وضع داكن
25-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 272 - جنون البقر.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الجهة الصانعة هي وحدها ينبغي أن تتبع تعليماتها في استعمال الآلة وصيانتها وفي تحسين مردودها لأنها الخبيرة بما تصنع، ولا ينبئك مثل خبير. والعبادة في جوهرها انقياد طوعي واتباعٍ تفصيلي لمنهج الله خالق الناس ورب الناس وإله الناس. وهذا المنهج منهج الله عز وجل مرتبط أشد الارتباط بسنن الخلق وقوانين الكون. فالعلاقة بين الأمر الإلهي ونتائجه وبين النهي ونتائجة علاقة علمية، أي علاقة سبب بنتيجة. من بنود هذا المنهج أن الله جل جلاله حرم تحريماً مطلقاً تناول لحم الميتة والدم، فلما أطعم البقر في بلاد أخرى، أطعمت الدماء ولحوم الجيف مسحوقةً ومجففة أصيبت بمرض خطير في دماغها اسمه الاعتلال الدماغي الاسفنجي من أبرز أعراضه عدم التحكم العصبي والسلوك العدواني، لذلك سمي هذا المرض اختصاراً بجنون البقر والأخطر من هذا أن هناك احتمالاً كبيراً انطلق من حالات عدة يعكف الباحثون على دراستها بغية التحقق من انتقال المرض من البقر إلى البشر عن طريق تناول اللحوم المصابة ودهونها وشحومها ومسحوق عظامها ومنتجاتها وألبانها وأحشائها ومخلفاتها والأعلاف المصنوعة منها ومواد التجميل المحضرة من دهونها. ومن أبرز أعراض هذا المرض في بني البشر قلق واكتآب وفقدان للذاكرة وفقْد التناسق العضلي وفقد التوازن الحركي والعمى وفقد النطق ثم الوفاة بعد عام من ظهور الأعراض.
 والعوامل المسببة للمرض بالغة الصغر لم تعرف حتى الآن ذات دور حضانة طويل يمتد إلى عدة سنوات وليس له مظهر التهابي مناعي هذه المسببات تتحمل حرارة تصل إلى مائة وعشرين درجة مئوية لمدة ساعة كاملة، هم في تلك البلاد مضطرون لإحراق أحد عشر مليون بقرة قيمتها ثلاث وثلاثون ملياراً من عملتهم.
 لقد صممت البقرة لتأكل علفاً نباتياً، فلما أطعموها ما حرم الله تناوله ميتة ودماً أصيبت بالجنون، وما جنون البقر إلا من جنون البشر حيث خالفوا تعليمات الصانع، قال تعالى: دققوا في هذه الآية...

﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73)﴾

[سورة يس]

 إنهم يغيرون خلق الله والأولى أن يتبعوا العليم الخبير، قال تعالى:

 

﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)﴾

 

[سورة الروم]

 وقد أتخذت والحمد لله في بلدنا الطيب احتياطات بالغة لتمنع وصول هذه المشكلة إلينا

تحميل النص

إخفاء الصور