وضع داكن
22-11-2024
Logo
المؤلفات - كتاب مقومات التكليف – المقوم الثالث - الفقرة : 3 - الفطرة والصبغة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

هناك نقطة دقيقة جداً، ثمَّةَ فرقٌ كبيرٌ بين أن تكون خيّراً وأن تحبّ الخيرَ، محبّةُ الخيرِ شيءٌ، وأن تكونَ خيّراً شيءٌ آخرُ، محبّةُ الخيرِ فطرةٌ، أمّا أنْ تكونَ خيّراً فهذه صبغةٌ

﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ﴾

[ البقرة: من الآية 138 ]
فأيُّ إنسانٍ كائناً مَن كان يحبّ العدلَ، يحبّه فقط، وقد يكون ظالماً، يحبّ الرحمة، وقد يكونُ قاسياً، يحبّ العفّةَ، وقد يكونُ متورّطاً، لكن حينما يتّصلُ بالله عز وجل، ويشتقُّ من كمالِه عز وجل تَحُلُّ الصبغةُ محلَّ الفطرةِ، كان يحبّ العدلَ فأصبحَ عادلاً، كان يحبّ الرحمةَ فأصبح رحيماً .
إذاً ينبغي أن نفرّقَ بين الفطرةِ والصبغةِ، الصبغةُ متعلّقةٌ بالمؤمنين الذين عرفوا اللهَ عز وجل، وعرفوا منهجَه، وأطاعوه، فتولّدَ في نفوسِهم أنّ اللهَ يحبُّهم، فأقبلوا عليه، واشتقُّوا من كمالِه، حيث إنّ مكارمَ الأخلاقِ مخزونةٌ عند اللهِ تعالى
، فإذا أحبَّ اللهُ عبداً منحَه خُلقاً حسناً، والأصلُ أنّ النفوسَ جُبِلَتْ على الفطرةِ وفُطِرَتْ على الكمالِ، أمّا أنْ تكونَ كاملةً، أو غيرَ كاملةً فهذا موضوعٌ آخرُ .

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور