موضوعات إسلامية - مقتطفات إسلامية : 049 - هداية الله لجميع خلقه
- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠9مقتطفات إسلامية
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
هداية الله لجميع خلقه
﴿ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(178) ﴾
هذه الآية تشير إلى حقيقة دقيقة وعميقة وخطيرة في القضاء والقدر ، ما لم يكن الإنسان مخيراً لا يُثمّن عمله .
لو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب، ولو أجبرهم على المعصية لبطل العقاب، ولو تركهم هَمَلاً لكان عجزاً في القدرة .
إن الله أمر عباده تخييراً وكلف يسيراً، ولم يكلف عسيراً، وأعطى على القليل كثيراً .
لكن حينما تُعزَى الهداية إلى الله هداية الدلالة، الله عزّ وجل هدى عباده جميعاً هداية دلالة، دلّهم عليه، هذا الكون كل شيء فيه ينطق بوجود الله، وبكماله، وبوحدانيته، الكون مظهر لأسماء الله الحسنى، وصفاته الفضلى، دلّك عليه بالكون، دلّك عليه بالفطرة، دلّك عليه بالعقل، دلّك عليه بالأنبياء والرسل، دلّك عليه بالكتب.
إذاً: الله عز وجل هدى عباده جميعاً؛ مؤمنهم، وكافرهم، هداهم جميعاً إليه، هذه الهداية هداية هي الدلالة ( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ ) لأنهم في الأصل مخيرون، والاختيار أحد خصائص الإنسان ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً(3)) ، ( فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) ، ( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ) الآيات التي تؤكد أن الإنسان مخير لا تعد ولا تحصى، بل إن الأصل في كل هذه الآيات قوله تعالى :
﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ(148)﴾
إذاً: الله عز وجل هدى كل الخلق إليه، هداهم بخلقه، هداهم بأفعاله، هداهم بكلامه، هداهم بالفطرة، هداهم بالعقل، هداهم في كل ما تقع أعينهم عليه، فالإنسان مخير، إما أن يستجيب لهذا الهدى الدلالي، أو لا يستجيب ( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ) .