- ٠3كتاب الإسراء والمعراج
- /
- ٠3كتاب الإسراء والمعراج
النوع الإنساني من طبعته التكوينية أنه هلوع ’, والهلوع هو الجزوع المنوع , وهو الحريص على سلامته , الحريص على ما في يديه... إن هذا الضعف في بناه النفسية يلجئه إلى باب الله تعالى , فيسعد بهذا اللجوء , وهذا القرب , ولو خلق قويا لاستغنى بقوته فشقي بهذا الاستغناء , وذلك البعد , لهذا اسثني المصلون من هذا الضعف البشري حيث قال الله تعالى:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾
وقد أورد الإمام المناوي في كتابه
((الإتحافات السنية))
حديثا قدسيا عن الرسول صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل:
(( إني والإنس والجن في نبأعظيم , أخلق ويعبد غيري , وأرزق ويشك سواي , خيري إلى العباد نازل , وشرهم إلي صاعد , أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم , ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي , من أقبل علي منهم تلقيته من بعيد , ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب , أهل ذكري أهل مودتي , أهل شكري أهل زيادتي , أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي , إن تابوا فأنا حبيبهم , وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم , أبتليهم بالمصائب , لأطهرهم من الذنوب والمعايب , الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد , والسيئة بمثلها وأعفو , وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها ))