- الفقه الإسلامي / ٠4الأخلاق الإسلامية
- /
- ٠3الكبائر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الكذب ذنب من أخطر الذنوب :
أيها الأخوة المؤمنون، الذنوب أنواع منوّعة؛ منها ما هو من الكبائر، ومنها ما هو من الصغائر، ولكن في حديث جامع مانع يبيِّن النبيُّ عليه الصلاة و السلام أن هناك ذنبًا ينتهي بصاحبه إلى النار، وأن هناك عملاً رابحاً ينتهي بصاحبه إلى الجنة، إذًا هذان الموقفان خطران جداً؛ موقف يأخذك إلى الجنة، وموقف يأخذك إلى النار، يقول عليه الصلاة و السلام:
((إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ))
إذًا قضيةُ الكذب ذنب من أخطر الذنوب، بل إن النبي عليه الصلاة و السلام يقول:
((يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ))
أيْ تجد مؤمناً منطوياً ومؤمناً منفتحاً، مؤمناً يحب الحركة ومؤمناً يحب الاستقرار، مؤمناً طابعه اجتماعي ومؤمناً طابعه انعزالي، مؤمناً أنيق جداً و مؤمناً أقلُّ أناقة، مؤمناً عصبيّ المزاج ومؤمناً وديعاً، هناك طباع لا تعدّ و لا تحصى كلها على العين و الرأس:
((يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ))
هناك عشرات الطباع لا تتناقض مع الإيمان، ولكن الكذب وحده يلغي الإيمان، والخيانة، لذلك:
((إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ))
أخطر أنواع الكذب أن تكذب على الله :
الآن الكذب نفسه كم درجة؟ لعل أخطر أنواع الكذب من دون استثناء أن تكذب على الله، يقول الله عز وجل:
﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾
وفي آية أخرى ربنا سبحانه و تعالى رتّب الذنوب والمعاصي ترتيباً تصاعديًّاً، فذكر الفحشاء والمنكر، وذكر البغي والعدوان، وذكر الشرك، وذكر الكفر، وجعل في رأس هذه الكبائر:
﴿ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾
الإمام الغزالي رحمه الله يقول: "لأن يرتكب العوام الكبائر أهون أن يقولوا على الله ما لا يعلمون"، أول نقطة في هذا الدرس؛ أخطر أنواع الكذب، و أشدّ أنواع الكذب، وأفعلُ أنواع الكذب في صاحبه هو أن تكذب على الله.
مراتب الكذب :
الكذب على الله مراتب، وأشدُّ هذه الأخطاء أن تدّعي النبوة، هناك من ادعى النبوة، مسيلمة الكذاب ادّعى النبوة، قبض على صحابيين قال لأحدهما: أتشهد أني رسول الله؟ قال: ما سمعت شيئاً، فقطع رأسه، وسأل الثاني أتشهد أني رسول الله؟ قال: نعم، قال عليه الصلاة والسلام: "أما الأول فقد أعز دين الله فأعزه الله، وأما الثاني فقد قبِل رخصة الله" ، ما هذا الدين؟ لك أن تأخذ بالرخص، ولك أن تأخذ بالعزائم، و كل شيء له أجر، أما الأول فقد أعز دين الله، وأما الثاني فقد قبِل رخصة الله، إذًا أشد أنواع الكذب أن يدّعي الإنسان النبوة، و قد ادّعاها بعضهم، مع أن النبي عليه الصلاة و السلام قال:
(( عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى تَبُوكَ وَاسْتَخْلَفَ عَلِيًّا فَقَالَ أَتُخَلِّفُنِي فِي الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ قَالَ أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي ))
مقام النبوة مغلق:
﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ*إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾
أهل الذكر :
أخواننا الكرام؛ عوِّد نفسَك أن تقول: لا أعلم، لا أدري، سأسأل، قال تعالى:
﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾
من هم أهل الذكر؟ أهل الوحي، أي أهل القرآن وأهل السنة، الوحي سماه الله في القرآن ذكراً، فالذي فهم كلام الله، و يفهم حديث رسول الله، و يعرف الأحكام الشرعية، هذا من أهل الذكر، فاسألوا أهل الذكر، ليس عاراً أن تقول: لا أدري، العار أن تقول و أنت لا تدري، أنا أقول لكم هذه الكلمة، ليس العار أن تكون جاهلاً، العار أن تبقى جاهلاً، ليس العار أن تخطئ، العار أن تبقى مخطئاً، الإمام أحمد بن حنبل جاءه وفد من المغرب وظل يمشي إلى أن وصل إليه أشهراً عدة، معه ثلاثون سؤالاً، أجاب عن سبعة عشر سؤالاً فلما قيل له: و الباقي؟ قال: لا أدري، قالوا: الإمام أحمد بن حنبل لا يدري!! قال لهم: قولوا لمن بعثهم: الإمام أحمد بن حنبل لا يدري، و أنت في أعلى درجة من درجات العلم تقول: لا أدري، أن تقول على الله ما لا تعلم هذا أكبر ذنب على الإطلاق.
أن تقول على الله ما لا تعلم أكبر ذنب على الإطلاق :
أخواننا الكرام، أرجو أن يتّضح هذا أمامكم، عندك ميزان، الكفة الأولى راجحة مئة غرام، لو استخدمته مليون مرة الوزنات كلها غلط، الخطأ في الميزان لا يُصحّح، أما لو وزنت وزنة وتوهمت أنها كيلو و هي نصف كيلو فهذا خطأ في الوزن، لا يتكرر، مرة واحدة، احفظوا هذه القاعدة: " الخطأ في الوزن لا يتكرر، بينما الخطأ في الميزان لا يُصحح " إن قلت على الله ما لا تعلم فأنت عملت خللاً في ميزان إنسان، لو قلت له فرضاً حديثاً من دون شرح، من دون تعليل، من دون أسباب ورود، من دون رأي العلماء:
((شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي))
والله عمل مريح، افعل الكبائر ما تريد، لأنك إن فعلتها شفع النبيُّ لك، فأن تقول على الله ما لا تعلم هذا ذنب عظيم، مثلاً يقولون: الإنسان إذا حجَّ بيت الله الحرام غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر، يأكل المال الحرام، و ينهب الأموال، يعتدي على أعراض الناس، يغش المسلمين، ثم يذهب إلى الحج، ويعود كما أوهمه الجاهلون كيوم ولدته أمُّه، الحقيقة خلاف ذلك، الذنوب التي غفرها الله لك ما كانت بينك و بين الله فقط، أما التي بينك وبين العباد لا تُغفر إلا بالأداء أو المسامحة، قبل أن تقول على الله ما لا تعلم عد للمليون، قبل أن توهم إنساناً أن ذنبه مغفور، قبل أن توهم إنساناً أن القدَر كتبه مع الأشقياء دون أن يدري، و دون أن يعلم، هذا حديث يا أخي، هكذا سمعت، أنت ماذا فعلت في هذا الإنسان؟ حطَّمته، ليس هناك عقيدة تشلُّ بالإنسان كالجبر، انتهى، برق، لِم العمل؟ كل شيء منته قبل أن تولد، لو ارتكب الإنسان الكبائر أهون من أن يقول هذا للناس، مع أن الله يقول:
﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾
و قال:
﴿وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾
و لا قطمير.
﴿ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ﴾
و قال:
﴿ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ﴾
﴿ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾
﴿ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴾
كلام رائع جداً، يقول لك: كل شيء منته.
مرة عندي كتاب مخطوط أول صفحة: " اللهم إنَّ حسناتي وإنّ سيئاتي من قضائك"، ليس له علاقة، كل سيئاتي أنت كتبتها عليّ، وهناك أفكار عند العوام - والعياذ بالله - يقول لك: طاسات معدودة في أماكن محدودة "، هذا كتبه الله شقياً، وهذا كتبه الله سعيداً، لِمَ العمل، ولِم التوبة؟ معقول كل شيء منته واللهُ عز وجل يرسل الأنبياء و الرسل؟
عقيدة الجبر تقضي على الإنسان و تدمره :
أخواننا الكرام، ما من عقيدة تشلُّ الإنسان كعقيدة الجبر، والله هذه العقيدة شائعة، أقيموا عليه الحدَّ، قال: إن الله كتب عليّ ذلك، الله قدَّر أن أشرب الخمر يا أمير المؤمنين، فقال: أقيموا عليه الحدّ مرتين، مرة لأنه شرب الخمر، و مرة لأنه افترى على الله، قال له: ويحك يا هذا إن قضاء الله لم يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار، إذًا أعظم كذب على الإطلاق أن تكذب على الله، و أعظم كذب على الله أن تدَّعي النبوة، فالدرجة الثانية أن توهمهم بعقيدة غير صحيحة، الثالثة أن تحلِّل أو تحرِّم، هناك أناس لم يتبحروا في العلم تشدد بلا معنى، كله حرام، لو اتبعت فتاواه لتوقفت الحياة، وهناك أناس كله حلال، أنت مشرِّع، أنا أحيانا أخ يسألني: أستاذ حرام أم حلال؟ ما هذا السؤال!! هذه القضية لا بد لها من مجمع فقهي، بهذه البساطة أقول لك: حلال أو حرام، طبعا الخمر حرام، البينات واضحة، الحلال البيِّن واضح، والحرام البيِّن واضح، لكن بينهما مشتبهات كثيرة، فلا تطمع أن تأخذ جواباً من إنسان ورِع حرام أو حلال، ماذا يقول الله عز وجل؟
﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾
الإنسان مخيَّر :
أول درجة أن تدّعي النبوة، و ثاني درجة أن تصف الله عز وجل بصفات لا تليق به، أن تخوض في العقائد بلا علم، البارحة سألني أخ فقال: كيف الله عز وجل لا يقع شيءٌ في ملكه إلا بإرادته؟ هناك زنا، وهناك سرقة، و هناك موبقات، وهناك حروب، قلت له: العلماء لخَّصوا هذا بثلاث كلمات: " أراد ولم يأمر، أراد و لم يرضَ "، الله عز وجل خلق الإنسان مخيَّراً، لو أنه اختار أن يأكل مالاً حراماً فاللهُ نبَّهه، عمل له دعوة بيانية، جمعه بإنسان، أسمعه خطبة، اطلع على كتاب، حضر درس علم، مصرٌّ على أن يأخذ المال الحرام، أدَّبه تأديباً تربوياً، فالله عز وجل خلقك مخيراً، فإذا أنت أصررت على مخالفة، بعد الإصرار تنطلق إليها، يسمح اللهُ لك، فمعنى أراد أي سمح لك بعد إصرارك، ولم يأمر ولم يرض.
بطولة الإنسان أن يعطي الرخصة وهو واثق من الدليل :
بالمناسبة إثمُ الذي يحرم ما هو حلال لا يقل عن إثم الذي يحلل ما هو حرام، البطولة أن تعطي الرخصة و أنت واثق من الدليل، أما بهذه البساطة حلال و حرام فالله عز وجل وصف هؤلاء بأنهم قوم لا يفقهون، الحديث المشهور والذي تعرفونه جميعاً:
((الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ ))
كنت وصفت هذا الحديث و شرحته بمثل، نهر عميق مخيف له شاطئ زلق مائل وشاطئ مستو جاف، البينات أن تسير على الشاطئ المستوي الجاف، و الشبهات أن تسير على الشاطئ المائل الزلق، فهناك احتمال كبير أنْ تقع في النهر.
مثل آخر؛ تيار ثمانية آلاف فولت، هذا له حرارة، في منطقة ثمانية أمتار من الجهتين يجذب، فالإعلان يكون: " ممنوع الاقتراب من التيار " وليس " ممنوع المسّ " لا بد من منطقة خطرة، هناك تيار، وهناك منطقة خطرة، وهناك منطقة آمنة، فالحلال والحرام في المنطقة الآمنة، أما الشبهات ففي المناطق الخطرة، فلذلك المؤمن دائما يدع بينه وبين المعاصي هامش أمان، الزنا معصية كبيرة جداً، ما الذي قبلها؟ الاختلاط، ما الذي قبلها؟ إطلاق البصر، ما الذي قبلها؟ صحبة الأراذل، ما الذي قبلها؟ الخلوة، هذه كلها ممهِّدات، فالمؤمن الصادق يبتعد عن أسباب المعصية، و يدّع بينه وبين المعصية هامش أمان.
إحالة الله المسلمين إلى الكتاب و السنة :
بالمناسبة، لما ربنا عز وجل يقول:
﴿ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾
طبعاً الله عز وجل في قرآنه، والرسول في سنته، أولو الأمر هم الأمراء والعلماء، العلماء يعلمون الأمر و الأمراء ينفذونه، وبالمناسبة إن من إجلال الله أن تجل حاكماً عادلاً، و حاملاً لكتاب الله، و شيخاً شاب في الإسلام، من إكرام الله أنْ تجلَّ رجلاً متقدِّماً في السن شاب في الإسلام، أو أميراً عادلاً، أو حاملاً لكتاب الله:
((إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ ))
فــ:
﴿ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾
أولو الأمر هم العلماء و الأمراء، الأمراء ينفذون، و العلماء يعلمون، قال تعالى:
﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ ﴾
تنازعتم مع من؟ مع علمائكم، أو مع أمرائكم، القضية حلال أم حرام؟ قال:
﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ ﴾
الله عز وجل أحالَنا إلى الكتاب و السنة، هل تصدقون؟ و هل يقبل العقل أن يحيلك خالق الكون إلى مرجعين ثم لا تجد فيهما ما تبتغي؟! مستحيل، وألف ألف مستحيل ألاّ تجد في كتاب الله و سنة نبيه ما يغطي حاجة المسلمين إلى يوم القيامة.
الإسلام منهج كامل لكلّ زمان ومكان :
لكن الذي أقوله أن العلة في المسلمين، المسلمون مقصِّرون، قبل أسابيع تقريباً عُقِد في الشام مؤتمر فقهي، حضرته فحملت انطباعاً من هذا المؤتمر أن كل قضية يعاني منها المسلمون اليوم هناك حكم شرعي يغطِّيها، لكن العلّة فينا لا في الإسلام، كلكم يعلم أن التأمين حرام، التأمين أن نأخذ مبلغاً من إنسان من دون معاوضة، إذا صار معه حادث نصلح له، لم يحدث ليس له شيء، عندنا دفع عشرة آلاف بلا مقابل، إنك تشتري الأمن ممن لا يملكه، التأمين التجاري حرام مئة بالمئة، لكن الله عز وجل قال:
﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾
تنازعتم التأمين التعاوني ليس حلالاً، و ليس مباحاً، بل مندوباً إليه:
﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ﴾
وهذا أرقى أنواع التأمين، مئة طبيب، مئة تاجر، مئة مستورِد، ألف، خمسة آلاف، حرفة واحدة، يدفع كل إنسان في صندوق مبلغاً من المال، أي إنسان أصيب في ماله من هؤلاء أعضاء الصندوق يأخذ تعويضاً له كافياً، لا يوجد أي إنسان أصيب المبلغ لأصحابه، إما أن يستثمر، وإما أن يعود لأصحابه، ليس هناك أيمن من هذا، حقَّقنا هدف التأمين مئة بالمئة، وما وقعنا في الحرام أبداً.
حدثني أخوان مقيمون في أمريكا، في أمريكا يمكن للمريض أن يقيم دعوى على طبيب فيدفع له خمسين مليون دولار، كل شيء حصّله الطبيب في ثلاثين سنة ممكن أن يدفعه بحكم محكمة لمريض، فلا بد أن يؤمَّن الطبيب، فيدفع مليوني ليرة في السنة، إن لم يخطئ ذهب كل ما دفعه، فسمعت عن بعض الأخوة المؤمنين أنهم عملوا صندوق تأمين تعاوني، ووضع كل واحد مثلاً مليوني ليرة في هذا الصندوق، وهم مئة طبيب، مئة في مليوني ليرة، مئتا مليون، أيّ طبيب وقع في مشكلة مع مريض، و عليه مبلغ يأخذه من هذا الصندوق، قال لي: هناك سنة و لا طبيب أخطأ، فالمئتا مليون لأصحابها، إما أن تستثمر، و إما أن توزّع، و قس على هذا كل شيء، يمكن أن يكون بنك إسلامي، تأمين إسلامي، و عمولة إسلامية، واستثمار خارجي، و تجاري، كل شيء ممكن، و لكن الناس يرفضون الإسلام، أما هو فمنهج كامل لكل زمان ولكل مكان.
للإمام الشافعي كلمة؛ لكن الإنسان إذا كان إيمانه قوياً و اجتهد فأخطأ فله أجر، وإذا أصاب فله أجران، ما هذه الرخصة؟ إذا اجتهدت مخلصاً فأخطأت فلك أجر، و إن أصبت فلك أجران، أحد الصحابة سئل عن قضية، ما بلغه حكم شرعي، و قال: لا أعلم فيها سنة وإنما أقول برأيي، فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان غير صواب فمني ومن الشيطان، أدب رفيع، فقضية الحكم الشرعي هذا يحتاج إلى تأن: " أجرأكم على الفتيا أجرأكم على النار " أكثر الناس يقولون: ضعها في رقبتي، مَن أنت؟
يَقُولُونَ عِنْدَنَا هَذَا غَيْرُ جَائِزٍ فَمَنْ أَنْتُمُ حَتَّى يَكُونَ لَكُمْ عِنْدُ
***
أنواع الكذب وأخطاره :
الآن هناك نوع من الكذب، أول الكذب ادِّعاء النبوة، ثاني نوع أن توهم الناسَ بصفة لله عز وجل، بصفة لا تليق به، والثالثة أن تدّعي أن هذا حلال وهو حرام، أو أنّ هذا حرام وهو حلال، الرابعة أن تكذب على المؤمنين، كفى بها خيانة أن تحدث أخاك بحديث هو لك به مصدق، وأنت له به كاذب.
يا أخوان لو ذهبنا نعدُّ أخطار الكذب، لوجدنا أن كل مصائبنا و كل مشكلاتنا أساسها الكذب، تقول ما لا تعتقد، وتفعل ما لا تقول، هذا كذب سلوكي، نحن لئلا تتوهموا أن كل إنسان حكى شيئا غلطاً كذّاب، لا، الذي يقول ما لا يعتقد هذا كذّاب، إنسان غني من الأسرة زارك، أهلاً و سهلاً، تنوّر البيت، عندنا عيد اليوم، وهو لا يصلي، و قد يكون مالُه حراماً، الأولاد وجدوا أباهم قد احترمه كثيراً احتراماً غير معقول، فأنت حينما تقول ما لا تعتقد، أو حينما تقول ما لا تفعل هذا نوع من الكذب، أول كذب اعتقادي، و الثاني عملي، القضية خطيرة جداً، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ))
فالكذب من أخطر الذنوب.
أخطر أنواع الكذب على المؤمنين أن تكفِّر مؤمناً :
الآن نضرب أمثلة؛ أخطر أنواع الكذب على المؤمنين أن تكفِّر مؤمناً، واللهِ ما أكثر هذا، قلت لصاحبك: كافر، كافر أي أخرجته من الدين، هناك قواعد مهذّبة جداً، نحن لا نكفِّر بالتعيين، لا يمكن أن تقول: فلان كافر، و لكن ماذا تقول؟ من قال هذا فقد كفر، من ادّعى كذا فقد كفر، من قال: الصلاة لا قيمة لها فقد كفر، لا نكفِّر بالتعيين أبداً، ليس مسموحا لك أن تقول: فلان كافر، ولا فلان مشرك، هذا ليس من شأن الإنسان أبداً، هذا من شأن الله وحده:
﴿ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً ﴾
لا نكفر بالتعيين، فلا تسلسل أن تدّعي النبوة، أن توهم الناسَ بصفات لله لا تليق به هذه الثانية، وأن تحلِّل أو تحرِّم.
الآن أن تكذب على المؤمنين، و من الكذب على المؤمنين أن تتهمهم بالكفر أو بالشرك أو بالفسوق و العصيان، من كفّر مؤمناً فقد كفر:
((عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا ))
ومن كفر مسلماً فقد كفر، هذا كله من الكذب على المؤمنين، القاعدة؛ نحن نكفِّر بالتعيين، أنا لا أقول: هؤلاء كفار، ولا فلان كافر، من قال كذا فقد كفر، ومن أنكر هذا فقد كفر.
ما كلُّ من وقع في الكفر وقع الكفرُ عليه :
عندنا حالة رائعة جداً؛ قد يقع المرءُ في الكفر ولا يقع عليه الكفرُ، حالة غريبة جداً، هذا البدوي الذي ركب ناقته و عليها طعامه و شرابه وزاده، أراد أن يستريح قليلاً، أفاق فلم ير الناقة، أيقن بالهلاك، فبكى حتى أخذته سِنة من النوم، استيقظ رأى الناقة، من شدة فرحه قال: يا ربي أنا ربك و أنت عبدي، هذا ليس كفراً، هل وقع الكفرُ عليه؟ لا واللهِ، إن الله لا يؤاخذه بهذا الخطأ، ما كلُّ من وقع في الكفر وقع الكفرُ عليه، هناك أناس متسرعون، أخي هذا الشيء الأكفر، مَن أنت؟ هذا سلطان العارفين، ببساطة تكفِّر، هناك في كتبه زندقة، أنا معه، مع هؤلاء، لكن أنا لي رأي بالموضوع، ما كل ما قرأته في كتاب ما كُتب بيد صاحبه، قد تكون دُسَّت عليه، عندنا احتمال أنه دُسّ عليه الشيءُ الكثيرُ، أحد العلماء قرأ في كتاب أشياءَ فيها زندقة، ذهب إلى مكة المكرمة و بثَّ شكواه لعالِم جليل هناك، قال: دخلت إلى مكتبتي و أخرجت نسخة من هذا الكتاب بخط يدَ الذي يدَّعي أنه كافر، فقرأت الكتاب فلم أجد فيه شيئاً مما كُتب، هذا بخط يده، أول احتمال أن هذا الذي تكفِّره، هذا الكلام ليس منسوباً إليه، نسبته إليه غير صحيحة، فهذا احتمال، الثاني أنه قال هذا الكلام وقصد معنى ما أراد المعنى الذي أنت فهمته منه، لكنه أخطأ.
(( َقَالَ عَلِيٌّ: حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ))
إذًا يمكن أن يكون هذا الكلام مدسوساً عليه، دسُّوا تحت وسادة الإمام أحمد بن حنبل عقائد زائغة، أُلِّف كتاب لا أصل له في أخطاء أبي حنيفة، أُلِّف كتاب ما كتبه الشعراني أصلاً، فقبل أن تكفر، , قبل أن تشرق، و قبل أن تفسِّق، لعل هذا الكلام الذي قاله المؤلف ليس من عنده، ما قاله هو، دُسّ عليه، الاحتمال الثاني أنه قاله و قصد معنى بعيداً، هناك أمثلة كثيرة، الاحتمال الثالث أنه قاله، وقصد المعنى الذي أنكرته عليه لكنه تراجع عنه بعد حين، و تاب عنه، هذه الثالثة، الرابعة أنه قال هذا المعنى و قصد المعنى الذي أزعجك، و لم يتراجع عنه، إذًا أخطأ، و عندنا إنسان واحد لا يخطئ هو رسول الله، كل إنسان يؤخذ منه و يُردُّ عليه إلا صاحب هذه القبة الخضراء، أرأيت هذا المنهج؟ ما قاله، قاله ما أراد هذا المعنى، أراد هذا المعنى ثم تراجع عنه و تاب منه، أراد هذا المعنى و لم يتراجع، هذا منهج، أما أن كل إنسان وجدت في كتابه كلمة لم تعجبك فتكفِّره، هذا موقف غير أخلاقي وغير علمي، هذا من الكذب على المؤمنين.
التوحيد لا يلغي المسؤولية :
طبعا هناك كذب ليس ككل كذب، أحياناً هناك كذب يوجب حدًّاً، لو أنك اتهمته بالسرقة، أو اتّهمته بالزنا، و كان ضعيفاً، و كان الطرف الثاني قويًّاً لأوجبت الحدَّ عليه، إذًا حتى الكذب على المؤمنين درجات، أخطر هذا الكذب كذب يوجب حدًّاً، لذلك قالوا: قذف محصنة يهدم عمل مئة سنة.
الآن عندنا صدق و لكنه كبير، الغيبة، الغيبة أن تقول على أخيك كلاماً ينطبق عليه، لكن هذا الكلام لما ذكرته للناس وقعتَ في الغيبة، فالغيبة صدق يُعدّ كبيرة:
((أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ ))
أنت قلت صدقاً لكنه غيبة، وإن لم يكن فيه فقد بهته، هذا بهتان.
بالمناسبة أيها الأخوة نحن أحياناً عندنا شيء أنا أسميه تضليلاً، ترتكب خطأ فتعزوه للقضاء والقدر، طبيب في الإسعاف جالس مع ممرضة، جاء مريض خطير، قال لهم: انتظروا، فمات، ماذا يقول الطبيب؟ انتهى أجله، لا، أنت ما أسعفته، التوحيد لا يلغي المسؤولية، احفظوا هذه القاعدة، والدليل:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ ﴾
الإفك خير توحيداً، إذاً مسؤولية:
﴿ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾
مريض أهمله الطبيب يحاسب حساباً عسيراً، أما أنه مات قضاء و قدر، فهذا موضوع ثان، لذلك التوحيد لا يلغي المسؤولية، فكل إنسان يفعل شيئاً مع أخيه قد يسبِّب له حدًّاً، أو يسبب له مشكلة سوف يحاسب عليها حساباً عسيراً.
كل كذبة تقود الإنسان إلى أكبر منها :
أخواننا الكرام، آخر نقطة في الدرس أن الإنسان ليس - بالتعبير غير العربي – ديناميكيا، يكذب كذبة بسيطة، الكذبة الثانية أكبر، والثالثة أكبر، فالإنسان قد يكذب على إنسان، ثم يكذب على رسول الله، عندنا كذب على النبي، أن تروي حديثاً غير صحيح:
(( قَالَ أَنَسٌ إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ))
((عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ))
الموضوع لطيف جداً، الكذب على الله، ادّعاء النبوة، أن تقول على الله ما لا تعلم، أن تقول: هذا حلال، و هذا حرام، ثم الكذب على رسول الله، أن تروي حديثاً موضوعاً و أنت تعلم، أو أن تروي حديثاً موضوعاً وأنت لا تعلم، ثم الكذب على المؤمنين أنْ توقعهم في حدٍّ، أو أن تشوِّه سمعتهم، ثم الغيبة ثم النميمة، أما الذي يحصل أن كل كذبة تقودك إلى أكبر، حتى تقودك إلى الكذب على الله.
حدّثني أخٌ عالم من علماء الشام، قال لي: واللهِ حضرتُ نزاعاً أحد شيوخ الأزهر حضره شخصيًّاً، وهو على فراش الموت، أقسم لي أن هذا الشيخ رفع يديه هكذا، و قال: يا رب أنا بريء من كل فتوى أفتيتها في البنوك، معنى ذلك أفتى بخلاف ما يعلم، و بالمناسبة قد تفتي وأنت لا تعلم، هذا خطأ كبير، أما الجريمة بخلاف ما تعلم فأن تفتي وأنت لا تعلم، مؤاخذٌ مؤاخذةً كبيرةً، أما أن تفتي بخلاف ما تعلم فهذا ذنب عظيم.
أخواننا الكرام، الكذب من أكبر الكبائر، فأرجو الله سبحانه وتعالى أن يحمينا و إياكم من هذا الذنب العظيم.