وضع داكن
02-05-2024
Logo
الفتوى : 03 - كيف نجيب من يتحدى الله بإتيان كتاب أو آيات ما تشبه آيات القرآن ؟ .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

سؤال:

 فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 قال الله تعالى: " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله " وقال تعالى آيات أخرى بهذا المعنى.
 وسؤالي هو لو أن شخصاً جاءني وقال لي هذه سور كتبتها بنفسي فأين التحدي الإلهي بعدم قدرة البشر على كتابة ولو آية واحدة. سؤالي جدي جداً وأنا لا أفترض شيئا وهمياً حيث يوجد موقع على الإنترنت ينشر آيات مختلقة مسيئة للإسلام ولكن كيف نرد على هؤلاء فنحن بضعفنا الشديد لا نستطيع أن نرد فقد نزيد الطين بلة. ومن يقوم بذلك هم من دارسي اللاهوت , راجع موقع:

 

http://dspace.dial.pipex.com/suralikeit/original/index.shtml

وموقع

http://dspace.dial.pipex.com/suralikeit/

 الرد يحتاج لأشخاص متعمقين وقادرين على الرد نرجو منك إفادتنا والسلام عليكم
وجزاكم الله عنا كل خير

الجواب:

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
 إن قصر مفهوم التحدي في الإتيان بمثل سور القرآن أو آياته على مجرد التركيب اللغوي والعمل الإنشائي ,خطأ كبير , وهو الذي يوقع في الوهم الذي ذكرت ,والشك الذي يعتري بعض النفوس ويفسد معنى التحدي المقصود...إن إعجاز القرآن الكريم ,ليس إعجازا لغويا فقط كما يتوهم بعض الناس ,فقد ذكر القرطبي في مقدمة تفسيره أن القرآن معجز من عشرة أوجه وذكرها...فالقرآن معجز في لغته وأسلوبه وبلاغته ,وفي صدق أخباره ما سبق منها وما سيأتي ,وفي واقعية أحكامه وملائمتها الفطرة السليمة ,وفي قوة وعميق تأثيره في النفوس.هذا ماتؤيده آيات مثل قوله تعالى

﴿لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾

 وقوله

﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾

 وقوله

﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾

 وقد ذكرت كتب التفسير عن قتادة في قوله وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله قال من مثل القرآن حقا وصدقا لا باطل فيه ولا كذب.
الدكتور محمد راتب النابلسي

تحميل النص

إخفاء الصور