موضوعات إسلامية - مقتطفات إسلامية : 037 - إن الله جميل يحب الجمال
- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠9مقتطفات إسلامية
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
إن الله جميل يحب الجمال .
قال تعالى :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ(26)﴾
( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ) إذاً: الحاجات التي خلقها الله عز وجل تحقق هدفاً وظيفياً، وهدفاً جمالياً، وأيُّ شيء الله عز وجل خلقه، فالتفاحة فضلاً عن أنها مغذية، وفيها مواد سكرية، وفيها معادن، وفيها فيتامينات، فضلاً عن كل خصائصها، وفضلاً عن رائحتها الطيبة، وعن طعمها الطيب، منظرها الجميل، أحياناً هناك لوحات فنية فيها فواكه، التفاحة جميلة جداً، الموز جميل، الإجاص جميل، العنب جميل، الله عز وجل علمنا أن كل شيء خلقه لنا يحقق هدفاً وظيفياً وهدفاً جمالياً .
فلذلك الجمال مطلوب، والمؤمن جميل، ويحب الجمال، لكن يحب الجمال وفق منهج الله، ولا يحيد عن منهج الله قيد أُنْملة .
كان عليه الصلاة والسلام إذا مشى يُعرف بطيب الرائحة .
كان عليه الصلاة والسلام يرتدي أجمل ثيابه في المناسبات والأعياد .
كان عليه الصلاة والسلام له ثياب يرتديها إذا لقي الوفود، وفي خطبة الجمعة .
أنا أتمنى، وهذه مناسبة ألاّ نبتعد عن الجمال، ألا نجعل بلادنا ليست جميلة، تجد الطرقات ليست جميلة، لأن الانتماء فردي، البيوت جميلة جداً، أما الطرقات غير جميلة، ليس هناك انتماء جماعي، أن هذا الشيء يخرّش منظره الأذواق السليمة، قد يضع أشياء لا يحتاجها في الشرفة، ومنظر الشرفة فيها أشياء قديمة مكسورة، معطوبة، لا يهمه ذلك، البيت جميل من الداخل، فيه أناقة، وفيه جمال، لكن الشرفة هذه للناس، يضع فيها أشياء ليست مقبولة ذوقاً .
إذاً: ( قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ) إنسان بلمسات خفيفة يجعل بيته جنة بلمسات خفيفة، مسمار عليه شريط، منظره غير لائق، يقلع المسمار، ويضع مكان الثقب معجوناً فصار المنظر جميلاً، والأشياء الدقيقة يمكن أن تضفي على الإنسان شعوراً بالجمال.
أنا لست مع أن نكون أتقياء، وبلادنا غير جميلة، بيوتنا غير جميلة، تدخل إلى صيدلية أحياناً فيها أناقة، وفيها نظافة، وفيها نظام، شيء يلفت النظر، وصيدلية أخرى الأدوية فوق بعضها، الغبار، يا لطيف شيء لا يحتمل، فالنظافة من الإيمان، والأناقة من الإيمان، والأشياء الجميلة من الإيمان، وهذه آية قرآنية: ( قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ) لكن هناك سوءات أخرى، هناك سوءات فكرية، إنسان جاهل، هناك سوءات أخلاقية، كالكاذب، والمخادع، والمنافق، والمستكبر.
صدقوا أيها الإخوة كما أنك تتقزّز من منظر قبيح، من ثياب قذرة، من ثياب متنافرة في ألوانها، كما أنك تتقزز من مركبة لم يفكر صاحبها أن يغسلها من سَنة، كما أنك تتقزز من بيت فيه حاجات غير منسقة غير مرتبة، قبيحة المنظر، فيه فوضى، ليس هناك نظام، ولا ترتيب، المؤمن يتقزز من كلمة بذيئة، من مزاح رخيص، من مزاح جنسي، من كِبر، من استعلاء، من نفاق، من إنسان ذي وجهين، هذه سوءات ثانية، والله لا أبالغ لعل السوءات الثانية أشد إيلاماً للنفس من السوءات الأولى.
( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ) هناك أشياء جمالية، البيت بيت، والبيت دافئ، لكن ما فيه جمال، فيه مدفأة غير منظفة، مثلاً، فيه صحن يؤدي الوظيفة، لكن أكل عليه الدهر وشرب، منظره مقزز ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ) .
لكن الكذب سوءة، النفاق سوءة، الكبر سوءة، المزاح الرخيص سوءة، المزاح الجنسي سوءة، الوقاحة سوءة، هذه سوءات النفس، لباس التقوى يستر سوءات النفس، وسوءات الجسد تسترها الثياب، وسوءات النفس تسترها التقوى، تجد المؤمن بأدبه، بتواضعه، بطريقة جلوسه، بطريقة حركته، بطرقة كلامه، بحركاته، بسكناته، مؤدب، يمشي بأدب خافض الطرف، لا يستعلي على الناس، لا يحرج من حوله، لا يحمِّر الوجوه، لا يصطاد في الماء العكر، ليس قناصاً، فيه جمال الأخلاق، كما أن المؤمن قد يكون حسن الصورة وأفعاله أيضاً جميلة، لذلك :
جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوس
***