وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 378 - الساعة البيولوجية لدى الإنسان.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 أيها الإخوة الكرام، قد يأتي أخٌ من بلاد بعيدة، فيقول: لا زلتُ في يومين مضطربا ليلي نهار، و نهاري ليل، فإذا عاد إلى بلده يبقى يومين مضطربا، يكون نهارُه ليلا و ليله نهارا ما تفسير هذا علميا ؟ قال العلماءُ: الإنسان في النهار يزداد استهلاكُ الجسم للطاقة، و الإنسان في النهار ترتفع درجةُ حرارته نصفَ درجة عن المعدَّل الوسطي، و في الليل تنخفض نصفَ درجة عن المعدَّل الوسطي، و في النهار تزداد ضرباتُ قلبه من عشر إلى عشرين ضربة في الدقيقة، و في النهار يزداد إدرارُ البول من ضعفين إلى أربعة أضعاف عنه في الليل، و في النهار يزداد نشاطُ الدماغ في النهار و يضعف في الليل، و في النهار تزداد كراتُ الدم البيضاء عنها في الليل، و يزداد استهلاك السكر ثلاثين بالمائة عنه في الليل، و في الليل يزداد هرمونُ النمو و هرمون الإخصاء، أنت بعقلك تعرف أن هذا الوقت نهار، و أنه في الليل ليلا، هذه الأنسجة و تلك الخلايا، و هذه الأعضاء و تلك الأجهزة من يعلمها أن الوقتَ ليل أو نهار، حتى تعمل وفق هذا التنظيم.
 أيها الإخوة الكرام ؛ هناك ما يُسمَّى في جسم الإنسان بالساعة البيولوجية، فهناك مجموعة من الخلايا إلى جانب الغدَّة النخامية، هذه تستشعر ضوءَ الشمس الي يسقط على قاع الشبكية، إذا استشعر الضوء الشمس و سقط على قاع الشبكية، هذا المركز الذي إلى جانب الغدة النخامية هو الذي يُعلم بقية الأجهزة أن الوقت نهار فيرتفع ضرباتُ القلب و يزداد استهلاكُ الطاقة و ترتفع نسبة السكر المحروق إلى آخره، فهذا المركز اسمه ساعة الرأس البيولوجية، فالإنسان إذا سافر إلى طرف الدنيا الآخر ماذا يحصل، يصبح الليلُ نهارا و النهار ليلا، فإلى أن تُبرمج هذه الساعة مرة جديدة ينام في النهار و يستيقظ في الليل.
أيها الإخوة الكرام ؛ قال تعالى:

﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾

[سورة النمل]

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5)﴾

[سورة التين]

 إن لم يعرف الله، إن تاه في الأرض، و إن ارتكب المعاصي و الآثام

 

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)﴾

 

[سورة التين]

 فإذا لم يقدِّر هذه النعمة، رُدَّ إلى أسفل السافلين.
أيها الإخوة الكرام، قال تعالى:

 

﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)﴾

 

[سورة الذاريات]

و اللهِ الذي لا إله إلا هو لو أمضينا كلَّ عمرنا في الآيات الدالة على عظمة الله في أجسامنا فقط لكفتنا هذه الآيات تعريفا بالله و تعظيما له و انقيادا لأمره.
 أيها الإخوة الكرام، اللهم اهدنا فيمن هديت، و عافينا فيمن عافيت و تولنا فيمن توليت و بارك لنا فيما أعطيت، و قنا واصرف عنا شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي و لا يُقضى عليك و إنه لا يذلُّ من واليت و لا يعزُّ من عاديت، تباركت ربَّنا و تعاليت، ولك الحمد على ما قضيت نستغفرك و نتوب إليك، اللهم هب لنا عملا صالحا يقرِّبنا إليك، اللهم أعطنا لا تحرمنا أكرمنا و لا تهنَّا، آثرنا و لا تؤثر علينا، أرضنا و ارضَ عنا، أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، و أصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، و أصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، و اجعل الحياة زادا لنا من كل خير، و اجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا ربَّ العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، و بطاعتك عن معصيتك، و بفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك،و لا تهتك عنا سترك، و لا تنسِنا ذكرك يا ربَّ العالمين، اللهم إنا نعوذ بك من عضال الداء و من شماتة الأعداء و من السلب بعد العطاء، نعوذ بك من الذلِّ إلا لك، و من الخوف إلا منك، و من الفقر إلا إليك، اللهم كما أقررت أعينَ أهل الدنيا بدنياهم فأقرِر أعيننا من رضوانك يا ربَّ العالمين، اللهم ما رزقتنا مما نحبُّ فاجعله عونا لنا فيما تحبُّ، و ما زويتَ عنا ما نحبُّ فاجعله فراغا لنا فيما تحبُّ، يا ربَّ العالمين، اللهم صُن وجوهنا باليسار، و لا تبذلها بالإقتار، فنسأل شرَّ خلقك، و نُبتلَى بحمد من أعطى و ذمِّ من منع، و أنت من فوقهم وليُّ العطاء، و بيدك وحدك خزائن الأرض و السماء، اللهم يا ربَّ العالمين أعلِ كلمة الحق و الدين و انصر الإسلام و أعزَّ المسلمين، و خذ بيد ولاتهم إلى ما تحبُّ و ترضى، إنه على ما تشاء قدير، و بالإجابة جدير.

تحميل النص

إخفاء الصور