إنفاق الوقت يجب أن يكون استثمارياً لا استهلاكياً

 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
  أيها الإخوة الكرام:
  الوقت إما أن ينفق استهلاكاً وإما أن ينفق استثماراً، ينفق استهلاكاً كما يفعل معظم الناس اليوم يأكلون ويشربون ويتمتعون ثم يداهمهم الموت ولم يعدوا لهذه الساعة عدتها، مثل هؤلاء الناس ينفقون وقتهم إنفاقاً استهلاكياً، لكن المؤمنين ينفقون وقتهم إنفاقاً استثمارياً بمعنى أنهم يفعلون في الوقت الذي سينقضي عملاً ينفعهم بعد انقضاء الوقت، والأصل في هذا المعنى قوله تعالى:

(وَالْعَصْرِ)

(سورة العصر: الآية 1)

 يقسم الله بمطلق الزمن لهذا المخلوق الأول رتبةً الذي هو في حقيقته زمن بأنه خاسر لأن مضي الزمن يستهلكه إلا إذا أنفق وقته إنفاقاً استثمارياً بمعنى: آمَنَ، وَعَمِلَ صَالِحًا، ودَعَا إِلَى اللَّهِ، وصبر على البحث عن الحقيقة والعمل بها والدعوة إليها.