- تفسير القرآن الكريم / ٠1التفسير المختصر
- /
- (031) سورة لقمان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الكرام، الآية الثالثة والثلاثون من سورة لقمان، وهي قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ(33)﴾
اتَّقوا ربَّكم أي أطيعوه، أو اتَّقوا عذابَهُ، واتَّقوا سَخطَهُ، اتقوا معصيةً تُفضِي بك إلى النارِ، قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً﴾
أحيانا الإنسانُ يعصي اللهَ من أجل ابنه و أحياناً يعصي اللهَ من أجل أبيه، فإذا عصيتَ اللهَ من أجل ابنك ومن أجل ان تؤَمِّن له مالا كثيرا الاِبنُ لا ينفع أباه يوم القيامةِ، عن عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَقَالَ الْأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَاكِ))
فقد تقع عينُ الأم على ابنها، تقول له يا بُنيَّ جعلتُ لك صدري سقاءً و حِجري وِطاءً و بطني وِعاءً، فهل من حسنةٍ تنفعني اليومَ من حسناتك ؟ يقول ابنها: ليتني أستطيع ذلك يا أماه، إنني أشكو مما أنتِ منه تشكين، فالإنسانُ عصى ربَّه من أجل ابنه فلا ينفعه أولادُه يوم القيامة، و إذا عصى اللهَ من أجل والده، والدُه لا ينفعه شيئًا يوم القيامة، سُئل أحدُ الشباب: إلى أين ذاهبٌ ؟ فقال: لأسكرَ على روح والدي، ترك له والدُه مائة مليون الأبُ سيحاسَب كيف جمعها و أنفقها و لم ينتفع بها هو، بل انتفع بها أولادُه، الآيةُ دقيقةٌ جدًّا، أحيانا تقول البنتُ لربِّ العزَّةِ يوم القيامة: يا ربي لا أدخل إلى النار حتى أُدخِل أبي قبلي، هذه الآية للعلاقات الأُسرية.
قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً﴾
فلا ينفع الأب إذا عصى اللهَ من أجل ابنه شيءٌ، و لا يشفع الابنُ إن عصيتَ اللهَ من أجله.
هنا نقطةٌ دقيقةٌ ؛ الخيرُ كلُّه في المؤاثرةِ، و لكن لا مؤاثرةَ في الخيرِ و لا أوثِر ابني و لا زوجتي و لا والدي على طاعة ربي، قد يقول الواحدُ: أنا أعصي اللهَ من أجل أولادي، اللهُ يغفر لي، لا مؤاثرةَ في الخير، طاعة الله لا ينبغي أن تؤثر عليها أحدًا، لا أبًأ و لا زوجةً و لا ابنًا، بل إن الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(14)﴾
أولا: " مِن " للتبعيض ؛ أي بعضُ أزواجكم، و قال علماءُ التفسير: هذه العداوةَ ليست عداوةَ حالٍ بل إنها عداوةُ مآلٍ، ولو أن الإنسانَ تحرَّك من هديِ زوجته التي تحب الدنيا و تريد المظاهرَ فكسب المالَ الحرام من أجل زوجته، ويحبُّها في الدنيا، أما يوم القيامة حينما يرى أنَّ طاعتها كانت سببًا في دُخوله النار تنْقلبُ المحبَّة إلى عَدَاوَة قال تعالى:
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(14)﴾
عداوة مآل، كأن يقْتَرِح الشَّريك على شريكهِ صَفْقة غير نِظامِيَّة ولمَّا اشْتَروا هذه الصَّفْقة وضُبِطَت، وأحيل الشريك إلى السِّجن عندها يكرهُ شريكه فالله تعالى قال:
﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثًا(87)﴾
وعَدَنا أن يُحاسِبَنا، ووعدنا أن يسألنا، ووعَدَنا أن يُجيبنا، قال تعالى:
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(92)﴾
فالله تعالى قال:
﴿فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾
معنى تَغُرَنَّكم ؛ أي لا تُعْطوها حجْمًا فوق حَجْمِها، فالإنسان في بِدايات حياتِهِ يرى المال كلّ شيء، وبعد حينٍ يراهُ شيئًا، أما عندما يحين وقتُ مغادَرَتِهِ يراه ليس بِشَيء، بل الشيء الوحيد هو طاعة الله عز وجل، والحقيقة أنَّ كلٌّ مِنَّا سيَعْرف الحقيقة، ولكنّ مهمَّة التعليم أن تعرف الحقيقة قبل فوات الأوان، أما مَا مِن مخلوق على وَجه الأرض إلا وسيَعْرِفُ الحقيقة بعد فوات الأوان، وهذه المعرفة لا قيمة لها إطلاقًا، والبُطولة أن تؤمن وأنت شَحيح صحيح قويّ، والبُطولة أن تؤمن قبل أن تمْرض وقبل أن تفْتقر، وقبل أن تهْرَم، فالإيمان سيَحْصل، فهذا فِرعون وآمَن وقال أنا من المسلمين، قال تعالى:
﴿أَالْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ(91)﴾
كل الحقائق التي تُعرض عليكم من خلال آيات كتاب الله سوف تعرفونها معرفةً يقينِيَّة عند الموت، ولكنَّ لا قيمة لِهذه المعرفة، لذا قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ(33)﴾
أيها الإخوة، والله الذي لا إله إلا هو ؛ مَن أصْبَحَ منكم مُعافى في جسَدِهِ، عندهُ قوتُ يوْمِهِ، وقد بكى أحد الإخوة حيث قالت له زوْجته ليس عندنا شيء ! فبَكى خشْيةً لله تعالى !! لأنَّ بيوتنا اليوم لا تخلو من الأكل والطَّبخ ولو خبز وزيت، وبرغل، ومعكرونة، فالإنسان المؤمن الصادِق يُعِدُّ العدَّة لهذه الساعة، لذا لا تُعطي الدنيا حجْمًا أكبر مِن حجْمها، وهذا قول النبي عليه الصلاة والسلام:
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ))
هناك رجل توفِّي وترك خمْسة أولاد لأخيه، وهذا الأخ له شيْخ فحكى عليه الموضوع، فهذا الشيخ قال لهذا الأخ: ألم يتْرك شيئًا ؟! فقال له: ترك ما يكفيهم ثمانية أشْهر ! فهذا الأخ مات بعد أربعة أشْهر !! وأذكر أحدهم كانت له غرفة بِمَسْجد، والمسجِد كان سيُوَسَّع، فَقَلِقَ قلقًا غير معقول، فقدَّم طلبات، وَوَعَدُوه بِتَأمين بيتٍ له أفْضل مِن بيْتِهِ ماتَ قبل هَدمِ بيْتِهِ !! فالإنسان يُعطي الأمور حجمًا كبيرًا، وهذا الحجْم يسْحَقُهُ، فالله تعالى:
﴿فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)﴾
وهو الشيْطان، أوْضَح مثل قاضي نزيه جدًّا، قال لك آذِنُهُ قدِّم له هدِيَّة جيِّدة يُعينك، فإذا بالخَصم يفاجئ أنَّ هذا القاضي نزيه، فلم يحْكُم له القاضي لِصالِحِهِ، وهكذا هو دَور الشَّيطان، يقول لك: لا تُدَقِّق، والله غفور رحيم، والنبي يشْفع ! فهذا كلام الشَّيطان فالشيطان يريد أن يغرّ الإنسان، فالشيطان يَعِدُ ويُمَنِّي، قال تعالى:
﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(22)﴾
فالشيطان يُمنِّي، ويَعِدُ، ويُخَوِّفك، ويعِدُكَ الفقر ويأمرك بالفحشاء قال تعالى:
﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا(27)﴾
لذلك ابن عمر دينَكَ دينَكَ ؛ إنَّه لحْمُكَ ودَمُكَ، خُذْ عن الذين اسْتَقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا.
فهذه الآية دقيقة، أحدهم أخذ غرفةً بِشارع برْنِيَّة، والبيت بأعلى كِسوَة، ولكن هذا الإنسان له أذْواق أرْقى مِن هذه، فأعاد البيت على الهَيْكل، قلِعَت النوافِذ، وكُسِر البلاط، وبعد سنَتَين من العمل وبعدما انْتَهَت الكِسوة الجديدة توفَّاهُ الله بعد أسبوع !!
وأحدهم كما يُحَدِّثنا أحد إخواننا، طلب منه أن يصْنَعَ غرفة نوم، فبَقِيَ المشتري سِتَّة أشْهر كي اسْتَقَرَّ على غرفةٍ أعْجَبتْهُ، وتابعني سنة حتَّى انْتَهَت، وبعدها لم يأت ليأخذها، فاتَّصل به، فإذ به يسْمع ضجيج ! قال: أين صاحب هذه الغرفة فقيل له: لقد توفّي !! وآلاف القصص ما انسكنتْ، وشهادات لم تُسْتَعمل، ومنْصب لم يصِلْهُ، لذا لا تغرنَّكم الحياة الدنيا، والدُّنيا تغُرّ، وتضرّ، وتمرّ، وهي دار مَن لا دار له ولها يسْعى مَن لا عَقْل له، فهذه هي الآية:
﴿فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)﴾
والله تعالى يقول:
﴿فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمْ الَّذِي يُوعَدُونَ(83)﴾
وقال تعالى:
﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا(103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا(104)﴾
أذكر قبل عشرين سنة أنَّ أحد الأصدِقاء أخذني إلى حلب وأراني حيًّا اسمه الشَّهباء ؛ هذا الحيّ شارع المالكي يظهر كالكوخ أمامه، فيلات أشكال وأنواع، لفتَ نظري فيلا على النَّمَط الصيني، فقال لي: هذه كلَّفت سنة الأربع والسَّبعين خمسة وثلاثون مليون، واليوم ثمنها سبعمئة مليون، تُوُفِّي صاحبها في الثانيَة والأربعين، وكان طويل القامة ولمَّا وُضِعَ القبْر وُضِعَ مُعْوجًّا !! فالعِبرة الفرَح بالطاعة وطلب العلم ومال تنْفقُهُ في سبيل الله، أما الاعْتِناء بالدنيا فهذا كزبد البحر،
فعن أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ:
(( قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ قَالَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا بَنِي عَبْدِمَنَافٍ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِالْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئً ))
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَأَقُولُ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي))
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّئُونَ عَنِ الْحَوْضِ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى))
وقال تعالى:
﴿ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنقِذُ مَنْ فِي النَّارِ(19)﴾
قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)﴾