- السيرة
- /
- ٠7موضوعات مختلفة في السيرة
أيها الإخوة الأكارم :
نحن كما تعلمون في شهر المولد ، ولطيف بالإنسان أن يذكر في هذا الشهر شمائل النبي عليه الصلاة والسلام ، ولكنني اخترت لكم في هذا الدرس موضوعاً لم أعالجه من قبل ، إن هذا الموضوع هو فصاحة النبي عليه الصلاة السلام ، انطلاقاً من أن جمال الرجل فصاحته .
المرأة جمالها معروف ، هناك من يصف جمالها بصفات معينة ، ولكن الذي يلفت النظر أن الرجل جماله في فصاحته ، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان أفصح العرب من دون استثناء ، حينما كنا في الجامعة علمونا أن أفصح كلام بعد كلام الله عز وجل هو كلام رسول الله .
أفصح كلام على الإطلاق هو القرآن الكريم ، بعد القرآن الكريم يأتي الحديث الشريف ، ويُقال إن كلام الإمام علي كرم الله وجهه يأتي بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث الفصاحة ، لذلك جُمعت أقواله وخطبه في كتاب اسمه نهج البلاغة .
إذا أردت أن تتعلم الفصاحة اقرأ القرآن ، واقرأ حديث النبي عليه الصلاة والسلام ، واقرأ نهج البلاغة .
والحقيقة حينما يكثر الإنسان قراءة القرآن لا يشعر كيف تنمو ملكته التعبيرية ، أنا حينما أستمع إلى إنسان لدقيقتين أعرف أنه يقرأ القرآن أو لا يقرأه . إذا قال لك : لقد وضعت الحرب أوزارها بين إيراه والعراق لما قال لك : وضعت الحرب أوزارها ، ما معنى ذلك ؟ معنى ذلك أنه اقتبسها من القرآن . دائماً وأبداً قارئ القرآن من دون أن يشعر يستخدم تعبيرات قرآنية حتى في حياته اليومية ، يقول لك : الآن حصحص الحق هذا كلام امرأة العزيز في سورة يوسف . فإذا قرأت القرآن وأكثرت قراءته وقرأته بصوت جهوري لا تشعر إلا وملكة التعبير تنمو عندك وكما قلت قبل قليل جمال الرجل فصاحته . فقارئ القرآن إذا أراد أن يتحدث إلى أهله ، إلى أولاده ، إذا أراد أن يبيع أو يشتري وهو لا يدري يستخدم عبارة قرآنية .
إن شاء الله في درس قادم آتيكم بقصة شهيرة عن امرأة لا تتكلم إلا القرآن ، يعني استطاعت أن تعبر عن كل حاجاتها التفصيلية بآيات قرآنية على كل كلكم يقرأ القرآن ، ويقرأ الحديث ، ولكن قل ما تنتبهون إلى الصياغة . الإنسان ما لم يقرأ القرآن أو الحديث قراءة أسلوبية .. ينتبه إلى النظم ، ينتبه إلى الصيغة ، ينتبه إلى الصورة .
سؤال : هل في القرآن الكريم صور أدبية ؟ هل مر معك صورة أدبية في القرآن ؟ .. تفضل .. هات صورة من هذه الصور .
﴿ فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)﴾
وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ . مفارقة حادة جداً ، المرفق الأساسي الذي يحتاجه الناس أشد الحاجة معطل ، والشيء الذي لا يعنيهم في أعلى درجاته . يعني متى استحقت هذه الأمة الهلاك ؟ إذا تعطلت الحاجات الشخصية .. وبئر معطلة وقصر مشيد ..
على كلٍ إذا قرأتم القرآن أتمنى عليكم أن تنتبهوا إلى الصيغة ، إلى الصورة ، إلى المثل . مثلاً :
﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)﴾
تصور دابة حاملة كتاب فيزياء وكتاب كيميا ، وكتاب رياضيات وكتاب تاريخ ، وكتاب فيزياء نووية ، وكتاب كيمياء عضوية ، وبعد حين من الزمن طرحنا عليها أسئلة كثيرة ليس لها إلا أن تنهق . فهذا الذي حُمِّل التوراة .. ما معنى حُمِّل التوراة ؟ كلِّفوا فهمها والعمل بها ، ثم لم يحملوها ، لم يفهموها ولم يعملوا بها .
النبي عليه الصلاة والسلام كان أفصح العرب ، وكان يقول :
﴿ إن الله أدبني فأحسن تأديبي ﴾
سؤال : في القرآن الكريم عبارات تتحدث عن علاقة المرأة بالرجل بعبارة رفيعة جداً ؟ .
﴿ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ﴾
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)﴾
﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)﴾
﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾
ترجموها هذه الآية باللغة الفرنسية على الشكل التالي : المرأة بنطال للرجل ، والرجل بنطال للمرأة !..
صور من حديث رسول الله حسب موضوع الدرس .
حتى تذوق عسيلتها ، وتذوق عسيلتك
وشاب دعته امرأة ذات منصب وجمال ..
إلى ما دعته . مفهوم ، هذا الأدب النبوي . ما منا واحد إذا سمع هذا الحديث إلا ويعلم إلى ماذا دعته ، فالنبي عف عن التفاصيل .
رأى فتاة من قريباته ترتدي ثوباً رقيقاً ، قال : يابنيتي إن هذا الثوب يصف حجم عظامك .
ابحث في اللغة كلها هل تجد كلمة غير هذه الكلمة إلا وتثير الشهوة إلا هذه الكلمة ، كلمة عظم منفرة ، يا بنيتي إن هذا الثوب يصف حجم عظامك .
هذا الأدب ، أدبني ربي فأحسن تأديبي . طبعاً الأدب يشمل التصرفات والكلام ، هناك كلام أديب ، هناك كلام مهذب .
سيدنا عمر كان يمشي في الطريق ، رأى أناساً يوقدون ناراً قال : السلام عليكم يا أهل الضوء ، وكره أن يقول : السلام عليكم يا أصحاب النار .
النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا جاء خاطب لابنته يعطيها ظهره ويقول : يا بنيتي إن فلاناً ذكرك . كناية ..
الآن تسمع تفاصيل بين الأب وابنته حول الزواج : لا أحبه طويل قصير ، أبيض ، أسمر ، ترى البنت تسترسل عن صفات المخطوب أمام أبيها وأخيها وكأنه شيء طبيعي جداً .. يا بنيتي إن فلان قد ذكرك . هذا
(( أدب النبي عليه الصلاة والسلام ))
ونشأت في بني سعد ، وقال عليه الصلاة والسلام :
(( بُعثت بجوامع الكلم ))
كان كلامه في أعلى درجات الفصاحة .
مرةً قال :
" أنا أفصح العرب بيد أنني من قريش " .
أنا أفصح العرب بيد أنني (إلا أنني ـ وكأننا توهمنا أنه سيذم نفسه، قال: بيد أنني من قريش . وقريش أفصح قيلة في العرب ، فهذا الأسلوب أسلوب المديح بما يشبه الذم .
قال الشاعر :
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
تقول : فلان كريم لا كن شجاع ، شيء عظيم ، لما قلت كريم لكن كلمة لكن يُتوهم أنه ذم ، فيأتي المديح .
قال : أنا أفصح العرب بيد أني من قريش .
أحياناً هناك أمثلة للنبي عليه الصلاة والسلام ، وصور أدبية وعبارات في منتهى الروعة ، لذلك هناك كتب تُعنى بدراسة كلام النبي دراسة أدبية دراسة فنية ، كيف كان عليه الصلاة والسلام يصوغ الكلام .
(( لا يخافن العبد إلا ذنبه ، ولا يرجون إلا ربه ))
فيه توازن ، فيه إيقاع متشابه .
وقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له : يا رسول الله ما بالك أفصحنا (شيء عجيب ما هذه الفصاحة ، ما هذا الكلام) ..
قال كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ، كأن كلماته عقد لؤلؤ حبات منظومة نظماً .
كان كلامه فصلاً ، لا هزراً ولا نزراً .
اليوم أكثر الكلام القليل ، إيجاز مخل . كيف كان اللقاء ؟ ما شي الحال قل لنا ما جرى ، ما شي الحال . تتضايق ، تجر الكلمة منه جراً. هذا إيجاز مخل . وهناك تفاصيل مملكة ؛ والله ذهبت لأقابله انتظرت ساعة جلس بجانبي واحد ، أقابلته ؟ ماذا قال لك ؟ . إلى أن دخلت عنده دخل واحد وطلع غضبان ، يا أخي هل قابلته ، يقول لك تفاصيل تفاصيل قبل الموضوع حتى تخرج من جلدك ..
فالفصاحة بين الإيجاز المخل ، والإطناب الممل .
فالنبي عليه الصلاة والسلام كان كلامه فصلاً لا نزراً ولا هزراً . وكان الذي يستمع إليه يعد كلامه عداً ، كان هادئاً يلقي الكلام كلمة كلمة.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ما سمعت كلمة عربية من العرب إلا وقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسمعته يقول : مات حتف أنفه ، وما سمعتها من عربي قبله .
مثلاً من الصور النبوية التي تلفت النظر ..
" أول من يمسك بحلق الجنة أنا (أول إنسان يمسك بحلق أبواب الجنة أول من يدخل الجنة) فإذا امرأة تنازعني ، تريد أن تدخل الجنة قبلي (امرأة تنازعه ؟ تريد أن تدخل الجنة قبله) قلت من هذه يا جبريل ؟ قال: هي امرأة مات زوجها وترك لها أولاداً صغاراً فأبت الزواج من أجلهم ".
لو سمعت هذا الحديث امرأة مات زوجها وترك لها أولاداً آثرت تربيتهم ، ومستقبلهم ، وأخلاقهم ، وضبطهم على حظوظ نفسها ، لو سمعت هذا الحديث لذابت إعجاباً بعملها ، وحباً برسول الله صلى الله عليه وسلم .
من كلامه المتقن وأمثاله العجيبة ، درسنا اليوم من الناحية الجمالية الدرس ممتع ، الإنسان يتكلم ، يلقي كلمات ، يقرأ ، أحياناً يلفت نظره عبارة رائعة ، النبي الكريم قال :
(( إن من البيان لسحراً ، وإن من الشعر لحكمة ))
والإنسان لما يتكلم عن الله عز وجل سيستخدم اللغة ، فإذا استخدم لغة راقية ، مؤثرة ، كان هذا سبباً في إحداث تأثير في المستمعين ، الفصاحة مطلوبة ، إتقان اللغة مطلوب . والنبي عليه الصلاة والسلام قال :
" الناس كأسنان المشط " .
هذا تشبيه ، الناس مشبه ، كأسنان المشط مشبه به ، وفي حديث آخر:
(( الناس سواسية كأسنان المشط))
(( المرء كثير بأخيه ))
أنت ضعيف ، أما إذا كنت مع مؤمنين طيبين صادقين ، مخلصين محبين ، تصبح قوياً . أنت فقير ، مع إخوانك غني ، ضعيف مع إخوانك قوي . فأنت لا تعرف ، مع إخوانك تعرف، اسألهم ، استشرهم فالإنسان وحده ضعيف ، مع أخيه يعرف ، مع أخيه يقوى ، مع أخيه يغنى .
وقال أيضاً :
(( لا خير في صحبة من لا يرى لك من الفضل مثلما يرى لنفسه ))
أي لا تصاحب من لا يرى لك من الفضل مثلما ترى له .
إذا صاحب الإنسان شخصاً مستعلياً عليه يكون متعباً جداً ، كلما جلس معه خرج منقبض النفس ، لم شايف حاله ، والله أنا لا أقل عنه ، فيه استعلاء ، مثل هذا الإنسان لا يُصاحب .
صاحب شخص يعرف قدرك ، يعرف قيمتك ، يقدر إيمانك ، يقدر أخلاقك ، يقدر علمك ، فإذا جلست معه أحببته وأحبك ، وارتحت إليه وارتاح معك ، وأمضيتما الساعات الطوال وأنتما في جنة .
اجلس مع شخص يرى نفسه فوقك ، يرى نفسه أغنى منك ، ماذا تملك؟ كم دخلك في الشهر؟ .. يقيمك من دخلك فقط ، لا يعبأ بعلمك ولا بأخلاقك ، ولا بفهمك ، ولا بتدينك ، ولا بقرآنك الذي تحمله ، فقط تقيمه الوحيد من دخلك فقط ، هذا لا يُصاحب .
قال في الخيل :
((الخيل بطونها كنز ، وظهورها حرز))
معنى الحرز : الحصن
والكنز معروف : ما أحد اشترى سيارة واستيقظ صباحاً فرأى واحدة صغيرة بجانبها ، على العكس ، مضي الزمن يقلل من قيمتها ، أما الخيل عندك فرس مرتاح بها ولدت فأنجبت فرس صغيرة ، أصبحت لابنك . فالخيل بطنها كنز وظهرها حرز .
أحدث موضوع علمي نُشر في بعض البلاد الغربية أن الخيل تقي الإنسان أمراض القلب والشرايين ، والكبد ، والكليتين . المركبات الحديثة تسبب أمراض القلب ، والشرايين ، والكبد والكليتين . مصممة من قبل خالق الإنسان ، الحركة والاهتزاز الدائم ، طبيب الكليتين يقول لك امش ، الطبيب الداخلي يقول لك امش ، فالحركة فيها فائدة كبيرة جداً فالإنسان لو ركب الفرس الاهتزاز يشد العضلات ، يحرك الكبد ، الكليتين . الهضم ، الذي يركب الخيل لا يعاني من إمساك أبداً ، ولا ترهل ولا ضعف في الكليتين ، ولا الكبد .
وقال :
(( خير المال مهرة مأمورة ، أو سكة مأبورة ))
السكة : يعني صف من النخليل الملقح .
النخيل يعيش في بعض البحوث العلمية 100 عام .
(( خير المال مهرة مأمورة ، أو سكة مأبورة ))
انظر إلى التوازن ، التوازن دقيق جداً ، التوازن أحد أسباب الفصاحة.
﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)﴾
هذا توازن لفظي ، هذا أحد أسباب جمال الأسلوب .
فالنبي عليه الصلاة والسلام قال :
" خير المال مهرة مأمورة ، أو سكة مأبورة " .
أراد أن يمدح الأنصار ، فقال : إنكم لتقلون عند الطمع ، وتكثرون عند الفزع " .
بعكس الناس ، الآن قل يوجد نزهة في المسجد ، فترى أربعين ، خمسين ، ستين ، الكل يريد الذهاب إلى النزهة ، قل : هناك صخرة نيريد أن ننظف الجامع ، لا ترى أحد . في نزهة الكل يكثرون . النبي مدح الأنصار فقال : إنكم لتقلون عند الطمع ، وتكثرون عند الفزع " .
انظر هذه الصياغة ما أجملها ، عند الطمع تقلون ، لا نرى أحداً ، توزيع مغانم ، مكاسب ، ميزات ، أما إذا داهم خطر تراهم جميعاً موجودين .
وقال :
(( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ))
" يا فاطمة بنت محمد ، يا عباس عم رسول الله أنقذا نفسيكما من النار أنا لا أغني عنكما من الله شيئاً ، من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه " .
" أنا جد كل تقي ولو كان عبداً حبشياً " .
قلما أدخل إلى بيت من بيوت الشام العريقة إلا وأرى الشجرة ، بنصف الحائط ، فلان ، فلان ، فلان إلى رسول الله ، شيء جميل ، هناك نسب أقصر ، قال النبي الكريم : " أنا جد كل تقي ولو كان عبداً حبشياً " .
" من يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه " .
يبطئ ـ يسرع . تسمى المقابلة ، المقابلة كلمتان لهما معنيان متعاكسان الحر والقر ، الصالح والطالح ، الخير والشر ، الحق والباطل ، الإحسان والإساءة ، الجمال والدمامة ، الذكاء والبلادة ، فكلما أتيت بكلمتين متعاكستين ، فهذا اسمه طباق في البلاغة ، أما إذا جئت بمجموعة أسماء تقابل مجموعة أسماء متعاكسة ؛
فترفع بالإعجاز من كان جاهلاً وتخفض بالإذلال من كان يعقل
ترفع وتخفض ، إعجاز إذلال ، جاهل يعقل ، هذا اسمه مقابلة .
فالنبي يقول : من يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه ، فيه مقابلة .
من أقواله عليه الصلاة والسلام البليغة :
(( حبك الشيء يعمي ويصم ))
إذا أحب شيئاً صار أعمى وأصم ، مهما ألقيت عليه من المواعظ لا يسمعها ، مهما رأى العبر في غيره لا يعتبر ، لذلك أخطر شيء في الإنسان أن يكون قلبه مغلف ، حب الدنيا رأس كل خطيئة ، حبك الشيء يعمي ويصم
" جُبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، وبغض من أساء إليها " .
" البلاء موطن بالمنطق " .
(أخرجه ابن عدي في الكامل، وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود، وصحح البيهقي في شعب الإيمان وقفه (أي صحح أنه موقوف: أي من كلام الصحابي)
أحياناً يتكلم الإنسان كلمة لا يلقي لها بالاً تجر إليه بلاءً كبيراً .
احفظ لسانك أيها الإنســــــان لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهابه الشجعان
(( زر غباً تزدد حباً ))
كلام لطيف ، أكثرت من الزيارات أصبح هناك تأفف ، أصبح إهمال تركك ساعة في الغرفة لوحدك ، مالو فاضيلك ، كترت الزيارات ما عاد في بشاشة ، ما عاد في ترحيب ، لو زرت أمك أو أباك ، لذلك زر غباً تزدد حباً .
" الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " .
سجن للمؤمن فيها تكاليف ، هذه حرام ، هذه لا تجوز ، هذا لا يرضي الله ، هذا الطريق موبوء بالنساء الكاسيات العاريات ، هذا المقصف فيه خمور ، هذا المتنزه فيه غناء ، هذا اللقاء فيه اختلاط لا نستطيع .
الكافر ما عنده شيء حرام ، أين ما كان يجلس ، في أي منزل يدخل ، مع أي ناس يجلس ، اختلاط ، بلا اختلاط ، يتكلم كيف ما يريد ، يغتاب ينم ، يسخر ، يتكلم بالفحش أحياناً بمزاح رخيص ، بمزاح جنسي ، فلتان دابة فلتانة ، يفعل ما يشاء ، أما المؤمن ، الإيمان قيد ، ولكن النقطة الدقيقة قال الله عز وجل :
﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)﴾
جعل الله المؤمن فوق الهدى ، لأن الهدى يرفعه ، فهو على الهدى .
قال :
﴿ مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44)﴾
الإنسان تحت الكفر ، وكأن الكفر صخرة تسحقه ، وكأن الإيمان عرش يعلوه ، الإيمان يرفعك ، والكفر يسحقك . ومن كفر فعليه كفره .
أولئك على هدى من ربهم ، أنت فوق الهدى ، والكفر فوق الكافر فوقه ليسحقه ، والمؤمن فوق الهدى ليرفعه .
(( إذاً الدناي سجن المؤمن وجنة الكافر ))
(( نية المؤمن أبلغ من علمه ))
إذا قدم ألف ، يتمنى أن يدفع خمسة آلاف ، إذا قدم لك بيته ، يتمنى أن يقدم لك الضيافة مع البيت ، إذا خدمك خدمة يتمنى أن يخدمك خدمتين دائماً نية المؤمن خير من عمله ، وتتمة الحديث : ونية الكافر شر من عمله . إذا قدر أن يحسم لك بالمائة عشرة يتمنى أن يسرحك من الوظيفة إذا قدر مثلاً أن يتكلم معك كلمة قاسية يتمنى أن يضربك ، ولكن لا يناسب أن يضربك، فدائماً نية الكافر شر من علمه ، والمؤمن نيته خير من عمله .
سبحان الله ، كلها كلمات رائعة ، قال :
(( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم ))
(( الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل))
تصور واحد صب ملعقة خلف بوعاء فيه عسل ، فسد العسل ، كذلك العمل السيئ يفسد العبادة ، لأن العمل السيئ حجاب بينك وبين الله فالصلاة أصبحت غير مجدية ، الصيام غير مقبول ، الحج غير مقبول مادام فيه عمل سيئ هذا العمل السيئ أفسد العبادة .
طبعاً هذه الأحاديث مُختارة لا على أساس موضوعات ، بل على أساس براعة نظم ، على أساس بلاغة ، على أساس فصاحة ، على أساس جمال أسلوب ، على أساس روعة نظم ، على أساس تشابيه استعارات ، على أساس صور أدبية .
(( إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ))
إذا فهم الإنسان الدين فهماً عميقاً ، كما قال النبي الكريم : " ليس بخيركم من ترك دنياه لأخرته ..
أحب الله عز وجل أحبه حباً جماً ، ترك دراسته ، أنت بعد حين تجد أصدقاءك أصبحوا مهندسين ، أو أطباء ، أو أصحاب أعمال ناجحة ، أو أصحاب حرف جيدة ، وأنت بلا دخل ، وبلا بيت ، وبلا زواج ، يُخشى أن تنتكس نكسة قوية بعد ذلك ، فأنت يجب أن تعمل توازن بين دراستك وتدينك ، وبين تجارتك وتدينك ، وبين رعاية أسرتك وتدينك ، فأعط كل ذي حق حقه ، أما إذا أهملت كل الجوانب ، وانكببت على جانب واحد نجحت فيه إلى حين ، ثم التفت فإذا أنت أمام مشكلات خطيرة من حولك هذه قد تسبب لك نكسة كبيرة ، فإن هذا الدين متين ، هذا دين العمر فأوغل فيه برفق .
لما أرى أخاً متفوقاً في دراسته في الجامعة ، أو في التعليم الثانوي أو متقن في عمله ، صاحب حرفة درجة أولى ، أو له تجارة ناجحة ، مبنية على الاستقامة، ومع هذا الجاه في الدنيا متفوق في دينه ، طليق اللسان في دعوته ، مخلص في عمله ، هذا النموذج هو الذي يلفت نظري لأن الناس لا تحترم المتخلف ، لا تحترم المهمل ، لا تحترم الجاهل ، فإذا كان لك دين متين بينما دنياك هشة ، دنياك مهملة ، دنياك غير متقنة لست متفوقاً في عملك .. ادخل إلى دكان شخص غير منظمة ، غير مرتبة ، فيها غبار ، الحسابات فوضى ، ترى هذا الإنسان لا يعجبك ولو كان صاحب دين ، أدينه يأمره بهذا ؟ .. أما لو كان منظم ، حساباته منظمة ، مواعيد فتح المحل وإغلاقه منظم ، علاقاته مع الناس واضحة ورأوه صاحب دين يعجبون به .
الابن مع أهله أحياناً ، إذا نجح نجاح باهر في دراسته يحترم أهله تدينه ويحترمون جامعه ، ويحترمون أستاذه ، أما إذا أهمل دراسته ينصب اللوم على الجامع ، وعلى الذي يعلمه ، ويكن الذي يعلمه ليس له علاقة بتقصيره .
(( ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته ، ولا من ترك آخرته لدنياه إلى أن يأخذ منهما معاً فإن الأولى مطية للثانية ))
ومن أقواله صلى الله عليه وسلم البليغة الرائعة :
(( ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ))
لهذا دعا مرةً فقال : " اللهم اجعل رزق آل محمداً كفافاً " .
يكفيك ، فكلما رأيت إنسان سألته عن حاله قال : الحمد لله مستورة أقل له : معنى هذا أصابتك دعوة النبي ، قال : ما دعوته ، هل دعا علينا ؟ لا .. قال : اللهم من أحبني فاجعل رزقه كفافاً " . عنده ما يغطي حاجاته لا شيء زائد إطلاقاً ، ما قل وكفى خير مما كثر وألهى.
(( الشتاء ربيع المؤمن ، قصر نهاره فصامه ، وطال ليله فقامه ))
أحياناً الإنسان إذا صام في الشتاء فكأنه لم يصم ، الدنيا برد ، لا يعطش أبداً ، النهار قصير، إذا خرج من محله التجاري الساعة الثانية والنصف ، أو الثالثة والنصف ، فالمغرب أربعة ونصف ، والفجر متأخر الساعة الخامسة ، إذا أكل الساعة الخامسة ، وتناول الطعام الساعة الرابعة والنصف مع المغرب فكأنه ما صام .
(( فالشتاء ربيع المؤمن قصر نهاره فصامه وال ليله فقامه ))
صلى قبل الفجر قيام ليل ..
(( من ضمن لي ما بين لحييه ، وبين رجليه ضمنت له الجنة ))
ما الذي بين اللحيين ؟ اللسان .
بين رجليه : الفرج
انظر إلى البلاغة ما أجملها .
(( الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة ، والتودد إلى الناس نصف العقل وحسن السؤال نصف العلم ))
هذه كلها أنصاف ، نصف بنصف بنصف ..
مثلاً : يمكن أن تشتري سجادة وطنية بألفين ليرة ، أو بثلاثة آلاف ليرة صوف مائة بالمائة، تؤدي الغرض تماماً ، تعمل عزل في الشتاء وألوانها ثابتة ، وممكن أن تأخذ سجادة بثمانين ألف ، أيضاً صوف مائة بالمائة ، فأنت إذا اخترت الشيء المتقن والرخيص ، تكون قد وفرت نصف أو ربع القيمة ، يعني ممكن أن تختار حاجة متينة ولكن غير فخمة كثيراً فتوفر نصف المصروف .
الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة ، والتودد إلى الناس نصف العقل
مثلاً بالحاجات : يمكن أن تأخذ الحاجة من منبعها ، الفارق كبير جداً جملة بفارق أكبر ، فالجملة من منبعها بوقتها المناسب توفر نصف المصروف .
الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة ، والتودد إلى الناس نصف العقل وحسن السؤال نصف العلم " .
" لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له " .
انظر كيف ربط الإيمان بالأمانة ، والدين بالعهد ، إذاً الدين مكارم أخلاق .
(( جمال الرجل فصاحة لسانة ))
]
القضاعي) والعسكري كلاهما من حديث محمد بن المنكدر (عن جابر) وكذا رواه عنه الخطيب والقضاعي وفيه أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود قال في الميزان عن الخطيب كذاب ومن بلاياه هذا الخبر وفي اللسان عن ابن طاهر كان يضع الحديث
(( منهومان لا يشبعان ، طالب علم وطالب مال ))
(( لافقر أشد من الجهل ، ولا مال أعود من العقل ، ولا وحشة أشد من العجب ))
يعني إذا الإنسان معجب بنفسه الناس كلهم يتفرقون عنه ، يتبعدون عنه اتركه شايف حاله ، لا أحد يحبه ، ما في وحشة أشد من العجب ، ولا في مال أعظم من العقل ، الإنسان بالعقل يكسب المال ، ينفق المال بتؤدة بذكاء بحكمة ، ولا فقر أشد من الجهل . مرةً رجل سأل : من الفقير ؟ قال له : الفقير معروف ، قال الفقير الذي ليس عنده مال ، قال له من هو أفقر منه ؟ قال : أفقر من الفقير من لا يملك إلا المال .
علم ما في ولكن في مال كثير ، هذا أفقر من الفقير .
(( الذنب لا ينسى ، والبر لا يبلى ، والديان لا يموت ، اعمل ما شئت كما تدين تُدان))
قال :
(( ما جمع شيء إلى شيء أحسن من حلم إلى علم ))
]
أخرجه الطبراني في الأوسط عن علي أمير المؤمنين قال الهيثمي هو من رواية حفص بن بشر عن حسن بن الحسين بن يزيد العلوي عن أبيه ولم أر أحداً ذكر أحداً منهم ، ورواه العسكري في الأمثال وزاد وأفضل الإيمان التحبب إلى الناس]
أحياناً ترى علم ولكن لا يوجد أخلاق ، من جبابرة العلماء ، أحياناً ترى خلقاً ولكن على جهل ، درويش ولكن ما فاهم شيء . أنت لا يعجبك لا هذا ولا ذاك ، أجمل شيء بالإنسان أخلاق عالية جداً مع علم متين ، هكذا قال النبي .
(( ما جمع شيء إلى شيء أحسن من حلم إلى علم ))
(( العفو لا يزيد العبد إلا عزاً ، والتواضع لا يزيده إلا رفعة ))
الذي يتكبر ينزل ، إذا واحد تكبر وخرج من الغرفة يتحول الناس أحياناً يشيرون إليه ، أحياناً يحاكونه في تكبره ، أحياناً ينهشون في عرضه ، ولو كان متواضعاً إذا خرج من عندهم يثنون عليه ، فالعفو لا يزيد العبد إلا عزاً ، والتواضع لا يزيده إلا رفعة .
(( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ))
الموتات الخبيثة جداً ، القذرة ، هناك موتات مؤلمة جداً ، الإنسان إذا كان عمله طيب موته، قال تعالى :
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)﴾
واحد يموت في فراشه ، بين أهله وأولاده ، والله عز وجل يلهمه الشهادة ، ويلهمه السلوان، ويريه مقامه في الجنة ، وإنسان يموت في المرحاض ، دخل ولم يخرج ، وبعد دخلوا عليه فوجدوه ميتاً .
مرةً كنت أمشي في الطريق أمام قصر العظم ، وجدت ازدحام سألت قال : والله الآن واحد مات ، رجل ملقى في الأرض ، ووضعوا عليه غطاء ، ذهبت إلى المكتب ، جلست حوالي ستة سبع ساعات خرجت الساعة الثالثة لا زال كما هو ، سألت ماذا جرى ، قال الطبيب لم يأتي .
مرة كنت في تعزية ، جلس إلى جانبي عالم من علماء دمشق ، وتحدثت معه ، خرج من التعزية ، ما إن خرج منها حتى لقي أخاً لا يعرفه ، هذا الأخ أحب أن يوصله إلى منزله ، فأوصله مباشرةً ، صعد ثلاث طوابق ، دخل إلى غرفته ، خلع الجبة ، واستلقى في فراشه ، ثم سلمها فوراً ، قلت : لو أحب أن يأخذ تكسي لمات في الطريق ، القى الله في قلب هذا الإنسان توصيله ، لا يوجد بينهما معرفة ، دقائق بين دخوله إلى البيت وبين موته . لو وقف دقيقتين في الطريق أو ثلاث دقائق ليأخذ تكسي لم يلحق .
(( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ))
(( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان))
]
رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه سعيد بن سلام العطار، قال العجلي: لا بأس به، وكذبه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات، إلا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ]
لا كتير القصة تلتلت فيها ، إلك خصوم إلك حساد بينزعولك إياها .
(( إن من كنوز البر كتمان المصائب ، والأمراض والصدقة ))
كيفك ؟ الحمد لله ، هناك أشخاص يكثرون الشكوى ، قد ما بيشتكي الناس تمل منه ، أين ما جلس يشتكي .
(( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ))
بالوا مرتاح ، وصحته طيبة ، وعنده وقت فراغ بيحضر مجلس علم هذه نعمة كبيرة جداً .
(( ليس شيء أفضل من ألف مثله إلا الإنسان ))
الآن غنمة غنمة ، طلع وزنها كيلو زايد ، معناها ثمنها ثمانين ليرة زيادة ، الكيلو ثمانين ليرة ، طيب كيلويين ، مائة وستين ، أما غنمة أغلى من غنمة بألف ضعف ما وردة هذه ، أما الإنسان واحد كألف ، المؤمن بيسوى مليون إنسان ، واحد كألف ، وألف كأف ، العصاة لا قيمة لهم عند الله عز وجل ، الألف كأف ، أما المؤن الواحد كألف .
(( اليمين حنث أو ندم ))
لا تحلف يمين ، إما سوف تحنث أو ستندم .
جاره سمان تلاسن معه قال له : والله لن أقف عليك ، جاءه ضيف الساعة الثالثة ، ولا يوجد غيره فاتح جنبك ، بدك تندم على هذا اليمين .
لا تحلف يمين أبداً لأنه إما أن تندم وإما أن تحنث بها .
(( اخسر الناس صفقة من أذهب آخرته بدنيا غيره ))
ليس بدنياه بل بدينا غيره .
طبعاً هذا الفصل عن أقوال النبي من زاوية واحدة من زاوية البلاغة وجمال الأسلوب وروعة النظم ، وحسن الصياغة ، وجمال الصورة وروعة المثل ، والتشبيه الدقيق ، والاستعارة اللماحة ، هذا كله من أقوال النبي ، ومن فصاحته ، قال :
(( أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ))
وكان يقول :
(( إن من البيان لسحراً ، وإن من الشعر لحكمة ))
وكان يقول :
(( جمال الرجل فصاحته "))
وكأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ، كان كلامه فصلاً ، لا نزراً ولا هزراً .
وقال :
(( أدبني ربي فأحسن تأديبي ))
أحياناً قد تفهمون هذا الكلام فهماً آخر ، أنه قد أدبه ربه كان لطيف من معاني الأدب الكلام الفصيح ، يقول لك : الأدب العربي ، المعاني بالعربية أما الصياغة ، الأدب : يعني الصياغة العربية الرائعة الصيحة الجميلة " أدبني ربي فأحسن تأديبي " .