وضع داكن
25-04-2024
Logo
موضوعات إسلامية - متفرقة : 022 - المرض 4 - التـــــــــــــــداوي
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً، و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

المرض أداة تربوية لاختبار الإنسان :

 أيها الأخوة الكرام: لازلنا في موضوع المرض، وهو من ألصق الموضوعات بالإنسان، لأن الله جل جلاله شاء المرض ليكون أداةً تربويةً، وحينما نفقه حقيقة المرض نزداد حباً لله عز وجل، ويجب أن نعلم علم اليقين أن الذي خلق المرض يخلق الشفاء، وأي مرض مهما بدا لكم عضالاً يشفيه الله عز وجل إلا مرض الموت لأن الموت أجل محتوم، ولا تنتهي الحياة إلا عن طريق المرض، فمرض الموت لا شفاء منه، ومع ذلك فهناك حديث قدسي يقشعر منه الجلد:

(( إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ))

[البخاري عن أبي هريرة]

المقارنة بين الدنيا و الآخرة :

 هيأ لهذا المؤمن جنةً عرضها السموات والأرض، وليس هناك من نسبة بين طبيعة الحياة في الدنيا وطبيعة الحياة في الآخرة، أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، أي في درس الجمعة الماضي ورد قوله تعالى:

﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾

[ سورة البقرة : 25]

 قال العلماء: مطهرة من كل ما يعتري المرأة في الدنيا، يعتري المرأة الكبر، يعتري المرأة الحيض والنفاس، يعتري المرأة تراجع في صحتها، تراجع في شكلها، تراجع في جمالها، قد تكون سيئة الخلق، قد تكون ضاغطةٌ على زوجها، هناك آلاف القصص في البيوت، أما الزوجة في الدار الآخرة فمطهرة من كل شيء، لا يوجد تقدم في السن، هذه الأمراض الذي يقلق لها الناس ليست في الآخرة:

((... وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ))

[البخاري عن أبي هريرة]

 قال لي أخ من يومين، سيدنا عمر قتل؟ قلت له: وما بها؟ تنوعت الأسباب والموت واحد، وهناك أحاديث صحيحة في البخاري أن الشهيد لا يشعر بألم القتل، ويرى مقامه في الجنة، وتفوح من دمه رائحة المسك، قربت هذا المعنى لهذا الأخ، قلت له: إنسان يرتدي بدلة عتيقة جداً، نوى أن يخلعها ليجعلها ممسحة مثلاً، جاء إنسان ودفع له ألف مليون، أيهما أفضل؟ إذا خلعها باختياره ممسحة، أما إذا أخذها منه عنوة وأعطاه مكانها ألف مليون !! هذا الشهيد قدم روحه في سبيل الها، مات بأجله، ولكن بين أن يموت الإنسان على فراش الموت وبين أن يقتل في معركة، أُعطي مقابل هذا القتل مقاماً لا يعلمه إلا الله، قال تعالى:

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾

[ سورة آل عمران : 169]

 بكل ما تعني هذه الكلمة أحياء عند ربهم يرزقون.

وجوب التداوي في الإسلام :

 لذلك المرض أداة تربوية بيد الله عز وجل، النبي أديب مع الله، قال: " ولكن عافيتك أوسع لي"، لا أحد يطلب المرض ولكن إذا جاء المرض ما لكِ يا بنيتي؟ حمى لعنها الله، قال : لا تلعنيها فو الذي نفس محمد بيده لا تدع المؤمن وعليه من ذنب .
 والله أيها الأخوة للأمراض فضل، والفضل لله عز وجل على بعض المؤمنين لا يعلمه إلا الله، مرض نقل إنسان من الكفر إلى الإيمان، من الشقاء إلى السعادة، من الضياع إلى الوجدان، من التشرذم إلى الجمع، أي يجب أن تعلم علم اليقين كل شيء يفعله الله أو كل شيء سمح الله به خير مطلق، وإن بدا لك خلاف ذلك، فلابد من أن تعرف الحقيقة بعد حين.
 لكن الحكم الشرعي في معالجة المرض، حينما يغلب على ظنك أن لهذا المرض دواء عند بعض العلماء، بل عند جل العلماء ترقى معالجة المرض إلى الواجب بل إلى الفرض لماذا ؟ لأنك مكلف أن تصلي، وأن تعبد الله، فإذا أهملت نفسك فكأنما قتلتها، قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾

[ سورة النساء : 29]

 فالمعالجة واجبة بقدر ما تعلم من خطر الحياة الدنيا، ومن أن هذه الحياة الدنيا فرصة لا تعوض، يجب أن تكون صحيحاً، من باب التقريب العمر لا يتأثر بالمرض أبداً، العمر عمر، قال تعالى:

﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلَا نَفْعاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾

[ سورة يونس : 49]

 ولكن بين أن يعيش الإنسان هكذا أو هكذا، العمر عمر لكن من دون عناية هكذا ملقى على السرير، إذا اعتنى بجسمه هكذا، لأن صحتك غلاف عملك، والإنسان بلا صحة عاجز، إذاً أوجب الإسلام على المؤمن أن يتداوى ولكل داء دواء إلا الموت:

(( عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: قَالَتِ الأعْرَابُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَتَدَاوَى قَالَ: نَعَمْ يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً أَوْ قَالَ دَوَاءً إِلا دَاءً وَاحِدًا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُوَ، قَالَ: الْهَرَم ))

[البخاري عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ ]

وسائل المسلم في معالجة الأمراض :

 بالدرس الماضي تحدثنا تذهب إلى الطبيب الأخصائي، وتستعمل الدواء الجيد، وتتقيد بتعليمات الطبيب، وتتصدق، لقول النبي عليه الصلاة السلام:

(( داووا مرضاكم بالصدقات ))

[الطبراني عن عبد الله بن مسعود]

 وتدعو الله أن يشفيك لأن:

(( لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))

[ مسلم عن جابر ]

 أي إذا وفق الطبيب إلى تشخيص الداء، ثم وفق إلى كتابة الدواء- معرفة الدواء- ثم سمح الله لهذا الدواء أن يفعل فعله بإذن الله، ثم تصدقت تطييباً لقلبك، ورجاءً من ربك أن يشفي ابنك، فالصدقة والدعاء والتقيد بتعليمات الطبيب واستعمال الدواء الجيد واختيار الطبيب الاختصاصي هذه وسائل المسلم في معالجة الأمراض.

 

مسؤولية الطبيب تجاه المريض :

 العلماء قالوا: على الطبيب المؤمن بل في عنق الطبيب المسلم أن يعالج المرضى بصدق وإخلاص، وذكرت لكم أن طبيباً صلى الجمعة في هذا المسجد وزارني في المكتب، قال لي: أنا أملك ثلاثة بوردات وخرجت خمسين جيلاً من الأطباء، هو أستاذ في كلية الطب ومختص بمرض الأورام السرطانية، قال لي: جاءتني مريضة معها مرض خبيث في صدرها لكن وصل إلى كتفها، انفرد بزوجها وقال لي: عنفته تعنيفاً شديداً قلت له: أنت مجرم في حقها لماذا تأخرت في الإتيان بها إلي؟ عندما كان المرض صغيراً يعالج بالأشعة، يستأصل، أما الآن فانتهى، الزوجة ميتة لا محال، فما كان من زوج هذه المريضة إلا أن قال: لا، نحن عند الطبيب الفلاني ما قال لنا سرطان ونحن عنده من سنتين، فهمس بأذني وقال لي: طالب الطب صف رابع يعرف الورم الخبيث، فكيف أبقى هذا الطبيب هذه المريضة عنده سنتين؟ يعطيها الكورتيزون والمسكنات ولم يخبر زوجها أن هذا مرض خبيث، قال لي: سرطان الثدي ثمانون بالمئة معالجته ناجحة، يستأصل أو يعالج بالكيمياء والأشعة، فلما عرف الزوج أن هذا الطبيب الذي عالج زوجته كان يبتزهم قال لي: وقع على الأرض مغشياً عليه وتحرك حركات عشوائية ثم قال: يا رب إذا كنت موجوداً فانتقم منه، قال لي: هكذا قال، وبعد ستة أيام ماتت المرأة، وبعد أحد عشر شهراً، جاءني شاب وسيم، جلس على المقعد في عيادتي، لكنه كان متهالكاً، قلت له: أهلاً وسهلاً من حضرتك؟ قال: أنا زميلك الطبيب الفلاني، معي ورم في صدري، هو نفسه الطبيب، قال لي: بحسب اختصاصي قدرت أن عمر هذا الورم أحد عشر شهراً من ساعة ما وقع الزوج على الأرض وقال: يا رب انتقم منه.
 فالطبيب المسلم بعنقه أمانة كبيرة جداً، الطبيب مهنته راقية ولا يستطيع المريض أن يحاسبه، حلل يحلل، خذ هذا الدواء يأخذ هذا الدواء، أذكى مريض لا يستطيع أن يحاسب الطبيب، لكن الطبيب الله يراقبه، إذا اتقى الله في خدمة المسلمين ونصحهم، يوجد طبيب يكبر المرض عليك حتى تبرك، ويوجد طبيب يصغر المرض و هو مستشر، أما الطبيب المؤمن فيعطيك الحد الطبيعي دون زيادة أو نقصان، لا يوهمك ولا يخفف عنك تخفيفاً ساذجاً.
 فالطبيب المسلم بعنقه أمانة كبيرة جداً، أنا والله أقول لكم: لا يمكن أن يوصى طبيب مسلم، ماذا توصي به؟ يعرف الله، ويعرف أن هذا عبد لله، أحد أخواننا الكرام طبيب جراح وهو موظف في أحد المستشفيات، وله أعمال في مستشفيات خاصة، أقسم لي قبل حين أني ممكن أن أجري عملية أجرتها مئتا ألف ليرة أو أكثر في مستشفى خاص، العملية والعملية المشابهة لها تماماً في مشفى حكومي بلا مقابل كوني موظفاً هناك، أقسم بالله العظيم لا يمكن أن تكون العملية المجانية أقل إتقاناً من العملية المأجورة، هذه مجاناً وتلك بأجر كبير جداً، لأن هذا الذي بين يديه عبد لله ويخشى الله أن يهمله، يمكن أن يفتح القلب سانتيين والعملية تستغرق ست ساعات، وإذا فتحنا أربعة سنتمترات تستغرق ساعتين، ولكن فتح أربعة سنتمترات في القلب يصبح أخطر لأن الجرح لا يلتئم، إذا كنت أريد أن أسرع أفتح أربعة سنتمترات، أريد أن أتقن أفتح سانتيين فقط، الخياطة سهلة وإمكانية التئام الجرح مضمونة، فالطبيب المسلم لا يمكن أن يعتني بمريض دون مريض، لذلك أنا أستحي من الله أن أوصي طبيب بمريض، هو يرى الله، وأطمئن المريض المؤمن إذا كان عنده عملية جراحية، أقول له: والله يد الطبيب الجراح بيد الله، وإذا إنسان يستحق العقاب قد يكون الطبيب الناجح سبب وفاة المريض.
 يوجد رجل كان رئيس جامعة وله زوجة أحبّ أن يولدها عند أفضل طبيب، سمعت من بعض زملائه أنه أكثر من شهرين يبحث عن الطبيب الأول في التوليد، اختصاص من أرقى جامعة، يده ماهرة جداً في التوليد، خبراته متراكمة، كانت منية هذه الزوجة على يديه، وتجد بدوية في الطريق تلد وتقطع حبل الخلاص بحجرين وتمشي.

وإذا العناية لاحظتك جفونها  نم فالمخاوف كلهن أمان
***

 أطمئن كل مريض مؤمن أن الأمر بيد الله عز وجل، يد الطبيب بيد الله، والله زرنا أخاً من أخواننا أجرى عملية بالعمود الفقري، رأيته بحال والله ولا ألف درس علم يرقى به إلى هذا المستوى، ولا ألف مليون يرقى إلى هذا المستوى، صار شفافاً، حباً بالله، كما قال : لا تلعنيها يا بنيتي فو الذي نفس محمد بيده لا تدع المؤمن وعليه من ذنب .

 

الطب مسؤولية وفي عنق الطبيب إتقان عمله :

 يوجد قول لا أعرف مدى صحته: المؤمن لا بد له من ذلة أو قلة أو علة، هذه العلة أي عنده خمس علل في جسمه حتى لا يطمئن للدنيا، لا يركن إليها، ذلة إذا كان له ماض سيئ بعد أن اصطلح مع الله، قلة قد يعالجه الله بتضيق ذات اليد. أخ رحمه الله توفي وله أعمال جليلة، وله باع طويل في الدعوة إلى الله، قال لي: أنا طوال عمري مريض لا أعرف يوم كنت صحيحاً، مرة بكيت وكأني عاتبت الله عز وجل يا ربي أنا ما ارتحت يوماً لماذا هكذا يصير معي؟ قال: وقع في قلبه أن يا عبدي لولا هذا الحال من المرض ما كنت بهذا الحال من الإيمان، كلام طيب هذا الذي عبّر عنه الإمام الغزالي:" ليس في الإمكان أبدع مما كان"، فسره بعضهم وقال: ليس في إمكاني أبدع مما أعطاني، ليس في إمكان الله اتهمته بالعجز، أنت كريم جداً عندك نبتة قطرها مليمتراً واحداً أنت عندك إمكان أن تعطيها خمسة إنشات فوقها؟ تميتها، تسقيها بقدر كرمك أم بقدر تحملها؟ المثل واضح هذا معنى قول الإمام الغزالي ليس في إمكاني أبدع مما أعطاني.
 فالطب مسؤولية وفي عنق الطبيب أن يتقن عمله، أنا مرة زارني طبيب وهو حافظ كتاب الله، قلت له: أنت ينطبق عليك الحديث الشريف:

(( من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ))

[ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه]

 من شدة أدبه قال: نحن محسوبون على هذا الحديث ولسنا أهلاً له.
 عالم توفي قبل أشهر في مصر وهو من أكبر الدعاة في مصر، أجرى عملية في بريطانيا، هكذا سمعت أنه أكثر من خمسمئة هاتف وألفي رسالة بعثت له، فإذاعة لندن استغربت، هذا شأن غير معقول، فسألوه: ما هذه المكانة التي أعطاك الله إياها؟ فأجاب إجابة ذكية ومتواضعة، قال: لأني محسوب على الله، هذا من جماعة من؟ من جماعة فلان، وهذا من أين؟ هذا تابع إلى الجماعة الفلانية، أما المؤمن فمحسوب على الله لا يليق بك أن تكون محسوباً على الأرض، أو مجيراً لحساب فلان، أنت مجير للواحد الديان، لذلك لا تبع مبادئك وعقيدتك ودينك ولا بالدنيا بأكملها، وأكمل موقف قاله النبي صلى الله عليه وسلم:

((والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أدع هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه))

[ السيرة النبوية ]

أعظم إنسان من كانت حياته مقدسة :

 يا أخوان: لا يوجد إنسان أعظم ممن له في الأرض رسالة، حياته مقدسة، أنت حينما تعيش لمبدأ أصبحت إنساناً آخر، الهموم التي تسحق الناس أنت فوقها، حتى تعرف العلم، وقيمة طلب العلم، وقيمة الإيمان إذا لك صديق من سنك، وتاركه من عشر سنوات زره واسمع منه تراه أي سخف وضيق أفق، مزح لا يرضي، هموم، مرة مشيت مع إنسان أكبر هم يلاحقه عبوة الغاز، هذه المشكلة كلها، هذا الموضوع ساحقه سحقاً، كل هذا الكون أنت مسلم لك أهداف كبيرة.
 سيدنا عمر جاءه ضيف من أذربيجان، خيّره تأكل عندنا أم مع الفقراء؟ قال له: طبعاً عندك بالقصر الملكي عند أمير المؤمنين، دخله البيت، يا أم كلثوم ما عندك من طعام؟ قالت: ما عندنا إلا خبز وملح، قال لها: هاته لنا، أكل و ضيفه خبزاً و ملحاً، عندما انتهى قال: الحمد لله الذي أطعمنا فأشبعنا و سقانا فأروانا.
 أحياناً تدعى إلى طعام، تجد اثني عشر نوعاً، شراب، مقبلات، صحون، عشرون نوعاً من المقبلات ثم لحومات ثم خضار ثم فواكه ثم شاي ثم أرز بحليب فالحلويات، على خبز و ملح قال: الحمد لله الذي أطعمنا فأشبعنا و سقانا فأروانا، ثم عرف هذا الضيف أن الفقراء يأكلون اللحم فأخطأ بالاختيار.
الطبيب المؤمن ينبغي أن يعالج فقراء المسلمين مجاناً، هل من المعقول أنت عندك علم أن تشفي هذا الإنسان وليس يملك شيئاً تقول له: اذهب وأحضر مالاً؟ والله مرة زارني طبيب الساعة الخامسة صباحاً، أنا رأيته من أولياء الله، ما قبل أن تضيع دقيقة إلا بالقرآن الكريم ثم علمت أن هذا الطبيب ليس غنياً يعالج تسعة مجاناً وواحد بالمال، إذا فقير يعطيه للمريض ورقة موقعة إلى الصيدلي.
 هناك طبيب من أخواننا أراني أكثر من مئتي إحالة منه يرجى المعالجة المجانية، له حال مع الله صعب أن تتصوروه، يمكن أسعد طبيب بدمشق هكذا أتصوره، يجب أن تعيش لرسالة، تعيش لمبدأ، وأنت عندما تعالج مريضاً مؤمناً لوجه الله، بعض الأطباء جزاهم الله خيراً هم مثل أعلى، لا أبالغ، لنا جار طبيب تبرع وعالج كل طلاب المعهد مجاناً، عدد كبير، لنا أخوان أطباء والله لا يوجد طالب علم لا يوجد أخ يشكو من شيء إلا ويتولاه بالرعاية الكاملة من طبيب إلى طبيب، للتصوير، للمستشفى، مجاناً لوجه الله.
 الآن صندوق العافية ألف عملية أجراها بسنة ونصف، قريب من أربعين مليون لوجه الله، نحن والحمد لله جمعنا قبل أسبوعين أعلى رقم بدمشق لصندوق العافية، و جاؤوا بسرعة طمعاً بكرم الأخوان في المسجد، الحياة من دون عمل صالح تافهة ليس لها معنى، ترى أهل الدنيا اسمحوا لي بهذه الكلمة يقرفون و يقرفون، تراه كأنه أكل طعاماً حامضاً، لا يعجبه أحد، وهو يقرف، أما المؤمن فهين لين، نفسه هنيئة، يألف ويؤلف، يعيش للآخرين.

معالجة المريض واجب في عنق الأمة :

 في الأساس معالجة المريض الفقير واجب في عنق الأمة، أنا قال لي أخ خطيب مسجد قصة يدمى لها القلب قال: عندي زوجة تشكو من آلام من بطنها أخذتها إلى الطبيب، فقال له: التنظير بخمسة آلاف، و أنا لا أملك المبلغ بعد ستة أشهر تفاقم المرض وكان السرطان منتشراً بكل جسمها، لا يوجد في الشام بين هؤلاء الأغنياء الذين يفعلون عرساً بخمسة وثلاثين مليوناً من يعطيه خمسة آلاف؟ هذه أمة تأثم جميعاً، معالجة المريض واجب في عنق الأمة، لذلك أي مشروع لمعالجة الفقراء يجب أن تدعمه، أنا والله العبد الفقير ولا مرة دعيت إلى صندوق العافية إلا وكنت قدوة، أخجل ألا أدفع يجب أن أكون قدوة، إنسان يتمتع بالصحة هذه ليس لها زكاة؟ يوجد كل مرض الإنسان يخرج من جلده من الألم، فعلى المعافى أن يشكر الله.
 يوجد رجل معه مرض عضال وهو ملحد ولكنه أيضاً يُعلّم الإلحاد هذه مهمته، صار معه مرض عضال ولم يرض أحد أن يعطيه شيئاً، جاء رجل وعمل لعبة قال له: يوجد شيخ في الشام إذا تعطف عليك يجمع لك ثمن العملية - وهذه القصة قديمة - فاتصل مع الشيخ والشيخ هو خطيب مسجد مشهور قال: يا أخوان لكم أخ مريض يريد أن يسافر إلى روسيا ليجري عملية، وهو يحتاج إلى ستين ألفاً، وكان الدولار بثلاث ليرات، فجمعوا له ثمانين ألفاً، ذهب وأجرى العملية ونجحت، انتقل من إنسان يعلم الإلحاد إلى إنسان ملتزم في هذا المسجد، أترى الإحسان ماذا يفعل؟ عندما رأى هذا المسجد قدم له هذه المساعدة، أنت أحياناً تضرب عصفورين بحجر تحسن إلى هذا الإنسان لأن الله أمرك بهذا، ثم يظهر شيء آخر أن هذا الإنسان اهتدى بهذا الإحسان، لا تزهد بالإحسان.

على الإنسان أن يختار أمهر الأطباء لمعالجة المرض :

 و هناك حديث:

(( حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ رَجُلاً فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابَهُ جُرْحٌ فَاحْتَقَنَ الْجُرْحُ الدَّمَ، وَأَنَّ الرَّجُلَ دَعَا رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي أَنْمَارٍ فَنَظَرَا إِلَيْهِ فَزَعَمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمَا: أَيُّكُمَا أَطَبُّ؟ فَقَالا: أَوَ فِي الطِّبِّ خَيْرٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَزَعَمَ زَيْدٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَنْزَلَ الدَّوَاءَ الَّذِي أَنْزَلَ الأدْوَاءَ))

[موطأ مالك عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ]

 بالمناسبة ورد في الأثر: أنه من طبب ولم يعهد منه طب فهو ضامن، يوجد خطأ كبير جداً أن إنساناً يتعالج عند طبيب يصف له الدواء المناسب فيشفى، له أقرباء أحدهم شكا له الأعراض نفسها، فقال له: هذا الدواء استعمله، هل أنت طبيب؟ لعل معه حساسية معينة، ضغط مرتفع، لعل معه سكراً مرتفعاً، لعل معه حساسية من دواء معين، هل أنت طبيب؟ هذه اسمها كثرة كلام. تقول: هذا الطبيب تعالجت عنده وانتفعت زره أنت، لا تعالجه وتعمل نفسك طبيباً إذا صار معه شيء تدفع ديته، هكذا الشرع، من طبب ولم يعهد منه طب فهو ضامن، الصحة غالية جداً يجب أن تختار أفضل طبيب وأفضل دواء، فالنبي عليه الصلاة والسلام اختار أمهر الطبيبين لهذا المريض.

دراسة الطب فرض على المسلمين :

 هناك شيء آخر: دراسة الطب وتحصيل الاختصاص العالي فرض كفاية على المسلمين إذا قصروا به أثموا جميعاً، بولاية واحدة في أمريكا - وهذا شيء يعتصر له القلب -يوجد خمسة آلاف طبيب سوري معهم بورد، وهم قمم في اختصاصهم، لو جاؤوا إلى بلدهم وعالجوا المسلمين لكان عملهم أرضى لله عز وجل، لأنهم يعالجون الكفار واليهود، والأمة بأطبائها، أنا أرى من أقام مع المشركين برئت منه ذمة الله. أنا هكذا قلت لهم في أمريكا أنتم ترعرعتم في هذا الوطن، وتخرجتم من جامعاته، والآن اختصاصكم وإمكاناتكم وعلمكم للأجانب، أمتكم أحوج إليكم، ولا بد من التضحية، هناك كل شيء ميسر ولكن يوجد هناك موت.
 مرة ببلدة اسمها دير بون، لمحت مقبرة تأثرت تأثراً كبيراً أن إنساناً أقام هناك مع المشركين أمضى كل حياته هناك ثم مات، كيف يلقى الله عز وجل؟ إنسان مسلم عاد إلى بلده طبعاً سيجد بيتاً أصغر من بيته، والسيارة أغلى من هناك، سيجد شيئاً من التعقيدات، نحن بلاد نامية لكن لئلا تضحي من أجل أمتك، من أجل دينك، من أجل الذي رباك، والله أنا تألمت، خمسة آلاف طبيب بورد بولاية واحد بديترويت، هم قمم في اختصاصهم، اقترحت عليهم أن يأتوا شهراً إلى بلدهم ليعالجوا مجاناً، يوجد طبيب استجاب قال لي: أنا أجريت عشرين قسطرة مجاناً، القسطرة بسبعة عشر ألفاً، أجريت عشرين عملية لله في الصيف، قضية أن تعالج أمتك، بصراحة إذا طبيب متفوق في أمريكا جاء إلى الشام ماذا يكون؟ أمريكا تكون الشام، لأنه خبرة، إذا إنسان درس وتعلم لا ينسى بلده، لا ينسى أمته المسلمة التي هي في أمس الحاجة إليه.

(( عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))

[متفق عليه عَنِ ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا]

 إذاً دراسة الطب وبالاختصاص العالي جداً فرض على المسلمين، إذا قام به البعض سقط عن الكل، يوجد اختصاصات كثيرة يوجد فيها شح، المفاصل مثلاً هذا مرض مستشر، والخبراء به قلائل، جراحة العظام قليلة جداً، الجراحة العصبية نادرة جداً، تصور إنساناً فقيراً يذهب إلى أمريكا، يحتاج إلى معاملات وأموال فلكية، إذا الطبيب هنا والاختصاص النادر هنا أي أمريكا في الشام.
 فأنا أقول لكم وهذا والله الحكم الشرعي: من أقام مع المشركين برئت منه ذمة الله، وهذا الذي والله قلته في أمريكا للأطباء وما خجلت منهم: أنتم آثمون، أمتكم في أشد الحاجة إليكم، طبعاً لا تجد في الشام أمريكا لكن لابد من التضحية من أجل الآخرة.

 

تأمين تعويض للمريض أثناء نقاهته :

 هناك شيء ثان، المريض يجب أن يؤمن له تعويض في أثناء النقاهة، وهذا فعله سيدنا عمر بن الخطاب كان يؤمن تعويضات للمرضى إلى أن يبرؤوا من مرضهم، الآن يوجد نغمة جديدة أن هذا ميئوس منه، يعيش على المنفثة، يمكن للإنسان أن يصبح له قلب اصطناعي صار هناك موت في الدماغ، أوقف المنفثة يموت فوراً، الآن يوجد اتجاهات، هذا يكفي اسحب الفيش يموت فوراً، هذا محرم أشد التحريم السبب ؟ قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾

[ سورة النساء : 29]

 لكن قد تكون هذه الآلام في خريف العمر تكفيراً لذنوب سابقة، أنت أحكم من الله عز وجل؟؟ أنت إله تنهي له حياته؟ وهي الآن نغمة شائعة ويوجد دراسات حولها وجدل كثير، أن هذا ميئوس منه أوقف القلب الصناعي يموت فوراً، فلعل هذا تكفير لذنوبه، أو رفع لدرجاته، ولعل هذه الفترة يقترب من الله عز وجل.
 أخ كريم ذكر لنا قصة وهو كان في كندا، وعلم أن امرأة أصابها نزف شديد خطير إثر عملية إجهاض، وحصل تأخير عفوي بإنقاذها بالدم، فانخفض ضغطها حتى كاد ينعدم وتعطلت حواسها، واعتراها سبات طويل امتد أياماً مع كل الجهود المبذولة لإنقاذها، دققوا الآن فنصح الأطباء زوجها أن يوقفوا عنها العلاج حتى تموت وترتاح، النقطة الدقيقة بالموضوع هل في الأرض إنسان يستطيع أن يحكم على المستقبل؟ إذا كان عندك إمكان أن هذه لن تعيش، قالوا: لو بقيت سوف تعيش معطلة الحواس، عديمة الحركة، فرفض زوجها ذلك، زوجها مسلم وأصرّ على متابعة العلاج، وصار المسلمون الذين عرفوا قصتها يدعون لها بالشفاء يوم الجمعة وفي الصلوات الخمس، واستمر العلاج بحمد الله إلى أن تمّ الشفاء بحمد الله، هذا الشاهد قوي جداً.
 يوجد طبيب في الأرض يستطيع أن يعطي حكماً قطعياً أن هذا الإنسان لن يعيش إذاً اقتلوه وانتهوا منه، هذا تأل على الله، أخ سألني منذ زمن قال لي: المصاريف فوق طاقتنا هل نوقف الأجهزة؟ قلت له: لا هذا اسمه قتل، بعد أسبوع توفيت أمه، الذي ينهي الحياة هو الله، تكلفت؟ تكلف هذا وسام شرف، الذي يقصر بوالده ويصبح مشكلة يمضي حياته كلها في شقاء ويحس بتأنيب ضمير لا يحتمل.

 

الثقة القوية بالله :

 أيها الأخوة: موضوع المرض موضوع لصق بنا جميعاً، والبطولة ليس أن تنجو من المرض بل البطولة أن تقف الموقف الكامل من المرض، لي صديق جاءه مولود كل دقيقتين يصرخ، فذهب إلى ثلاثة أطباء، كلهم قمم في الجامعات، والثلاثة قالوا له: إن الولادة تمت بآلة فصار عنده أذية دماغية، فصارت هذه النوبات العصبية، والثلاثة قالوا له بشكل قطعي: هذا أعمى أو مجنون أو مشلول، فكان كئيباً بعد شهر أنا حاولت أن أساعده، فدللته على طبيب مختص بالأمراض العصبية للأطفال حديثي الولادة، صور وحلل وقال: إن شاء الله يشفى وعزاها إلى الله، بعد عدد من الشهور نفس الشيء، والآن هو صف رابع في الأزهر، عكس ما قال كبار الأطباء لا أحد ييئس، لا أحد يتشاءم، أحد أخواننا الكرام قال لي: ولدت أنا في بيت عربي والبيت عبارة عن غرف، وفي كل غرفة أسرة، قال لي: أنا ولدت في غرفة، والغرفة التي بجواري امرأة عمي وهي في حالة مرض شديد جاء الطبيب وقال لهم: لا يوجد أمل اكتبوا النعوة يوم ولادته، قال: عملت وساعدت والدي واشتريت بيتاً وبعد ذلك اشتريت بيتاً في العدوي، وجاءت امرأة عمي وزارتني بعد خمس وأربعين سنة، من كلام الطبيب أن اكتبوا النعوة، واشتروا الأسود، هذه أطول حادثة سمعتها، والأخ من أخواننا الكرام وتكون زوجة عمه.
 أنا أطمئن أخواننا لا تيئس لو قال الطبيب: هذا المرض ليس له شفاء، لي صديق أستاذ علوم في الثانويات أصابه سرطان في الرئة، عالجه أربعة أطباء من أكبر أطباء دمشق، اثنان منهم أصدقائي، أخذت عينة وحللت بأرقى مخبر في دمشق، أخذت عينة إلى بريطانيا سرطان من الدرجة الخامسة، أمل في الشفاء لا يوجد، وكان هناك عملية تتم في أمريكا نسبة نجاحها ثلاثون بالمئة تكلف ثمن بيته، كنت مرة في زيارته والله بكيت رأيت أطفالاً صغاراً والخيار صعب، نبيع البيت ونتعالج ونصبح بلا بيت والنجاح كان ثلاثين بالمئة، هذه القصة من خمس عشرة سنة، والمرض تراجع شيئاً فشيئاً والآن حي يرزق.
 كلمة دقيقة يقولها العوام لكن عميقة: الذي عند الله ليس عند العبد، فاجعل ثقتك بالله قوية، قال تعالى:

﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾

[ سورة الشعراء : 80]

 استعن بالطبيب، والدواء، والصدقة، والدعاء، هذه وسائل الشفاء عند الله عز وجل، وهذا آخر درس بالمرض وأصبحوا أربعة دروس، وهذا الموضوع لصق بنا جميعاً، والله يشفينا جميعاً ولا يمتحننا، لكن عافيتك أوسع لي.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور