وضع داكن
22-02-2025
Logo
موضوعات إسلامية - مقتطفات إسلامية : 041 - سياسة الله مع الطغاة
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

سياسة الله مع الطغاة .


قال تعالى :

﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ(34) ﴾

[ سورة الأعراف ]

أيها الإخوة ؛ معنى: ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ) أي لم يَدُم لهم ذلك، وما مِن شيء يستمر ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ) من أجل ألّا تيْئَس، من أجل ألّا تشعر بالإحباط، من أجل ألّا تستسلم، من أجل ألّا تضعف معنوياتك.

﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(139) ﴾

[  سورة آل عمران  ]

الله عز وجل له سياسة، يمدِّهم، ويقوّيهم، ويفعلون ما يريدون، ويقولون ويتبجّحون، ويتغطرسون، ويهددون، ويتوعّدون، إلى أنْ يقول ضعيف الإيمان: أين الله؟ وقد قالها ضِعاف الإيمان، يُمدُّ اللهُ القويَّ، يعطيه قوة، يفعل ما يقول، يفرض ثقافته على بقية الشعوب، يفرض إرادته على بقية الشعوب، يقصف، يدمّر، حتى يقول ضعيف الإيمان: أين الله، ثم يُظهِر آياته، حتى يقول الكافر: لا إله إلا الله، هناك امتحانان صعبان: امتحان يُوصِل المؤمن الضعيف إلى أن يقول: أين الله، وامتحان آخر يوصل الكافر إلى أن يقول: لا إله إلا الله.
أيها الإخوة؛ الله عز وجل يمدهم، يمدهم ويقويهم، ويتوهم ضعاف الإيمان أنهم يفعلون ما يريدون، ولكنه يأخذهم فجأة:

﴿ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ (42) ﴾

[  سورة القمر  ]

ويجعلهم أحاديث .
لذلك أيها الإخوة ؛ دققوا في هذه الآية، هذه الآية ترسم سياسة الله مع الطغاة:

﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) ﴾

[  سورة القصص  ]

علا علوّاً كبيراً وقال :

﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى(24) ﴾

[  سورة النازعات  ]

وقال :

﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) ﴾

[ سورة القصص ]

لأنه رأى رؤية فيما ترويه الكتب أن طفلاً من بني إسرائيل سيقضي على ملكه، فأمر بذبح أبناء بني إسرائيل جميعاً، وأيّة قابلة لا تُخبِر عن مولود ذكرٍ تُقتَل، القضية سهلة، لكنّ الطفل الذي سيقضي على مُلكه ربّاه هو في قصره، وهذا مِن حكم الله العظمى، إذاً: ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ ) السياسة الواضحة له: ( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً ) الفتن الطائفية، أنت كردي، أنت آشوري، أنت عربي، أنت سنّي، أنت شيعي، الورقة الرابحة في أيدي الطغاة الفتن الطائفية، ولا يستطيع المسلمون إسقاط هذه الورقة إلا بوعيٍ، وتقاربٍ، ومحبةٍ، إذاً: ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) لماذا ؟ الآن دققوا كلام رب العالمين:

﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ(5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ(6) ﴾

[  سورة القصص  ]

إذاً: الله عز وجل يسلّط الكافر على المؤمن المقصّر، فإذا عاد المؤمن المقصّر إلى الله قوّاه، وعالج به الكافر، هذه سياسة الله.

﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ(12) ﴾

[  سورة البروج  ]

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور