- الفتاوى / ٠01العقيدة
- /
- ٠07القضاء والقدر
سؤال:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
راسلتك من يومين في موضوع صلاة الاستخارة و الزواج فتفضلت يا شيخي و قلت أن" الزواج اختيار من العبد " أخاف أن يكون هناك سوء فهم من قبلي لذا أريد التوضيح من بعد أذنك , فما هو معروف من قبلي و ممن هم حولي من شابات و متزوجات أن المرأة تخلق من ضلع الرجل كما أن حوى خلقت من ضلع ادم عليه السلام وهذا يعني أن الشخص الذي سيكون من نصيبي مكتوب لي من يوم ولدت وليس لي خيار فيه, حتى أني فهمت من دروسك من معنى النصيب و اختيار العبد أنها كالتفاحة التي في البستان الفلاني على الشجرة الفلانية بالغصن الفلاني هي لهذا الشخص مكتوب عليها اسم الشخص الذي ستكون من نصيبه لكن طريقة الحصول عليها هي من اختيار العبد طيب مو نفس الشيء بالنسبة للزواج يعني الشخص اللي بدو يكون من نصيبي هو هو لكن طريقة زواجي منه هي من اختياري، شيخي الله يخليك وضّح لي هذه النقطة. أنا من جوابك أن " الزواج اختيار من العبد " تشوشت كتير و حاسة كل الأمور اختلطت عندي أنا بكل شي أؤمن، بشغلت النصيب، بالفرع اللي دخلته بالرفيقة اللي مرافقتها، بالمواد يلي بنزلهم بالفصل الدراسي، بكل شي نعم بكل شي.
هذا شو معناه، مو معناه أن كل شي بصير للعبد فهو لمصلحته و هو من حكمة الله المطلقة.
أرجو من حضرتكم توضيح هذه النقطة لي لأني بصراحة امشي عل أساسها و أنا مسلّمة بها تماما, يعني عفوا أنا قد لا استقبل في بيتي كل من طرق الباب و أراد خطبتي فهذا شيء صعب علي وخصوصا أني ادرس في الجامعة كلية الهندسة ولست دائما مستعدة أن ادخل على الخاطبين واشغل تفكيري بهذا, و فكرة أن الشخص مكتوب لي أرحتني و جعلت موضوع الزواج بعيدا عن شغل تفكيري.
أرجوك سيدي أن تحسن ظنّ ما اعنيه فقد لا اعرف التعبير تماما عن ما اعنيه.
وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
قضاء الله تعالى وقدره لا يتعارض مع اختياره بل هما متكاملان فما معنى أن يأمر الله تعالى الرجل باختيار ذات الدين وأن يأمر الفتاة ووليها باختيار ذي الخلق والدين إن لم يكونا قادرين على ذلك عندها يكون العبث والله تعالى منزه عنه، وهنا يعبر سيدنا عمر عن هذا المعنى حينما قيل له وقد أبى الدخول إلى الشام لانتشار مرض الطاعون فيها قيل له أتفر من قضاء الله قال نعم نفر من قضاء الله إلى قضاء الله، ومن هنا قال أيضاً لمن شرب الخمر وادعى أنه القضاء قال إن قضاء الله لم يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار، فعلم الله تعالى الأزلي بما هو كائن لا ينافي أمره لنا بحسن الاختيار، أما قضية الرزق فشأن آخر فالرزق مقسوم لأنه ليس من التكليف لكن الوصول إليه تكليف فهو اختيار.