- أحاديث رمضان
- /
- ٠02رمضان 1416 هـ - نظرات في آيات الله
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
العلم هو الفرق بين من عرف الله و بين من أعرض عن ذكره :
يقول عليه الصلاة والسلام:
(( أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل أمكنه طلب العلم في الدنيا فلم يطلبه))
أي مجالس العلم بين يديه، خطوات بينه وبين المسجد، لأن الله عز وجل قال:
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾
الفرق بين إنسان عرف الله وسعد بقربه واستحق الجنة إلى الأبد وبين إنسان جهل حقائق الدين وأفسد في الأرض فاستحق النار إلى الأبد هو العلم فقط:
﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾
بين إنسان سعيد في الدنيا والآخرة وبين إنسان شقي في الدنيا والآخرة، هو العلم، وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أكرم عليّ منك، بك آخذ، وبك أعطي، بإعمال العقل يسعد في الدنيا والآخرة، فلذلك:
(( أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل أمكنه طلب العلم في الدنيا فلم يطلبه، ورجل علم علماً فانتفع به من سمعه ))
لذلك ورد في بعض الأدعية:" اللهم إني أعوذ بك أن يكون أحدٌ أسعد بما علمتني مني".
شيء مؤلم جداً أن تعلم الناس علماً يطبقه الناس ينتفعون به، يسعدون به، وأنت لا تطبقه فتشقى به:" اللهم إني أعوذ بك أن يكون أحدٌ أسعد بما علمتني مني، اللهم إني أعوذ بك أن أتزين للناس بشيءٍ يشينني عندك، اللهم إني أعوذ بك أن أقول قولاً فيه رضاك ألتمس به أحداً سواك، اللهم إني أعوذ بك أن أكون عبرة لأحد من خلقك".
مؤلم جداً الإنسان يصبح قصة، إذا انحرف فأدبه الله يصبح قصة، صار الإنسان وسيلة إيضاح للناس:" إني أعوذ بك أن أكون عبرة لأحد من خلقك، أعوذ بك أن أتزين للناس بشيءٍ يشينني عندك، إني أعوذ بك أن أقول قولاً فيه رضاك ألتمس به أحداً سواك، أعوذ بك أن يكون أحدٌ أسعد بما علمتني مني":
(( أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل أمكنه طلب العلم في الدنيا فلم يطلبه ))
أيها الأخوة الكرام؛ لعل من أشدّ المشاعر إيلاماً بالنفس الندم، شيء بين يديك وفي متناول يديك، لذلك الله عز وجل:
﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾
أعلى مصداقية في الأرض هي كلام الله :
يوجد شيء آخر هو أن النبي عليه الصلاة والسلام كما قال عن نفسه:
(( بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ ))
والشيء الثابت أن أفصح كلام على الإطلاق بعد كلام الله عز وجل كلام رسول الله، في الجامع الصغير خطبة لرسول الله، وهو الحديث التاسع بعد الستمئة والألف، يقول النبي عليه الصلاة والسلام في إحدى خطبه- سأقول لكم كل كلمة في هذه الخطبة يمكن أن تكون موضوعاً لخطب عامة- يقول النبي عليه الصلاة والسلام:" أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله".
تريد كتاباً مصداقية؟ أعلى مصداقية في الأرض هي كلام الله، لا يوجد كتاب من تأليف بشر إلا فيه حق وباطل، صواب وخطأ، إلا أنك إذا قرأت كتاب الله ترى أنه كتاب لا ريب فيه لأنه من عند الخبير، خبرة الله قديمة، أحياناً الإنسان يقرأ كتاباً لأجلّ العلماء لكن هذه الفكرة صحيحة أما الآن فغير صحيحة، العلم تقدم، أكبر شاهد أصلحهم الله أن الأرض مسطحة، وهناك إصرار على ذلك، صحيفة تصدر في باريس بالخط العريض العالم الفلاني يقول: إن الأرض مسطحة، الإنسان وصل إلى القمر وصور الأرض بأجهزة دقيقة جداً، صورها كرة لا يختلف على ذلك اثنان، فعندما يتكلم الإنسان كلاماً من عنده يخطئ كثيراً، إذا أردت كتاباً لا ريب فيه فعليك بكتاب الله عز وجل.
ذكر الله يؤلف القلوب و يجمعها :
((أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأوثق العرى كلمة التقوى…))
العرى أي الضمانات، أحياناً المال ضمانة، أحياناً المركز القوي ضمانة، أحياناً الأتباع الكثر ضمانة، يقول لك: هذا حوله مئة ألف، أحد التابعين يقول: إذا غضب غضب لغضبته مئة ألف سيف، لا يسألونه فيمَ غضب؟ فالأتباع ضمانة، والمال الوفير ضمانة، والمركز القوي ضمانة، لكن النبي عليه الصلاة والسلام أقوى ضمانة:
((… وأوثق العرى كلمة التقوى…))
أي طاعة الله، لذلك مع الله لا ينفعك ذكاؤك، ولا ينفعك مالك، ولا ينفعك نسبك، يا فاطمة بنت محمد يا عباس عم رسول أنقذا نفسيكما من النار، أنا لا أغني عنكما من الله شيئاً، لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم، من يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه، ماذا ينفعك؟ طاعتك له، في التجارة لا ينفعك ذكاؤك ولكن تنفعك استقامتك مع الله، يؤتى الحذر من مأمنه.
((… وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأشرف الحديث ذكر الله…))
ممكن تطرح موضوعات سياسية، موضوعات اقتصادية، اجتماعية، فلكلورية، تاريخية، فكاهية، موضوعات حزن تراجيديا، موضوعات… أما أشرف كلام تقوله للناس وتجمع الناس عليه وتطرحه في اللقاءات فهو ذكر الله:
﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
بأي جلسة إن تكلموا عن غير الله إذا كان المتكلم تاجراً، وهناك شخص دخله محدود، يعتبر هذا الكلام بالنسبة له مؤلماً جداً، يقول لك: أنا عملت حفلة كلفتني مئة ألف، الموظف لا يوجد عنده إمكانية ليفعل حفلة، أحياناً يفتخر التاجر بدخله، بمصروفه، برحلاته، بأثاث بيته، بمواقفه التي تحتاج إلى أموال طائلة، أما إذا تحدثت عن الله في أي مجلس جمعت القلوب، ألفت القلوب، دللتهم على الله، أدخلت على قلوبهم الطمأنينة، دفعتهم إلى العمل الصالح، وهو متاح لكل الناس، أبواب الله مفتحة، الذي يجمع الله جميعاً هو ذكر الله، أما ذكر الدنيا فيفرقهم.
أحسن القصص قصص القرآن و شرّ الأمور محدثاتها :
((…وأحسن القصص هذا القرآن…))
القصة أحياناً تغدو متعة، إملاء وقت، يقول لك: هناك عقدة لنعرف من القاتل؟ يتسابقون بفهم عقدة القصة، لكن إذا تلوت على الناس قصة وردت في كتاب الله مهما استنبطت من أحكامها ومن مواعظها لا تنتهي، لأن:
((…وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عوازمها، وشر الأمور محدثاتها…))
أي هناك أمور ليس لها علاقة بالمكان والزمان، أن تعرف الله، أن تحسن لخلق الله، هذه أمور وهذه أعمال تنقلك إلى الجنة، هي من عزائم الأمور:
﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾
اذكر الله عز وجل، إن ذلك من عزم الأمور، تعلم القرآن الكريم، إن ذلك من عزم الأمور، يوجد أشياء لا علاقة لها بالآخرة إطلاقاً، مخترعات حديثة بعضها فاسد، بعضها غير فاسد، إذا إنسان دخل في المحدثات يجب أن يكون حذراً جداً، لأنه يمشي في حقل ألغام، شر الأمور محدثاتها، إنسان اشترى آلة تصوير فيديو وصور نفسه وأهله بأوضاع لا تليق لأن هذه قضية داخلية، استعار فيلماً من بائع بالخطأ أرسل الفيلم بغلاف آخر، صاحب المحل وجد فيلماً جديداً لا يعرفه، طبع منه، وصل لأخ هذا الإنسان فرأى أخاه وزوجة أخيه في أوضاع مزرية، اضطر أن يبيع بيته وينتقل إلى بلد آخر، هذه محدثة، لو تلا كتاب الله، لو ربى أولاده، هناك أشياء من عجائب الأمور.
((... وإياكم ومُحدثاتِ الأمورِ، فإنَّ كلَّ مُحدثَةٍ بدْعةٌ، وكل بدْعَةٍ ضَلاَلَة))
أعمى العمى هدى لا يتبع وعلم لا يعمل به :
((…وأحسن الهدي هدي الأنبياء، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى …))
إنسان سلك طريق الإيمان ثم ظهر له أن الدين كله خلط، بالأربعين أو الخمسين ترك الصلاة، اتبع الشهوات وندم على عمره الذي أمضاه في طاعة الله، شخص عنده مطعم فيه خمر، حج وعاد وألغى الخمر، بعد أسبوعين أقنعوه أن عملك خاطئ، هربت كل زبائنك، فعاد وباع خمراً، وبعد عشرة أيام توفاه الله، ومات على هذه المعصية:
((… وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وخير العلم ما نفع …))
أي علم لا يعمل به الجهل خير منه، توفاه الله، ومات على هذه المعصية:
((…وخير العلم ما نفع، وخير الهدى ما اتبع، …))
هدى لا يتبع وعلم لا يعمل به ما قيمته؟ لأن العلم والهدى في الإسلام وسيلة وليس غاية، فإن لم تتبعه لا جدوى من هذا العلم.
أكبر مصيبة أن ترى الحق باطلاً و الباطل حقاً :
((… وشر العمى عمى القلب …))
أن ترى الحق باطلاً هذه أكبر مصيبة، وأن ترى الباطل حقاً، فمن أدعية النبي عليه الصلاة والسلام:" اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه" أحياناً الإنسان يكسب مالاً حراماً يشعر بنشوة عجيبة لأنه أذكى من الناس كلها، لأنه استغل وظيفته وظنّ أنه ذكي ومتفوق، أعمى قلب، لو عرف أن هذا المال سوف يحرقه، وأن الله عز وجل سوف يحاسبه، وأن المال الحرام يذهب بأهله، وأنه:
(( من أخذ أَموال الناس يُريدُ أَداءها أدَّى الله عنه، ومن أخذ أَموال الناس يُرِيدُ إِتْلافها أتلفه الله ))
ما فعل هذا، حدثني أخ طبعاً شاهد عيان راكب مع صديقه متجهاً إلى المطار، صديقه غير منضبط، قال لي: فجأة انحرف بالمركبة نحو اليمين ثم أطلق ضحكة هستيرية، ماذا فعل؟ جرو صغير يجلس على الزفت، لأن الزفت بالشتاء دافئ، لونه أسود يمتص حرارة، الجرو بارد جالس على طرف الطريق، فاستطاع هذا السائق بمهارة عجيبة أن يقطع يديه فقط، عبر عن مهارته بالقيادة، يقول لي: هذا الشخص وهو قريب أحد أخوتنا، الحادثة كانت يوم السبت الساعة الثانية، قال لي: السبت الثاني الساعة الثانية لأن له عملاً في المطار في هذا المكان بالذات العجلة عطلت، فنزل ليصلح السيارة فرفع العجلة فتحركت السيارة، السيارة وقعت فوق العجلة وكانت يداه تحت العجلة فهرستا إلى أن ذهب إلى المستشفى اسودتا، فكان القرار بقطعهما، يقسم بالله الشيء وقع بعد أسبوع، لو عرف الله ما فعل هذا:
((…وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى وشر العمى عمى القلب …))
كل إنسان يظن أن العباد ملكه، الإله لن يحاسبه عنهم، هذا أعمى قلب، الله عز وجل بالمرصاد.
العاقل من أبعد نفسه عن التهلكة :
((…واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى …))
إذا الإنسان رزقه معتدل، وأنفقه بحكمة، ولم يدخل بمتاهات الحرام والربا، وإلقاء النفس في التهلكة يكون إنساناً عاقلاً.
((…ما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى، وشر المعذرة حين يحضر الموت …))
﴿ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾
متى قالها؟ عند الغرق:
((…وشر المعذرة حين يحضر الموت، وشر الندامة يوم القيامة، ومن الناس لا يأتي الصلاة إلا دبراً، ومنهم لا يذكر الله إلا هجراً، وأعظم الخطايا اللسان…))
أحياناً كلمة، إحدى زوجات النبي عليه الصلاة والسلام، السيدة عائشة وصفت أختها صفية بأنها قصيرة فقال عليه الصلاة والسلام:
(( يا عائشة، لقد قلت كلمة لو مزجت بمياه البحر لأفسدته ))
الاستغناء عما عند الناس :
((… وخير الغنى غنى النفس…))
أن تستغني عما عند الناس، أن تثق بما عند الله، أنت أقوى الناس إذا توكلت على الله، وإذا كنت بما عند الله أوثق منك بما في يديك، يقول لك شخص: معي احتياطي، لأنه وضع نقوده في الخارج، يأتيه مرض ليس له علاج ما نفعه هذا المال، الضمانة أن يكون الله راض عنك، الضمانة طاعتك لله، لا هذا المبلغ الضخم الذي أودعته خارجاً.
رأس الحكمة مخافة الله :
((…وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله…))
يقول لك: عندي سجادتان تضاعف سعرهما مئة ضعف، هناك إنسان عنده سجاد، أو تحف، أو عملة صعبة، يقول لك: يلزمونا، يقول لك النبي عليه الصلاة والسلام:
((…وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله…))
طاعتك لله هي الزاد:
((…وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله، وخير ما وقر في القلوب اليقين، والارتياب من الكفر، والنياحة من عمل الجاهلية، والغلول من جمر جهنم…))
يقول لك: هذه من رائحة أبي قبل توزيع التركة أخذ أجمل سجادة، هو أخ أكبر وأخوته صغار، فاختار أجمل القطع الثمينة، هذا اسمه غلول، كل شيء يؤخذ قبل التوزيع اسمه غلول، أي سرقة من حق الأولاد كلهم:
((… والغلول من جمر جهنم، والكنز كي من النار، …))
وأي مبلغ لم تؤد زكاة ماله فهو كنز:
((… والشعر من مزامير إبليس، والخمر جماع الإثم …))
إنسان خير بين أن يقتل وبين أن يزني وبين أن يشرب الخمر، توهم أن شرب الخمر أهون هذه المعاصي، فشرب الخمر وبعدها قتل وزنا.
العناية بالشباب و الابتعاد عن الخلوة بالنساء :
((… والنساء حبائل الشيطان …))
أي شبكة، إن إبليس طلاع رصاد، عنده فخوخ كثيرة، وما هو من فخوخه بأوثق لصيده في الأتقياء من النساء، الفخ المحكم الذي قلّما يتفلت منه إنسان، إذا قبل بخلوة قد يقع بالشر، الخلوة محرمة، ما خلا رجل- أيّ رجل بامرأة - إلا كان الشيطان ثالثهما، إذا قبل بخلوة إذا خرق حدود الله تصبح المرأة فخاً، وما هو من فخوخه بأوثق لصيده في الأتقياء من النساء.
((… والنساء حبائل الشيطان، والشباب شعبة من الجنون…))
إذا أب عنده ابن طائش يتحمله لأن الله عز وجل لا بد من أن يكرمه بعد حين.
السعيد من اتعظ بغيره :
((…وشر المكاسب كسب الربا، وشر المآكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربعة أذرع، …))
هذا القبر يقول لك: بيته أربعمئة متر، يكون سبعمئة آخرته متر بمترين، لا يوجد بلاط.
توزيع الأحكام والطعن من عمل الشياطين :
((…،والأمر بآخره، وملاك العمل خواتيمه، وكل ما هو آت قريب، وسباب المؤمن فسوق، وقتال المؤمن كفر، وأكل لحمه من معصية الله تعالى، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يتألَّ على الله يكذبه …))
توزيع الأحكام والطعن هذا من عمل الشياطين، أنت قل من يفعل هذا فقد عصى، لا تذكر أسماء، من فعل هذا فقد أخطأ، أما تعمل فتناً وتطعن بالناس وتوزع أحكاماً فهذا من التألي على الله، رسول الله ما قبل من امرأة تقول عن صحابي:
((فقلت: يا عثمان بن مظعون رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أن الله أكرمه؟ فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن يكرمه الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما هو فقد جاءه اليقين فوالله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ماذا يفعل بي، قالت: فوالله ما أزكي بعده أحداً أبدا ))
أحياناً تمدح فلاناً، قل: لا أزكي على الله أحداً، سيدنا الصديق لما أوصى بالخلافة لسيدنا عمر هناك من تعجب أن هذا إنسان قاس لماذا علقتنا معه؟ شديد جداً، قال: ألا تخاف الله بهذا الاستخلاف؟ فقال: أتخوفونني بالله؟ إن سألني ربي أقول: يا رب وليت عليهم أرحمهم، هذا علمي به فإن غيّر وبدل فلا علم لي بالغيب، انظر إلى الأدب، فيما أعلم هو أمين، لأنك إذا زكيته تزكية مطلقة وخيب ظنك أنت متهم.
الأدب مع الله و مع رسوله :
((… ومن يتألَّ على الله يكذبه …))
أحياناً الإنسان يطعن بإيمان شخص، ويتهمه بالنفاق أو المعصية، وهذا الإنسان يكرمه الله ويجري على يديه الخير ويرفعه إلى مكان علي، والذي انتقده وطعن به دونه بكثير:
((…ومن يغفر يغفر الله له، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله، ومن يصبر على الرزية يعوضه الله، ومن يتبع السمعة يسمع الله به، …))
يفضحه الله، هناك شخص لا يهمه فيما بينه وبين الله يهمه بين الناس، ممكن لا سمح الله إذا كان هناك خلل في بيته يهمه شيء واحد لا أحد يدري بهذا، الله يعلم لا يخاف من المعصية يخاف من سمعة المعصية، هذا إنسان يؤله الناس ورضاهم أغلى عنده من رضى الله، هذا هو:
((… ومن يتبع السمعة يسمع الله به، ومن يصبر يضعف الله له، ومن يعص الله يعذبه، اللهم اغفر لي ولأمتي، اللهم اغفر لي ولأمتي، أستغفر الله لي ولكم))
هذه خطبة كل فقرة فيها يمكن أن تكون خطبة.
ضرورة الإيجاز في الكلام و الاقتصار على الحاجة :
قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(( بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ ))
(( أنا أفصح العرب بيد أني من قريش))
نضر الله وجه من أوجز في كلامه، واقتصر على حاجته، سيدنا الصديق له كلمة رائعة جداً، قال: " إيَّاك وكثرة الكلام، فإن كثرة الكلام ينسي بعضه بعضاً".
النبي عليه الصلاة والسلام كان كلامه موجزاً وبسيطاً ويعدّه العاد، وكان يلقيه متأنياً، هكذا علمنا النبي عليه الصلاة والسلام.
الإنسان عليه أن يتعلم من رسول الله كل شيء، عليه أن يتعلم منه أصول التدريس، أسلوبه الحكيم، هناك مواقف للنبي مذهلة أحياناً يقدم مثلاً، أحياناً يحاور، الحوار أسلوب، والقصة أسلوب، والمثل أسلوب، والتشبيه أسلوب، أحياناً:
((رجل قال: يا رسول الله قل لي قولاً وأقلل علي، لعلي أعيه. قال: لا تغضب. فأعاد عليه مراراً، كل ذلك يقول : لا تغضب ))
هذا الكلام جامع مانع، يمكن أن نتعلم من رسول الله أصول التدريس، أصول إلقاء العلم، هذه حكمة من خطبه، هناك خطب قال لي شخص: تجلس في الخطبة ساعة ولا تفهم ماذا يريد الخطيب أن يقول لك، موضوعات غير مترابطة، طرح مشكلة بلا حلّ، لا يوجد شيء هناك تنقل عشوائي من موضوع لموضوع.