال علينا كثيراً ( فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ) ، أي أعلى درجة من المودة مع الآخر ، لكن العلماء قالوا : أي مؤمن على وجه الأرض إذا عرف الله ، واستقام على أمره ، وأحسن إلى خلقه ، له من هذه الآية نصيب .
إذاً الصلاة إقبال ، قرب ، تزكية ، تفوق ، تألق ، سعادة ، الفرق بين السعادة واللذة ، اللذة حسية ، اللذة تحتاج إلى مال ، وإلى وقت ، وإلى صحة ، ولحكمة بالغةٍ بالبدايات يوجد صحة ووقت ولا يوجد مال ، وفي الوسط يوجد مال وصحة ولا يوجد وقت ، بالنهايات يوجد مال ووقت ولا يوجد صحة ، أما السعادة لمجرد أن تنعقد مع الله صلة ، ولا تقول : ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني فهناك مشكلة ، لذلك أنت أمام منهج خالق الأكوان ، أمام اتصال بالذي خلق :
﴿ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) ﴾
الإنسان هو المخلوق الأول المكرم والمفضل والمكلف والمحاسب :
لذلك العلاقة بالله :
عن شهر بن حوشب رحمه الله قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :
(( فَضْلُ كَلَامِ اللَّهِ عَلَى كَلَامِ خَلْقِهِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ . ))
وفضل العلاقة بالله على فضل أي شيء في الأرض ، علاقتك مع والديك ، مع زوجتك ، مع الأقرباء ، مع الأباعد ، مع الأقوياء ، مع الضعفاء ، أنت اتصلت مع أصل الجمال ، والكمال ، والنوال ، مع الذات الكاملة ، فلذلك لو أن الإنسان عرف سرّ وجوده ، وغاية وجوده تصح حركته .
ابنك أرسلته لبلد ليحصل على الدكتوراه ، علة وجوده في البلد الدكتوراه ، فأي حركة أخرى تضييعاً للوقت ، أي حركة أخرى إضلالاً للحركة ، فلذلك الإيمان بالله يحقق وجودك كإنسان .
ركب الملك من عقل بلا شهوة ، وركب الحيوان من شهوة بلا عقل ، وركب الإنسان من كليهما ، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة ، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان .
أنت المخلوق الأول ، المكرم ، المفضل ، المكلف بعبادة الله ، المحاسب ، المعاقب ، هذا المسلم ، فلذلك الإنسان إذا جهل من هو وقع في خطأ كبير .
أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر ؟
فأنت المخلوق الأول ، والمكرم ، والمفضل ، والمكلف ، والمحاسب ، والمعاقب والمكافأ .
فلذلك إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك .
لكن هناك علم بخلقه ، فيزياء ، كيمياء ، رياضيات ، طب ، هندسة ، فلك ، إلى آخره ، وعلم بأمره ، شريعة ، كلية شريعة ، وعلم به ، العلم بخلقه يحتاج إلى مدارسة أي انتساب لجامعة ، كتاب ، استماع إلى درس من دكتور ، المراجعة بالبيت ، الحفظ أداء الامتحان ، نيل الشهادة ، هذه اسمها كلها مدارسة ، فالعلم بخلقه يحتاج إلى مدارسة ، أما العلم بأمره فيحتاج إلى مدارسة ، كلية شريعة ، يوجد قبول ، ودوام ، وأداء وظائف معينة ، ومتابعة ، وأداء امتحانات ، ونيل شهادة ، أما العلم به فيحتاج إلى مجاهدة ، وقيل : جاهد تشاهد .
عندنا جهاد النفس والهوى ، أعظم أنواع الجهاد ، وعندنا جهاد بنائي ، أن نبني بلدنا ، أن نبني وطننا ، وعندنا جهاد دعوي ، وعندنا جهاد قتالي ، فالجهاد :
(( عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ذروة سنام الإسلام الجهاد لا يناله إلا أفضلهم . ))
لذلك علة وجودك في الحياة العمل الصالح ، والعمل الصالح يرفعك إلى الله ، ونحن في رمضان موسم عبادي متميز ، يجب أن نخرج منه وقد غفرت ذنوبنا ، دققوا : (( من صام رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ الله له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ ، ومن قام رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ الله له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ )) فنحن جميعاً إن شاء الله على وضع يقتضي لو طبقناه كما أراد الله لكنا في أسعد حال مع الله ، والسعادة غير اللذة ، السعادة من ذاق السعادة ، أي شيء لا يصدق.
أرجو الله عز وجل أن يلهمنا الثبات ، والتفوق ، والتقدم ، وأن نعرف الله .
ابن آدم اطلبنِي تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحبّ إليك من كل شيء .
هكذا ، هكذا الدين الحقيقي ، الدين الرحماني ، الدين الذي أراده الله ، لكن يوجد بالدين أشياء لا تقدم ولا تؤخر ، كأنه فولكلوريات ، أي ممكن بالاحتفال أن نزين البيت ، أما الدخل إسلامي ؟ الإنفاق إسلامي ؟ العلاقات إسلامية ؟ السهرات إسلامية ؟ الشاشة مضبوطة ؟ الآيباد مضبوط ؟ الهاتف مضبوط ؟ هل يوجد غض بصر ؟ أداء أمانة ؟ دعوة إلى الله ؟
الدعوة إلى الله أعظم عمل على الإطلاق :
لذلك ما من عمل أعظم عند الله من الدعوة إلى الله .
﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) ﴾
دعا إلى الله بلسانه ، بحركته ، بخطابه ، بتأليفه ، وجاءت حركته في الحياة من كسب ماله ، إلى إنفاق ماله ، إلى اختيار زوجته ، إلى تربية أولاده ، إلى تحجيب بناته ، إلى صحة عمله ، إلى كسبه المشروع ، بنود كثيرة جداً، تبدأ من العلاقات الأسرية ، وتنتهي بالعلاقات الدولية ، هذا الذي نريده من هذا الدين ، أما العبادات وحدها ، وحدها بلا خشوع ، بلا إقبال ، بلا إتقان ، بلا استقامة ، لا تقدم ، ولا تؤخر ، عندنا أربعة أحاديث أو خمسة أختم بها هذا اللقاء الطيب :
(( " يؤتى برجال يوم القيامة لهم أعمال كجبال تهامة يجعلها الله هباء منثوراً ، قيل : يا رسول الله جلهم لنا ؟ قال : إنهم يصلون كما تصلون ، ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها " . ))
هذه الصلاة .
(( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ ، فَليسَ للهِ حاجة فِي أَن يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ ))
[ أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي ]
هذا الصيام ، الزكاة :
﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ (53) ﴾
الحج :
(( " من حج بمال حرام ووضع رجله في الركاب وقال : لبيك الله لبيك ، ينادى أن لا لبيك ولا سعديك ، وحجك مردود عليك " . ))
بقي الشهادة :
(( " من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة ، قيل : وما حقها ؟ قال : أن تحجزه عن محارم الله " . ))
[ الترغيب والترهيب عن زيد بن أرقم بسند فيه مقال كبير ]
أرجو الله أن يحفظ إيمانكم جميعاً ، ومن يلوذ بكم ، وصحتكم ، واستقرار بلادكم ، وأن نرزق جميعاً عملاً صالحاً يحسن بنا عرضه على الله عز وجل .
المذيع :
بارك الله فيكم دكتورنا الفاضل ، جزاكم الله خيراً على هذه الكلمات .
هنا سائل يقول : كيف ممكن أن أخشع في صلاتي لكي أحصل على السعادة التي أنا أصبو إليها ؟
كيفية الخشوع في الصلاة لنصل إلى السعادة :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
والله الصلاة ؛ لك أن تصلي كما أراد الله ، وكما شرع النبي ، أما البكاء بالصلاة فلا تملكه ، هذه أحوال .
(( " لو بقيتم على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة ، ولزارتكم في بيوتكم ، أما أنتم يا أخي فساعة وساعة " . ))
نحن دون رسول الله ساعة وساعة ، لكن يوجد ثلاث وعشرون ساعة تألق وساعة فتور ، ويوجد ثلاث وعشرون ساعة فتور وساعة تألق ، هنا نختلف مع بعضنا .
المذيع :
هناك سائل آخر يقول : هل من الممكن أن تدعو لنا ، ولجميع المسلمين المستضعفين في كل مكان ، وأن يعوض الله على من فقد شيئاً سواء في حرب في أوكرانيا ، أو في سوريا ، أو في اليمن ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أدعو لكم من أعماقي أن يحفظ إيمانكم ، وأن يحفظ أهلكم ، وأولادكم ، وصحتكم ، ومالكم ، وأن يحفظ لكم البلاد التي أنتم تعيشون فيها .
فلذلك الدعاء الذي أتمنى أن يكون لكم : أسأل الله أن تنالوا مرادكم ، هذا شيك موقع ، والرقم متروك لكم ، أسأل الله أن تنالوا مرادكم ، كل واحد له مراد ، بارك الله فيك .
المذيع :
جزاك الله خيراً دكتورنا الفاضل ، جزاكم الله كل خير ، أحسن الله إليكم ، شكر الله لكم.
أيها الأحباب الكرام هنا سائل يقول : الدعاء للمرابطين في الأقصى أيضاً طلب خاص .
الدعاء للمرابطين في الأقصى :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
والله أدعو لكل المسلمين المجاهدين ، والشرق أوسطيين ، والأوربيين ، ومن في الأقصى الشريف أدعو لهم جميعاً من أعماق قلبي ، أن يحفظ إيمانهم ، وأهلهم ، وأولادهم ، وصحتهم ، ومالهم ، واستقرار بلادهم ، وأن ينصرهم على أعدائهم ، وما أكثرهم !
المذيع :
هذا السائل أيضاً كان يسأل عن تربية الأطفال ، ما إذا كان معكم نصيحة في الموضوع ؟
العناية بالأولاد لأنهم استمرار وجودنا :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
والله سيدي ؛ إن لم تربِّ أبناءك هذه أكبر مشكلة في حياتك ، الإنسان يسعى إلى وجوده بالاستقامة ، ويسعى إلى كمال وجوده بالعمل الصالح ، ويسعى إلى استمرار وجوده بتربية أولاده ، سلامة وجوده بالاستقامة ، ما أكل مالاً حراماً ، ما كذب ، ما غش ، كمال وجوده بالاتصال بالله ، الآن استمرار وجوده بأولاده .
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) ﴾
فأنت بالاستقامة تسلم ، وبالعمل الصالح تسعد ، وبتربية أولادك تستمر .
المذيع :
جزاكم الله كل خير .
هنا سائل يقول : مقامات قراءة القرآن هل تتكرم بذكر همم العلماء والعباد في القراءة والتدبر في شهر رمضان ؟
كيفية قراءة القرآن في شهر رمضان :
الدكتور محمد راتب النابلسي :
اقرأ كل يوم جزءاً حد أدنى ، جزأين ، ثلاثة ، أربعة ، اقرأ قراءة تعبدية ، وقراءة تدبرية ، التدبرية هي الآن ، أن تقرأ النص قراءة صحيحة ، لو قلت بالصلاة : إنما يخشىَ اللهُ من عبادهِ العلماءَ ، الصلاة باطلة ، أنت والمؤتمون كلهم ، فلابد من تعلم بعض قواعد اللغة العربية ، يقول سيدنا عمر : تعلموا العربية فإنها من الدين .
فلابد من أن تقرأ القرآن قراءة صحيحة ، إن أمكن أن تقرأه مجوداً بالإدغام ، يوجد غنة ، وبلا غنة ، والإقلاب ، إلى آخره ، أما أعظم من ذلك فأن تفهمه فهماً كما أراده الله ، لا كما يقول بعض المنحرفين في عقيدتهم ، كما أراد الله ، وبعد ذلك أن تطبقه ، هذه :
﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121) ﴾
قراءة صحيحة ، فهم ، تدبر ، هكذا ، لذلك :
﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) ﴾
المذيع :
لا أدري كم هو الوقت المسموح في الأسئلة .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
بقي سؤال واحد .
المذيع :
سؤال واحد ، الشيخ قال : سؤال واحد ، يبقى هذا السؤال ، إذاً السؤال الأخير ، قال : لم أسمع جيداً كيفية الخشوع في الصلاة لو أمكن دكتور أن تشرح لنا هذا الموضوع .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
أنت عليك أن تصلي صلاة كما صلاها النبي ، وضوء صحيح ، قيام ، قراءة ، ركوع ، سجود ، أما الأحوال لا تملكها ، هذه ومضات ، تأتي من الله مكافأة لك ، هذه ومضات من الأحوال ، لا تملكها إطلاقاً ، أنا عليّ أن أقف وأصلي كما أراد الله ورسوله ، أما الأحوال فتأتي لحكمة بالغةٍ بالغة .
المذيع :
دكتور محمد راتب النابلسي أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيكم عنا وعن المستمعين خير الجزاء ، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك فيكم ، وفي عمركم ، وأن ينفع بعلمكم ، وأن يوفقنا وإياكم لعمل الصالحات في الشهر الكريم ، رمضانكم مبارك دكتور ، وكل عام وأنت بخير .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
ولكم جميعاً مثل هذا الدعاء .
المذيع :
اللهم آمين .
أيها الأخوة الكرام ؛ أحسن الله إليكم ، وبارك الله لكم ، وشكر الله سعيكم ، وغفر الله لنا ولكم .
أحبابي ؛ أخواني ؛ في نهاية هذا النشاط لا يسعنا إلا أن نشكر فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي ، ونشكر أيضاً طاقم البث الذين كانوا معنا بهذا البث المباشر ، كما أشكركم أنتم على هذا الحضور ، ونلقاكم في مواعيد أخرى إن شاء الله تعالى ، أذكر بأن المحاضرة موجودة على الفيس بوك ، وموجودة أيضاً معنا في الكنترول ، وفقنا الله وإياكم لطاعته، حفظنا الله وإياكم ، حفظ الله البلاد ، والعباد ، وكل عام وأنتم بخير .