وضع داكن
20-04-2024
Logo
موضوعات إسلامية - متفرقة : 087 - غزة 6 - من أسباب القوة العلم
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

العمل الصالح علة وجود الإنسان في الأرض بعد الإيمان بالله:

 أيها الأخوة الكرام، لازلنا في الموضوعات الملتهبة المشتعلة، الحقيقة أن علة وجودك في الأرض بعد أن تؤمن بالله أن تعمل صالحاً، وكلما كنت قوياً كانت فرص العمل الصالح أمامك كثيرة، ما دامت علة وجودك بعد الإيمان بالله أن تعمل صالحاً بدليل أن الإنسان إذا شارف على الموت يقول:

 

﴿رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾

 

(سورة المؤمنون)

 فكلما كنت قوياً ازدادت فرص العمل الصالح أمامك، فقد تكون قوياً بمالك، وقد تكون قوياً بعلمك، وقد تكون قوياً بمنصبك، إذاً القوة مطلب أساسي وإذا كان طريق القوة سالكاً وفق منهج الله يجب أن تكون قوياً، لقول النبي عليه الصلاة والسلام:

 

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ))

 

[أخرجه مسلم عن أبي هريرة ]

النصر من عند الله وحده:

 في لقاء سابق تحدثت عن أن من أسباب القوة التوحيد، ألا ترى مع الله أحداً، من أسباب القوة العلم، العلم أحد أكبر أسباب القوة، لماذا ؟ لأنك بالعلم تعلم علم اليقين أن النصر من عند الله وحده، فلا تخضع لغير الله، ولا تقدم تنازلات، ولا تبذل ماء وجهك، ولا تتجه إلى فئة ضعيفة تحتمي بها، وأنت لا تعلم أن النصر بيد الله، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، مثال إن كنت عالماً تقرأ قوله تعالى:

 

﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾

 

( سورة الأنفال الآية: 10 )

﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ﴾

( سورة آل عمران الآية: 160 )

﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾

( سورة محمد الآية: 7 )

 حقائق من عند الخبير:

 

﴿وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)﴾

 

( سورة فاطر )

العلم يفضي بالإنسان إلى التوحيد:

 أنت إذا دخلت إلى دائرة فيها عشرة طوابق كل طابق فيه مئة موظف لكن مشكلتك أن الموافقة على هذا الموضوع بالذات بيد المدير العام، هل يمكن أن تبذل ماء وجهك لموظف ؟ إطلاقاً، ليس في هذه الدائرة على اتساعها إلا إنسان واحد بإمكانه أن يوافق لك على طلبك، لذلك لا تبذل ماء وجهك إلا له، هذا هو التوحيد، فالعلم يفضي بك إلى التوحيد لذلك الآية الكريمة:

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾

 

( سورة النور الآية: 55 )

زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين:

 كان الصحابة الكرام قبل مجيء النبي العدنان رعاة للبقر وللغنم فأصبحوا قادة للأمم، أما في آخر الزمان هان أمر الله على المسلمين فهانوا على الله:

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾

 

( سورة النور الآية: 55 )

 دقق:

 

﴿وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ﴾

 

( سورة النور الآية: 55 )

 أي دين وعد بتمكينه ؟

 

﴿الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ﴾

 

( سورة النور الآية: 55 )

 فما لم يكن فهمك للدين، ما لم يكن تطبيقك للدين، ما لم يكن عرضك للدين، وفق ما يريد الله عز وجل لذلك الآية في نهايتها:

 

﴿يَعْبُدُونَنِي﴾

 

( سورة النور الآية: 55 )

 فأنت إن لم تعبد الله عز وجل كما أراد الله لن تستطيع أن تقطف من ثمار الدين شيئاً، علماً بأن زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين:

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي﴾

 

( سورة النور الآية: 55 )

 فقبل أن تعبد الله العبادة الصحيحة لا تطمح إلى أن تقطف من ثمار الدين شيئاً مع أن زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، هذه واحدة.

 

ثمار الدين لن نقطفها إلا إذا أحسنّا فهم ديننا و تطبيقه و عرضه على الآخر:

 لذلك مما يلفت النظر أن أحد العلماء في الغرب، وقد هداه الله إلى الإسلام قال: أنا لا أصدق أن يستطيع العالم الإسلامي اللحاق بالغرب على الأقل في المدى المنظور، لاتساع الهوة بينهما، ولكنني مؤمن أشد الإيمان أن العالم كله سيركع أمام أقدام المسلمين لا لأنهم أقوياء ولكن لأن خلاص العالم في الإسلام، ولكن بشرط أن يحسنوا فهم دينهم، وأن يحسنوا تطبيقه، وأن يحسنوا عرضه على الطرف الآخر.
 هناك مصطلح معاصر يقول الكرة في ملعبنا، والآن أقول لكم الكرة في ملعبنا إذا أحسنا فهم هذا الدين، وأحسنا تطبيقه، وأحسنا عرضه على الطرف الآخر، وطبقنا منهج الله عز وجل قطفنا كل ثمار الدين، ثمار الدين:

 

 

﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)﴾

 

( سورة الصافات )

﴿مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) ﴾

(سورة البقرة)

 يعني فئة قليلة، مؤمنون، صادقون، يذلون أكبر جيش في العالم ؟ هذه جرعة منعشة، فئة قليلة، مؤمنة، صابرة، تستطيع أن تذل أقوى جيش في العالم لأن ثقافة المسلمين الآن ثقافة الطريق المسدود، ثقافة الإحباط، ثقافة اليأس، الله جل جلاله عالجنا بجرعة منعشة:

 

﴿مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) ﴾

 

(سورة البقرة)

الحرب بين حقين لا تكون وبين حق وباطل لا تطول و بين باطلين لا تنتهي:

 لذلك قالوا: الحرب بين حقين لا تكون، مستحيل، الحق لا يتعدد:

 

﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾

 

( سورة الأنعام الآية: 153 )

 الحرب بين حقين لا تكون، وبين حق وباطل لا تطول، لأن الله مع الحق، الكفة راجحة:

 

﴿مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) ﴾

 

(سورة البقرة)

 والمعركة بين باطلين لا تنتهي. من هنا كان النصر الاستحقاقي والنصر التفضلي وهناك نصر كوني إذا كان المتحاربان شاردين عن الله عز وجل الأقوى ينتصر، الذي معه سلاح أحدث ينتصر، الذي يملك قدرة على الإصابة الدقيقة ينتصر، الذي يملك طيراناً ينتصر، أما إذا كان هناك إيمان وكفر المؤمن ينتصر:

 

﴿مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) ﴾

 

(سورة البقرة)

الصبر و التقوى سلاحا الإنسان المؤمن للقضاء على الكافر و أسلحته:

 أيها الأخوة الكرام، رحمة الله عز وجل في أنه ما كلفنا أن نعد القوة المكافئة، أحياناً تجد الفرق بين الإمكانات من الأرض إلى السماء، الآن في قنابل فسفورية، وقنابل فراغية، يفرغ الهواء يموت الإنسان بينما الحجر يبقى كما هو، قنابل جرثومية، قنابل فيها غازات تخدر الإنسان، قنابل تشل تفكير الإنسان، قنابل تلغي الطاقات، قنابل عنقودية، تركب أشعة الليزر، قنابل خارقة حارقة، دقق العلم الأساسي:

 

﴿وَإِنْ﴾

 

﴿تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً﴾

( سورة آل عمران الآية: 120 )

 كلام من ؟ كلام خالق الكائنات، تلغى أسلحتهم، وتلغى حاملات طائراتهم، وتلغى أقمارهم، ويلغى إعلامهم:

 

﴿وَإِنْ ﴾

 

﴿تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً﴾

( سورة آل عمران الآية: 120 )

المآسي وحدت المسلمين و جمعتهم:

 والله أيها الأخوة، جيش لا تقف أمامه سبعة جيوش تصمد ست ساعات وفئة قليلة مؤمنة هذا اليوم الخامس عشر لم يستطع أن يحقق شيئاً من أهدافه هذا الإيمان، الآن على الواقع أدلة، هناك دليل نصي، وهناك دليل عملي، العالم مشدوه، فئة قليلة البارحة لأول مرة عندهم سلاح مضاد للطائرات، وعندهم سلاح مضاد للدرع، وحتى الآن البنية التحتية لم تتأثر إطلاقاً، حتى الآن، لكن هذا الجيش الجبان استطاع أن يقتل الأطفال، قتل الأطفال والنساء وصمة عار بتاريخ الحروب، نصف الذين يموتون من الأطفال، والله أيها الأخوة، ماذا أقول لكم في إنجاز حصل مع أن الذين قتلوا إن شاء الله كسبوا الشهادة عند الله، يعني لعنة الأجيال القادمة لألف عام قادم صبّ على هؤلاء المجرمين، هذا أول إنجاز، وهذه المآسي وحدتنا:

 

﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾

 

( سورة البقرة الآية: 216 )

 كيف أن الحادي عشر من أيلول تاريخ فاصل، وأقول لكم في المستقبل إن شاء الله حرب غزة فاصل بين تفرق المسلمين ووحدتهم، الموضوعات الخلافية الآن ممنوع أن تطرح الغرب وضعنا جميعاً في سلة واحدة فينبغي أن نقف جميعاً في خندق واحد، أنا أقول لكم من الجريمة أن تطرح موضوعاً خلافياً:

 

﴿هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ ﴾

 

( سورة آل عمران)

 إله عالم الغيب والشهادة يخبرنا أنهم لا يحبونكم، يعني كيف يتحمل هذا الجندي أن يقتل طفلاً ؟ هذا الطفل بريء.

 

الفرق بين المؤمن وغير المؤمن فرق صارخ:

 لذلك أيها الأخوة، العلم قوة مثلاً الله عز وجل قال:

 

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾

 

( سورة الرعد الآية: 11 )

 في وضع مأساوي، في تخاذل، في تفرق، في مصالح خاصة، في انبطاح أمام العدو، إنسان يستقدم خبراء (الخبر هكذا) ليمنع وصول الغذاء إلى المقاومة، لو قال السلاح، ممكن، الغذاء، الخبر تأملته مرات عديدة، ليمنع وصول الغذاء إلى المقاومة أليس هذا إجراماً ؟
أيها الأخوة الكرام، الفرق بين المؤمن وغير المؤمن فرق صارخ، والحمد لله الآن لم يبقّ على وجه الأرض إلا الأبيض والأسود المنطقة الرمادية اختفت، مجرم أو ولي، مؤمن أو كافر، محسن أو مسيء.

 

العلم قوة:

 أيها الأخوة، العلم قوة:

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾

( سورة الرعد الآية: 11 )

 مثلاً: باب كبير عملاق يفتح بمعرفة أرقام معينة، الآن في أبواب على الأرقام، هذا الباب العملاق الكبير لا تستطيع لا أنت ولا مئة من البشر أن يفتحوه عنوة بالمطارق لكن معك خمسة أرقام تكتبهم يفتح الباب، هناك أبواب الآن على الأرقام، والنصر له أرقام:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)﴾

( سورة محمد الآية: 7 )

 من هذه الأرقام:

 

﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ﴾

 

( سورة إبراهيم )

 إلهنا، ربنا، وخالقنا يخبرنا أن مكرهم تزول منه الجبال، بربكم هل تستطيع قوى الأرض مجتمعة أن تنقل هذا الجبل الصغير جداً من دمشق إلى درعا ؟ مستحيل:

 

﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)﴾

 

( سورة إبراهيم )

المعصية مع الصبر ليس بعدها إلا القبر:

 ومع ذلك الآن اسمع الأرقام السرية لفتح الباب:

 

﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً﴾

 

( سورة آل عمران الآية: 120 )

 ممكن أن تحل مشكلتنا بكلمتين ؟ والله الذي لا إله إلا هو مشكلات المؤمنين في العالم تحل بكلمتين:

 

﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً﴾

 

( سورة آل عمران الآية: 120 )

 المعصية مع الصبر ليس بعدها إلا القبر، أي هان أمر الله علينا فهنا على الله.

 

أهداف الطرف الآخر إضلالنا و إذلالنا و إفقارنا:

 أنا مؤمن أن الطرف الآخر أهدافه واضحة جداً، أهدافه إفقارنا، بكل حرب تنتقل مئات المليارات من بلادنا إليهم، بكل حرب ندفع مئات المليارات ثمن أسلحة، والنتيجة لا ننتصر:

 

 

﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)﴾

 

( سورة إبراهيم )

 عقود السلاح عقود إذعان لا عقود تراض، قد يكون الثمن مئة ضعف، تؤخذ كل ثرواتك من أجل أسلحة غير مفعلة.

 

الدين باق مهما حاول الآخر القضاء عليه:

 لذلك أيها الأخوة:

 

 

﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً﴾

 

( سورة آل عمران الآية: 120 )

 العلم قوة، مثلاً: إنسان توجه إلى الشمس وأراد إطفاءها بنفخة من فمه ألا يتهم بعقله ؟ الشمس بعدها عنا 156 كيلو متر، لسان اللهب طوله مليون كيلو متر، الحرارة عشرون مليون درجة، إنسان أحمق تصور انه إذا توجه إلى الشمس ونفخ عليها تنطفئ، اسمع الآية:

 

﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ﴾

 

( سورة التوبة)

 إذا كان من سابع المستحيلات أن تطفئ لهيب الشمس من فمك، كم إنسان أراد إنهاء الدين انتهى والدين باق:

 

﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32)﴾

 

( سورة التوبة )

 العلم قوة، أنت بالعلم تعلم أن النصر من عند الله لا تتجه لغير الله، ولا تنبطح، ولا تتذلل، ولا تقدم تنازلات، ولا تتنكر لأمتك، ولقيم أمتك، ولمبادئ أمتك، العلم ضروري، العلم قوة، أنت حينما تؤمن:

 

﴿وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ﴾

 تبحث عن فهم صحيح للدين، وعن تطبيق له، وعن عرض له على الطرف الآخر.

 

 

من كان الله معه ربح الدنيا و الآخرة:

 أيها الأخوة الكرام، بربكم إذا إنسان وجد نفسه فجأة في بطن حوت أزرق الذي يزن مئة وخمسين طناً، خمسين طناً لحماً، وخمسين طناً دهناً، وخمسين طناً عظماً، وتسعين برميل زيت، وفم الحوت يمكن أن يقف فيه الإنسان قائماً لأنه عندما يفتح فمه يأخذ أربعة طن، هذه وجبة معتدلة بين وجبتين أنت تزن ثمانين كيلو، معنى هذا أن الإنسان لقمة واحدة، نبي كريم دخل فم الحوت سيدنا يونس:

 

 

﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ﴾

 

( سورة الأنبياء)

 أروع ما في الآية أن الله جعلها قانوناً إلى أبد الآبدين قال تعالى:

 

﴿وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) ﴾

 

( سورة الأنبياء)

 بأي عصر، بأي مصر، بأي ظرف، بالجو، بالبحر، بالبر، معك سلاح متواضع، عدوك شرس، معه أسلحة فتاكة:

 

﴿وَإِنْ ﴾

 

﴿تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً﴾

( سورة آل عمران الآية: 120 )

الدعاء قوة:

﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ ﴾

 إذا شخص فكر الأمل بالنجاة صفر، في ظلمة البحر وفي ظلمة الليل وفي ظلمة بطن الحوت:

 

﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ﴾

 

( سورة الأنبياء)

 أروع ما في الآية أن الله عقب عليها بقانون، قانون أبدي سرمدي:

 

﴿وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) ﴾

 

( سورة الأنبياء)

 الدعاء قوة، الدعاء قوة بمنطق العصر، فئة قليلة من أصحاب موسى وراءهم فرعون بجبروته، بحقده، بأسلحته، بقوته، بطغيانه، برغبته في قتل الناس كما ترون في نماذج، يتبعهم أمامهم البحر، نسب الأمل في النجاة صفر:

 

﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) ﴾

 

( سورة الشعراء )

 انظر إلى ثقة النبي بربه، قال تعالى:

 

﴿قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي﴾

 

﴿سَيَهْدِينِ (62)﴾

( سورة الشعراء )

 لا تقل المقاومة متواضعة، وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ تذل أكبر جيش في العالم، وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا رب ماذا فقد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟

 

من افتقر إلى الله عز وجل تولاه الله تعالى:

 لذلك:

 

 

﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)﴾

 

( سورة الشعراء )

 وكل مؤمن له عند الله كرامة في أي مكان وزمان، أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام في بدر افتقروا إلى الله فتولاهم الله:

 

﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ﴾

 

( سورة آل عمران الآية: 123 )

 أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام هم هم، ومعهم سيد الخلق بحنين قالوا:

 

(( ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ ))

 

[أخرجه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عباس ]

 وقعوا في الشرك الخفي:

 

﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25)﴾

 

( سورة التوبة )

من تعلق بغير الله تعالى وقع في خطأ كبير:

 العلم قوة لمجرد أن تتجه لغير الله، لمجرد أن تعقد الأمل على رئيس جديد في أمريكا، جالس في هونالولو يقضي إجازته، وما في أي أمل أن يتحرك أي إنسان في العالم من أجلنا ألا ترون ؟ العالم بأكمله، الآن أنا أقول وصمة عار لحقت بالحضارة الغربية، أين حقوق الإنسان ؟ أين حقوق الطفل ؟ أين الأسلحة المحرمة دولياً ؟ كلها استخدمت البارحة، فلذلك حينما تتعلق بغير الله فهذا خطأ استراتيجي، هذا خطأ كبير:

 

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾

 

( سورة النساء الآية: 84 )

 تعلق أملك بإنسان، تعلق أملك بجهة، الله معك، هو الناصر:

 

﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾

 

( سورة الأنفال الآية: 10 )

من أسباب القوة التوحيد و العلم بقوانين الله تعالى:

 فيا أيها الأخوة، ينبغي أن تكون قوياً ومن أسباب القوة أن تكون موحداً، ألا ترى مع الله أحداً، ومن أسباب القوة أن تكون عليماً بقوانين الله عز وجل، هذه القوانين:

 

﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾

 

( سورة الأنفال الآية: 10 )

﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ﴾

( سورة آل عمران الآية: 160 )

﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾

( سورة محمد الآية: 7 )

(( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ))

[ البخاري عن مصعب بن سعد ]

﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)﴾

( سورة الروم )

﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾

( سورة الأنفال الآية: 60 )

شرط النصر أن تؤمن إيماناً يحملك على طاعة الله وأن تعد ما تستطيع وعلى الله الباقي:

 أعجبتني كلمة قال يا رب نحن أعددنا ما نستطيع، لذلك نسألك أن تنصرنا:

 

﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾

 

( سورة الأنفال الآية: 60 )

 نتفاجأ أنه في إعداد جيد، وفي خطة جيدة، وفي تحركات جيدة، وفي خطط، كل يومين نتفاجأ بسلاح جديد، أعدوا، شرط النصر أن تؤمن إيماناً يحملك على طاعة الله وأن تعد ما تستطيع وعلى الله الباقي.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور