- محفوظات
- /
- ٠2من أجمل ما قرأ الدكتور
آه آه يابلدي
بقلم: أختٍ كريمة، كاتبة إنسانة، لعلها لا تريد ذكر اسمها بعنوان: لست ُعلى ما يرام.
قــالــت: مــا أغــمضت عــينيّ الــبارحــة ولا اســتطعت الــنوم.
فــلقد اختارت الـعاصـفة الـثلجية " الـليل لـتلقي بحـمولـتها مـن الـثلوج عـلى مـن لا يـملكون لـلاحـتماء مـنها سـوى خـيمة مـن قـماش. شـاهـدت ُ الـنساء عـلى الـتلفزيـون مــنهمكات فــي الاســتعداد لــلعاصــفة بــإحــاطــة خــيمتهن بــالــحجارة كــي لا تـقتلعها الـريـاح الـعاتـية. أدركـت لـيلاً وأنـا أسـتمع لـزمجـرتـها خـلف نـافـذتـي، أن ّ كـلّ تـلك الـخيام غـدت غـنيمة لـلعاصـفة، وأن ّ أخـبار الـصباح سـتحمل لـنا صوراً لطفال ونساء كفّنهم الثلج بعيداً عن وطنهم سوريا.
لسـت عـلى مـا يـرام. اسـتحيت مـن امـتلاكـي سـريـراً ومـدفـأة وثيابا صـوفـيّة أحسســت ُ بــترف أن يــكون لــي بــيت ٌ لــه ســقف وبــاب، وثــلاجــة فــيها زادي الــيومــي مــن الحــليب. ولا حــليب لأطــفال الــنازحــين الــرضــع الــذيــن إن لــم يـــقتلهم الـــجوع قـــتلتهم أمـــراض الشـــتاء، وغـــادروا هـــذا الـــعالـــم مـــع فـــوج المتجمدين صقيعاً في العراء.
لا رغــبة لــي فــي كــتابــة أي ّ شــيء، أنــا مــتعبة بــإنــسانــيّتي، لا بــعروبــتي. البارحة اجتاحني صقيع اليأس من هذه الأمّة . . البارحة بكيت.
سـوريـا أيّـتها الـكبيرة الـنبيلة، أيّـتها الـشفافـة المـضيافـة. سـامـحينا يـا غـالية.. كم كبرتِ في عين التاريخ وكم صغرنا. حسبنا الله ونعم الوكيل.
ولا حول ولا قوة الا بالله {انتهت كلمتها}
تعليقي
لســت مــتفقاً مــعها عــلى كــلّ مــا فــي الــرســالــة، ولــكنني تــأثــرت بــها، تأثراً بالغاً، ولي تعقيب علمي وموضوعي.
لـقد اسـتقبلت بـلدي سـوريـة عـدداً كـبيراً مـن الـلاجـئين مـن عـدد ليس بالقليل مـن دولٍ: بـعيدة، وقـريـبة، وعـربـية، وغـير عـربـية، بـمئات الألـوف أو بـعدة المـلايـين بسـبب أن الـداخـل إلـى سـوريـا لا يـحتاج إلـى إقـامـة تتجـدد، ولا إلى بـطاقـة عـمل تـتبدل، ويسـتطيع الـلاجئ أن يـتملك بـيتاً ومـوقـع عـمل، ولا مـدة محــددة لإقــامــته، مــع الإعــفاء مــن أقــساط الــجامــعة لأن الــتعليم الجامعي مــجانــي فــي الأصــل لــكل المــواطــنين ولــكل المـقيمين الــعرب بــما فــيها كــليات الـطب والـهندسـة، وهـذا الـكلام ذكـرتـه انـطلقـاً مـن المـوضـوعـية التي هي قـــيمة عـــلمية وقـــيمة أخـــلاقـــية فـــي آن واحـــد، والـــنبي الـــكريـــم ص حـــينما اسـتعرض الأسـرى بـعد أحـد المـعارك تـفاجـأ بـأن أحـد الأسـرى صهـرُه زوج ابـنته زيـنب ، فـلما رآه قـال: والله مـا ذمـمناه صهـراً ... وهـذا مـن الموضوعية
فكانت هذه الكلمة سبب إسلامه.
محمد راتب النابلسي
عمان ١٦شباط ٢