وضع داكن
18-04-2024
Logo
الخطبة : 0775 - غض البصر .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:

 الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخُلُق العظيم، اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

غض البصر :

 أيها الأخوة الكرام... هذا الذي ذكرته لكم في الكتاب والسنة الصحيحة، وأقول لكم هذه الحقيقة: شيوع معصيةٍ لا يقلبها إلى طاعة، شيوع معصية لا يجعلها مباحة، شيوع معصية لا يلغي عقابها، شيوع المعصية لا يقلبها إلى مباحة، شيوع المعصية لا يقلبها إلى طاعة، شيوع المعصية لا يلغي عقابها، كما أن ندرة الطاعة لا تلغي فضلها، هذا أمر الله، يقول الله عز وجل:

﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾

[ سورة الزمر : 66]

 وحينما تقول: لا أستطيع. إنك ترد القرآن الكريم، لأن الله عز وجل يقول:

﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا﴾

[ سورة البقرة: 286]

 وخالق الإنسان، الخبير، هو الذي يعلم وسعك لا أنت، أنت إن قلت: لا أستطيع. كلامك مردود، ولكن الله يقول:

﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا﴾

[ سورة البقرة: 286]

 هذا من وسع النفس، وحينما تتلمس ثمرات غض البصر، وتعيش قريباً من الله، إنك في اليوم الواحد تصلي خمسة أوقات، لكنك إن سرت في الطريق تعبد الله في كل غض بصر، وقد تغض بصرك في الطريق مئات المرات، بل عشرات مئات المرات، هي عبادةٌ مستمرة، والله سبحانه وتعالى بطريقةٍ لا أعرفها حينما تغض بصرك عن النساء اللواتي لا يحللن لك، يوفِّق الله بينك وبين زوجتك، وتراها في نظرك شيئاً ثميناً، هذا من فِعل الله الخفي الذي لا تعرفه، لا تعرف كيف يتم، ومن عقوبات إطلاق البصر فساد العلاقة بين الزوجين، هذه من خَلق الله، ألم يقل أحد العلماء: " أعرف مقامي عند ربي من أخلاق زوجتي " يجعلها لينةً مطواعة، ويجعلها شرسة قاسية، فما دمت تطيع الله فيما بينك وبينه في شأن النساء لابد من مكافأة، والله أعلم، ولكن الله يكافئك في أرجح الظن بشيء من جنس طاعتك، وهو حسن العلاقة مع الزوجة.

 

مخاطر النظرة التي تتبع النظرة :


 أيها الإخوة ؛ شيءٌ واضحٌ جداً أن ترى أن الذي خلق الإنسان هو الذي أنزل القرآن ، وكمثلٍ صارخ هذا الغشاء الذي تعرف به الفتاة ما إذا كانت طاهرةً عفيفة ، أو ما إذا كانت زانية ، ليس له أية وظيفةٍ فيزيولوجية إطلاقاً ، إن مهمته اجتماعية ، فالذي حرم الزنا هو الذي خلق هذا الغشاء ، هذه واحدة .
 بعض الغدد تلتهب ، وتتضخم عند عدم الزواج ، فكأن الذي خلق هذه الغدة وصممها تصميماً دقيقاً ، هو الذي أمر بالزواج ، هذه مقدمات .
 الإنسان يأكل في اليوم ثلاث وجبات أو وجبتين فقط ، أما هذا الذي يأكل باسـتمرار هذا نشأ عنده أمراضٌ لا حصر لها ، لأن أصـل هذا الجسـم مصمم على أكل وجبتين أو ثلاث ، فمَن أكل أكثر من ذلك تحمل من متاعب مرضية ما لا يعد ولا يحصى ، هذه تمهيدات إلى موضـوع الجنس .


أثر النظرة على تبدلات الجسم .


الإنسان حينما ينظر إلى امرأةٍ ، ويعيد النظر ، هذه النظرة شبهها بعض الأطباء كالضغط على زناد السلاح ، ضُغِطَ على الزناد ، الآن ستجري مجموعة أعمال ، من هذه التبدلات سوف تنطلق هرمونات جنسية تجوب أنحاء الجسم ، هذه الهرمونات الجنسية تبدِّل ضربات القلب ، وتوسِّع الأوردة المُحيطية ، وتضيِّق الشرايين المتوسطة والصغيرة ، وترفع ضغط الدم ، هذه الهرمونات الجنسية تصل إلى البروستاتة ، فيغلق طريق البول ، ويفتح طريق الخصيتين ، وتنطلق مادةٌ مطهّرة ، ومادةٌ معطرة ، ومادةٌ مغذِّية هذا هو المذي ، ثم يجري في تبدلٌ في كيمياء الدم ، وهناك تغيرات لا مجال إلى ذكرها على هذا المنبر ، يعني حينما يطلق الإنسان بصره النظرة تلو النظرة ، تجري في جسمه تفاعلاتٌ معقدةٌ جداً ، أحدها تبدُّل ضربات القلب ، ثانيها ارتفاع الضغط

ثالثها توسع الأوردة المحيطية ، رابعها تضيّق الشرايين المتوسطة والصغيرة ، خامسها تبدل في كيمياء الدم ، سادسها شيء متعلق بالبروستاتة ، من أجل أن تتم هذه العملية ويتم اللقاء الزوجي ، ويحافَظ على النوع البشري ، هذا أصل التصميم .
 إلى هنا الأمر طبيعي جداً .
 أما حينما يطلق الإنسان بصره طول النهار، ما الذي يحصل ؟ قال : يحصل أن هناك هرمونات جنسية تجوب أنحاء الجسم باستمرار ، كمن يأكل باستمرار ، فالذي يطلق بصره باستمرار عنده هرموناتٌ تجوب أنحاء جسمه عبر الأوعية الدموية.
 الآن يقول الله عزَّ وجل :

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ﴾

[ سورة النور الآية : 30 ]


ماذا يفعل السهم المسموم في الجسم :


العلماء قالوا : أزكى أي أطهر ، ويمكن أن يكون المعنى أنفع وأطيب ، إما أن يكون أزكى لهم الطهر من الذنوب ، أو الوقاية من الأمراض والعيوب . فعن حذيفة رضي الله عنه أنه قال : قال عليه الصلاة والسلام :

(( النظرة سهمٌ مسموم من سهام إبليس ، من تركها من خوف الله تعالى، أثابه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه ))

[ أخرجه الحاكم في مستدركه ]

 وفي روايةٍ أخرى :

(( النظر سهمٌ مسمومٌ من سهام الشيطان ، من تركها مخافتي ، أعقبته عليها إيماناً يجد حلاوته في قلبه ))

 أيها الإخوة ؛ السهم إذا دخل في الجسم خطرٌ جداً ، أما إذا كان مسموماً خطرٌ جداً ، فهذا السم يسري إلى كل أنحاء الجسم ، أما إذا كان سهماً فقط قد يتلف مكاناً معيَّناً ، أما حينما يكون السهم مسموماً يسري السم إلى كل أنحاء الجسم .
 النبي قبل أربعة عشر قرناً عليه الصلاة والسلام بين مخاطر النظرة التي تتبع النظرة ، فالنظرة بمثابة ضغطٍ على الزناد ، الذي تبدأ بسببه سلسلةٌ من التفاعُلات ، والإفرازات الهرمونية الجنسية المعقدة ، التي لها تأثيراتها على كل عضوٍ بل على كل خلية ، والتي تهيئ الجسم لعملية الاتصال الجنسي ، لتؤدي مهمتها في استمرار النسل ، كل هذا يجب أن يتم في وقتٍ محددٍ ، أما إذا استمر انطلاق هذه الهرمونات في الجسم من دون تفريغٍ لهذه الشحنة ، هذه تؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ في الجسم . 

نتائج إطلاق البصر :

 أيها الأخوة الكرام... عثرت في موقعٍ معلوماتي على موقعٍ علمي يعبِّر عن خلاصة بحثٍ مضى على البدء به عشرون عاماً، وتوصَّل هذا البحث إلى هذه النتائج: أولاً: هذه الهرمونات تجري وتجول في جسم الإنسان طوال النهار، لأنه طوال النهار يطلق بصره في الحرام، حتى إذا كان في مكتبٍ هناك امرأةٌ تعمل في المكتب، وهناك عريٌ، وهناك تفلتٌ، وهناك إبراز مفاتن، وهناك خلوةٌ، وهناك حديثٌ جنسيٌ، وهناك مجلةٌ.. إلخ.
 أيها الأخوة... النبي الكريم لا ينطق عن الهوى، نهى عن اتباع النظرة النظرةَ، نهى عن تبرُّج النساء، نهى عن تعطُّر المرأة إذا خرجت من بيتها، نهى عن الخلوة بالأجنبية، نهى عن المصافحة، نهى أن تمتنع المرأة عن فراش زوجها، هذا كله من أجل الوقاية من أمراض لا تعد ولا تحصى.
الآن إلى التفصيلات :

 أيها الإخوة ؛ كيف أن الأفعى إذا لدغت إنسان قد تميته ، السبب العلمي أن هذا السم يوسع الأوعية إلى درجة غير مقبولة ، فيهبط الضغط ، فيموت الإنسان ، الآن يؤخذ من سم الأفعى دواء فعَّال جداً لتوسيع الشرايين والأوردة ، إذاً حينما تتوسع الأوردة والشرايين توسُّعاً غير مقبول هذا قد يؤدي إلى الموت ، هذه الهرمونات سمَّاها الباحث ( سموماً ) ، السم بقدرٍ محدودٍ منه جيد ، أما بقدرٍ واسعٍ خطير .
 ما الذي يحدث ؟ أول ظاهرة أنه تظهر رائحةٌ كريهةٌ جداً في الإبطين والقدمين ، من أثر دورة هذه السموم طول النهار ، الأصل وجبة طعام ، لها وقت محدد ، أما مادام في إطلاق بصر ، ومجلاَّت ، ومشاهد ، وأفلام ، وسكيرتيرات ، ونساءٌ كاسياتٌ عاريات ، وخلوةٌ بالأجنبيات ، وحديثٌ جنسي ، هذا يؤدِّي إلى دورة هذه الهرمونات التي هي سموم طوال النهار .


نتائج الإدمان على النظر :

 

أعراض مرضية

 

أول ظاهرة : ظهور رائحةٍ كريهةٍ في الإبطين والقدمين ، توسع فتحات الغدد العرقية والدهنية في الكعبين وأسفل القدمين وفي المؤخرة ، وهذا يسبب بعض البواسير ، توسع الفتحتات الدهنية في الوجه ، وهذا يسبب حَب الشباب من دورة الهرمونات ، دوران هذه الهرمونات الجنسية ، وهي بمثابة السموم ، ولا سيما عند تهيجها لحدٍ أكثر من المتوسط يسبب داء الشقيقة ، أو الصداع النصفي الذي لم تعرف له أسبابٌ حتى اليوم فيما غير هذه الدراسة .

1- آلام المفاصل .

أما الشيء الكبير آلامٌ في المفاصل عامة ً، وفي المفاصل الكبيرة خاصةً ، مفصل الركبة ومفصل الورك ، يبدو أن هذه الهرمونات تقلل من لزوجة السائل الذي بين العظام ، وهذا يدعو إلى جفاف هذا السائل ، ثم إلى احتكاك العظام ، ثم إلى آلامٍ مفصليةٍ لا تحتمل .

 مفصل الركبة مثلاً ، ومفصل الورك بسبب جفاف السائل ، وفي المجتمعات الغربية ، وفي سنٍ مبكرة يعانون من هذه الظاهرة ، بسبب دوران هذه السموم في الجسم طوال النهار ، هناك موظفان في سيرك في بريطانيا ، في الثلاثين أصيبا بحالاتٍ حادةٍ في مفاصلهما ، وليس هناك سبب مقنع إلا الإثارة الجنسية المستمرة .
 

2- آثار النظر على القلب والأوعية .

أما في مجال القلب والأوعية : هبوطٌ في ضربات القلب أو تسرعٌ بها، بطءٌ في الدوران ، جلطةٌ وريديةٌ محتملة ، وهذا منتشر في المجتمعات المتفلتة ، في الشرايين ؛ تتوسع الشرايين توسعاً مستمراً ، مما يفقدها مرونتها ، وعندئذٍ ومع تبدُّل كيمياء الدم يؤدي هذا إلى تصلب الشرايين ، وهو مرض العصر الأول ، المرض المميت الأول تصلب الشرايين .

3- خطر الجلطة الدهنية .

أيها الإخوة الكرام ؛ ثم إن هذه السموم التي تجوب في أنحاء الجسم ، تسبب جلطةً دهنيةً ، إذا ترسَّبت في مكان معين أورثت عمىً ، أو كساحاً ، أو شللاً ، أو جنوناً ، أو فقد ذاكرةٍ إلى ما هنالك ، وهذه السموم إذا دارت طوال النهار في الجسم ، تسبب ثقلاً في اللسان ، وصعوبة في حركة اللسان داخل الفم ، كما إنها تسبب إمساكاً ، وهناك خمسون مرضا ينتج عن الإمساك من دورة هذه السموم طوال النهار . هذا الذي يطلق بصره طوال النهار في الحسناوات ، وفي الغاديات الرائحات ، ويتابع المسلسلات ، ويقرأ المجلات ، ويجلس جلساتٍ لا ترضي الله ، هذه كلها أعراضٌ تصيبه .

 

4- حصى المرارة .


ثم إن هناك بعض النتائج في حصى المرارة ، هذا أيضاً من نتائج دورة هذه السموم ، وأيضاً في بعض الحالات التي تزداد عن الحد المعقول يكون هناك تضخم للبروستاتة كبير جداً .

 أيها الإخوة الكرام ؛ هذه نتائج بحث طبيبٍ في مؤسسةٍ علميةٍ في دولةٍ عربيةٍ ، وجدتها في موقعٍ معلوماتي ، ولكن هذا مصداق قول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( النظرة سهمٌ مسموم من سهام إبليس ، فمن تركها مخافة الله عز وجل أورثه الله حلاوته في قلبه إلى يوم يلقاه ))

[ من الجامع لأحكام القرآن ]

 إن توجيه النبي عليه الصلاة والسلام ليس من عنده ..

﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾

[ سورة النجم الآية : 3-4 ]

إنّ ربّك حكيم عليم


أيها الإخوة ؛ مستحيل أن يشرِّع الله شيئاً أو أن يحرم شيئاً إلا وله نتائج مذهلة ،عرفها من عرفها ، وجهلها مَن جهلها ، نحن كمؤمنين نطبق أمر الله من دون أن نعلق التطبيق على فهم الحكمة ، لكن حينما تكشف لنا الحكمة يزداد إيماننا بعظمة هذا التشريع ، قال تعالى :

﴿ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾

[ سورة الفتح الآية : 4 ] 

الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك. وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك، اللهم هب لنا عملاً صالحاً يقربنا إليك.
 اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا.
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين.
 اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك.
 اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، يا رب العالمين.
 اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، ولا تهلكنا بالسنين، ولا تعاملنا بفعل المسيئين، يا رب العالمين.
 اللهم إنا نعوذ بك من الفقر إلا إليك، ومن الخوف إلا منك، ومن الذل إلا لك، نعوذ بك من عضال الداء، ومن شماتة الأعداء، ومن السلب بعد العطاء، مولانا رب العلمين.
 اللهم بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.

تحميل النص

إخفاء الصور