- محاضرات خارجية
- /
- ٠09ندوات المنتدى العالمي للوسطية - الأردن
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين.
معرفة رسول الله جزء من الدين :
أيها الأخوة الكرام، الله عز وجل حينما قال:
﴿ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾
إذا كان قلب سيد الخلق وحبيب الحق يزداد ثبوتاً بسماع قصة نبي دونه فلأن يمتلئ قلبنا إيماناً، وقوة، ويقيناً، بسماع قصة سيد الأنبياء والمرسلين من باب أولى، مرة ثانية:
﴿ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾
إذاً ما الذي يمنع أن نلتقي مع بعضنا بعضاً في بيت، أو في مسجد، ونتحدث عن شمائل النبي عليه الصلاة والسلام، عن أخلاق النبي، عن كمالات النبي، عن هذا الإنسان الأول الذي أقسم الله عز وجل بعمره، يا سيدي يا رسول الله، يا من جئت الحياة فأعطيت ولم تأخذ، يا من قدست الوجود كله، ورعيت قضية الإنسان، يا من زكيت سيادة العقل ونهنهت غريزة القطيع، يا من هيأك تفوقك لتكون واحداً فوق الجميع، فعشت واحداً بين الجميع، يا من كانت الرحمة مهجتك، والعدل شريعتك، والحب فطرتك، والسمو حرفتك، ومشكلات الناس عبادتك.
أيها الأخوة الكرام، إذا قال الله عز وجل:
﴿ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾
فلأن يمتلئ قلبنا إيماناً بسماع قصة سيد الأنبياء من باب أولى، وإذا قال الله عز وجل:
﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ ﴾
كأن الله يدعونا بصريح هذه الآية أن نعرف رسول الله، بل إن معرفة رسول الله، إن معرفة سنته القولية، والفعلية، والعملية، إن معرفة شمائله، جزء من الدين، قال تعالى:
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ ﴾
آيات ثلاثة تدعوك إلى معرفة رسول الله، ما الذي يمنع أن نجتمع في بيت الله نتحدث عن أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام، عن منهج النبي، هذا من صلب الدين، بل إن الاجتماع والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يندرج تحت الدعوة إلى الله، وقد يكون على مدى العام.
الاحتفال بعيد المولد النبوي بدعة و ليس عبادة :
أيها الأخوة الكرام، أما إذا قلت: إن الاحتفال بعيد المولد عبادة، فهو بدعة، أن نجتمع ونتحدث عن شمائل النبي، عن أخلاق النبي، عن منهج النبي، عن كمالات النبي، هذا من صلب الدين، بل من صلب الدعوة إلى الله، أما إذا قلت: الاحتفال بعيد المولد عبادة، فهو بدعة، العبادات لا يضاف عليها، ولا يحذف منها، عقائد المسلمين وعباداتهم لا يجوز أن يضاف عليها شيء لقوله تعالى:
﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ﴾
الله عز وجل لا يقبل دعوى محبته إلا بالدليل :
أيها الأخوة الكرام، لكن نحن حينما نحتفل بذكرى مولد النبي عليه الصلاة والسلام صدقوا ولا أبالغ، إذا ابن جاهل أمي لا يقرأ ولا يكتب، وله أب عالم، وأمضى كل حياته في مدح أبيه، هل يرقى الابن؟ لا يرقى الابن إلا إذا سار على طريق والده وطلب العلم، إذا أمضينا أسبوعاً بمدح النبي عليه الصلاة والسلام، وأثنينا عليه، وتحدثنا عن كمالاته، ولم نتبعه، لن ننتفع بهذا شيئاً، لذلك الله عز وجل ما قبل دعوى محبته إلا بالدليل، قال تعالى:
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾
كنت مرة في العمرة، وفي الروضة الشريفة، وتاقت نفسي بأن أصلي بمصلى النبي عليه الصلاة والسلام، وانتظرت ساعة حتى أتيح لي ذلك، وصليت، بعد أن انتهت الصلاة جاءني خاطر، لو أن أستاذاً كبيراً يحمل دكتوراه، وعنده مستخدم أمي لا يقرأ ولا يكتب، في أثناء غيبته جلس في مقعده، هل يرقى إلى مستواه؟ لا.
الكلمة الأولى بهذا اللقاء الطيب لا نرتقي إلا إذا اتبعنا سنة النبي عليه الصلاة والسلام، الاتباع مسعد ومريح، لا نرتقي إلا إذا اتبعنا سنته.
بطولة الإنسان أن يطبق منهج النبي عليه الصلاة و السلام في حياته :
أخوتنا الكرام، آية أصل في هذا الموضوع دققوا:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾
الآية واضحة تماماً في حياة النبي عليه الصلاة والسلام، لكن ما معناها بعد انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى؟ أي مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن يعذب الله أمة محمد ما دامت سنته قائمة في حياتهم، مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن يعذب الله أمة النبي الكريم إذا كانت مطبقة لسنته في حياتها، فإن هجرت سنته، واكتفت بالاحتفال، لا تنتفع بهذه الآية، البطولة أن نتابعه، البطولة أن نقتدي به، البطولة أن نطبق منهجه في حياتنا اليومية.
أليس هذا الموضوع في حقيقة الاحتفال بعيد المولد هو موقف وسطي؟ هناك تطرفان، هناك من يحرم أشد التحريم الاحتفال بعيد المولد، وهناك من يجري بالاحتفال بدعاً ما أنزل الله من سلطان، رقص أحياناً من النساء، وبدع، وتجاوزات لا يعلم بها إلا الله، فنحن نتحدث عن شمائله، عن سنته، عن كمالاته، وننتفع بهذا، وندرج هذا تحت باب الدعوة إلى الله، هذه واحدة.
مشروعية الاحتفال بعيد المولد النبوي على أنه مندرج تحت الدعوة إلى الله
الآن لماذا يصلي أحدكم؟ الجواب لأن الصلاة فرض، نسأله لماذا تتوضأ للصلاة؟ فيقول: لأن هذا الفرض لا يتم إلا بالوضوء، لذلك علماء العقيدة ـ علماء الأصول ـ اتخذوا قاعدة، ما لا يتم الفرض إلا به فهو فرض، وما لا تتم السنة إلا به فهو سنة، الآن هذه القاعدة سوف أستخدمها لحقيقة خطيرة، ألم يقل الله عز وجل:
﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾
كيف نأخذ ما آتانا وننتهي عما عنه نهانا إن لم نعرف ما الذي آتانا وما الذي نهانا؟ هذا أمر إلهي، وقال علماء الأصول: كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ما لم تقم قرينة تصرفه عن الوجوب، والأمر:
﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾
كيف نأتمر بما أمرنا وكيف ننتهي عما عنه نهانا إن لم نعرف ما الذي أمرنا به وما الذي نهانا عنه؟ إذاً الحقيقة الأولى: مشروعية الاحتفال بعيد المولد، على أنه مندرج تحت الدعوة إلى الله.
على الإنسان أن يتابع أقوال النبي الكريم كي يستطيع أن ينفذ أوامره :
الحقيقة الثانية لا بد من أن نتابع أقوال النبي عليه الصلاة والسلام كي نستطيع أن ننفذ هذا الأمر:
﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾
معرفة سنة رسول الله القولية و العملية فرض عين على كل مسلم :
الآن ألم يقل الله عز وجل:
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾
كيف يكون الرسول أسوة لنا إن لم نعرف سيرته؟ أقول لكم وأنا أعني ما أقول ومعي الدليل، ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء، معرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القولية فرض عين على كل مسلم، ومعرفة سنته العملية التطبيقية أي سيرته فرض عين على كل مسلم، أي ينبغي أن يكون في بيت كل منا كتاب سيرة، اسأل العلماء الأفاضل عن كتاب سيرة، وكتاب أحاديث، فأنت من لوازم إيمانك أن تتعرف إلى أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام كي تأتمر بالأمر وتنتهي عما عنه نهى، وأنت أيضاً ينبغي أن تتخذه قدوة لك، النبي كان زوجاً، كان يقول: "أكرموا النساء فوالله ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم، يغلبن كل كريم، ويغلبهن لئيم، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً، فإنهن المؤنسات الغاليات"، كان إذا دخل بيته بساماً ضحاكاً، هكذا كان، إذاً هو قدوة لنا في بيوتنا .
أما المرأة يقول لها النبي عليه الصلاة والسلام:
(( انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته، يعدل ذلك كله ـ يعدل الجهاد في سبيل الله ـ ))
فحينما تتحرك المرأة لتعتني بزوجها وأولادها فهي مجاهدة في سبيل الله، وحينما يكرم الرجل زوجته فقد طبق سنة النبي عليه الصلاة والسلام، فلذلك كان إذا دخل بيته بساماً ضحاكاً، كان يقول: "الحمد لله الذي رزقني حب عائشة"، حينما فتح مكة، دعته بيوتاتها ليبيت عندهم فقال لهم: لا، انصبوا لي خيمة عند بيت خديجة، وركز لواء النصر أمام قبرها ليعلم العالم كله أن هذه المرأة التي في القبر هي شريكته في النصر، هذا تكريم المرأة.
قراءة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ضروري لكل مسلم :
لماذا ينبغي أن نقرأ سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لنرى كماله في بيته، لنرى كماله مع أصحابه، لنرى تواضعه، لنرى رحمته، كان في الجهاد في رمضان، وكان الحر شديداً، فأمسك بكأس ماء، وشرب، وأمر أصحابه أن يفطروا، ومن هنا رخصة الإفطار في رمضان للمسافر، بلغه أن بعض أصحابه لم يفطروا فقال: أولئك هم العصاة، إذا الله عز وجل أعطاك رخصة، صحتك ملك أهلك، ملك زوجتك، ملك أولادك، ملك أمتك، فلذلك علمنا النبي ألا نتأبى عن الرخص.
(( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ ))
هذا الموقف رائع جداً، دعته زوجته لأخذ قسط من الراحة فقال: انقضى عهد النوم يا خديجة، كان يحمل همّ أمته، بل كان يحمل همّ البشرية جمعاء.
يوم كان طفلاً دعاه أترابه إلى اللعب معهم فقال لهم: أنا لم أخلق لهذا، خُلق ليلقي النور في أرجاء الأرض.
أيها الأخوة الكرام، النقطة الدقيقة في هذا الموضوع معرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القولية فرض عين على كل مسلم، ومعرفة سيرته العملية فرض عين على كل مسلم، لذلك أتمنى أن يكون هذا اللقاء الطيب باعثاً لنا على أن نجلس مع أولادنا كل يوم نقرأ بعض الأحاديث الشريفة، وبعض المواقف الرائعة من سيرته صلى الله عليه وسلم.
المعجزة الحقيقة شهادة من الله للنبي أن هذا الإنسان رسوله :
أيها الأخوة، هناك سؤال دقيق أن كل نبي جاء قومه بمعجزة، والمعجزة الحقيقة شهادة من الله لهذا النبي أو لهذا الرسول أن هذا الإنسان رسوله، بالضبط، لأن إنساناً يقول أنا رسول الله، معه منهج افعل ولا تفعل، معه شيء حلال، شيء حرام، الذين ألفوا المعاصي يكذبونه، قال تعالى:
﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً ﴾
الأنبياء السابقون كانوا لأقوامهم، كل نبي أعطاه الله معجزة، أما النبي عليه الصلاة والسلام فرحمة للناس كافة، أرسله الله رحمة للعالمين، فهو آخر الأنبياء والرسل، وكتابه خاتم الكتب، فلا يعقل أن تكون المعجزة حسية، المعجزة الحسية كعود الثقاب يتألق ثم ينطفئ، ويصبح خبراً، يصدقه من يصدقه، ويكذبه من يكذبه، أما النبي عليه الصلاة والسلام فلكل الأمم والشعوب، وكتابه خاتم الكتب، فلابد من أن تكون معجزته علمية، أي في القرآن إعجاز علمي، هذا الإعجاز يشهد لرسول الله أن هذا القرآن الكريم كلام الله، وأن الذي أنزل عليه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
توجيهات النبي الكريم في ذبح الدابة :
أيها الأخوة الكرام، النبي عليه الصلاة والسلام أعطى توجيهاً لأصحابه في ذبح الدابة، ينبغي أن نذبح الدابة من أوداجها فقط دون أن نقطع رأسها، إنسان أمي أرسله الله لكل الأمم، عاش قبل ألف وأربعمئة سنة، يقول: لا تقطعوا رأس الدابة اذبحوها من أوداجها، لمَ؟ لا أحد يعلم، ولا يمكن أن يوجد في الأرض في كل بقاع الأرض وقت نزول الوحي وبعثة النبي مركز علمي يستطيع تفسير حكمة أن نذبح الدابة من أوداجها دون أن نقطع رأسها، ولا بعد خمسين عاماً، ولا بعد مئة عام، ولا بعد مئتي عام، ولا بعد ألف عام، ولا بعد ألف و أربعمئة عام، هناك مركز علمي يستطع أن يعرف حكمة هذا التوجيه.
الفكرة سأحاول شرحها أيها الأخوة الكرام، القلب ينبض ثمانين نبضة بأمر ذاتي منه، ليس له علاقة بالشبكة الكهربائية العامة، عنده مولد كهربائي ذاتي، لو تعطل هذا المركز هناك مركز ثان كاحتياط، لو تعطل الثاني هناك مركز ثالث، ثلاثة مراكز كهربائية من أجل أن تعطي أمراً بالنبض، هذه المراكز تعطي أمراً بالنبض النظامي، ثمانون نبضة بالدقيقة فقط.
إنسان يمشي في بستان، وجد ثعباناً، ما الذي حصل ؟ انطبعت صورة الأفعى على شبكية العين إحساساً، الشبكية لا تقرأ الصورة، نقلتها إلى الدماغ، إلى مركز الرؤية ، هناك تقرأ الصورة، كيف تقرأ ؟ هناك ملفات الأفعى والثعبان، هذا الملف جاء من درس بالعلوم عن الأفعى، سمع قصة من جدته عن الأفعى، رأى مرة أفعى، رأى أفعى محنطة مثلاً، فهذه المعلومات والدراسات تشكل ملفاً اسمه ملف الأفعى، فهذا الملف موجود بالدماغ، فلما انتقلت صورة الأفعى من الشبكية إلى الدماغ، الدماغ قرأ الصورة في ملفات الأفعى والثعبان، الدماغ ملك الجهاز العصبي أوامره كهربائية يلتمس من ملكة اسمها الغدة النخامية، ملكة الغدد جميعاً، هذه الملكة ملكة لأنها ند لند، يلتمس منها أن تواجه الخطر، هناك ضابط اتصال بينهما تحت السرير البصري، الغدة النخامية ملكة النظام الهرموني والدماغ ملك النظام العصبي، الملك يلتمس من الملكة أن تواجه الخطر أن يوجد أفعى، ماذا تفعل هذه الغدة؟ توجه أمراً إلى وزير الداخلية اسمه الكظر كي تواجه الخطر، ماذا تفعل غدة الكظر؟ تعطي خمسة أوامر، أول أمر إلى القلب برفع النبض إلى مئة وثمانين نبضة، مئة وثمانون نبضة لا تأتي من مركز القلب تأتي من الكظر، الخائف لو قست نبضه لوجدته مئة وثمانين نبضة.
الأمر الثاني إلى الرئتين لتزيد في وجيبيهما، حتى التنفس يتناسب مع مد القلب السريع، الأمر الثالث إلى الأوعية المحيطية تضيق لمعتها فيصفر لونه، يرسل الكظر أمراً رابعاً للكبد بإرسال هرمون التجلط، الآن نريد أن نذبح الدابة، مهمة القلب بعد ذبح الدابة أن يفرغ الدم من الدابة، لو قطعنا الرأس لبقي النبض ثمانين نبضة فيخرج ربع الدم فقط، أما المئة وثمانين فتخرج كل الدم، هذا علم من؟
لي صديق ذهب إلى بلد آسيوي لشراء اللحوم لسوريا، فلما طلب الذبح بهذه الطريقة رفعوا السعر، قالوا: نحن عندنا خمسة كيلو غرامات من الدم، معنى هذا أن النبي عليه الصلاة والسلام الأمي الذي أتى قبل ألف وأربعمئة عام حينما وجه أصحابه ألا يقطعوا رأس الدابة كان هذا لحكمة بالغة.
الحكمة من عدم وجود أحاديث عن الإعجاز العلمي :
أيها الأخوة الكرام، في كل أنحاء العالم، تعلق الدابة من رجليها ويقطع رأسها كلياً، يكون اللحم أزرقاً لأن أربعة أخماس الدم بقي في جسم الدابة، أما التي ذُبِحَت وفق الشريعة الإسلامية فذات لون زهر، كل الدم خرج بفضل بقاء الرأس موجوداً، الآن بعدما درسوا القلب، ومراكز القلب، والغدة النخامية، والكظر، والأوامر الاستثنائية علموا الحكمة، الشيء العجيب أن في القرآن ألف وثلاثمئة آية تتحدث عن الكون ولا يوجد أي حديث يتحدث عن هذه الآيات، بأقل موضوع هناك أربعمئة حديث، لماذا؟ ألف وثلاثمئة آية ولا يوجد أي حديث؟ سكت النبي عليه الصلاة والسلام عن هذه الآيات لحكمة، لو أنه شرحها شرحاً مبسطاً يفهمها أصحابه لأنكرنا عليه، ولو أنه شرحها شرحاً عميقاً لأنكر عليه أصحابه، تركت هذه الآيات للإعجاز العلمي كلما تقدم العلم كشف عن جانب من جوانبها.
كلام النبي عليه الصلاة والسلام ليس من اجتهاده إنما هو وحي يوحى من الله عز وجل :
أيها الأخوة الكرام، أنا منذ دعوتي منذ خمس وثلاثين سنة أرفض أن تقول: زائدة دودية، هل تقبل من شركة سيارات راقية جداً أن يكون هناك نتوء بالسيارة؟ من أيام جاءتني رسالة من بلاد بعيدة تؤكد أنه بخلاف ما كان الأطباء يتوهمون هذه الزائدة الدودية بحسب تسميتهم لها وظيفة خطيرة، اكتشفت في وقت متأخر جداً، وليس صحيحاً أن استئصالها ليس له مضاعفات إطلاقاً، لذلك ينبغي أن نسميها الذائدة الدودية وليست الزائدة، وفرق كبير بين الذائدة ـ أي المدافعة ـ وبين كلمة الزائدة التي توهم أن لا وظيفة لها .
عندنا طبيب من دمشق أستاذ بالجامعة منذ ثلاثين سنة، مُصر على أن شرب الماء مع الطعام لا شيء عليه بل ضروري، النظريات الطبية منذ ثلاثين سنة يجب ألا تشرب مع الطعام ماء، هذا الطبيب في دمشق مؤمن أن كلام النبي عليه الصلاة والسلام وحي من الله لا ينطق عن الهوى، إلا أن ظهرت الحقيقة أن شرب الماء مع الطعام يسهل الهضم.
أيها الأخوة الكرام، كلام النبي عليه الصلاة والسلام ليس من اجتهاده، ولا من ثقافته، ولا من معطيات بيئته، إنما هو وحي يوحَى من الله عز وجل، مثلاً النبي نهى عن بيع الدين، الدين لا يباع، أول مصرف أعلن إفلاسه في أمريكا هذا المصرف وظيفته الأولى شراء الدين، والدين في الإسلام ممنوع أن يشترى، تقدم للمصرف خمسمئة مليون سندات، هذا المصرف ماذا يفعل؟ يبيع هذا الدين خمسين مرة، فهذا من توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام.
سيرة النبي الكريم ينبغي أن تكون منهجاً للمسلمين في كل زمان و مكان :
أيها الأخوة، صدقوا ولا أبالغ، إن لم تكن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام منهجاً لنا لن ننتفع من هذا المنهج، كان النبي عليه الصلاة والسلام في سفر وأرادوا أن يعالجوا شاةً، فقال أحدهم: عليّ ذبحها يا رسول الله، فقال الثاني: وعليّ سلخها، وقال الثالث: عليّ طبخها، فقال عليه الصلاة والسلام: وعليّ جمع الحطب، فقالوا: نكفيك ذلك يا رسول الله، قال: أعلم أنكم تكفوني، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه.
طبقوا هذا، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه.
في بدر الرواحل ثلاثمئة، والصحابة ألف، فسيد الخلق أعطى أمراً، هو قائد الجيش، وزعيم الأمة، قال: كل ثلاثة على راحلة، وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة، سوى نفسه مع أقل جندي، ركب الناقة، فلما جاء دوره في المشي توسل صاحباه أن يبقى راكباً فقال: ما أنتما بأقوى مني على السير، ولا أنا بأغنى منكما عن الأجر.
أقسم لكم بالله ـ ولا أحنث إن شاء الله ـ لو فهم الصحابة الكرام الإسلام كما نفهمه نحن لما خرج من مكة المكرمة، أما أن يصل إلى الصين شرقاً، و إلى مشارف باريس غرباً، فبفهم عميق.
صحابي في أثناء هجرته قبض عليه المشركون، قال لهم: عهد الله إن أطلقتموني فلن أحاربكم، فأطلقوه، فلما جاء النبي عليه الصلاة والسلام وحدثه بما حصل فرح فرحاً شديداً، لكن بعد فترة من الزمن كان هناك غزوة، فمن شدة تلهف هذا الصحابي الذي عاهد المشركين ألا يقاتلهم انخرط في عداد هذه الغزوة، فقال له النبي: ارجع ألم تعاهدهم؟.
الإسلام مبادئ وقيم :
هذا الإسلام، الإسلام مبادئ، لما طبق المسلمون المبادئ وصلوا إلى الخافقين، فلما أصبح الإسلام عبادات شعائرية، والتعامل غير إسلامي، والعلاقات غير إسلامية، والبيت غير إسلامي، والأفراح غير إسلامية، والأحزان غير إسلامية، رأيتم ماذا حصل، البطولة أن نطبق منهج النبي عليه الصلاة والسلام:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾
مكانة الأب شيء كبير، هذا الذي جاء ليجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ألك أبوان؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد.
هذه التي قالت: إن زوجها صوام قوامـ امرأة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك امرأة ثانية شكت زوجها لسيدنا عمر، قالت: إن زوجي صوام قوام، فقال لها: بارك الله بزوجك، فقالوا له: إنها تشكي زوجها.
فلما سئلت من قِبل السيدة عائشة قالت لها أيضاً: إن زوجي صوام قوام، النبي استدعاه وكان عثمان بن مظعون، فأقنعه أن يلتفت إليها، فجاءت بعد حين إلى السيدة عائشة عطرة نضرة متألقة، فقالت: ما الذي حلّ بكِ ؟ قالت: أصابنا ما أصاب الناس .
أيها الأخوة الكرام، عندما كان الحسن والحسين يتعثران في المسجد فنزل من على المنبر وحملهما وعاد إلى المنبر، كان الحسن والحسين يرتحلاه وهو سيد الخلق، كان يحب الصغار، كان يسلم على الصغار ويدعوهم لركوب الدابة.
يا أيها الأخوة الكرام، اقرؤوا سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله، هذا أكبر داعية في الأرض، أعظم نبي، أكبر قائد، يرتحله ابن ابنته على ظهره وهو في الصلاة يؤخر السجود إكراماً له .
يقول النبي عليه الصلاة والسلام: الحمد لله الذي رزقني حب عائشة، محبة الزوجة فرع من محبة الله عز وجل، هذه حبيبتك، الشيطان بالمناسبة ليس له له هدف أكبر من التفريق بين الزوجين، وما تواد اثنان في الله ففرق بينهما إلا بذنب أصابه أحدهما.
توجيهات النبي عليه الصلاة و السلام للمسلمين :
أيها الأخوة الكرام، هؤلاء الخدم أطعموهم مما تأكلون، ألبسوهم مما تلبسون، لا تكلفوهم ما لا يطيقون، إذا كلفتموهم فأعينوهم:
(( إِخْوَانُكُمْ، وَخَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدَيْهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ عَلَيْهِ ))
خادمة من بلاد بعيدة تكرم، تعطى حقها، لا تكلف ما لا تطيق، لا تسب، هذا بيت إسلامي، فالنبي عليه الصلاة والسلام إنسان عظيم، نحن يجب أن نطبق سيرته، هكذا يجب أن تعامل زوجتك، تعامل أمك، هكذا عامل جارك، أتدرون ما حق الجار؟ إن استعان بك أعنته، وإن استنصرك نصرته، وإن استقرضك أقرضته، وإن مرض عدته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإن مات شيعته، ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإذا اشتريت فاكهة فأهد له منها، فإن لم تفعل فأدخلها سراً، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده، ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها.
النبي عليه الصلاة والسلام دخل إلى بستان رأى جملاً حن إليه، وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ذفريه فسكن الجمل، وقال النبي عليه الصلاة: من صاحب هذا الجمل؟ قال فتى من الأنصار: هو لي يا رسول الله، قال له النبي الكريم: ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه.
أمرنا أن نعتني بالحيوانات:
(( دخلت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت فدخلت فيها النار ؛ لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ))
الخدم، نالهم توصيات، الآباء، الزوجات، نسعد جميعاً إذا طبقنا سيرة النبي عليه الصلاة والسلام العملية، هذا النبي قدوة لنا لا بد من أن نتعلم سيرته، أفعاله، أصابه الفقر كان إذا دخل بيته يقول أعندكم شيء؟ يقولون: لا، يقول: فإني صائم.
أذاقه الله الغنى، مرة سأله أحد زعماء القبائل: لمن هذا الوادي من الغنم؟ قال: هو لك، قال: أتهزأ بي؟ قال: لا والله، هو لك، قال: أشهد أنك رسول الله تعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
أذاقه القهر في الطائف كذبوه، ونالوا منه، وضربوه، وسال الدم من قدمه الشريفة، قال: إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولك العتبى حتى ترضى، لكن عافيتك أوسع لي.
(( لَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّه، وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، ولَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّه، وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلِيّ ثَالِثَةٌ وَمَالِي وَلِبِلاَل طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إِلاَ مَا وَارَى إِبْطُ بِلاَل ))
إخلاص النبي عليه الصلاة و السلام لمن نصره :
أيها الأخوة الكرام:
(( لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا ...، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْحَيَّ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ))
تصورا إنساناً قوياً دانت له الجزيرة العربية من أقصاها إلى أقصاها، وسمع أن هناك استعصاء، أو هناك جهة لا ترضى عنه، يسحقها:
(( قَالَ : فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَنَا إِلا امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي، وَمَا أَنَا ؟ قَالَ : فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ ))
والله أنا لا أشعر أن هناك كلاماً أبلغ من ذلك:
(( قَالَ : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ ؟ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلالا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ، وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ، قَالُوا : بَلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ، قَالَ : أَلا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ؟ قَالُوا : وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ، قَال : أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ، أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولا فَنَصَرْنَاكَ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَعَائِلا فَأَغْنَيْنَاكَ، أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا، وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلامِكُمْ، أَفَلا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِحَالِكُمْ ؟ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْلا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ، قَالَ: فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ))
هذه القصة أين مكانها؟ مع وفائه، مع تواضعه، مع حكمته، مع ذكائه، مع سياسته، مع إخلاصه لهؤلاء الذين نصروه؟
والله يا أخوان كلما قرأنا سيرة النبي عليه الصلاة والسلام نذوب حباً له، هو نبينا، هو أكمل الخلق، حبيب الحق، أقسم الله بعمره، نحن بحاجة إلى قراءة سيرته، وقراءة أقواله، وتطبيقها في سلوكنا، إذا كانت ذكرى الاحتفال بعيد المولد لها أثر إيجابي طيب فيجب أن ترجع إلى أقوال النبي عليه الصلاة والسلام، وإلى سيرته.
مديح النبي الكريم من دون تطبيق لسنته لا قيمة له إطلاقاً :
أيها الأخوة الكرام، نحن دائماً نحتفل بهذه الذكرى، وأرجو الله أن يكون احتفالنا الآن طريقاً لتطبيق سنته، المديح من دون تطبيق لا قيمة له، ترون مليار وخمسمئة مليون ليست كلمتهم هي العليا، وليس أمرهم بيدهم، وللطرف الآخر عليهم ألف سبيل وسبيل، الله عز وجل قال:
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي ﴾
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ﴾
وقد لقينا ذلك الغي، نحن مليار وخمسمئة مليون:
(( ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ ))
أرجو الله عز وجل أن يعيدنا إلى منهج النبي عليه الصلاة والسلام حتى نستحق هذه الآية:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته