الإعلامي محمد رياض:
السادة المشاهدين، أهلاً بكم في حلقةٍ من برنامجكم المُعجزة الكُبرى، حوار أكثر من جريء، من خلال هذه الحلقة، سنُبحِر معكم إن شاء الله تعالى في أعماق القرآن الكريم، مُحلّقين في فضائه، مُدركين الحقيقة التي لا بُدَّ من إدراكها.
إن العدو الأول للإسلام هو الفهم الخاطئ للإسلام، وإنَّ أعظم عملٍ يخدم الحقيقة هو الفهم الحقُّ للإسلام، وإيصال ذلك إلى العالم أجمع، في هذه الحلقة سنتعرّض إن شاء اله تعالى إلى جانبٍ إعجازيٍ هام، إلى كَشفٍ يُعرَض على الشاشة لأول مرة في العالم كله، سنُبحِر في كتاب الله تعالى، بمركب العقل والعِلم والبرهان، مُتناولين حقائق موثّقة في كُتب الكاتب والمُفكر الإسلامي الكبير المهندس عدنان الرفاعي.
أستاذ عدنان أهلاً وسهلاً.
المهندس عدنان الرفاعي:
أهلاً بك أستاذ محمد.
الإعلامي محمد رياض:
لو تسمح لي أن أبدأ بالموضوع مباشرةً، وأسأل حضرتك لماذا سمّيت كتابك بالمُعجزة الكُبرى؟
ما هي مُعجزة العدد تسعة عشر؟
المهندس عدنان الرفاعي:
بسم الله الرحمن الرحيم، انظر أستاذ محمد، في البداية المُعجزة المعروضة في هذا الكتاب تتعلق بمُعجزة العدد تسعة عشر في القرآن الكريم، ومُعجزة العدد تسعة عشر في القرآن الكريم، يصفها الله تعالى في القرآن الكريم بقوله:
﴿ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35)﴾
من هذا البيان القُرآني استوحيت اسم الكتاب، والمُعجزة المعروضة في هذا الكتاب، تتعلق بالكلمة القرآنية من خلال مجموع ورود هذه الكلمة في القرآن الكريم كَكُل، ومن خلال مجموع الكلمة في النص القرآني يعني من خلال مجموع كلمات النص القرآني والجملة القرآنيَّة، والجانب الأهم في هذه المُعجزة، يتعلّق بالحرف المرسوم من خلال مجموع الحروف المرسومة في النص القرآني وفي الجملة القرآنية.
الإعلامي محمد رياض:
أستاذ عدنان ماذا تعني بالحرف المرسوم؟
المهندس عدنان الرفاعي:
الحرف المرسوم في القرآن الكريم، هو الحرف الموجود رسماً، بِغضّ النظر عن كونه مقروءٌ أم لا.
أُعطيك مثال على ذلك: كلمة (يا قوم) تُرسَم في القرآن الكريم أربعة حروف، مع أنها كَكلمة مقروءة تتكون من خمسة حروف، يعني حرف الألف موجود قراءةً وليس موجوداً رسماً، في المُقابل كلمة (بأيدٍ) في القرآن الكريم تُرسم خمسة حروف بإضافة حرف ياء، مع أنها كَكلمة مقروءة مكوّنة من أربعة حروفٍ فقط، هذا الرسم القرآني هو صورة عن اللوح المحفوظ، وعندما نتحدث عن مُعجزة العدد تسعة عشر في القرآن الكريم، ستتأكد هذه الحقيقة لدينا بشكلٍ جَليّ.
الإعلامي محمد رياض:
يعني حضرتك تقصِد أنَّ الحرف المرسوم نزل من السماء كما هو على الرسول صلى الله عليه وسلم من اللوح المحفوظ كما هو؟
المهندس عدنان الرفاعي:
نعم بالضبط الحرف المرسوم هو الحرف المكتوب، والقرآن الكريم نَزَل على الرسول صلى الله عليه وسلم رسماً وقراءةً، وعندما نتعرّض إلى مُعجزة العدد تسعة عشر في القرآن الكريم، وإلى غيرها من المُعجزات، سنرى هذه الحقيقة بأُمّ أعيُننا.
الإعلامي محمد رياض:
لكن أستاذ عدنان، يوجد بعض المذاهب كالبهائيَّة كانوا يُقدّسوا الرقم تسعة عشر فما قولك؟
المهندس عدنان الرفاعي:
يا أستاذ محمد، نحن لا نُقدِّس الرقم تسعة عشر ولا غيره من الأرقام، المُقدَّس هو كتاب الله سبحانه وتعالى، ومُعجزة العدد تسعة عشر، واضحة وجليَّة في القرآن الكريم، وإذا ذهب بعضهم في اتجاهاتٍ تائهة، فهذا لا يدفعنا إلى أن نُغمِض أعيُننا عن الحقائق التي يحملها القرآن الكريم، الفكر الحيّ لا يكون مجرد ردود فعلٍ على ما يقوله الآخرون، وإلا فإنَّ الآخرون يصوغون فكرنا كما يشاءون.
مُعجزة العدد تسعة عشر جليَّة وواضحة في كتاب الله تعالى، يقول تعالى، اسمع معي هذه الآيات:
﴿ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ(31)كَلَّا وَالْقَمَرِ(32)وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ(33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ (36) لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) ﴾
الإعلامي محمد رياض:
جميل، الله سبحانه وتعالى يتحدث في هذه الآيات عن خَزَنة النار، وبعض التفاسير لم يذهبوا إلى ما ذهبت إليه حضرتك، على حدّ علمي يعني، ويوجد أعداد كثيرة في القرآن الكريم منها العدد عشرة:
﴿ وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)﴾
فلماذا حضرتك اخترت الرقم تسعة عشر بالذات؟
المهندس عدنان الرفاعي:
انظر أستاذ محمد، أنا أعلم تماماً أنَّ الله سبحانه وتعالى يتحدث في سياق هذه الآيات عن النار، ولكن ألا ترى معي أن الله تعالى يقول في هذه الآيات (وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا) وأنَّه لم يقول وما جعلناهم إلا، ففي قوله تعالى (وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا) تأكيدٌ على الجانب العددي، ثم ألا ترى معي أنَّ الله تعالى يقول:
( وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا) أليس هذا دليلاً على مُعجزةٍ عددية، يضع إدراكها الكافر في اختبارٍ حقيقي، بين الحقّ الذي تُبرهِن عليه هذه المُعجزة، وبين الباطل المُناقض له، وإلا يا أستاذ محمد، كيف بنا أن نفهم قول الله تعالى: (فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا) ؟ أليس هذا دليلاً على مُعجزةٍ عددية، يزيد إدراكها الذين أوتوا الكتاب يقيناً، والذين آمنوا إيماناً، ويمنع دخول الريب إلى نفوسهم، وإلا كيف بنا أن نفهم قول الله تعالى: ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ) .
ثم ألا ترى أنَّ الله تعالى يقول: (وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ) طبعاً في هذا النص، ويقول تعالى أيضاً في هذا النص: (إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ (36) لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) أليس هذا دليلاً على مُعجزةٍ عددية موجَّهة لكل البشر، على مختلف أديانهم وقومياتهم ومذاهبهم؟ ثم كيف يكون قوله تعالى: (وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ) خاصاً بالنار، ونحن نعلم أنَّ الكثيرين من البشر لا يؤمنون لا بالنار ولا بالآخرة أبداً.
أستاذ محمد النَص واضح وصريح، ويُظهِر مُعجزةً عددية تتعلق بالعدد تسعة عشر في القرآن الكريم.
الإعلامي محمد رياض:
ما الطريق الذي حضرتك سلكته للدخول لمُعجزة العدد تسعة عشر؟
الأبجدية الجديدة في القرآن الكريم للوصل إلى مُعجزة العدد تسعة عشر:
المهندس عدنان الرفاعي:
هداني الله تعالى إلى تشكيل أبجدية جديدة، من القرآن الكريم تكون فيها القيمة العددية للحرف مُتعلقةً بمجموع ورود هذا الحرف في القرآن الكريم.
حسبت عدد مرات ورود كل حرف في القرآن الكريم، يعني كل حرف كم مرة يَرِد في القرآن الكريم، ثم بعد ذلك رتّبت هذه المجاميع ترتيباً تنازلياً، من الأكثر وروداً إلى الأقل، واعتبرت هذا الترتيب مؤشر هداية لقيمة الحرف العددية، فحصلت على الأبجدية التالية:
• حرف الألف، الألف الممدودة، والألف المقصورة، والهمزة التي على السطر، والألف التي عليها همزة بأشكالها الثلاثة، هذه الصور جميعها أُعطيت القيمة العددية واحد، لأنها بمجموعها الأكثر وروداً في القرآن الكريم.
• حرف اللام قيمته اثنان، لأنَّ مجموع وروده يأتي بعد حرف الألف.
• حرف النون قيمته ثلاثة، لأنَّ مجموع وروده يأتي بعد حَرفَي الألف واللام وهكذا.
• الميم قيمته أربعة.
• الواو بشكليه، الواو، والواو المهموزة قيمته خمسة.
• الياء بأشكاله المختلفة قيمته ستة، أعني الياء، والياء الذي عليه همزة، والنَبِرة، والنَبِرة التي عليها ألف خنجريّة.
• الهاء والتاء المربوطة قيمتهما سبعة.
• الراء قيمتها ثمانية.
• الباء قيمته تسعة.
• الكاف قيمته عشرة.
• التاء المبسوطة قيمتها أحد عشر.
• العين قيمته اثنا عشر.
• الفاء ثلاثة عشر.
• القاف أربعة عشر.
• السين خمسة عشر.
• الدال ستة عشر.
• الذال سبعة عشر.
• الحاء ثمانية عشر.
• الجيم تسعة عشر.
• الخاء عشرون.
• الشين وواحد وعشرون.
• الصاد اثنان وعشرون.
• الضاد ثلاثة وعشرون.
• الزاي أربعة وعشرون.
• الثاء خمسة وعشرون.
• الطاء ستة وعشرون.
• الغين سبعة وعشرون.
• الظاء ثمانية وعشرون.
شكّلنا أبجدية جديدة من القرآن الكريم ذاته، من خلال هذه الأبجدية دخلت إلى مُعجزة العدد تسعة عشر.
الإعلامي محمد رياض:
أستاذ عدنان، حضرتك تُريد أن تقول أنك اكتشفت أبجدية جديدة، أساسها عدد مرات ورود الحرف في القرآن الكريم، فمثلاً حرف الألف حضرتك أعطيته القيمة العددية واحد، لأنه الأكثر وروداً في القرآن الكريم، ثم حرف اللام أعطيته الرقم اثنان، وهكذا إلى نهاية الأبجدية.
السؤال كيف قمت بتوظيف هذه الأبجدية؟
كيف نوظِّف الأبجدية الجديدة للوصول إلى معجزة العدد تسعة عشر؟
المهندس عدنان الرفاعي:
نعم بناءً على هذه الأبجدية، قمت بحساب القيمة العددية للكلمة، وذلك باستبدال الحرف المرسوم بقيمته، ثم بعد ذلك نجمع فنحصل على القيمة العددية للكلمة، والقيمة العددية للنص، تساوي مجموع القيَم العددية للكلمات في هذا النص وهكذا.
سأُعطيك مثالاً: كلمة مُحمد مُكوَّنة من ميم وحاء وميم ودال، قيمتها العددية تساوي أربعة، وهي قيمة الميم (4+18+4+16=42)، إذاً نقول القيمة العددية لكلمة مُحمد تساوي اثنان وأربعون.
وأيضاً لو أخذنا العبارة القرآنية: رسول الله، مُكوَّنة من راء، وسين، وواو، ولام، وألف، ولام، و لام، وهاء، قيمتها العددية تساوي (8+15+5+2+1+2+2+7=42) تساوي اثنان وأربعون.
من القيمة العددية للكلمة ومن القيمة العددية للنص دخلت إلى مُعجزة العدد تسعة عشر في القرآن الكريم.
الإعلامي محمد رياض:
سبحان الله! ما هي علاقة الأبجدية بالمُعجزة، ومُعجزة العدد تسعة عشر؟
علاقة الأبجدية بمُعجزة العدد تسعة عشر:
المهندس عدنان الرفاعي:
معلومٌ أنَّ مفتاح مُعجزة العدد تسعة عشر في القرآن الكريم هو الآية الأولى (بسم الله الرحمن الرحيم) ، فهذه الآية كما نعلم مُكوَّنة من تسعة عشر حرفاً، والباب الذي ندخل منه إلى هذه المُعجزة هو في سورة المدثِّر، من الآية ثلاثين إلى الآية السابعة والثلاثين، لذلك قمت بحساب القيمة العددية لهذا النص، يعني من الآية ثلاثين إلى الآية السابعة والثلاثين في سورة المدثِّر، يقول تعالى: (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) القيمة العددية لهذه الآية تساوي 114، (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ) القيمة العددية لهذه الآية تساوي 1526، (كَلَّا وَالْقَمَرِ) قيمتها تساوي47، ( وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ) تساوي 68، ( وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ) تساوي 113، (إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ) تساوي 80، (نَذِيرًا لِّلْبَشَر) تساوي 77، (لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّر) تساوي 160،َ إذاً القيمة العددية لهذا النص تساوي
(114+1526+47+68+113+80+77+160=2185)، إذاً القيمة العددية تساوي 2185، هذا العدد الذي هو ألفان ومائة وخمسة وثمانون، هو من مُضاعفات العدد تسعة عشر، بمعنى لو قسمناه على العدد تسعة عشر، لم يبقَ لدينا باق، (2185 = 19x115) فما هُما العددان تسعة عشر، والعدد مائة وخمسة عشر؟ العدد تسعة عشر، هو أساس هذه المُعجزة كما نعلم، وهو مجموع حروف بسم الله الرحمن الرحيم، العدد تسعة عشر، العدد مائة وخمسة عشر، يساوي القيمة العددية للآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم، وهنا تظهر العلاقة واضحةً وجليَّة بين مفتاح مُعجزة (إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ) بسم الله الرحمن الرحيم، وبين الباب الذي ندخل منه إلى هذه المُعجزة، و هو الآيات التي تحدّثنا عنها في سورة المدثِّر.
الآن لو أخذنا الآية الأولى من هذا النص، وهي قوله تعالى: (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) القيمة العددية لهذه الآية تساوي 114 بالضبط، وهذا يساوي بالضبط عدد سور القرآن الكريم، ويساوي 19x6.
الآن لو أخذنا الحروف النورانية مع الحرف المُكرّر، وجمعنا قيَمها العددية، لرأينا أنَّ الناتج يساوي بالضبط جِداء أساس مُعجزة إِحْدَى الْكُبَرِ، يعني العدد تسعة عشر في نفسه.
(ألم) قيمتها تساوي 7، (المص) تساوي 29، (الر) تساوي 11، (المر) تساوي 15، (كهيعص) تساوي 57، (طه) تساوي 33، (طسم) تساوي 45، (طس) تساوي 41، (يس) تساوي 21، (ص) تساوي 22، (حم) تساوي 22، (عسق) تساوي 41، (ق) تساوي 14، (ن) تساوي 3، المجموع الكُلّي يساوي (361= 19x19).
من باب هذه المُعجزة وبمفتاحها الذي سرُّه العدد تسعة عشر، استطعت الدخول إلى عُمقٍ كبير في مُعجزة القرآن الكريم، وإلى اكتشاف قانونٍ مفاده: أنَّ النصوص القرآنية المُتكاملة في المعنى والدلالات، وإن كانت مُتباعدة، يكون مجموع القيَم العددية لحروفها من المُضاعفات التامة للعدد تسعة عشر.
الإعلامي محمد رياض:
نعم، كيف يمكننا نحن أن نكتشف قانون في كتاب الله سبحانه وتعالى، ونحن أنفسنا لا نستطيع الإحاطة بكتاب الله؟
اكتشاف المعجزة لا يعني أننا قد أحطنا بجميع كتاب الله:
المهندس عدنان الرفاعي:
حسناً، انظر أستاذ محمد، اكتشاف القانون لا يعني الإحاطة بكتاب الله تعالى، ولا حتى بتعيُنات هذا القانون في كتاب الله تعالى، المُعجزة يشهدها الإنسان، ويعلم أنَّها مُعجزة، وأنّه عاجزٌ عن الإتيان بمثلها، ولا يستطيع الإتيان بمثلها، أنا بين يدي آلاف الأمثلة التي تؤكد حقيقة ما أذهب إليه.
خُذ هذا المثال: في سورة البقرة ثلاث آياتٍ مُتتالية، تُصوِّر مسألةً كاملة، هي مسألة إحياء الموتى، يعني أعني موضوعاً مُشتركاً، فكرة مشتركة بين هذه الآيات، القيمة العددية لهذه الآيات من مُضاعفات العدد تسعة عشر، دون زيادة أو نُقصان، لنقرأ هذه الآيات ونرى، يقول تعالى:
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) ﴾
هذا النص المُتكامل في المعنى والدلالات، ينعكس تكامُله تكامُلاً في معيار مُعجزة إِحْدَى الْكُبَرِ، بمعنى أنَّ القيمة العددية لهذا النص، طبعاً بحسب الأبجدية التي تحدثنا عنها، هي من المضاعفات التامة للعدد تسعة عشر دون باقي، القيمة العددية لهذا النص تساوي بالضبط (3838= 19x202)
الإعلامي محمد رياض:
أستاذ عدنان، ولماذا لا تكون المسألة كلها مُصادفة؟
مُعجزة العدد تسعة عشر بعيدة كل البُعد عن المُصادفة:
المهندس عدنان الرفاعي:
قد يتبادر إلى الذهن أنَّها مجرد مُصادفة، ولكن انظر معي أستاذ محمد، هذه المسألة الكاملة المكوَّنة من هذه الآيات الثلاث، لو نظرنا فيها لوجدنا أنَّ الآية الأولى لوحدها مسألة كاملة، فالمُحاجِج في هذه الآية كافر، وهدفه ليس البحث عن الحقيقة، لذلك القيمة العددية لهذه الآية لوحدها مسألة كاملة في معيار مُعجزة إِحْدَى الْكُبَرِ.
لنقرأ: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) القيمة العددية لهذه الآية لوحدها تساوي (1007 = 19x53) فهي لوحدها مسألة كاملة، ومن الطبيعي أن تكون الآيتان الثانية والثالثة مسألة كاملة، فالسائلان في الآيتين الثانية والثالثة من هذا النص ليسا كافرين، هُما مؤمنان، وهدفهما البحث والسؤال عن كيفية إحياء الموتى، لذلك القيمة العددية لهاتين الآيتين أيضاً مسألة كاملة في معيار مُعجزة إِحْدَى الْكُبَرِ.
لنقرأ: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)) القيمة العددية لهاتين الآيتين تساوي (2831 =19x149).
أيضاً قد تقول لي هذه مجرد مُصادفة، لو عُدنا إلى الآية الأولى من هذا النص، التي رأينا أنَّها مسألة كاملة، الآية الأولى التي المُحاجج فيها كافر، لرأيناها مكوَّنة من قسمين، كل قسم من هَذين القسمين مسألة كاملة.
لنقرأ: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) إلى هنا القيمة العددية تساوي (475= 19x25) طبعاً هنا إبراهيم عليه السلام، يُحاجِج في مسألة إحياء الموتى، الآن عندما غيَّر إبراهيم عليه السلام، من أسلوب مُحاججته من مسألة إحياء الموتى، إلى المُحاججة بالشمس وإتيانها، نرى مسألة جديدة كاملة، انظر: ( قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) قيمتها تساوي (532 = 19x28).
الآن انظر معي، النص القرآني في الآية الثالثة من هذا النص (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ) هذا النص يُصوِّر لنا استفساراً لإبراهيم عليه السلام، هذا الاستفسار نَتَج عن قول الذي حاجَّه في الآية الأولى (قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) ، إذاً عندنا الآن مسألة جديدة (قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) من الآية الأولى، (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ) من الآية الثالثة، القيمة العددية لهاتين العبارتين القرآنيتين مسألة كاملة، بمعنى من مُضاعفات العدد تسعة عشر دون باقٍ.
(قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) قيمتها تساوي 74، (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ) قيمتها تساوي 192، (74+ 192= 266) = ( 19x14).
أعتقد يا أستاذ محمد، أنَّ احتمال المُصادفة بات بعيداً جداً جداً، وما يُمعِن في الإعجاز أنَّ كلمة إبراهيم تَرِد في هذا النص أربعة مرات، ومرسومة دون حرف ياء، كون النص من سورة البقرة، وأنَّ كلمة العِظام في الآية الوسطى، تَرِد بحرف ألف على غير العادة، فهل يُمكننا أن نتصور إضافة حرف ياء إلى كلمة إبراهيم، أو حذف الألف من كلمة العِظام؟ هذا من المستحيل، إذاً رسم القرآن الكريم توقيفيٌ بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى، والمُعجزة التي نراها ليست مُصادفةً أبداً.
رسم القرآن الكريم توقيفيٌ من الله تعالى:
الإعلامي محمد رياض:
سبحان الله! أستاذ عدنان لماذا وردت كلمة إبراهيم عليه السلام في سورة البقرة بدون ياء؟
المهندس عدنان الرفاعي:
انظر أستاذ محمد، اسم إبراهيم عليه السلام مرَّ في مرحلتين، قبل أن يُنجِب وبعد أن أنجَب، صورة اسمه في بداية حياته قبل أن يُنجِب، توافق صورة اسمه في سورة البقرة، يعني دون حرف ياء، وصورة اسمه بعد أن أنجَب توافق اسمه في نهاية حياته بعد أن أنجَب وهي بعد سورة البقرة، هذه الحقيقة بإمكاننا أن نقرأها من قوله تعالى:
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ(26)﴾
إذاً النبوَّة والكتاب جُعِلا في ذُريَتي نوحٍ وإبراهيم عليهم السلام، ولمّا كان نوح عليه السلام من ذُريته أُنجِب إبراهيم، أي لمَّا كان إبراهيم عليه السلام هو ذاته من ذُريّة نوح، إذاً علينا أن نُميّز في حياة إبراهيم بين إبراهيم عليه السلام قبل أن يُنجِب، أي إبراهيم التابع لمرحلة نوح عليه السلام، لمرحلة ذُريّة نوح، وبين إبراهيم عليه السلام بعد أن أنجَب حيث بدأت مرحلة جديدة، إذاً تغيير رسم الكلمة في القرآن الكريم ليس عبثاً.
الإعلامي محمد رياض:
نعم وهذا الذي يُثبته الأبجدية التي اكتشفتها حضرتك.
المهندس عدنان الرفاعي:
نعم نحن تحدثنا أننا سنرى بأُمِّ أعيُننا، كيف أنَّ رسم القرآن الكريم توقيفيٌ بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى، أنا قلت في البداية أنَّه نَزل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام.
يعني هل نستطيع أن نُضيف إلى كلمة إبراهيم في سورة البقرة، حرف ياء دون أن تختل هذه المعايير؟ هذا مستحيل! هذا من جملة ما يُثبِت أنَّ رسم القرآن الكريم توقيفي بأمر من الله سبحانه وتعالى.
الإعلامي محمد رياض:
والذي هو من اللوح المحفوظ، وهذا الذي أثبتته الأبجدية التي اكتشفتها.
المهندس عدنان الرفاعي:
نعم الأبجدية والمُعجزة التي نتحدث عنها وغيرها الكثير.
الإعلامي محمد رياض:
هل ممكن من حضرتك أن تُعطينا مزيداً من الأمثلة لنوضِّح للسادة المشاهدين؟
المهندس عدنان الرفاعي:
أستاذ محمد الأمثلة كثيرة جداً، وأنا ذكرت في كُتبي منها المئات، خُذ هذه الأمثلة: أحياناً في القرآن الكريم، يكون مؤشر التكامُل واضحاً من ظاهر الصياغة اللغوية للنص القرآني، في سورة سبأ على سبيل المثال.
الإعلامي محمد رياض:
عُذراً ولكن ما معنى التكامُل؟
التكامل في المعنى والدلالات ينعكس تكاملاً في القيمة العددية للحروف:
المهندس عدنان الرفاعي:
التكامُل بمعنى أنَّ العبارات القرآنية التي تتحدث عن موضوع مشترك، عن مسالة كاملة في المعنى والدلالات، هذا التكامُل في المعنى والدلالات، ينعكس تكامُلاً في القيَم العددية للحروف، بمعنى أنَّ مجموع القيَم العددية لهذه الحروف، من مُضاعفات العدد تسعة عشر دون زيادة أو نقصان، هذا ما نعنيه بالتكامل.
الإعلامي محمد رياض:
يعني الآيات التي هي مُتكاملة في المعنى.
المهندس عدنان الرفاعي:
نعم الآيات المُتكاملة في المعنى تتكامل في القيَم العددية، وهنا مَكمَن المُعجزة، انظر إلى هذا النص القرآني، يقول تعالى:
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48) قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)﴾
هذه المسالة الكاملة في المعنى والدلالات، ونرى أنَّ كل آية منها تبدأ بكلمة قُل، القيمة العددية لهذا النص كاملاً من مضاعفات العدد تسعة عشر، القيمة العددية تساوي (1824= 19x96)
الإعلامي محمد رياض:
يعني كل الآيات التالية مُجتمعة، القيَم العددية لها = 1824
المهندس عدنان الرفاعي:
نعم القيَم العددية لهذه الآيات 1824 وتساوي (19x96)
خُذ مثال آخر: في سورة الروم ستُ آيات متتالية، تبدأ كل واحدة منها بالعبارة القرآنية (ومن آياته) ، وتتحدث عن مسألة كاملة في تبيان آيات الله تعالى، هذا التكامل في المعنى والدلالات، ينعكس تكاملاً في القيَم لهذه الحروف، لنقرأ يقول تعالى:
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ (25)﴾
القيمة العددية لهذا النص كاملاً تساوي (2622 = 19x138)، يعني التكامل معنى والدلالات بين حروف هذا النص القرآني، انعكس تكاملاً في معيار مُعجزة إِحْدَى الْكُبَرِ.
و مُعجزة إِحْدَى الْكُبَرِ هي مضاعفات العدد تسعة عشر، يعني مجموع القيَم العددية تساوي مضاعفات العدد تسعة عشر دون زيادة أو نقصان.
تكامل المعنى في الآيات هو مُعجزة إحْدَى الْكُبَر ومضاعفات العدد تسعة عشر:
الإعلامي محمد رياض:
يعني حضرتك تقصد أنَّ الآيات التي فيها تكامل في المعنى ، مجموع القيَم العددية هي مضاعفات للعدد تسعة عشر.
المهندس عدنان الرفاعي:
نعم بالضبط، خُذ هذا المثال: سورة الكوثر تُلقي الضوء على موضوع كامل، هو الوحيد في القرآن الكريم، لذلك القيمة العددية لهذه السورة أيضاً مسألة كاملة في معيار مُعجزة إِحْدَى الْكُبَرِ، أي مضاعفات العدد تسعة عشر، يقول تعالى:
﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)﴾
القيمة العددية لهذه السورة كاملة تساوي (304=19x16)
الآن لو نظرنا إلى الآية الأولى من هذه السورة (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) قيمتها العددية تساوي 114 على عدد سور القرآن الكريم وتساوي (19x6).
فلماذا يا أستاذ محمد لا تكون كلمة الكوثر تعني القرآن الكريم؟ يعني ما المانع أنَّ كلمة الكوثر تصف القرآن الكريم؟
الإعلامي محمد رياض:
نعم وفي التفاسير على حسب علمي أنَّ كلمة الكوثر تعني الجنَّة، أو نهرٌ في الجنَّة، أنت حضرتك بالقيَم العددية أثبتت أنها تعني القرآن الكريم؟
المهندس عدنان الرفاعي:
نعم القرآن الكريم، نحن أستاذ محمد ليس من هذا المعيار لوحده.
الإعلامي محمد رياض:
نعم أنا أُعيد السؤال، ما هو دليلك على أنَّ كلمة الكوثر تعني القرآن الكريم؟
المهندس عدنان الرفاعي:
انظر أستاذ محمد، لو عُدنا إلى القرآن الكريم، وبحثنا فيه عن الكلمات التي تصف القرآن الكريم بصفات يتميز بها عن غيره من الكتب السماوية الأُخرى، لرأينا أنَّ هذه الكلمات هي: (القرآن، الروح، الكوثر) ، هذه الكلمات الثلاث، قيمتها العددية تساوي بالضبط عدد سور القرآن الكريم، تساوي 114 سورة، كلمة القرآن قيمتها العددية تساوي 29، كلمة الروح قيمتها تساوي 34، كلمة الكوثر قيمتها العددية تساوي51، (29+34+51= 114) = 19x6
الإعلامي محمد رياض:
نعم حضرتك قلت أنَّ (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) مجموع القيَم العددية للسورة تساوي 114 وهو عدد سور القرآن الكريم، هل هذا الإثبات أنك قلت أنها القرآن؟
المهندس عدنان الرفاعي:
هذه أحد المعايير، قلنا أيضاً أنَّ كلمة القرآن، وكلمة الروح، وكلمة الكوثر، هذه الكلمات الثلاث مجموع قيمتها العددية أيضاً يساوي 114 على عدد سور القرآن الكريم.
خُذ أستاذ محمد هذا المثال: يعني انظر كيف تتجلى المُعجزة العددية في هذا المثال، لننظر إلى النص التالي الذي يُصوِّر جُزءاً من دعاء إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم، يقول تعالى واصفاً دعاء إبراهيم عليه السلام:
﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)﴾
القيمة العددية لهذا النص كاملاً تساوي (418 = 19x22)، هذا دعاء إبراهيم عليه السلام.
يُجيب الله تعالى على هذا في مكانٍ آخر فيقول:
﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)﴾
ويُجيب أيضاً في مكان آخر فيقول:
﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (164)﴾
كُل إجابة من هاتين الإجابتين مسألة كاملة، أيضاً من مُضاعفات العدد تسعة عشر، فالآية الأولى (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) قيمتها (399 = 19x21)، والإجابة الثانية أيضاً قيمتها (532 = 19x28)، نحن أمامنا ثلاث مُعادلات، دعاء إبراهيم عليه السلام مسألة كاملة، قيمتها العددية (418 =19x22)، الإجابة الأولى على هذا الدعاء قيمته العددية (399 = 19x21)، والإجابة الثانية على هذا الدعاء قيمتها (532 = 19x28).
الإعلامي محمد رياض:
يعني الثلاثة من مضاعفات العدد تسعة عشر.
المهندس عدنان الرفاعي:
نعم انتظر أستاذ محمد سترى المُعجزة بأُمِّ عينك.
الآن لو نظرنا إلى دعاء إبراهيم عليه السلام، لرأيناه مُكوَّناً من قسمين، قسم يتعلَّق بالرسالة، وقسم يتعلَّق بالرسول الحامل لهذه الرسالة، فقوله: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ) هذا يتعلَّق بالرسالة، هذه العبارة لوحدها مسألة كاملة، تساوي (152 = 19x8) والقسم الثاني المُتعلّق بالرسول الحامل لهذه الرسالة، (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ) أيضاً مسألة كاملة تساوي (266=19x14)، الآن لو عُدنا إلى الإجابتين لوجدنا كل إجابة منهما تتكون أيضاً من هذين القسمين، يعني في الإجابة الأولى مكوَّنة من قسمين، قسم خاص بالرسالة، وقسم خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام، والإجابة الثانية نفس الشيء.
الآن لو جمعنا القسم الخاص بالرسالة من الإجابتين، لحصلنا على مسألة كاملة، يعني (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ) هذه من الإجابة الأولى وقيمتها تساوي 130، (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ) تساوي 269 هذه الإجابة الثانية، (130 +269= 399) = 19x21 وأيضاً لو جمعنا القسم الخاص بالرسول من الإجابتين لحصلنا أيضاً على مسألة كاملة.
(يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) الإجابة الأولى تساوي 269
(يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) الإجابة الثانية تساوي 263 (269+263= 532) = 19x28
انظر أستاذ محمد، تتجلى المُعجزة الإلهية في أنَّه لو جمعنا القسم الخاص بالرسالة من الدعاء، ومن الإجابتين، لحصلنا على مسألة كاملة قيمتها العددية تساوي (19 xالقيمة العددية للقرآن) !
أليس القرآن هو جوهر هذه الرسالة؟ لنقرأ ونرى:
(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ) هذا من الدعاء تساوي 152
(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ) تساوي 130 هذه الإجابة الأولى
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ) تساوي 269 هذه الإجابة الثانية.
(152+130+ 269=551)=19x29، و29هي القيمة العددية للقرآن، القرآن قيمته العددية
تساوي 29.
ولو جمعنا القسم المتعلّق بشخص الرسول، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، من الدعاء والإجابتين، لحصلنا على مسألة كاملة أيضاً، قيمتها العددية تساوي (19 xالقيمة العددية لكلمة مُحمد)، لنقرأ:
(يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ) يساوي 266 هذه من الدعاء
(يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) يساوي 269 هذه من الإجابة الأولى
(يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) يساوي 263 هذه من الإجابة الثانية
(266+269+ 263=798)= 19x42، و 42 هي القيمة العددية لكلمة مُحمد.
الإعلامي محمد رياض:
يعني القيمة العددية لكلمة مُحمد تساوي 42.
المهندس عدنان الرفاعي:
بالضبط يعني القسم الخاص بالرسول صلى الله عليه وسلم، قيمته العددية تساوي (19x42) والقسم المتعلق بالرسالة يساوي (19x29) و29 هي القيمة العددية للقرآن، فهل هذه مُصادفة يا أستاذ محمد؟!
الإعلامي محمد رياض:
سبحان الله! حسناً هل يمكن استخدام هذه الأبجدية التي حضرتك اكتشفتها، في اكتشاف مُعجزات أُخرى في القرآن الكريم؟
النصوص القرآنية المتوازنة في المعنى والدلالات قيَمها العددية متساوية:
المهندس عدنان الرفاعي:
نعم انظر أستاذ محمد، مجاميع القيَم العددية للنصوص القرآنية تتعلّق بعدة أبعاد إعجازية في الوقت ذاته، وهذه المجاميع تتقارب وتتباعد وفق تقارب وتباعد المعاني التي تحملها النصوص القرآنية، وأنا في بحثي وقفت عند توازن القيَم العددية للنصوص القرآنية، يعني النصوص القرآنية المتوازنة في المعنى والدلالات، قيَمُها العددية متساوية بناءً على هذه الأبجدية، انظر معي، يقول تعالى في سورة الحجر في آية تُصوّر قول الكافرين للرسول صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى:
﴿ وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6)﴾
هذه قيمتها 219.
وفي سورة الطور، إجابة من الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، يشمل الرد على قول هؤلاء الكافرين، يقول تعالى:
﴿ فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29)﴾
أيضاً تساوي 219 لاحظ التوازن في المعنى والدلالات، كيف ينعكس توازناً في القيَم العددية لهذه الآيات الكريمة، الآن لو نظرنا في الآية الثانية لوجدنا فيها أنَّ كلمة (بنعمت) تُكتَب بالتاء المبسوطة وليست التاء المربوطة .
الإعلامي محمد رياض:
ولو كُتِبت بالتاء المربوطة؟
المهندس عدنان الرفاعي:
لاختلّ كل ميزان القرآن الكريم، يعني التاء المبسوطة قيمتها العددية تساوي11 والتاء المربوطة تساوي7 فهل من الممكن أن نستبدل التاء المبسوطة يا أستاذ محمد بتاء مربوطة؟ طبعاً مستحيل، وهذا يُثبِت أنَّ رسم القرآن الكريم توقيفيٌ بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى، وأنا قلت لك منذ البداية، عندما نصل إلى مُعجزة العدد تسعة عشر، وإلى غيرها من المُعجزات، سنرى بأُمّ أعيُننا كيف أنَّ رسم القرآن الكريم توقيفي بأمر من الله سبحانه وتعالى، خُذ مزيداً من الأمثلة أستاذ محمد.
خذ هذا المثال: كيف تتداخل مُعجزة العدد تسعة عشر مع مُعجزة توازن القيَم العددية لحروف النص القرآني، يقول تعالى:
﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)﴾
هذه قيمتها العددية تساوي 519 .
﴿ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)﴾
قيمتها أيضاً تساوي 519 .
الآن لو أخذنا هاتين الآيتين مع الآية الثالثة، لوجدنا مسألة كاملة في المعنى والدلالات لنقرأ:
﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)﴾
القيمة العددية لهذا النَص تساوي (1425=19x75)
إذاً عندنا آيتان متوازنتان، هاتان الآيتان مع الآية الثالثة شكَّلت مسألة كاملة.
أنا أُريد أن أُعطيك أمثلة، لترى بأُمِّ عينيك كيف أنَّ مُعجزات القرآن الكريم تتداخل فيما بينها، فالنَص القرآني ذاته، يحمل كل الأبعاد الإعجازية في الوقت ذاته.
الآن لو نظرنا إلى الآية الوسطى من هذه الآيات الثلاث، لرأيناها مكوَّنة من قسمين:
قسمها الأول يتبع للآية الأولى في مسألة كاملة، وقسمها الثاني يتبع للآية الثالثة في مسألة كاملة، والتكامُل في المعنى والدلالات واضح وضوح الشمس، هذا التكامُل في المعنى والدلالات، ينعكس تكامُلاً في مُعجزة إِحْدَى الْكُبَرِ لنقرأ.
الإعلامي محمد رياض:
دعني أوضّح لحضرتك، نرجع مرة ثانية حتى الناس لا تضيع، مُعجزة إِحْدَى الْكُبَرِ التي هي العدد تسعة عشر.
المهندس عدنان الرفاعي:
نعم هي تكامُل في النصوص القرآنية، أمَّا معجزة التوازن، أنَّ الآيات الكريمة المتوازنة في المعنى والدلالات قيَمُها العددية متساوية، أنا أتيت بهذا المثال، لكي ترى أستاذ محمد، كيف أنَّ مُعجزات القرآن الكريم تتداخل فيما بينها، هذا الهدف من هذا المثال.
انظر الآن: نحن قلنا آية أولى تتوازن مع الآية الثانية، والآية الأولى والآية الثانية مع الآية الثالثة تدخل في مسألة تكامُلية.
الآن الآية الثانية، تنقسم إلى قسمين:
قسمها الأول يتبع للآية الأولى في مسألة كاملة، وقسمها الثاني يتبع للآية الثالثة في مسألة كاملة،
لنقرأ (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ) إلى هنا يساوي (798= 19 x42) يعني نحن هنا أخذنا الآية الأولى، و جزءاً من الآية الثانية.
الآن نُكمِل: (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)) يساوي (627 =19x 33) يعني لننظُر كيف تتداخل مُعجزات القرآن.
خُذ هذا المثال أستاذ محمد: لننظُر إلى قول فرعون الذي خاطب به موسى عليه السلام، وإلى رد موسى عليه السلام على هذا القول:
﴿ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ(19)﴾
يساوي 469 هذا القول لفرعون، يعني الله سبحانه وتعالى يصِف لنا قول فرعون، يَرُد عليه موسى فيقول:
﴿ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)﴾
أيضاً يساوي 469
الإعلامي محمد رياض:
هذا رد سيدنا موسى على كلام فرعون
المهندس عدنان الرفاعي:
موازي تماماً يساوي 469 يعني هذا التوازن في المعنى والدلالات، ينعكس توازناً في القيَم العددية للحروف، خُذ هذا المثال:
سليمان عليه السلام، عندما طَلب الإتيان بعرش ملكة سبأ، كم عَرض قُدِّم له؟ قُدِّم له عَرضان، كل عَرض من هذين العرضين يتوازن مع الآخر، لأن كُلّاً مِن العارِضَين قدَّم أقصى إمكانياته، لذلك القيمة العددية للنص الذي يُصوّر العرض الأول، تساوي بالضبط القيمة العددية للنص الذي يصوّر العرض الثاني، نفس القيمة العددية.
﴿ قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)﴾
تساوي 334 هذا العرض الأول، والعرض الثاني:
﴿ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)﴾
تساوي 334.
الآن العرض الثاني هو الذي فاز بهذه المناقصة، لذلك الآية الكريمة التي ينتمي إليها العرض الثاني، مسألة كاملة يعني مُضاعفات العدد تسعة عشر، لنقرأ.
الإعلامي محمد رياض:
يعني هذه علاقة الآيات المتوازنة في المعنى والدلالات، حضرتك قلت أنَّ القيَم العددية لها متساوية، ولها علاقة أيضاً بمعجزة العدد تسعة عشر، والتي هي إِحْدَى الْكُبَرِ.
المهندس عدنان الرفاعي:
والنَص القرآني ذاته، يحمل جميع الأبعاد الإعجازية في الوقت ذاته، يعني هذا النَص القرآني، الذي يصوّر العرض الثاني الذي أتى بعرش ملكة سبأ، هو ذاته يدخُل مع ذات الآية التي ينتمي إليها في مسألة كاملة، وهذا يُشير إلى أنَّ هذا العرض هو الذي فاز بهذه المناقصة، وأتى بعرش ملكة سبأ.
الإعلامي محمد رياض:
الذي هو مُضاعفات العدد تسعة عشر .
المهندس عدنان الرفاعي:
نعم لنقرأ: (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) تساوي (988=19 x 52)
أيضاً خُذ هذا المثال أستاذ محمد، لننظُر إلى توازن المعنى والدلالات بين الآيتين التاليتين، وكيف ينعكس هذا التوازن، توازناً في القيَم العددية بينهما، يقول تعالى:
﴿ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)﴾
تساوي 370.
وفي سورة النحل يقول تعالى:
﴿ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)﴾
تساوي 370، طبعاً التوازن واضح بين هاتين الآيتين، فنسخ بعض أحكام القرآن الكريم، لبعض أحكام أهل الكتاب والمشركين، هو في النهاية إبدال حكمٍ قرآني، مكان حكمٍ آخر غير قرآني.
خُذ هذا المثال أستاذ محمد، يقول تعالى:
﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23)﴾
هذه قيمتها (304= 19x16) وهذا النَص القرآني مكوَّن من جزأين متوازنين تماماً، لذلك القيمة العددية لكل جزء، تساوي القيمة العددية للجزء الثاني (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ) تساوي (152=16x8) (وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ) تساوي (152 = 16x 8) والأمثلة كثيرة جداً، وكما قلت أنا قدّمت في كتبي، المئات من هذه الأمثلة.
الإعلامي محمد رياض:
أستاذ عدنان، من خلال هذه النظرية هل نستطيع نحن أن نُفسِّر أحكام أو نستنبط تشريعات أُخرى، أو نُصحّح تفاسير كانت مغلوطة.
المُعجزة العددية لبعض الكلمات في القرآن الكريم:
المهندس عدنان الرفاعي:
أستاذ محمد، أوَدّ أن أقول لك عن القيَم العددية للكلمات، عن بعض مُعجزات القرآن الكريم، يعني نحن تكلّمنا عن مُعجزة العدد تسعة عشر، وتكلّمنا عن توازن القيَم العددية للنصوص القرآنية، دعني أُبيّن لك القيَم العددية للكلمات، كيف أننا مِن الممكن أن نوظفها أيضاً في فهم الكثير من المسائل القرآنية، يعني عندما رأينا أن كلمة (مُحمد) تساوي العبارة القرآنية (رسول الله) ، واضحة، يعني التوازن في المعنى والدلالات واضح، دعني أُعطيك بعض الأمثلة، على هذا البُعد الإعجازي من كتاب الله تعالى.
لو أخذنا كلمة مُحمد، مع كلمة أحمد، وهُما أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم، مع الأسماء التي خاطبه الله تعالى بها بقوله (يا أيُّها) ، والله تعالى قال:
﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)﴾
وقال:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)﴾
وقال:
﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)﴾
وقال:
﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)﴾
قال يا أيُّها الرسول، وقال يا أيُّها النبي، وقال يا أيُّها المُزّمِل، وقال يا أيُّها المُدّثِر، لو أخذنا هذه الأسماء الستة، لوجدنا أننا أمام مسألة كاملة.
(مُحمد) تساوي 42، (أحمد) تساوي 39، (الرسول) تساوي 33، (النبي) تساوي21، (المُزّمِل) تساوي 37، (المُدّثِر) تساوي 56، المجموع يساوي (228= 19x 12) يعني مضاعفات العدد تسعة عشر.
هذه الأسماء لرسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم هي مسألة كاملة.
انظر أستاذ محمد عُمق الدلالة اللغوية كيف ترتبط بالقيمة العددية، عندما نقرأ في القرآن الكريم (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ) ، هذه العبارة القرآنية تَصِف شخص مُحمد صلى الله عليه وسلم، مقصود بها مُحمد الشخص، لذلك القيمة العددية للعبارة القرآنية يا أيَّها النبي تساوي 42، وكلمة مُحمد تساوي 42، بينما عندما نقرأ العبارة القرآنية (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ) ، فماذا تعني؟ تعني مُحمداً الحامل لمنهج الله تعالى، لذلك القيمة العددية للعبارة (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ) ، تساوي بالضبط القيمة العددية لكلمتي (الله، مُحمد) ، (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ) تساوي 54، (الله) تساوي 12، (مُحمد) تساوي 42، (12+ 42 = 54).
أيضاً أستاذ محمد هذه المُعادلة نستطيع صياغتها بطريقة أُخرى، (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ) ، تعني أيضاً النبي الحامل لكتاب الله تعالى، (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ) قلنا تساوي 54، (النبي) تساوي 21 قيمتها العددية، (الكتاب) تساوي 33، (21+33 =54) وهي ذاتها القيمة العددية للعبارة القرآنية (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ) .
الآن لو أخذنا القيَم العددية للأسماء التي وصِفَ بها عيسى عليه السلام في القرآن الكريم، وحسبنا قيمَها العددية، لرأينا أيضاً أنّنا أمام مسألة كاملة.
(عيسى) قيمتها 34، (عيسى بن مريم) تساوي 69، (المسيح) تساوي 46، (المسيح بن مريم) تساوي 81، (ابن مريم) تساوي 35، (المسيح عيسى بن مريم) تساوي 115، المجموع يساوي (380 = 19x 20) أقصِد مسألة كاملة.
الآن لو أخذنا اسمَي مريم عليها السلام في القرآن الكريم، هي مريم، ومريم ابنة عمران، لوجدنا أيضاً أننا أمام مسألة كاملة.
(مريم) قيمتها العددية تساوي 22، و(مريم بنت عمران) تساوي 73، (22+73=95) =19x5
جبريل عليه السلام، له اسم صفة، يُذكَر في القرآن الكريم بأل التعريف، هو الروح الأمين، لو أخذنا (القيمة العددية لكلمة جبريل + القيمة العددية لعبارة (الروح الأمين) ، لوجدنا أيضاً أننا أمام مسألة كاملة، (جبريل) تساوي 44 (الروح الأمين) تساوي 51، (44+51=95) = 19x5
لو أخذنا أيضاً القيمة العددية للكتب السماوية التي ذُكرِت في القرآن الكريم، لوجدنا أيضاً أننا أمام مسألة كاملة، (التوراة) قيمتها تساوي40، (الزَبور) تساوي 49، (الإنجيل) تساوي34، (القرآن) تساوي 29،
(40+49+34+29= 152) = 19x 8 مضاعفات العدد تسعة عشر.
هناك قضية أيضاً هامّة جداً، لو أخذنا أسماء البيت، البيت الحرام، بيت الله الحرام، لوجدنا أن هذه الأسماء، تصِف بيت الله تعالى الحرام، قبل مَبعَث مُحمد صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك، إلّا اسم المسجد الحرام، المسجد الحرام يَصِف بيت الله تعالى الحرام فقط بعد مَبعَث مُحمد صلى الله عليه وسلم، مسجد بيت الله الحرام فقط بعد مَبعَث مُحمد، في سياقها القرآني، لو عُدنا لكتاب الله تعالى، وقرأنا عبارة المسجد الحرام، لرأيناها تصِف بيت الله تعالى الحرام، بعد مَبعَث مُحمد صلى الله عليه وسلم، الآن لو أخذنا عبارة (المسجد الحرام) + كلمة (مُحمد) لكُنّا أمام مسألة كاملة، (المسجد الحرام) قيمتها تساوي 91، (مُحمد) تساوي 42، (91+42=133) = 19x7 مُضاعفات العدد تسعة عشر.
وأنت تعلم يا أستاذ محمد ماذا يعني العدد 7 بالنسبة للطواف وغيره من الشعائر عند الكعبة.
الآن لو أخذنا الأسماء الأُخرى للبيت، مع أسماء المُرسلين.
الإعلامي محمد رياض:
مناسك الحج كلها مرتبطة بسبعة أشواط.
المهندس عدنان الرفاعي:
يعني انظر أستاذ محمد، (المسجد الحرام + مُحمد) = (133= 19x 7 )، أكيد سبعة تعني كل ما في القرآن الكريم ليس عَبثاً أبداً، كل ما في القرآن الكريم هو لحكمة إلهية مُرادة.
الآن لو أخذنا أسماء البيت قبل الرسالة الخاتمة، يعني قبل مَبعَث محمد صلى الله عليه وسلم، مع أسماء المُرسلين، الذين لهم علاقة في البيت، هؤلاء المرسلون هُم: آدم عليه السلام
﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96)﴾
وإبراهيم بإسميه، صورته كما هي في سورة البقرة كما قلنا في القرآن الكريم، وإسماعيل، لأن إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام رفعا القواعد من البيت، واسم أحمد، اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الاسم المُبَشَّر به في المرحلة السابقة، لوجدنا أيضاً أننا أمام مسألة كاملة، (البيت) تساوي 29، (البيت الحرام) تساوي 63، (الكعبة) تساوي 41، (البيت العتيق) تساوي 75، (البيت المعمور) تساوي 65، (آدم) تساوي 21، (إبراهيم) برسمها في سورة البقرة، يعني دون حرف ياء، تساوي 29، (إبراهيم) تساوي35 إبراهيم الثانية، (إسماعيل) تساوي40، (أحمد) تساوي39، المجموع يساوي (437=19x23)
خُذ هذا المثال يا أستاذ محمد: معلومٌ أن نفس عيسى عليه السلام امتلأت روحاً منذ ولادته، يقول تعالى واصفاً عيسى عليه السلام:
﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (171)﴾
ومعلومٌ أن عيسى عليه السلام، هو الذي صاغ الإنجيل، إذاً نحن الآن أمام ثلاث كلمات.
الإعلامي محمد رياض:
هو الذي صاغ الإنجيل؟
المهندس عدنان الرفاعي:
نعم هو الذي صاغ الإنجيل، نحن علينا أن نُميّز، أنا أتكلّم عن الصياغة، الصياغة تتعلق في القول، والمعنى من الله سبحانه وتعالى، أمّا الصياغة يعني القول، صاغه عيسى عليه السلام، أمّا المعنى من الله، إذاً نحن أمام ثلاث كلمات، هي: (عيسى، الروح، الإنجيل) ، هذه الكلمات الثلاث، متوازنة في المعنى والدلالات، كلمة (عيسى) قيمتها تساوي 34 وكلمة (الروح) تساوي 34 وكلمة (الإنجيل) تساوي 34.
أيضاً القرآن الكريم، نحن نعلم أنه قول الله، يعني الصياغة اللغوية من الله سبحانه وتعالى، لذلك القيمة العددية لكلمة (القرآن) تساوي 29 والقيمة العددية للعبارة القرآنية، (قال الله) أيضاً تساوي 29، فهل هذا مُصادفة يا أستاذ محمد؟!
الإعلامي محمد رياض:
سبحان الله! لا طبعاً، نحن نعود مرّة ثانية للسؤال الذي سألته لحضرتك، هل نحن يمكن أن نستخدم هذه الأبجدية، العظيمة طبعاً، التي رأيناها مع السادة المشاهدين، وكم بيَّنت إعجاز القرآن الكريم، هل ممكن نستخدم هذه الأبجدية في استنباط أحكام جديدة في القرآن، في تفسير أشياء كانت مغلوطة، هل هناك تطبيقات عملية لها؟
هل ممكن استخدام الأبجدية في استنباط أحكام جديدة في القرآن؟
المهندس عدنان الرفاعي:
بالتأكيد أستاذ محمد، فما دام دخولنا من ظاهر الصياغة اللغوية سليماً، وما دام حسابنا دقيقاً، وما دُمنا مبتعدين عن تأويلات العصبيات المُسبقة الصنع، وعن الأهواء، فلماذا لا نستطيع الاستفادة من هذه النظرية ولماذا لا نستطيع توظيفها؟ فهناك الكثير أستاذ محمد من المسائل في الفكر الإسلامي التي بحاجة إلى إعادة مُعايرة على القرآن الكريم، مسائل كثيرة، مسألة الناسخ والمنسوخ مثلاً، مسألة العبيد ومُلك اليمين، مسألة الشفاعة نحن لا نُنكر الشفاعة ولكن الشفاعة في كتاب الله تعالى لها دلالاتها، والشفاعة في مورثاتنا لها دلالات أُخرى، مسألة الخروج من النار، مسائل كثيرة أستاذ محمد، مسألة انشقاق القمر، مسألة السبع المثاني، المسائل كثيرة التي بحاجة إلى إعادة مُعايرة على كتاب الله تعالى، والمُعجزة العددية، نحن لا نقول المُعجزة العددية، فنحن لا نُقدِّس العدد كما قلت في البداية، نحن نأخذ المُعجزة العددية كمؤشر هداية نحو إدراك دلالات النص القرآني، بمعنى أن نضبط تصوراتنا لفهم ظاهر الصياغة القرآنية فما رأيناه يا أستاذ محمد لا يمكن أن يكون مُصادفة من المستحيل أن يكون ذلك.
الإعلامي محمد رياض:
الحديث شَيّق ومثير، ولكن للأسف الشديد انتهى وقت الحلقة، في نهاية الحلقة نشكر الكاتب والمُفكّر الإسلامي الكبير المهندس عدنان الرفاعي، وإن شاء الله في الحلقة القادمة، سوف نستكمل الحديث عن المُعجزة العددية للرقم تسعة عشر، وتطبيقها في مسائل كالطلاق والتَبنّي ومسائل أُخرى اختلف فيها الكثيرون وتعددت فيها الآراء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المهندس عدنان الرفاعي:
إيماني العميق بالقرآن الكريم، دفعني إلى البحث عن معيارٍ عقليٍ مُجرَّد، يكون لُغةً مشتركة بين جميع الناس
الإعلامي محمد رياض:
سبحان الله! يعني كيف ممكن أن نكتشف قانون في كتاب الله سبحانه وتعالى، ونحن أنفسنا لا نستطيع الإحاطة بكتاب الله؟
المهندس عدنان الرفاعي:
الله سبحانه وتعالى، أعطى العقل البشري القُدرة على الغوص في أعماق النص القرآني سبع درجات، أننا سنرى بأُمّ أعيُننا كيف أنَّ رسم القرآن الكريم توقيفيٌ بأمرٍ من الله سبحانه و تعالى.
الملف مدقق