- الخطب
- /
- ٠1خطب الجمعة
الخطبة الأولى :
الحمد لله ثمّ الحمد لله ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لِنَهْتَدِيَ لولا أن هدانا الله ، وما توفيقي ، ولا اعتصامي ، ولا توكّلي إلا على الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقرارًا برُبوبيَّته ، وإرغامًا لمن جحد به وكفر ، وأشهد أنّ سيّدنا محمّدًا صلى الله عليه وسلّم رسول الله سيّد الخلق والبشر ما اتَّصَلَت عين بنظر ، وما سمعت أذنٌ بِخَبر .
اللَّهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه ، وعلى ذريّته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدّين ، اللَّهمّ ارْحمنا فإنّك بنا راحِم ولا تعذّبنا فإنّك علينا قادر ، والْطُف بنا فيما جرَتْ به المقادير ، إنَّك على كلّ شيءٍ قدير ، اللهمّ علِّمنا ما ينفعنا ، وانْفعنا بما علَّمتنا ، وزِدنا علمًا ، وأرِنا الحقّ حقًا وارزقنا اتِّباعه ، وأرِنا الباطل باطلا وارزقنا اجْتِنابه ، واجْعلنا مِمَّن يستمعون القَوْل فيتَّبِعون أحْسَنَهُ ، وأدْخِلنا بِرَحمتِكَ في عبادك الصالحين .
أسباب عدم الحزن عند قارئ القرآن
أيها الإخوة المؤمنون ؛ شهر الصيام الذي نحن فيه عبادة عظيمة ، إنَّه مدرسة يرقى ، أو ترقى بالصائم من مرتبة الإيمان إلى مرتبة التقوى ، والتقوى رؤية ، والرؤية سلامة في الدنيا والآخرة ، والله سبحانه وتعالى يقول :
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
والنبي عليه الصلاة والسلام أُثِرَ عنه انَّه كان جوادًا ، وكان أجْوَدَ ما يكون في رمضان ، وكان عليه الصلاة والسلام يُكْثر من قراءة القرآن في رمضان ، فإذا تجاوزْنا المنْهيَّات التي نهيَ عنها الصائم ، إذا تجاوزنا صيام الجوارح الذي تحدَّثتُ عنه في الخطبة السابقة ، صوم اللّسان ، وصوم العيْن ، وصوم الأذن ، وصوم اليد ، وصوم الرّجل عن المعاصي ، وصوم الفم عن الطعام والشراب ، وسائر المُفْطرات ، إذا تجاوزنا المُفْطرات ، ووقفْنا عند الإيجابيّات التي أمرنا بها النبي عليه الصلاة والسلام أبْرزُ شيئين في رمضان قراءة القرآن ، والإنفاق في سبيل الله ، قراءة القرآن في هذه الخطبة ، والإنفاق في سبيل الله في الخطبة القادمة إن شاء الله تعالى .
أيها الإخوة الأكارم ، النبي عليه الصلاة والسلام :
(( لا يحزن قارئ القرآن ))
1- لأنه كلام الله عز وجل
لأنّ قارئ القرآن يقرأ كلام الله عز وجل ، خالق السماوات ، خالق الأرض ، خالق الكون ، ففي كتابه صدْق ، وفي كتابه قواعد حَتْميَّة لا تتبدَّل ولا تتغيَّر ، فإذا بشَّر الله المؤمن في القرآن فالبشارة حقّ ، وإذا أوْعد الله العاصي أو الكافر في القرآن فوعيده حق ، وإذا قال الله عز وجل :
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
فهذا حقّ من عند الله عز وجل ، قارئ القرآن لا يحزن ، لِمَ لا يحزن ؟ لأنّ يرى أنَّ الأمور كلّها بيد الله تعالى ، والتوحيد قمَّة الإيمان ، لذلك أحد أسباب الحزن أن ترى مع الله شريكًا ، أحد أسباب العذاب النفسي أن ترى أمورك بيَدِ إنسان وهذا الإنسان لا يحبّك ، هذا أكبر مصدر للعذاب ، أن ترى أن الأمور الفلانيّة بيَدِ زيدٍ أو عُبَيد ، وأنَّ زيدًا أو عُبيْدًا لا يُحِبَّانك ، لذلك ربّنا سبحانه وتعالى قال :
﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾
﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾
إنَّه إثمٌ مبين ، إنَّه سقوط من السماء إلى الأرض ، قال تعالى قال :
﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾
لذلك قال عليه الصلاة والسلام : لا يحزن قارئ القرآن ..."
قال تعالى :
﴿فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
2-لأن رزقك على رب العالمين
قارئ القرآن لا يحزن لأنَّه يرى رزقه على الله ، قال تعالى :
﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ﴾
لذلك لا يعصي الله من أجل رزقه ، لا يُنافق من أجل رزقه ، لا يتكلّم ما لا يقْنع به من أجل رزقه ، لأنّه رأى رزقه على الله عز وجل ، قارئ القرآن لا يحزن لِمَ الحُزْن ؟ الله غنيّ ، والله قويّ ، ويد الله فوق أيديهم ، قال تعالى
﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾
قال تعالى :
﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾
قال تعالى :
﴿وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ﴾
قال تعالى :
﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ﴾
3-لأنك تقرأه بتدبر
لِمَ الحُزن ؟ قارئ القرآن يتعامل مع الله وحده ، فيكفيه الله أمر الناس كلّهم ، قارئ القرآن له همّ واحد أن يعرف الله عز وجل ، فإذا عرفه كفاه الله الهموم كلّها ، لذلك لا يحزن قارئ القرآن ، لا يمكن أن يقرأ المؤمن القرآن قراءة فهْمٍ وتدبّر ثمَّ يحْزَن ، هذا مستحيل ، باب الرحمة واسع جدًّا ، وباب التوبة مفتوح ، ربٌّ كريم وربٌّ رحيم وربٌّ ودود ، ربٌّ لطيف ، ربٌّ غني، ربٌّ قدير، ربٌّ سميع ، ربٌّ مجيب ، فلِمَ الحزن ؟
أيها الإخوة المؤمنون ؛ بِشَرْط أن يُقرأَ القرآن قراءةَ تدبّر ، قال تعالى :
﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾
لا لِيَقْرؤوه قراءةً فقط ، لِيَدَّبَّروا آياته ، قال تعالى :
﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾
قال تعالى :
﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً ﴾
فضْل كلام الله على كلام خلقه ، كفضْل الله على خلقه ، قال تعالى :
﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾
صحف مطهَّرة عن كلّ خطأ ، عن كلّ زَيْغٍ ، عن كلّ انحراف ، عن كلّ باطل ، عن كلّ خلل ، عن كلّ تناقض ، قال تعالى :
﴿فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾
موضوعات قيِّمَة ، هل تتبَّعْت موضوعات القرآن الكريم ؟ هل تتبَّعْتَ أمثال القرآن الكريم ؟ هل تتبَّعْت الآيات الكونيّة التي في القرآن الكريم ؟ هذا الماء الذي تشربه ؛ هل تستطيع أن تخزّنه طوال العام ؟ ربّنا عزّ وجل يقول :
﴿وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾
هل وقفت عند هذه الآية ؟ هل رأيْت الجبال الشامخات ؟ مخازن كبرى للمياه ، من أعدَّها لك ؟ من هيَّأها لك ؟ من نظَّمها لك ؟ قال تعالى :
﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾
هلاَّ نظرت إلى طعامك ، كيف أنَّ الماء الواحد ينبتُ زرْعًا مختلف ألوانه ؟ وأشكاله ، وطعومه ، قال تعالى :
﴿وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾
هل نظرت إلى طعامك ؟ قال تعالى :
﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ﴾
هل نظرت إلى خلقك ؟ فيها كتب قيّمة ، أحد كتب القرآن الكريم الآيات الكَوْنِيَّة ، فهل وقفْت عندها ؟ قال تعالى :
﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾
قال تعالى :
﴿أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ﴾
اقْرأ القرآن ، واستنبط آياته الكونيّة ، هل فكَّرت فيها ؟ هل وقفت عند حدودها ؟ هل تتبَّعْت أبعادها ؟ هل استنبطت منها حقيقةً ؟ هل أوْرثتْك خشيةً لله عز وجل ؟ هذه الآيات الكونيّة ، قال تعالى :
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾
هل تعلم أنّ البعوضة فيها جهاز رادار ، وفيها جهاز لِتَمييع الدَّم ، وجهاز لتخدير الدم ، وجناحي البعوضة يرفّان أربعة آلاف رفّة في الثانية ، ولها ثلاثة قلوب ، ولها مخالب ، ولها محاجن ، تعرف النائم من غيره ، تحلِّل دمه ، تُميِّع دمه ، تخدّره ، جهاز رادار ، وجهاز تمْييع للدَّم ، وجهاز تحليل ، وجهاز تخدير ، كلّ هذا في بعوضة ، تفْعل هذا فتقتلها ، ولا تعلم ماذا فعلت ، قال تعالى :
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾
هذا أحد أبواب القرآن الكريم ؛ الآيات الكونيَّة .
4-لأنه فيه قصص نستفيد منها في حياتنا اليومية
باب آخر هو التاريخ ، قال تعالى :
﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾
سيّدنا يوسف حينما قال ، كما قال تعالى :
﴿إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾
صار عزيز مصر ، قال تعالى :
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
باب آخر ، القصص القرآنيّة ، تطبيقات عمليّة بكلمة التوحيد ، أنت تريد وأنا أريد ولكنّ الله يفعل ما يريد ، قال تعالى :
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
باب آخر ، باب ثالث ، الأمثال في كتاب الله ، هل وقفْت عندها ؟ قال تعالى :
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾
هذه الأمثال التي تعد بالمئات هل وقفْت عندها ؟ الأوامر هل وقفْت عندها ؟ قال تعالى :
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾
وقال تعالى :
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى﴾
قال تعالى :
﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ﴾
وقال تعالى :
﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾
هل وقفت عند أوامر القرآن الكريم ؟ هل وقفت عند نواهيه ؟ قال تعالى :
﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً﴾
قال تعالى :
﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً﴾
وقال تعالى :
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ﴾
هل تتبَّعْت النواهي ؟ هل تتبَّعت الأوامر ؟ هل تتبَّعْت القصص ؟ هل تتبَّعْت الآيات الكونيّة ؟ هل تتبَّعْت الأمثال ؟ هل وقفْت عند القوانين ؟ قال تعالى :
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾
قال تعالى :
﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
قال تعالى :
﴿وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾
قال :
﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾
هذه القواعد الكليّة الكلمات الثابتة التي لا تتبدَّل ، ولا تتغيَّر ، ولا تُعَدَّل ، ولا تُعَطَّل عبْر العصور والأمصار ، هل وقفْت عندها ؟ هذه هي قراءة التدبّر ، إذا عقلْت القرآن حُلَّت كلّ مشاكلك ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
((خير الدواء القرآن))
لأنَّ الأدوية التي يقدّرها الله عز وجل أدويَةٌ مرَّة بسبب غفلة النَّفس ، فإذا عرفت دستورها ، وعرفت منهجها ، وعرفت طريقها إلى الله عز وجل ، قال تعالى :
﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً﴾
لِمَصلحة مَنْ يُعَذِّبكم ؟ لا لمصلحة أحد .
أيها الإخوة المؤمنون ؛ لا تنْسَوا هذا الحديث الشريف ، لا يحزن قارئ القرآن ، حرام على حامل القرآن أن يحزن مهما عاش في ظروف عصيبة مهما أحاطَت به المشكلات من كلّ جانب لأنَّ الله تعالى معه ، قال تعالى :
﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾
كان النبي عليه الصلاة والسلام والصدّيق رضي الله عنه في أحْنك الظروف ، تتبَّعُوهم حتى وصلوا إلى الغار ، ولم يبْق بين أن ينتهي الإسلام كلّه بانتهاء النبي عليه الصلاة والسلام إلا ثواني ، قال : يا رسول الله ، لو أنّ أحدهم نظر إلى موطئ قدمهِ لرآنا ! قال : يا أبا بكر ما ظنّك باثنين الله ثالثهما ، لا تحزن إنَّ الله معنا ، قال : يا رسول الله لقد رأوْني !! وقعَت العين على العين ، فقال : يا أبا بكر ألم تقرأ قوله تعالى :
﴿وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾
إذا قرأْت القرآن لا تحزَن ، لأنَّ أكبر قوَّة بالأرض هي بيَدِ الله عز وجل ، والله معك ، أنت إذًا أقوى قوَّة ، والدعاء مخّ العبادة ، والدّعاء سِلاح المؤمن ، كيف تحزَن ؟ وتقرأ القرآن ، قال تعالى :
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾
لا تخافوا في الدنيا فأنا معكم ، ولا تحزنوا على فراقها فأنتم إلى أخرى ليْسَت الدنيا شيئًا أمامها ، ما أخذت الدنيا من الآخرة إلا كما يأخذ المخيط إذا غمس في مياه البحر ، كيف تحْزن والله سبحانه وتعالى يقول :
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾
إذا وكَّلت محامي لامِع تنامُ مطمئنًّا ، فكيف إذا كان الله عز وجل ؟! بيَدِهِ كلّ شيء ، بيَدِهِ قُلوب العباد ، بيَدِهِ مُقدَّرات الكَون ، كيف إذا كان الله سبحانه وتعالى يُدافعُ عنك ؟ كيف تحزن والله سبحانه وتعالى قال :
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً﴾
إن كانت لك علاقة سطْحِيَّة بإنسان في نظر الناس كبير تحسّ أنَّك إنسان آخر ! لي مع فلان صداقة ، فلان يودّني ، فكيف إذا كانت لك مودَّة مع الله عز وجل ؟ قال :
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً﴾
5-لأنه يشعرنا بالأمان
كيف إذا قال الله عز وجل :
﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾
أَبَعْدَ هذه الآية أمْنٌ أعظم من هذا الأمن ، قال تعالى :
﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾
هذه آية الأمْن ، والأمْن ليس عدم حُدوث المشكلة ، ولكنّ الأمْن عدم توقّعها قال تعالى : وأنزل عليكم أمَنَةً نعاسًا منكم" في قلب المؤمن أمْنٌ لو وُزِّعَ على أهل الأرض لكفاهم ، قال تعالى :
﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾
أيها الإخوة المؤمنون ؛ لا يحزن قارئ القرآن ، اقرؤوا كتاب الله ، وقِفُوا عند أوامرهِ ، قِفُوا عند نواهيه ، قِفُوا عند قِصَصه ، قِفُوا عند آياته الكونيّة قِفُوا عند أمثاله ، قِفُوا عند كلماته الثابتة ، قِفُوا عند حدوده ، عندئذٍ تعرفون أنَّ القرآن حياة القلب ، قال عليه الصلاة والسلام :
(( من قرأ القرآن ثم رأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظمه الله ))
القرآن غِنًى لا فقْر بعده ، ولا غنًى دونه ، إذا عرفْن كتاب الله فأنت هو الغنيّ ، وإن جهلْته فأنت هو الفقير ، ولو ملكْتَ آلاف الألوف .
أيها الإخوة المؤمنون ؛ قال تعالى :
﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾
اقرَأْ كتاب الله كلّ يوم ، اُكْتُب بعض الآيات وطبِّقْها في يومك ، خُذْهُ مَأْخَذًا جِدِيًّا ، هذه قراءة التَّبَرّك ، تقرأ أنت في واد ، وكلام الله في واد ، ليْسَت هذه قراءة ، تقرأُ تبرُّكًا ؛ ما هي البركة ؟ البركة أن تنتفع به ، إذا زُرْتَ طبيبًا ووصف لك دواءً ناجحًا ، والمرض أليم ، اقرأ الوصفة مرَّتَين تبرُّكًا ، ماذا يحدث ؟ اقرأها ثلاثة مرَّات ماذا يحدث ؟ اقْرأْها مئة مرَّة ، ماذا يحدث ؟ اجْعَلْها وِرْدًا لك ، ماذا يحدث ؟ لا يحدثُ شيئًا ، اشْتَرِ الدواء وتناولْهُ ، هذه هي البركة ، حينما تغضّ بصرك عن محارم ، وتورثُ حلاوةً في قلبك ، وتسعدُ في بيتك ، فهذه هي بركة القرآن ، حينما تمتنع عن الربا ، وتتقصَّد أن يكون مالك حلالاً ، ويُبارك الله لك فيه ، هذه هي بركة القرآن ، حينما لا تغتابُ أحدًا ، ولا تسْخر من إنسان ، ويرفع الله لك شأنَكَ ، هذه بركة القرآن ، حينما تُحسنُ للخلق يُحِبُّك الخلق ، هذه بركة القرآن ، هذه البركة الحقيقيَّة عند تطبيقهِ ، لذلك : عن صهيب رضي الله عنه قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :
(( ما آمن بالقرآن من اسْتحلّ محارمه ))
6-لأنه صالح لكل زمان ومكان
أيها الإخوة المؤمنون ؛ قال تعالى :
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِيناً﴾
يعني إذا وردَ في كتاب الله آية تتعلّق بِمَوضوع ما ، هذه الآية بتَّتْ في هذا الموضوع ، عندئذٍ إن كنتَ مؤمنًا صادقًا لا يمكن أن تُدْخِلَ لهذا الموضوع رأْيًا شخصيًّا ، إذا قال الله عز وجل :
﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾
العصْر له ضرورات ، اسْتِثْمار بالأموال ، الأشياء التي لا بدَّ منها ، التَّطْوير ، المرونة ، هذا كلّه كلامٌ فارغ ، لأنَّه إبداء رأيٍ مع رأي الله عز وجل ، قال تعالى :
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِيناً﴾
هذه الآية بِأَوْسع معانيها تدلّ على أنَّ ما جاء بالقرآن الكريم هو قولٌ فصْل ، قال تعالى :
﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾
قول جادّ ، قول عِلْمي ، واقعي موضوعي ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
7- لأنك تتكلم مع الله عز وحل
شيءٌ آخر أيها المؤمنون ؛ إذا قرأْت القرآن فكأنَّما ناجيْتَ الله عز وجل إذا أردْت أن تحدِّثَ ربَّك فاقْرأ القرآن ، أَتُحِبّ أن أجْلس معك يا داود ، فقال : كيف ذلك يا ربّ وأنت ربّ العالمين ، فقال : أما علمْت أنِّي جليس من ذَكَرَنِي ، وحيثما الْتَمَسني عبدي وجدني ، ونحن في هذا الشهر العظيم شهر القرآن الكريم ، اِجْعَل القرآن رفيقك ، اجْعَلْهُ أنيسك ، ومُلازِمًا لك ، اقْرأْهُ ، وقفْ عند آياته ، تدبَّرْها ، اسأَل نفسك أين أنت منها ؟ هل أنت مُطبِّقٌ لها هذه قراءة الناس قراءة العامَّة ، قراءة الجَهَلَة ، قراءة القرآن من دون فهْمٍ ، ولا تدبّر ، هو هُو بِعَاداته ، وانحرافاته ، وأخلاقه ، ومعاصيه ، ويقرأ القرآن ، ويقول لك : حصَلَتْ لنا بركَة !! أين هذه البرَكَة ؟! إنَّكَ إنسانٌ مُدَّعي .
أيها الإخوة المؤمنون ؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزِنوا أعمالكم قبل أن توزَنَ عليكم ، واعلموا أنّ ملك الموت قد تخطَّانا إلى غيرنا وسيتخطَّى غيرنا إلينا ، فلْنتَّخِذ حذرنا ، الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنَّى على الله الأماني .
والحمد لله رب العالمين
***
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين ، اللَّهمّ صلّ وسلِّم وبارك على سيّدنا محمد صاحب الخُلق العظيم .
تطبيق منهج القرآن الكريم في حياتنا
أيها الإخوة المؤمنون ؛ الإنسان في حياته اليوميّة قد يكتب ويُسَجِّل لِيَذْكُر ، فإذا اتَّخَذْت لِنَفسِكَ دفترًا صغيرًا ، وكلَّما قرأْتَ آيةً فيها أمْرٌ إلهي ، صنَّفْتها مع الأوامر ، وكلَّما قرأت آيةٌ فيها نهْيٌ إلهي صنَّفْتها مع النواهي ، وكلَّما قرأتَ آيةً فيها آية كونيَّة صنَّفْتها مع الآيات الكونيّة ، وكلّما قرأت آية فيها مثَلٌ صنَّفْتها مع الأمثال ، وآيةٌ فيها حكمة صنَّفتها مع الحِكَم ، وآيةٌ فيها قاعدةٌ ثابتة ، صنَّفْتها مع القواعد الثابتة ، ثمَّ سألْتَ نفْسكَ ، وحاسبْتها كلَّ يوم ، أين أنت أيَّتها النَّفْس من هذه الآيات ؟ هل طبَّقْت الأوامر ؟ هل انتهَيْت عن النواهي ؟ هل فكَّرْت في هذه الآيات المعجزات ؟ هل وقفْت عند هذه الأمثال ؟ هل اسْتفدْت من قصص الأقوام السابقة ؟ صنِّفْ واقْرَأ ودقِّق ، وحقِّق ، وطبِّق ، وحاسب ؛ إذا فعلْتَ ذلك كان كتاب الله لك هادياً ، وكان كتاب الله لك مُسْعِداً ، فخلاصة هذه الخطبة أنَّه يجب أن تقرؤوا القرآن الكريم قراءة تدبّر لا قراءة هذرمة ، يجب أن تقرؤوا القرآن الكريم قراءة تمحيص وتدقيق ، وتحقيق ، والله سبحانه وتعالى فوق ذلك وذاك يشهد لكم أنَّه كلامه ، وكيف يشهد الله سبحانه وتعالى لنا ؟ وهل نستطيعُ سماع قوله ؟ لكنَّ الله يشهد أنَّه أُنزِلَ بِعِلْمه ؟ كيف يشهد الله عز وجل ؟ غُضَّ بصرَكَ عن محارِمِ الله فإذا شعرْتَ بِحَلاوَةٍ في قلبك ، فهذه الحلاوَة هي شهادة الله على أنَّ كلامه هو الحق ، اسْتَقِم في معاملتك مع الناس ، إذا اسْتقمْتَ في معاملاتك مع الناس شعرْتَ بالأمْن والطمأنينة ، وهذا الأمْن والطمأنينة هو شهادة الله لك بأنَّ هذه الآية كلامهُ ، أحْسِن إلى زوجتك فإذا أحْسنْتَ إليها بثَّ الله بينكما الوِفاق والمحبَّة ، والوِفاق والمحبّة شهادة الله على أنَّ كلامه هو الحق ، فالقرآن الكريم كلامٌ نظري لكنَّ الله عز وجل متكفِّلٌ أنَّ كلَّ مَن طبَّقه قبض على نتائجه ، وقطف ثمارهُ ، وانْقلبَت هذه الآيات إلى واقعٍ مُسْعِدٍ ، انْقلبَت هذه الآيات إلى حالة نفسيَّة لا توصَف ، فلِذلك شهادة الله عز وجل بأنَّ كلامه هو الحق ، أنَّك إذا طبَّقْتهُ قطفْت ثمارهُ.
الدعاء :
اللهمّ اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيْت ، وتولَّنا فيمن تولّيْت ، وبارك اللّهم لنا فيما أعْطيت ، وقنا واصْرف عنَّا شرّ ما قضَيْت فإنَّك تقضي ولا يُقضى عليك ، إنَّه لا يذلّ من واليْت ، ولا يعزّ من عادَيْت ، تباركْت ربّنا وتعاليْت ، ولك الحمد على ما قضيْت نستغفرك اللهمّ ونتوب إليك ، وصلّ اللهمّ وسلم على سيّدنا محمّد النبي الأمي وعلى صحبه وسلّم ، اللهمّ أعطنا ولا تحرمنا ، وأكرمنا ولا تهنّا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وأرضنا وارضَ عنَّا ، وأصْلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصْلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصْلح لنا آخرتنا التي إليها مردُّنا ، واجْعل الحياة زادًا لنا من كلّ خير ، واجعل الموت راحةً لنا من كلّ شرّ ، مولانا ربّ العالمين ، اللهمّ اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمَّن سواك ، اللهمّ لا تؤمنَّا مكرك ، ولا تهتِك عنَّا سترَك ، ولا تنسنا ذكرك ، يا رب العالمين ، اللهمّ إنَّا نعوذ بك من عُضال الداء ومن شماتة العداء ، ومن السَّلْب بعد العطاء ، يا أكرم الأكرمين ، نعوذ بك من الخوف إلا منك ، ومن الذلّ إلا لك ، ومن الفقر إلا إليك ، اللهمّ بارك لنا في شهر رمضان ، وأعنَّا فيه على الصيام والقيام ، وغضّ البصر ، وحفظ اللّسان ، اللهمّ سلِّمنا لرمضان ، وسلِّم رمضان لنا ، وتسلَّمه منَّا مُتَقَبَّلاً يا أرحم الراحمين ، اللهمّ بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحقّ والدِّين وانصر الإسلام وأعزّ المسلمين ، وخُذ بيَدِ وُلاتهم إلى ما تحبّ وترضى إنَّه على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير .