وضع داكن
29-03-2024
Logo
ندوة : البيئة التي احتضنت الدكتور راتب صغيراً والتي أثرت في شخصيته
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
 مستمعينا الأكارم زارتنا بركة، مرحباً بكم في هذا الأسبوع، وهذا الأسبوع مستمعينا الأكارم ضيفنا ضيف عزيز على الجزائر بصفة عامة، وعلينا بصفة أخص، هو حسب التعبير الصحفي يقولون من المعيار الثقيل، الذي لم يبخل علينا بالزيارة، ولم يبخل علينا بما أفاء الله عليه بالعلم، ضيفنا في هذا الأسبوع العزيز علينا الدكتور محمد راتب النابلسي، الذي هو أحد أعلام سوريا ودمشق والشام لأن دمشق الشام هي العاصمة، دكتور مرحباً بك وزارتنا البركة في الأغواط.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، وأنا أشكر لكم هذا الاهتمام البالغ، وهذا التكريم، الذي ما رأيته في بلد آخر، بل ما رأيت بلداً آخر يحتفل بالعلم والعلماء كما رأيت في الجزائر، هذه بادرة طيبة جداً وهو في الحقيقة تلبية لحاجة الإنسان العليا، أهل الأرض يلبون الحاجات العليا بينما الشعب إذا قدر العلم والعلماء هو يلبي الحاجة العليا في الإنسان، لأن الإنسان إن لم يطلب العلم هبط عن مستوى إنسانيته إلى مستوى لا يليق به.
المذيع:
 أستاذنا الكريم معلوم في موقعكم المتميز على شبكة الانترنيت، المعلوماتي، التي يبحثون عنها يجدونها هناك، ولكن نحن نحب أن نغوص معكم في حياتكم الخاصة، أن نكون قريبين منكم، لأن الذي يحضر مجالسكم العلمية يستفيد استفادة لا شك فيها، ولكن نحن نريد أن نعود بكم إلى سنة ألف وتسعمئة وثمان وثلاثين تاريخ ميلادكم بدمشق الفيحاء، دمشق في سنوات الأربعينات شيخنا الدكتور محمد راتب النابلسي، تكلمنا عن هذه البيئة التي احتضنتكم صغيراً والتي أثرت في شخصيتكم؟

 

ما كل شيء يصيب الإنسان في بداية حياته يعد شراً :

الدكتور راتب :
 الحقيقة الحديث عن الأمور الشخصية إن لم يستنبط منه موضوع ينفع العامة لا جدوى منه، أنا نشأت يتيماً، وقد يكون اليتم صعباً، إلا أنه يكون أحد أسباب التفوق، لأن اليتيم هو عصامي وليس عظامياً، فالذي يعتمد على غيره يسمى عظامياً، والذي يعتمد على جهده الشخصي يسمى عصامياً، كن عصامياً ولا تكن عظامياً، فما كل شيء يصيب الإنسان في بداية حياته يعد شراً، الله عز وجل يقول:

﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ﴾

[ سورة آل عمران الآية : 26 ]

 لم يقل بيدك الخير والشر، قال: بيدك الخير، معنى ذلك أن إيتاء الملك خير، وقد يكون نزعه خيراً، والإعزاز خير، والإذلال خير، لذلك يقول بعض كبار العلماء صاحب الحكم العطائية: "ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك، وإذا فهمت الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء"، وقد قال بعض العلماء في تفسير قوله تعالى:

﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾

[ سورة لقمان الآية : 20 ]

 الظاهرة مألوفة؛ الصحة، والمال، والجمال، والقوة، والأولاد، والزوجة، والبيت، لكن النعم الباطنة هي الشدائد الذي يسوقها الله عز وجل للإنسان لتدفعه إلى بابه، لذلك أهل الأرض يوم القيامة حينما يكشف الله لهم حكمة ما ساق لهم من شدائد يقولون: الحمد لله رب العالمين ، قال تعالى :

﴿ وآخِرُ دَعْوَاهُمْ أنِ الحَمْدُ لِلَّه رَبّ العالَمِينَ ﴾

[ سورة يونس الآية : 10 ]

كل شيء أراده الله وقع وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة :

 الحقيقة الدقيقة جداً، لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، بل كل شيء وقع أراده الله، وكل شيء أراده الله وقع، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة، والحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق، هذه المقولة لو استوعبها المسلم لحلت كل مشكلاته، ولتلقى كل الأخبار السلبية برضا، كل شيء وقع أراده الله، أي لا يليق أن يقع في ملك الله ما لا يريد، ليس معنى أراد أي أمر ولا رضي، سمح ولم يأمر ولم يرضَ، سمح لحكمة بالغة، ليس معنى أن الطبيب الأب حينما يقرر فتح بطن ابنه لاستئصال الزائد الدودية، أنه رضي أن يقيم له عملاً جراحياً، ولا أمره بذلك، لكن الحكمة وقتها تقتضي أن يستأصل هذه الزائدة حفاظاً على صحة ابنه وحياته.
 إذاً: كل شيء وقع في الكون حتى الأحداث الكبرى، التي تعد مصائب كبيرة ما دامت وقعت، وقد يكون الموقع مجرماً، لكن لمجرد أنها وقعت سمح الله بها، ولأن الله هو الإله الكامل، الحليم، العظيم، العدل، الحكيم، ما دام الله سمح بها هناك حكمة قد تبدو لنا وقد لا تبدو، هناك حكمة عرفها من عرفها وجهلها من جهلها، فكل شيء وقع أراده الله، أي سمح به، وكل شيء أراده الله وقع، ومعنى أراد أي سمح، وقد لا يرضى عن الذي وقع، وقد لا يأمر بالذي وقع، لكن تقتضي الحكمة لأن هذا الإنسان مخير، واختار طريقاً خطأ، فالله عز وجل يسوق له بعض الشدائد المؤلمة كي يرده إليه، هذا هو ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام:

(( عجب ربنا من قوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل ))

[رواه أحمد والبخاري وأبو داود عن أبي هريرة]

الله عز وجل يسوق للإنسان من الشدائد ما تدفعه إلى بابه الكريم :

 أنا أقول لكم هذه الكلمة: أنت أيهما أفضل أن تجد إنساناً معه ورم خبيث منتشر بأمعائه والأمل بالنجاة صفر، سأل الطبيب ماذا آكل؟ قال له: كُلْ ما شئت، والثاني معه التهاب معدة حاد، وسأل الطبيب: قال له إياك حليب فقط، الذي خضع لحمية قاسية جداً، معنى هذا أن مرضه قابل للشفاء، والذي قيل له: كُلْ ما شئت معنى هذا أن مرضه غير قابل للشفاء ، أيهما أفضل؟ لعل العالم الغربي قال الله عنه:

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾

[ سورة الأنعام الآية : 44]

 ونحن إن شاء الله نكون كذلك، معنا أمراض كثيرة، وعندنا أخطاء كثيرة، لكن نحن أمراضنا قابلة للشفاء، لذلك يقود الله لنا من الشدائد ما تدفعنا إلى بابه الكريم.
المذيع:
 أستاذنا الكريم دكتور نذكر الأخوة أننا سنستضيفكم بمناسبة الزيارة الكريمة التي قمت بها بدعوة كريمة من مكتب جمعية العلماء إلى ولاية الأغواط، الآن الأم المربية، الأم الكريمة، لا بدّ أنه كان لها دور كبير بعد وفاة والدكم الكريم، والدكم الذي كان عالماً، ولا يشق له غبار في دمشق، وجدكم أيضاً الشيخ رفعت، وهذه الأشياء التي صهرت شخصيتكم إلى أي مدى كانت هي المحفز والدافع لكم للخوض بالعلوم.

 

الأم آية من آيات الله الدالة على عظمته :

الدكتور راتب :
 تعلمنا في الجامعة أن الطفل يستقي الرحمة من أمه، لذلك حينما تجد في المجتمع في العالم الغربي ستين بالمئة منه لقطاء، ما رأوا رحمة الأم، ولا رحمة الأب، فكانوا قساة في حياتهم، شيء طبيعي جداً، الحقيقة أن الأم لها دور كبير، بل إنني أرى أن الأم آية من آيات الله الدالة على عظمته، وكأن محبة الله أودعها في قلب الأم، فإذا أحبتك أمك هي في الحقيقة محبة الله عز وجل، لذلك يروى أن أحد الأنبياء مرّ بامرأة تخبز على التنور، وقد وضعت ابنها على إحدى طرفي التنور، وكلما وضعت الرغيف في التنور ضمت هذا الصغير، وشمته، وقبلته، تعجب هذا النبي من هذه الرحمة، مع كل رغيف تأخذه تضمه وتشمه، قال: يا رب ما هذه الرحمة! هي رحمة الله عز وجل، والله عز وجل قال: سأنزعها، فلما نزع الرحمة من قلب الأم بكى هذا الطفل فألقته في التنور.
 فإذا تراحم الناس فبرحمة الله عز وجل، من هو اليتيم الحقيقي؟ من يجد أماً تخلت أو أباً مشغولاً، أما الذي يجد رعاية من أمه ليس يتيماً، رعاية من أبيه ليس يتيماً، رعاية من جده ليس يتيماً، رعاية من عمه ليس يتيماً، أنا أرى اليتم الحقيقي من يجد أماً تخلت، مشغولة مع الجيران، وزيارات فارغة، وأباً مشغولاً مع شهواته.
المذيع:
 يعطيك الصحة، الآن نحاول أن نغتنم الوقت مع الشيخ بسبب التزاماته، الآن مساركم الطويل الناجح في ميدان التربية والتعليم بدأتموه معلماً في ريف دمشق، وفي موقعكم تكلمتم عن هدف التدبر الذي اغتنمتم فترة التدريس في ريف دمشق، وكنتم تتدبرون في الخالق، وقلتم: هذا التدبر هو الذي أثر فيكم ودفعكم للتدبر في الإعجاز العلمي في القرآن، إلى أي مدى يمكن أن يستفيد المعلم المتنقل بين القرى في هذه الأشياء؟

أثر التدبر في حياة الإنسان :

الدكتور راتب :
 أنا أقول: كيف أن النبي عليه الصلاة والسلام له غار حراء، اعتزل فيه الناس لفترة طويلة، وتعبّد الله عز وجل، أنا أرى أن كل إنسان مؤمن يحتاج إلى غار حراء، ولكن مبسط، ولو بغرفته، لا بد من أن يتأمل، أن يسأل أين كنت؟ من أين وإلى أين وماذا بعد الموت؟ من خلقني؟ لماذا خلقني؟ الإنسان ما لم يبحث عن سرّ وجوده وعن غاية وجوده، لا يعد عاقلاً، قالوا: ما كل ذكي بعاقل، قد يحمل الإنسان أعلى شهادة في الأرض لكنه إذا ما عرف الله، وما عرف سرّ وجوده، ولا غاية وجوده، يعد جاهلاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى مجنوناً فسأل أصحابه سؤال العارف: "من هذا ؟ قالوا : هذا مجنون، قال : لا، هذا مبتلى، المجنون من عصا الله".
 فأنا أقول دائماً ما كل ذكي بعاقل، الإنسان أحياناً يتمتع بذاكرة قوية جداً، وبفكر عال جداً، وينال اختصاصاً نادراً جداً، ويحقق أرباحاً مذهلة منه، ولأنه لا يصلي، وما عرف لماذا خلقه الله لا يعد عالماً يعد جاهلاً، فأنا أتمنى أن يجمع الإنسان بين العقل والذكاء، العقل أن تعرف الحقائق الكبرى، أن تعرف الله، أن تعرف سرّ وجودك، والذكاء أن تتفوق في اختصاصك، أما كما الغرب نكتفي باختصاص متقدم جداً، ونعيش شهواتنا ولذاتنا، هذا ليس بعاقل، فهذا الذي تفضلت به، أنا أردت أن يكون هذا الريف خلوة لي مع الله عز وجل، كنت أقرأ القرآن، أقرأ السنة، تقريباً حفظت كتاب الجامع الصغير كله في هذا التفرغ، وأنا والله إلى الآن ومضى على الحادث أكثر من خمسين أو ستين عاماً، وأنا أتكلم في الدروس ببركات هذه الأيام الخوالي، التي كنت فيها مع الله في كل شأني إن شاء الله.
المذيع:
 الدكتور محمد راتب النابلسي، الآن طبعاً المتتبع لنشاطكم الكثيف عبر الفضائيات ـ وهذا صدقني كلمة أنقلها لك بصدق على سكان الأغواط جميعاً ـ يلاحظ أن حضوركم أخاذ، أي أن الذي يتابع حصصكم لا يستطيع أن يغادر المكان، إذاً هذه الأريحية، وهذه المتعة، التي تفيد بها مستمعيك عبر الوطن العربي والإسلامي وعبر العالم، كيف تستطيع عبر أكثر من سبع عشرة محطة إذاعية والفضائيات المختلفة، كيف تستطيع أن توفق وتسجل؟ الأخوة الأكارم أحياناً عندهم حصة واحدة في الأسبوع ويتعبوا بها، كيف توفقون بين هذه الالتزامات الكثيرة؟

كل ما يحصّله الإنسان هو بتوفيق الله عز وجل :

الدكتور راتب :
 أنا أقول هذا بتوفيق الله عز وجل، لأنه قال تعالى:

﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ﴾

[ سورة هود الآية : 88 ]

 هذه آية وحيدة، أي عمل في الأرض لا ينجح إلا إذا وفقك الله به، هذا من توفيق الله، حتى عند علماء القلوب، من شهد عمله فقد أشرك، قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(( ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي ـ ما قال: فهديتكم ـ ))

[ رواه الدارمي عن أبي سعيد الخدري]

 هذا التوحيد إذا كان هناك إقبال على هذه الدروس، هذا من فضل الله وحده، إلا أنني أتمنى، أنا مرة قلت في الحج هذا الدعاء ـ هكذا سامحني بهذا الدعاء ـ قلت: يا رب أنا أحقر عبادك شرفتني بمعرفتك والدعوة إليك، إن علمت صدق نيتي فاحفظني لها ـ أقصد بالصحة ـ و احفظها لي من الخصوم، وإن علمت خلاف ذلك فعالجني قبل أن أموت، لا تمتني حتى ترضى عني، الأمر بيد الله.
 أقول لأخوتي المستمعين: أي واحد من هؤلاء المستمعين ليس بينه وبين الله قرابة إلا طاعته له فقط، فإذا صدق في طلب شيء والله زوال الكون أهون على الله من ألا يحققه له، أنا إنسان عادي جداً، من هؤلاء الناس، لكن أردت أن أدعو إلى الله، أنا أعمل من خمس وثلاثين سنة، الثلاثون سنة الماضية ما غبت درساًَ واحداً، كان عندي كان ثمانية عشر درساً في الأسبوع، ما غبت درساً ولوجه الله عز وجل، حتى قناة الرسالة قدمت لها مئتي حلقة مجاناً، الحلقة بثلاثة آلاف دولار، قدمت لها مئتي حلقة لوجه الله، فالله عز وجل أنا أقول: كتب القبول في هذا، وهذه المعاملة لكل واحد منا، إياك أن تظن أنا عندي ميزة، أنا واحد من الناس، أي إنسان أخلص لله، وسأله، ودعاه، يجيبه، بل إن الإنجازات التي تبدو كبيرة جداً هي في الحقيقة قد لا تتناسب مع قدرات الإنسان بل مع طلبه فقط.
المذيع:
 الدكتور محمد راتب النابلسي، زارتنا البركة لهذا الأسبوع، نذكركم مستمعينا في كل مكان يصل له بث إذاعة الأغواط الجهوية، عبر الانترنيت والساتل، نحييكم لهذا الأسبوع، ونذكركم أننا في رفقة طيبة لشيخنا الذي زار الأغواط وزار الجزائر بهذه المناسبة.
 الآن في الحكم التي أوصيتم بها في لقاء إذاعي في دمشق قلتم: على الإنسان بالعلم، والدين ضمانة لسلامة الإنسان وليس قيداً لحريته، ولا بد من أن تعرف الهدف من حياتك، لو أكدت لنا على كيف تعرف الهدف من حياتك؟

 

في الدين لا يوجد حرمان بل هناك تنظيم :

الدكتور راتب :
 تمشي في الفلاة فإذا لوحة كتب عليها: حقل ألغام ممنوع التجاوز، بربك هل ترى هذه اللوحة قيداً لحريتك أم ضماناً لسلامتك؟ حينما تفهم أحكام الدين ضماناً لسلامتك وليست قيداً لحريتك فأنت فقيه، فأنت حينما تفهم أن الدين لمصلحتك، وأن الدين لسلامتك، وسعادتك، وأن الدين ليس قيداً كما قلت في المحاضرة ، ما من شهوة أودعها الله بالإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها، بالدين لا يوجد حرمان هناك تنظيم، لذلك لولا الشهوات ما ارتقينا إلى رب الأرض والسماوات، هذا الذي أتمنى أن يكون واضحاً.
المذيع:
 نصيحة، أنتم الآن داخل بيوت الأغواطية وبيوت المنطقة كاملة نصيحة أخيرة تتفضلون بها على المستمعين.

نصيحة من الدكتور محمد راتب النابلسي :

الدكتور راتب :
 والله أنا حينما رأيت هذا الإقبال الشديد، والله بكيت في أول المحاضرة، تأثرت تأثراً بالغاً جداً، قلت: يا رب صحراء لكن أصحابها إذا عرفوا الله كانوا أعلاماً، تذكرت النبي عليه الصلاة والسلام كيف أتى في الصحراء، صحراء لكن حينما تعرف الله تكون في أعلى مستوى، أنا أعرف يقيناً أن هذه المنطقة تحب العلم حباً جماً، وتقبل عليه، أتمنى أن يكون الوعي منتشراً حتى ننقذ الشباب، أنا كل تعلقي بالشباب، هؤلاء عماد الأمة، هؤلاء المستقبل، هؤلاء قادة الغد، ينبغي ألا ينحرفوا عن منهج ربهم بهذه الصرعات، وهذه الفضائيات، وهذه الأفلام، وهذا الاختلاط، هذا كله مما يعيق نهضة الشباب، ليعيدوا لهذه الأمة دورها القيادي.

خاتمة و توديع :

المذيع:
 شكراً جزيلاً للدكتور محمد راتب النابلسي.
 مستمعينا الأكارم زارتنا البركة، نتمنى أن تكونوا قد استفدتم كما استفدنا، نضرب لكم موعداً في الأسبوع القادم إلى ذلك الحين نقول لكم: إلى اللقاء.
 و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور