- الفتاوى / ٠09الطب
- /
- ٠1الطب الدوائي
سؤال:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا طبيب متخرج منذ فترة قصيرة:
يسألني أصحابي بعض الأسئلة الطبية و التى قد استطيع الإجابة عليها من الناحية العلمية ولكن أجد صعوبة في المناقشة معهم في حال أخذت هذه المسألة من الناحية الدينية.
امرأة عمرها ستين عام تعاني من مرض السكري بعد فترة أصيبت الكليتين حتى أصبحت نسبة عمل الكلية لا يتجاوز 10% وبالتالي تحتاج للغسيل أو استبدال الكلية.
• والغسيل أما عن طريق ربط الأوردة باليد أو عن طريق البطن أو عن طريق الرقبة.
• استبدال الكلية غير ممكن بسبب وجود أمراض أخرى القلب والكبد.
• تم الغسيل بالطريقة الأولى فلم تنجح بسبب تضيق الأوردة.
• تم الغسيل بالطريقة الثانية واستمرت سنة تقريبا والآن لم تعد مجدية.
• ولم يبقى إلا الطريقة الأخيرة عن طريق الرقبة و هذه الطريقة هي طريقة اسعافية
ومن المعروف أنها لا تدوم إلا بضعة أيام ولكن فيها معاناة شديدة للمريض.
المشكلة:
بعض الأقرباء لا يوافقون على إجراء غسيل الرقبة لم فيها من عذاب للمريض وإنها لن تحسن من حالة المريض أبدا وهم ممن يحبون هذا الشخص كثيرا (أولاده).
القسم الأخر يجد انه يجب إجراء هذه الطريقة ولو لم تكن مجدية.
الطرفين يقولون الأعمار بيد الله.
السؤال:
هل يجب إجراء هذه الطريقة أم لا ؟
ملاحظة:
هناك عدة أمراض من خلال التحاليل والمراقبة للمريض يتبين للطبيب إن المريض لن يستطع العيش إلا أيام قليلة هل يجب إجراء عمليات وإسعافات تزيد من وجع المريض وقد تكون مكلفة ماديا أم يترك المريض لأيامه القليلة المتبقية.
وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم ، نفيدكم بما يلي:
أن التداوي بما في ذلك العمل الجراحي وغسيل الكلى ليس على الوجوب.وحديث (يا عباد الله تداووا فإن الذي خلق الداء خلق الدواء ) مع أن ظاهره الوجوب إلا أنه ينزل إلى الاستحباب بقرينة حديث المرأة السوداء:
(عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنه: ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ فقلت: بلى. قال: هذه المرأة السوداء ، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله تعالى لي. قال: "" إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك "" فقالت: أصبر ، فقالت: إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها).(متفق عليه ) والشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم , خيرها,ودعاؤه أنجع دواء...!ولو كان التداوي واجبا ما خيرها.فلو اختار المريض ترك المعالجة ,أو ذووه ,لم يكن في ذلك إثم أو حرج والله أعلم.
الدكتور محمد راتب النابلسي