وضع داكن
19-04-2024
Logo
برنامج سفراء الهدى - الحلقة : 11 - التعامل مع قصص الأنبياء في القرآن
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) ﴾

[ سورة يوسف ]

مقدم البرنامج:
رب لقد كان في قصصهم عبرة، قصص الأنبياء، وما جاء في القرآن من قصص، كيف لنا أن نتعامل معه؟

تأثير القصة في الدعوة إلى الله:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
اجتهادي المتواضع الآن أقوى فرع باللغة، بالأدب، بالتوجيه، القصة؛ لأنها حقيقة مع البرهان عليها، يوجد شخصيات، فيها حوار، فيها بداية، فيها عقدة، فيها نهاية، فيها مغزى، فيها حل ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ فالقصة لها أثر عجيب جداً، مثلاً: ألقِ على ابنك عشر محاضرات لعدم السرعة، ولكنه مُصرٌّ على السرعة، فرأى حادث مات فيه ثلاثة، فكان ذلك أبلغ من عشر محاضرات.
مقدم البرنامج:
كله في زاوية، وما رآه في زاوية.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
لذلك قضية الفهم تحتاج إلى عمق شديد جداً، فأنا أتمنى أن يكون نظام القصة أصلي في الدعوة إلى الله عز وجل، فالقصة أساساً هي أرقى فن الآن، فيها أشخاص، فيها حوار، فيها بيئة (مكانية- زمانية) فيها عقدة، فيها حل، فيها مغزى، القصة أقوى منهج أو أقوى فرع أدبي في التأثير في الآخرين.
الغرب لغى الحرف، واستعمل القصة، عندما ما استطاع أن يحكمنا بالحرف – نحن لدينا القرآن - فحكمنا بالفيلم، يُريك فيه بيت فخم جداً، والزوجة متفلتة جداً مع أصدقاء الزوج، ويوجد بار في البيت، وثلاث سيارات في الموقف، ويريك من طرف آخر رجل الدين أفقه ضيق جداً، معه انفصام شخصية، زوجته عند الجيران، وأولاده في الحي، هم لم يتكلموا بالدين إطلاقاً،  ولكن قدموا لك أبشع صورة للدين، وقدموا لك أجمل صورة للدنيا.
مقدم البرنامج:
بالقصة.

دور الإعلام في التأثير:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
الإعلام؛ الآن الإعلام، كلمة دقيقة أقولها للمصلحة العامة؛ مالم تُضبط شاشة الحائط، والآيباد والهاتف، لا يوجد توبة في البيت، حقيقة مرة أراها أفضل ألف مرة من الوهم المريح، والغرب.
مقدم البرنامج:
جميل، الناس على دين إعلامهم سيدي
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
  نعم، كان هناك اجتهاد مني، والمجتهد يصيب ويخطئ، كان هناك سلطة تشريعية، أي مجلس نواب، وتنفيذية وزراء، وقضائية قصر عدلي، الآن يوجد فقط إعلام، يوجد تلميع إعلامي، وتضليل إعلامي، وتعتيم إعلامي، فقط.
مقدم البرنامج:
هل قصّر الدعاة إلى الله في هذه الزوايا دكتور؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
الحقيقة الآن وسائل الوصول سهلة جداً، والله كنت بأستراليا، والناس هناك يسمعون دروسي بشكل دقيق جداً، وسافرت لكندا، للبرازيل، الآن الحق ينتشر لكنه يحتاج إلى تطبيق، عفواً، اجتهاداً مني؛ لا يستطيع الشخص أن يقنع الناس بالدين إلا إذا كان مطبقاً له، إذا ما طبقه لا يقنع الناس به، فتطبيقه المصداقية، سآتي بأمثلة:
لو فرضنا الوهم مصداقيته 30%، الشك 50%، الظن 70%، غلبة الظن 90%، القطع 100%، أنت تتعامل مع الدين بقواعد قطعية، هذا كلام خالق الأكوان، كلام المستقبل هناك جنة ونار، لما تتعامل مع قواعد قطعية تتأثر، أما إن كانت ظنية لا تتأثر، الوهم 30%، الشك 50%، الظن 70%، غلبة الظن 90%، القطع 100%.

تعريف القانون:


ما هو القانون؟ علاقة بين متغيرين، مقطوع بها، تطابق الواقع، عليها دليل. 
ألغِ الدليل صار تقليداً. 
ألغِ الواقع صار جهلاً. 
ألغِ القطع صار وهماً، ظناً، غلبة ظن...إلخ.
أما الحقيقة القانون: علاقة مقطوع بها: لا وهم، ولا شك، ولا ظن، ولا غلبة ظن، علاقة مقطوع بها. 
تطابق الواقع: إن لم تطابق الواقع فهي جهل. 
عليها دليل: من دون دليل وهم أو شك.
هذا قانون الشرع، القانون العلمي، حقيقة مقطوع بها، تطابق الواقع، عليها دليل، يقابل هذه الأشياء في الإسلام السنن:

﴿ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) ﴾

[ سورة فاطر ]

مقدم البرنامج:
لا تبديل ولا تحويل، جميل.

سنن الدفع إلى الله:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
سنن الدفع إلى الله، وسنن الردع.

أولاً: الهدى البياني:

الهدى البياني: كلام، مجلس علم، لقاء على الشاشة، كلام، الموقف الكامل أن تستجيب:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) ﴾

[  سورة الأنفال ]

هذا الهدى البياني، أرقى شيء، أنت مرتاح ببيتك، مع أهلك، مع أولادك، شاهدت على الشاشة عالم رباني ترك أثراً كبيراً، هذا الهدى البياني، الموقف الكامل الاستجابة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ .

ثانياً: التأديب التربوي:

ما استجاب، هناك التأديب التربوي:

﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) ﴾

[ سورة السجدة ]

الموقف الأول استجابة، الثاني: توبة. 

ثالثاً: الإكرام الاستدراجي:

لا استجاب بالأولى ولا بالثانية، فجأة جاءت الدنيا هذا اسمه: إكرام استدراجي، فبين الهدى البياني: استجابة، تأديب تربوي: توبة، إكرام استدراجي: شكر، لا هذه ولا هذه ولا تلك.

رابعاً: القصم:

 يوجد القصم، هذه سنن الدفع إلى الله.

سنن الردع:


المصائب:

المصائب: للأنبياء كشف، عنده كمالات لا تبدو إلا بمصيبة، يخرج مشياً على قدميه 80 كم، يكذبونه، ويسخرون منه، يغرون أولادهم لضربه –صلى الله عليه وسلم- هذا ابتلاء، بالمناسبة:

﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30) ﴾

[ سورة المؤمنون ]

﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ(2)﴾

[ سورة الملك ]


علة وجودنا الابتلاء والبطولة أن ننجح به:


علة وجودنا الابتلاء، والبطولة ليس ألا نُبتَلى، بل أن ننجح في الابتلاء، هذه البطولة.
مقدم البرنامج:
البطولة ليس أن نُبتَلى؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
البطولة ليس ألا نبتلى.
مقدم البرنامج:
جميعاً سنبتلى.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
أبداً، لكن البطولة أن ننجح في الابتلاء، فامرأة العزيز ابتليت بيوسف عليه السلام فرسبت، هو ابتُلي بها فنجح، قال:

﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ(23) ﴾

[ سورة يوسف ]

مقدم البرنامج:
كلاهما ابتلي.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
علة وجودنا في الدنيا الابتلاء ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ ، خُلقنا في الدنيا بعد الإيمان بالله واليوم الآخر للابتلاء ﴿وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾ ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ فعلة وجودنا الابتلاء، والبطولة ليس ألا نُبتَلى بل أن ننجح في الابتلاء.
مقدم البرنامج:
جميل.

﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ(2) ﴾

[ سورة الملك ]


الملف مدقق

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور