وضع داكن
19-04-2024
Logo
القصة: 011 - أكثر التجارة ربحاً
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

العمل لا يضيع .

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين .

لي صديق زار دمشق، هو من لبنان، يبدو أنه وقع له خطأ في القيادة سبَّب ضررا لسيارة أخرى، والسيارة صاحبها يرتزق منها، سيارة عامة، والمألوف أن الإنسان إذا أصاب مركبته ضررٌ يصيح ويعلو صوته، والرجل غني يدفع له ما يريد، فإذا بهذا الأخ ينظر إلى الذي سبَّب له الحادث، هذا في أثناء أحداث لبنان، بابتسامة راضية، ويقول له: لا شيء عليك، سامحتك، كان سيدفع بضعة آلاف من الليرات لإصلاح سيارته، شيء عجيب، بلا تعقيدات، بلا تشنج، بلا رفع صوت، فهذا الصديق الذي معي لبناني، وجدت منه دمعة تسيل على خده، هذه الدمعة حيرتني، إنسان غني، لو طلب منه خمسة آلاف فهي لا شيء أمام غناه، فلماذا دمعت عينه ؟
سألته: ما الذي أبكاك ؟ قال لي: قبل سنتين كان إنسان راكب سيارة سورية في بيروت، كل نسائه محجبات، وأصابني بأذى في مركبتي، أردت ألا أفسد عليه نزهته، قلت له: سامحتُك، ما الذي دعاه للبكاء ؟ أن الله ما ضيع له هذا الموقف.
 والله الذي لا إله إلا هو لو أنقذت نملة في أثناء الوضوء فهذا العمل عند الله لا يضيع، لو أطعمت هرة فهذا العمل لا يضيع.
 امرأة بغي رأت كلباً يكاد يموت من العطش، نزلت البئر وملأت خفها ماءً، وارتقت، وسقت الكلب، فشكر الله لها فغفر لها، هي في الصحراء لا ترجو سمعة، ولا مديحاً، لكنها أرادت إنقاذ هذا الحيوان.
 والله الذي لا إله إلا هو سأسمعكم هذا النص وأنا مؤمن به: ما أحسن عبدٌ من مسلم أو كافر إلا وقع أجره على الله في الدنيا أم في الآخرة.
 تعمل عملا طيبا، ترحم إنسانا، تكرم إنسانا، تعالج إنسانا، تطعم إنسانا، تستر إنسانا، تعين إنسانا، ويضيع هذا العمل ؟!

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور