وضع داكن
20-04-2024
Logo
الدرس : 3 - سورة النازعات - تفسير الآيات 15-26، مراحل الدعوة - معجزات الأنبياء .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات .

معرفة سيرة النبي جزء من معرفة هذا الدين العظيم :

 أعزائي المؤمنين أخوتي المشاهدين ؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، لازلنا في تفسير سورة النازعات ، الله عز وجل يقول في هذه السورة :

﴿ هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ﴾

[ سورة النازعات : 15]

 هذا عند علماء البلاغة استفهام تقريري ، هناك استفهام تعجبي ، و استفهام طلب العلم لشيء يجهله الإنسان ، واستفهام تقريري :

﴿ هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ﴾

[ سورة النازعات : 15]

 أي لقد أتاك حديث موسى استفهام تقريري ، قال تعالى :

﴿ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾

[ سورة هود: 120 ]

 هناك سؤال : إذا كان سيد الخلق وحبيب الحق يزداد إيمانه ثبوتاً بسماع قصة نبي دونه فلأن يمتلئ قلبنا إيماناً هذا من باب أولى بسماع قصة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلذلك أن تعرف سيرة النبي هذا جزء من الدين ، أن تعرف مواقفه ، شمائله ، أمره ، نهيه ، غزواته ، فتوحاته ، معرفة سيرة النبي جزء من معرفة هذا الدين العظيم ، لذلك قال تعالى :

﴿ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾

[ سورة هود: 120 ]

 إذاً يمكن أن تتفكر في خلق السموات والأرض فتتعرف إلى الله ، ويمكن أن تقرأ سيرة النبي عليه الصلاة والسلام فتزداد إيماناً برسول الله ، و أصل الإيمان لا إله إلا الله كلمة التوحيد محمد رسول الله كلمة الرسالة والنبوة ، إذاً :

﴿ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾

[ سورة هود: 120 ]

 إذا معرفة الله جزء من الدين ، ومعرفة رسول الله بشمائله ، بفضائله ، بعصمته ، بكمالاته جزء أيضاً من الدين .

 

سنن الله لهداية خلقه هي :

1 ـ الهدى البياني :

 أخواننا الكرام ؛ الله عز وجل وضع لهداية الخلق سنناً ، أي قوانين ، من هذه السنن الهدى البياني ، أنت مرتاح في بيتك ، مع أولادك ، مع زوجتك ، بدخلك لا يوجد عندك مشكلة ، لكنك تطلع على تفسير ، تتابع ندوة حول تفسير القرآن الكريم ، تستمع إلى خطبة جمعة ، تستمع إلى حديث بدرس عام في مسجد ، تلتقي بأخوة كرام دعاة إلى الله تنتفع بعلمهم ، هذه الحالة اللطيفة الواضحة التي فيها سلام وطمأنينة ، أنا أسميها الهدى البياني ، الله تفضّل علينا بهذه الرسالة ، وتفضّل علينا بهذا القرآن ، وتفضّل علينا بهذا النبي العدنان ، هذه مرحلة أولى لطيفة مريحة الهدى البياني ، لكن موقف المؤمن الكامل من الهدى البياني أن يستجيب ، قال تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكم ﴾

[ سورة الأنفال: 24 ]

 المؤمن حي وغير المؤمن كما قال الله عز وجل :

﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾

[ سورة النحل: 21 ]

 والمؤمن بمعرفة الله عز وجل أصبح مستنيراً ، قال تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ﴾

[ سورة الحديد: 28 ]

 فالمؤمن مستنير ، والمؤمن مطمئن ، وعنده راحة نفسية ، هذه المرحلة اسمها الهدى البياني ، أنت مرتاح لا يوجد عندك مشاكل ، تتطلع على تفسير كتاب الله ، تلتقي مع أخوة دعاة، تصغي إلى خطيب الجمعة ، تفتح القرآن تقرؤه ، هذه المرحلة سليمة رائعة اسمها الهدى البياني ، الموقف الكامل في هذه المرحلة أن تستجيب لله ، والآية تقول :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكم ﴾

[ سورة الأنفال: 24 ]

 الإيمان حياة والبعد عن الإيمان موت ، والله قال :

﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾

[ سورة النحل: 21 ]

 قال تعالى :

﴿ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ﴾

[ سورة المنافقون: 4 ]

 بمعرفة الله عز وجل أصبح مستنيراً ، قال تعالى :

﴿ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾

[ سورة الفرقان : 44]

 هذه الآيات تصف غير المؤمن ، فأنت في مرحلة أمام الهدى البياني ، مرحلة سليمة رائعة لا تكلفك إلا أن تصل الحق ، وأن تطبقه ، قال تعالى :

﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ﴾

[ سورة القصص : 50 ]

 ينبغي أن تستجيب ، الهدى البياني الموقف الكامل منه الاستجابة .

 

2 ـ التأديب التربوي :

 هناك مرحلة ثانية فإن لم تستجب تأتي مرحلة أصعب اسمها التأديب التربوي ، الله عز وجل يسوق لهذا الإنسان مصيبة ، أو شبح مصيبة من أجل أن تعيده إلى الله ، قال تعالى :

﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾

[ سورة السجدة: 21]

 فأية مصيبة على وجه الأرض يجب أن تفهم بهذا التفسير ، إذاً كنا في مرحلة الهدى البياني فانتقلنا إلى مرحلة التأديب التربوي .

 

3 ـ الإكرام الاستدراجي :

 هذا الإنسان لم يتب ، لا بالهدى البياني استجاب ، ولا بالتأديب التربوي تاب ، هناك مرحلة ثالثة صعبة هي الإكرام الاستدراجي ، ينبغي أن يشكر ، فإن لم يشكر استحق القصم .

 

4 ـ القصم :

 هدى البياني ، تأديب التربوي ، إكرام الاستدراجي ، قصم ، الآية تقول :

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾

[ سورة الأنعام : 44]

 أخواننا الكرام ؛ البطولة أن نبقى جميعاً إن شاء الله بالهدى البياني ، صار هناك تقصير نحتاج إلى تأديب تربوي ، لذلك ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة .

 

أنواع المصائب :

 إلا أن مصائب الأنبياء مصائب كشف ، ينطوون على كمالات كبيرة جداً لا تظهر إلا بظرف صعب ، كسفر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ، أما المؤمنون فمصائبهم مصائب دفع أو رفع ، لتزداد سرعتهم إلى الله ، أو ليرتفع مقامهم عند الله ، أما مصائب الكفار فمصائب ردع وقصم ، المصائب خمسة أنواع ؛ كشف للأنبياء ، دفع ورفع للمؤمنين ، ردع وقصم لغير المؤمنين .

اللين في الدعوة إلى الله :

 لذلك :

﴿ هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾

[ سورة النازعات : 15-16 ]

 في جنوب سيناء واد مقدس اسمه طوى ، قال تعالى :

﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾

[ سورة النازعات : 17 ]

 بالمناسبة الآية تقول المشابهة ، قال تعالى :

﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾

[ سورة القصص : 43-44]

 إذ كان نبيان عظيمان سيدنا موسى وأخاه هارون ، كلفا أن يذهبا إلى فرعون الذي قال :

﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾

[ سورة النازعات: 24]

 والذي قال :

﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾

[ سورة القصص: 38 ]

 أن يذهبا إلى هذا الطاغية ، قال تعالى :

﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً ﴾

[ سورة القصص : 44]

 فلم العنف في الدعوة إلى الله ؟ أرسل نبياً كريماً من أولي العزم إلى طاغية كبير وأمره بالقول اللين ، أحياناً الإنسان تختلط عليه الأمور ، أخلاق الحرب ، قال تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾

[ سورة التوبة:73]

 هذا أين ؟ في ساحة المعركة ، أما في السلم :

﴿ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾

[سورة فصلت: 34]

﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾

[ سورة القصص : 43]

 طغى تجاوز الحد .

 

التزكية علة وجود الإنسان في الدنيا :

 قال تعالى :

﴿ فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ﴾

[ سورة النازعات: 18]

 والحقيقة الدقيقة أن الإنسان خلق وجيء به إلى الدنيا ليزكي نفسه أي ليعرفها بالله عز وجل ، وليحملها على طاعته ، وليجهد في الاتصال به ، فإذا فعل ذلك تزكى والآية تقول :

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ﴾

[ سورة الأعلى : 14]

 والفرق كبير بين النجاح والفلاح ، النجاح أن تحقق هدفاً محدوداً ، هنا نجح في كسب المال صار غنياً ، أو نجح في ارتقاء منصب رفيع ، أو نجح في زواجه ، أو نجح في تجارته ، النجاح محدود ، لكن الفلاح أن تحقق الهدف من وجودك ، لذلك آيات كثيرة ، قال تعالى :

﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

[ سورة الأعراف : 157]

 لذلك قال تعالى :

﴿ فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ﴾

[ سورة النازعات: 18]

 والآية الدقيقة والأصيلة :

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾

[ سورة الأعلى : 14-15]

 إذاً علة وجودنا في الدنيا التزكية ، والتزكية أن نعرف الله أولاً ، وأن نعرف منهجه ثانياً ، وأن نطبق هذا المنهج ، وأن نعمل الصالحات ، وأن نقبل عليه ، من فعل هذا فقد أفلح أي حقق الهدف من وجوده ، قال تعالى :

﴿ فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ﴾

[ سورة النازعات: 18-19]

 والآية تقول :

﴿ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾

[ سورة فاطر: 28 ]

 إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً.
 قال تعالى :

﴿ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾

[ سورة الجمعة: 9 ]

 قالوا : إلى الخطبة ، وذروا البيع .

 

معجزة الأنبياء السابقين خرق لنواميس الكون :

 لذلك أيها الأخوة ؛

﴿ فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى ﴾

[ سورة النازعات : 20 ]

﴿فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ ﴾

[ سورة الأعراف : 107-108]

 هناك ملاحظة دقيقة ؛ الكون من دون خرق نواميسه أكبر معجزة ، لكن الأنبياء السابقين كيف يشهد الله لهم أنهم أنبياؤه ؟ أجرى على أيديهم خرقاً لنواميس الكون ، سيدنا موسى ضرب البحر أصبح طريقاً يبسا ، سيدنا عيسى أحيا الميت ، الأنبياء السابقون شهد الله لهم أنهم أنبياؤه حينما أجرى خرقاً لنواميس الكون على أيديهم ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين ، وبعثته خاتمة البعثات ، ورسالته خاتمة الرسالات ، وهو لنهاية الزمان ، لذلك لا بد من أن تكون معجزته معجزة علمية ، مثلاً رواد الفضاء ذهبوا إلى القمر بعد حين من إطلاق المركبة صاح أحد رواد الفضاء : لقد أصبحنا عمياً لا نرى شيئاً ، ما الذي حصل ؟ في جو الأرض يوجد هواء فتتحقق ظاهرة انتثار الضوء ، فإذا تجاوزنا طبقة الهواء انعدم التناثر ، دخلنا في ظلام دامس ، هذه المعلومة الدقيقة كشفت قبل عشرين عام مع أول رحلة إلى القمر ، صاح أحد رواد الفضاء : لقد أصبحنا عمياً لا نرى شيئاً ، افتح القرآن الكريم :

﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ﴾

[ سورة الحجر: 14-15]

 آية تأتي قبل ألف وأربعمئة عام تتطابق مع أول رحلة فضائية إلى القمر !! لذلك هذا يؤكد أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن ، الكون خلقه ، والحوادث أفعاله ، والقرآن كلامه ، ونحن إذا أردنا ان نعبده نعبده بالشرع ، إذا أردنا أن نتواصل معه نتواصل معه بالقرآن ، إذا دعوناه اتصلنا به ، وإذا استمعنا إلى القرآن كأنما تواصلنا معه بطريقة أخرى .

 

خيار الإنسان مع الإيمان خيار وقت فقط :

 إذاً قال تعالى :

﴿ فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى ﴾

[ سورة النازعات : 20 ]

﴿فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ ﴾

[ سورة الأعراف : 107-108]

 لذلك قال تعالى :

﴿ فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾

[ سورة النازعات : 21-24]

 وبآية أخرى يقول :

﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾

[ سورة القصص: 38 ]

 فيها بعض التحفظ ، أما حينما قال :

﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾

[ سورة النازعات: 24]

 لذلك :

﴿ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى ﴾

[ سورة النازعات: 25]

 الآخرة أنا ربكم الأعلى ، والأولى ما علمت لكم من إله غيري ، قال تعالى :

﴿ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ﴾

[ سورة النازعات: 25-26]

 لذلك أخواننا الكرام ؛ الإنسان يملك آلاف الخيارت إلا مع الإيمان يملك خيار الوقت فقط ، فإما أن يؤمن بالوقت المناسب ، وينتفع من إيمانه ، أو أن يؤمن بعد فوات الأوان ، وهذا الإيمان لا يجدي إطلاقاً ، من هنا كان الوقت أخطر شيء في حياة الإنسان ، والإنسان في التعريف الدقيق بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه .

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور