وضع داكن
28-03-2024
Logo
محاضرات خارجية - مقتطفات من برنامج سواعد الإخاء - الموسم 2 لعام 2014 - تركيا : من الحلقة (27) - العاقل يحكمه النص والجاهل يحكمه الواقع - مداخلات في الرحمة.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الإنسان العاقل يحكمه النص بينما الجاهل يحكمه الواقع :

الدكتور راتب :
  شخص سافر من دمشق إلى حمص، تاجر، له مبلغ كبير بحمص، وجد لوحة في ظاهر دمشق: الطريق إلى حمص مغلقة بسبب تراكم الثلوج في النبك، ماذا يفعل؟ يرجع، ما الذي حكمه؟ خمس كلمات، لو أن دابة تمشي في هذا الطريق أين تقف؟ عند الثلج.
 فالإنسان العاقل يحكمه النص، والدين نص، بينما الجاهل يحكمه الواقع، فالبطولة أن نستجيب لدلالات النصوص، الدين كله نص قرآن و سنة، بينما العالم بعدما دخن فترة طويلة يصاب بمرض خبيث، عندئذٍ يترك الدخان، أما الأصل أنك إذا قرأت بحثاً عن الدخان تتركه قبل أن تصاب بالمرض، فالعاقل يحكمه النص، وغير العاقل يحكمه الواقع.
 بارك الله بكم.

قانون الالتفاف و الانفضاض :

الدكتور محمد السيد:
 سبحان الله! الشيخ عائض، والشيخ عبد الرحمن، تكلم الشيخ عائض في الأنعام، وعبد الرحمن في الشيطان، الآن الأنعام سبحان الله عندما تقرأ يا شيخ تجد تلازماً بين:

﴿ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ ﴾

[ سورة الأنعام: 43]

 مرحلة الشيطان أيضاً قد تكون مرحلة بعد قسوة قلب وغفلة.
الدكتور راتب :
 الموضوع الضابط:

﴿ فَبِمَا ﴾

[ سورة آل عمران: 159]

 الباء سببية.

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾

[ سورة آل عمران: 159]

 عندما امتلأ قلبك رحمة يا محمد بسبب اتصالك بنا امتلأ القلب رحمة فانعكست الرحمة ليناً، فالتف الناس حولك، ولو كنت منقطعاً عنا لامتلأ القلب قسوة، و انعكست القسوة غلظة، فانفض الناس من حولك، فقانون الالتفاف و الانفضاض أساسه الصلة بالله عز وجل، تتصل يمتلئ القلب رحمة، تنعكس ليناً، يلتف الناس حولك، وهكذا.

درجات إغواء الشيطان :

الدكتور عائض القرني:
 في القرآن درجات إغواء الشيطان، درجات على حسب الذين أغواهم، منهم القسوة، التزيين، القفل، الطبع، الران، الأكنان، وكلها داخل كل بحسب البشر، يقول: أقصاها القفل، فإذا قفل القفلان لم يعد يفكر.

﴿ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾

[ سورة محمد : 24]

حاجة الناس إلى الرحمة و العطف :

الدكتور محمد السيد:
 سيدي، اليوم الناس ونحن نتكلم:

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾

[ سورة آل عمران : 159]

 اليوم الناس في أمس الحاجة إلى الرحمة والعطف، إذا نظرت إلى المذنب أنه خبيث، وبه سوء، وكأنه صارع الحياة، وأكتفي بالكلام وأبرئ نفسي وأرتاح، هذه النظرة تختلف عن أن أنظر إليه على أنه مسكين، إن كان من الأقرباء أو الأباعد مسكين، ضيع نفسه، حرام الذي يعمله بنفسه، يا ليتني أوفق لهدايته، هذه الروح، هذه النية، هذا المقصد التراحمي هو الأصل، يوجد بيتان من الشعر أنا دائماً لا يفارقان عقلي، الأول لشوقي عندما قال في رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فإذا رحمت فأنت أم أو أب  هذان في الدنيا هما الرحماء
***

 ولما طبع ديوان الرافعي الأخير قصيدته في عمر عندما قال:

لم يكن أحدٌ يلهيه عن أحدٍ  كأنه والـــــــــــــدٌ والناسُ أطفالُ
***

 روح الوالدية، والدية الداعية على الناس، والبكاء عليهم.

﴿ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ﴾

[ سورة فاطر : 8]

 صحيح أن الإنسان عليه ألا يصل للحظة الحزن التي تعطل الطاقات، إنما الحزن الذي يدفع إلى العمل، ومد اليد، وأخذ الناس الحائرين، هذا النظرة التي نريدها أن تعم الجميع يا جماعة.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور