وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 101 - قشرة القمح وصحتك.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً
وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

القمح .

أيها الأخوة المؤمنون, تنفيذاً لقوله تعالى:

﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾

[سورة عبس الآية: 24]

يأتي في رأس قائمة الطعام: القمح، هذا المحصول الذي خلقه الله سبحانه وتعالى ينبت في كل الفصول، وفي كل المرتفعات، وفي السهول، وفي الجبال، وفي البوادي، وفي الأغوار، وفي المناطق الحارة، والمناطق الباردة، جعله الله سبحانه وتعالى ينمو في كل الظروف, لأنه غذاءٌ أساسي .
يقول العلماء عن هذه القمحة: إن لها غلافاً خارجياً لا يزيد وزنها عن تسعةٍ في المئة, وهو ما يسميه العوام:

النخالة، وهناك طبقةٌ رقيقةٌ تحت الغلاف الخارجي، لا يزيد وزنها إلى وزن القمحة عن ثلاثةٍ بالمئة، وهناك الرُشيم (جنين القمحة) الذي ينبت إذا جاءته الرطوبة، والهواء، والشمس، لا يزيد وزن هذا الجنين عن أربعةٍ بالمئة

وبعدها يأتي لبُّ القمح، وهو مادةٌ من النشاء .

 

الفوائد الموجودة في قشرة القمح :

الذي يلفت النظر؛ أن الرشيم يعدُّ أغنى أجزاء القمحة بالفيتامينات، يليه في الأهمية قشر القمح

أي النخالة، ففي هذا القشر؛ فيتامين ب 1، وفيتامين ب 2، وفيتامين ب 3 وفيتامين ب ب، وفي هذه القشرة؛ الفوسفور وهو غذاءٌ للدماغ والأعصاب، وفي هذه القشرة، حديد يهب الدم، والقوة، والحيوية، والأوكسجين، وفي هذه القشرة؛ الكالسيوم، والكالسيوم مادةًُ أسياسية لبناء العظام

وقوة الأسنان، وفي هذه القشرة؛ السيليكون، وهو الذي يقوِّي الشعر، ويزيده قوةً ولمعاناً، وفي هذه القشرة؛ اليود، وهو الذي يعدِّل عمل الغدة الدرقية، ويضفي على آكله السكينة والهدوء، وفي هذه القشرة؛ البوتاسيوم، والصوديوم، والمغنزيوم

وهذه كلها تدخل في تكوين الأنسجة، وفي بنية العصارات الهاضمة، هذه المواد موجودة كلها في قشر القمح الذي ننزعه ونطعمه للدواب، وهذه من مفارقات الحياة، إن هذا الخبز الأبيض اللذيذ ليس هو إلا غراءٌ جيدٌ للمعدة .
تقدم في المطاعم في بعض الدول مع الوجبات هذه القشور محمَّصةً مدعَّمةً بالسكر، كي يأكلها الإنسان، فيعوِّض ما فاته من الخبز الأبيض النقي

كلُّ هذه المعادن، وكل هذه الفيتامينات موجودةٌ في قشر القمح، ولذلك كان أجدادنا يأكلون القمح مع قشره، ولو أن له منظراً أسمر اللون، خشن القِوام، لكن فيه فائدةً لا تقدَّر بثمن، إن معظم الأمراض التي يشكو منها أهل العصر، هي بسبب خطأٍ كبيرٍ في التغذية .
إذا غُليت هذه القشور، كانت مهدئةً للسعال والزكام، وإذا شرب هذا المغلي، كانت قابضاً للأمعاء، وإذا شرب أيضاً كان دواءً لتقرحات المعدة وللزحار، وإذا شرب كان غذاءً للجلد، ووقايةً له من أمراض الجلد، وفي رأسها؛ الأكزما .
أيها الأخوة المؤمنون, كلُّ هذا الخير من قشر القمح، لذلك يشتري قشر القمح، وينظفه، ويأكله مع الخبز، ليتلافى النقص الحاصل في الخبز الأبيض الخالي من قشر القمح، هذه بعض الحقائق التي هي في العالم الآن من المسلمات .

 

الخاتمة :

أيها الأخوة, فلذلك جزءٌ من الدين أن يعرف الإنسان ماذا يأكل؟ وكيف ينبغي أن يأكل؟ لأن صحتك ليست ملكك وحدك، إنها ملك أسرتك أولاً، وملك مجتمعك، وملك المؤمنين جميعاً، بل ملك المسلمين، وإن رأس مالك في الدنيا هذه الصحة، إنك بالصحَّة تعبد الله، وبالصحة تدعو إلى الله، وبالصحة تحقق وجودك على الأرض, وتؤدي رسالتك .

فلذلك يجب أن يعلم الإنسان؛ أن أكثر أمراض العصر إنما هي أخطاءٌ فاحشة من سوء التغذية، أو من تغيير التصميم الإلهي للغذاء الذي صممه الله لنا .

 

تحميل النص

إخفاء الصور