وضع داكن
24-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 253 - معجزة الإسراء والمعراج.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

معجزة الإسراء والمعراج :

الإسراء والمعراج من الزاوية العلمية :

 أيها الإخوة الكرام؛ أحداث الإسراء والمعراج من الزاوية العلمية ممكنة عقلاً وغير ممكنة عادة.
 ويخلط الناس أحياناً بين العادة وبين العقل، فهؤلاء الذين ما عرفوا الله وما عرفوا معنى قدرته وما عرفوا قوله تعالى كن فيكون، وما عرفوا أن الزمان من خلقه وقد يُلغى، وأن المكان من خلقه وقد يُلغى، ما عرفوا هذه الحقيقة، ينكرون أحياناً أن يقع الإسراء والمعراج، وبعضهم يقرُّ بالإسراء وينكر المعراج، على كلٍ من الثابت في علم التوحيد، أن كل شيء ممكن عقلاً، لأن هذا الكون برمته، بكل مجراته بكل أفلاكه بأرضه وسمائه وجِد من عدم هل يستطيع عقلك فهم هذه القضية، كن فيكون.
 كان الله ولم يكن معه شيء، فأيهما أعظم أن يوجد هذا الكون كله من عدم أم أن ينتقل النبي عليه الصلاة والسلام بقدرة الله لا بقدرته، بقدرة الله، لم يقل سرى النبي، بل قال أسرى بعبده، أيعقل أن يصعد طفل صغير صغير إلى قمة جبل همالايا ولكن إذا حمل وأخذ إلى هناك يعقل فربنا عز وجل يقول ( سبحان الذي أسرى بعبده ) هو انتقل بقدرة الله من مكة إلى بيت المقدس، وانتقل إلى السماء بقدرة الله وقدرة الله لا يحدها شيء، وهي تتعلق بكل شيء.
 إذاً :
 الإسراء والمعراج ممكن عقلاً ممتنع عادةً، ما ألف الناس ذلك وقت النبي عليه الصلاة والسلام، أما الآن انتقل الإنسان من الأرض إلى القمر في ثلاثة أيام، وكانت سرعة مركبته أربعين ألف كيلو متر في الساعة، إذاً ما كان مستحيلاً وقت النبي أصبح الآن ممكناً على يد البشر. إذاً كل شيء ممكن عقلاً ولكنه غير ممكن عادةً، هذه النقطة تغيب عن أذهان بعض الناس، لكن أريد أن أعقب تعقيباً يسيراً هو أن الإنسان كلما نما عقله، وكلما دقت مدركاته يرى أن الكون بوضعه الراهن من دون خرق لنواميسه هو المعجزة وقد ورد في الأثر: حسبكم الكون معجزة .
 أن يولد الإنسان في رحم أمه، أن يتشكل مخلوق له دماغ وله خلايا وله أعصاب وله أوعية وله قلب وله تجاويف وله دسامات وله جهاز هضمي وغدد صماء وجهاز تنفسي وجهاز دوران وجهاز طرح الفضلات من نقطة ماء، من دون جهد من أمه ولا تخطيط من أبيه إن هذا الطفل وحده معجزة، من دون خرق للمعجزات.

 

ماهية المعجزة :

 أيها الإخوة الكرام؛ كلما ارتقت البشرية جاءت المعجزات عقلية، وكلما انخفض مستواها جاءت حسِّية، لذلك حينما كانت البشرية تحبو في حقول المعرفة كانت المعجزات حسية، أما حينما ارتقت جاء القرآن الذي هو المعجزة للنبي عليه الصلاة والسلام، هو المعجزة المستمرة المعجزات الحسِّية كعود الثقاب تتألق ثم تنطفئ، وتصبح خبراً يصدقه من يصدقه ويكذبه من يكذبه، لكن معجزة القرآن على مدار الأيام إلى نهاية الدوران، وكلما تقدم العلم كشف عن جانب من جوانب إعجازه، فنحن بين أيدينا معجزة، معجزة عقلية، هذه ينبغي أن تؤكد لنا أن هذا الدين حق وأن النبي حق، وأن الكتاب حق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وما علينا إلا أن نتحرك قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾

[سورة القمر الآية : 17]

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور