وضع داكن
27-04-2024
Logo
الفتوى : 02 - ما هي علاقة العبادة بالعمل ؟ .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

سؤال :

 فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 أولا إنني شاب قروي و أنا الآن في ال19 من عمري، اضطررت إلى النزوح إلى بيروت بعدما تسجلت في الجامعة اللبنانية كلية الهندسة (بصراحة هي أشبه بالوزارة ) و لدينا نظام semester لكني مع الأسف رسبت في الامتحان (متأكد ظلما لكن ليس في اليد حيلة) والحمد الله عندما عرفت النتيجة أول ما لفظته "حسبي الله ونعم الوكيل" ,اعتبرتها مصيبة والحمد الله صابر و لكن الأهم أنني من الناحية الدينية قد تغيرت كثيرا مع نزولي آلي بيروت بالرغم من جميع الفتن وأعتبر نفسي أنني الآن عرفت ديني فمن ناحية الصلاة فقد تعلمت الخشوع والتفكر في الصلاة في رمضان الفائت وبالتحديد أثناء زيارة الشيخ محمد جبريل (حفظه الله) فله يعود الفضل بتعلمي كيفية الخشوع في الصلاة وكيفية الاستماع إلى القران وما معنى أني أصلي.
 إضافة فقد أنعم الله علي بأني جلست مع ابن خالتي في بيتهم والحمد الله فهو رجل يخاف الله فقررنا أن نبدأ بمتابعة محاضرات الدعاة الإسلاميين وبدأنا مع تفسير الفاتحة للشيخ أحمد بدر الدين حسون وحول العقيدة للشيخ محمد راتب النابلسي - حفظهم الله، والحمد الله حمدا كثيرا فقد تحسنت علاقتي مع أهلي ومع الناس و أصبحت كلما أستمع إلى الخطب أتمنى لو يسمعها أقربائي ويفهمونها (علما أنني في الأسبوع أستمع إلى 7 أشرطة مدة كل واحد 90 دقيقة) وسبحان الله فإنني أشعر بسعادة لا توصف أبدا.
 عندما أزور أقربائي وهم مؤمنون أناقش معهم ما سمعته فكانوا يقولون لي أنك تدخل نفسك في أمور عميقة لا تنفعك المهم دراستك، كنت لا أرد عليهم لكن سبحان الله كنت أجد في الخطب جواباً لهم لكني أيضا لم أقل لهم ووكلت أمري إلى الله لأنهم لو قلت لهم الحقيقة لكذبوني فهم مازالوا لا يثقون بي.
عند الصلاة كنت أطيلها لأنني كنت أنسى الدنيا بكاملها والحمد الله.
 وهنا الكارثة عندما علموا أنني لم أوفق بدءوا يقولون أنه لم يكن يدرس بل كان يمضي وقته في المساجد، يستمع إلى الخطب التي لا تنفعه في دراسته بل تضيعه، وفي رمضان كنت مبالغا في عبادتي وكنت ساعيا وراء العلماء للاستماع إلى حلقاتهم وغيرها من الأقاويل.
لم أرد عليهم بأية كلمة لكني شرحت لك سابقا بالنسبة للرد عليهما إضافة إلى إنني لم اختم القران إلا مرة في رمضان وفي الأيام العادية لم اكن اذهب إلى المسجد بل اصلي في البيت أو في الجامعة.
 وما زلت حتى هذه اللحظة أحارب في عبادتي حتى أنني أصبحت أمارسها في الخفاء ما عدا الصلاة (مثلا لدي عادة كل يوم عندما استيقظ استمع إلى القران الكريم على الكمبيوتر وأثناء الراحة استمع إلى المحاضرات  -لأنني الحمد الله لا أطيق سماع الأغاني أو ما شابه ذلك- أما اليوم أخاف أن أمارس تلك العادة).
 • عذرا من الإطالة لكني أريد أن اعرف هل يجب أن تقل عبادة الإنسان أثناء الدراسة؟
 • عظني في شان التعامل مع أقربائي أأرد عليهم أم أبقى صامتا؟
 • هل ما قمت به يرضى عنه الله عز وجل؟
وجزاكم الله عنا كل خير

الجواب :

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي :
من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا.
 إذاً ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته ولا من ترك آخرته لدنياه بل يأخذ منهما، لأن الأولى مطية للثانية، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف، فينبغي أن تعمل لله عملاً في الليل لا يقبله في النهار، وأن لدنياك التي هي مطية لآخرتك عملاً بالنهار لا يقبل في الليل.
الدكتور محمد راتب النابلسي

 

تحميل النص

إخفاء الصور