- محفوظات
- /
- ٠2من أجمل ما قرأ الدكتور
لهذا السبب للرجال حور عين في الجنة والنساء لا ؟.
بسم الله الرحمن الرحيم
إكرام الله للمرأة و صيانة كرامتها :
شيء يتلقفه المستشرقون ليدخلوا به على جنس من أجناس الإسلام هو المرأة، فيقولون: إن الله في الجنة ظلمكن أيتها النساء، لأن الله جعل للرجال زوجات مطهرات، وجعل للرجال حوراً عيناً، وأنتم ما حظكم؟ كل هذا ليثبتوا أن الله خصّ الذكورة بشيء من النعمة، ولن يخص النساء بنعمة مماثلة لها، ودخلوا من جهة يظنون أنهم يستميلون بها المرأة ليحرضوها على الإسلام، ونسوا أن الله سبحانه وتعالى في ذلك يكرم المرأة، لأن المرأة الكريمة على نفسها لا تقبل ولا تحب أن يتعدد عليها الرجال.
إذاً الحق سبحانه وتعالى حين لم يعطها تعدداً في الصنف المقابل لها إنما كرمها وأعزها، ولم يجعلها نهباً لكل فحل يريد أن يطأها، وإنا لنجد أيضاً في نساء الدنيا من تسمو نفوسهن، وتأبى كرامتهن، حتى إذا مات زوجها أن يتعدد عليها رجل آخر ولو بما أحل الله.
إذاً فذلك من كرامة المرأة، هم يريدون أن يدخلوا في روعها أن الله حرمها ذلك، ونسوا أن الحق سبحانه وتعالى كرمها بهذا تكرمة تشهد لها بأنها عفيفة، وبأنها عزيزة لا تحب أن يتعدد عليها الرجال.
قلت لمن سألني مرة ونحن بأمريكا، وقد جاء لي بهذا الاعتراض، اعتراض تعدد المرأة بالنسبة للرجل، وتعدد الرجل بالنسبة للمرأة، قالوا: لماذا تتعدد المرأة في الزواج من رجل واحد ولا يتعدد الرجال على المرأة الواحدة؟ قلت لهم: سألتكم بالله أعندكم في بلادكم إباحة للبغاء؟ قالوا: هنا في بعض الولايات إباحة للبغاء، فقلت: كيف تحتاطون لصحة الناس؟ قالوا: بالمباشرة الصحية، يكشف على الفتاة التي تتعرض لذلك كل أسبوع مرتين، وتفاجأ بما لا حصر له ولا عد لنتأكد من سلامتها من الأمراض، ونضمن صحة المترددين عليهن، قلت: نعم، كلام جميل، هل كشفتم على كل امرأة متزوجة كل أسبوع ولو مرة أو كل شهر ولو مرة؟ قالوا: لا، ولماذا لا تكشفون على المرأة المتزوجة ولو كل شهر مرة؟ قالوا: لأنها لا تتعرض لمكروب خبيث أبداً، قلت: ولِمَ ذلك؟ قال: لأن الماء ماء واحد وهو ماء الزوج، إذاً فالخبث في الأمراض لا يتعدد إلا من تعدد ماء الرجال في المكان الواحد، قلت: إذاً فصدق الله خلقه حين أباح أن تتعدد المرأة، ولم يبح أن يتعدد الرجال.
قلت لهم: أجيبوني أيضاً إذا كنتم قد أرحتم الشباب بأن جعلتم لهم مكاناً يريحون فيه غرائزهم، فأبحتم لنساء أن يجلسن ليتردد الشباب عليهن، أنتم صنعتم جميلاً في الشباب، ولماذا لم تجعلوا مكاناً يجلس فيه شبان لتأتي الفتيات لتريح نفسها أيضاً من عناء الغريزة الجنسية، كما أرحتم الشبان أريحوا الشابات، قالوا: لم يحدث ذلك أبداً، ولماذا؟ إنكم بالفطرة علمتم أن ذلك يزري بالمرأة، فلم تصنعوا هذا مع كونكم ملحدين وكافرين بالله، إذاً الفطرة السليمة لا تفكر في هذا الأمر إطلاقاً، بأن يجلس شبان لتأتي فتيات ليرحن أنفسهن من عناء الغريزة.
إذاً فحين يأتي الحق ليعطي الأزواج زوجات مطهرة، ولا يأتي بذلك المرأة، فذلك امتداد لصيانة كرامة المرأة، وعزة المرأة، وحينئذٍ نحسن الظن بكل ما شرع الله لنا في الدنيا، ونحسن الظن بكل ما أعدّ الله لنا في الآخرة.