وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 085 - العين.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

قال تعالى : وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة .......


أيها الإخوة المؤمنون ؛ يقول ربنا سبحانه وتعالى:

﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾

[ سورة النحل الآية : 78 ]

جعل لكم السمع والأبصار.

﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ﴾

[ سورة المؤمنون الآية : 78 ]

﴿ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ﴾

[ سورة السجدة الآيات : 8-9 ]

﴿ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ﴾

[ سورة الملك الآية : 23 ]

﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ﴾

[ سورة البلد الآية : 8 ]

كأن الله سبحانه وتعالى، يلفت نظرنا، إلى هاتين العينين، في آياتٍ أخرى، يقول الله عزَّ وجل:

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ﴾

[ سورة فصلت الآية : 53 ]

ونفس الإنسان، أقرب إليه من الأفلاك، والأجرام السماوية:

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ﴾

العين .

أيها الإخوة المؤمنون ؛ هل فكَّرتم، كيف ترى بهذه العين الصغيرة، الأشياء بحجمها الحقيقي؟

الأبعاد الثلاثية .

أعظم آلةٍ للتصوير، تعطيك صورةً، لا تزيد عن مساحة الكف، كيف ترى الجبل جبلاً، والبحر بحراً، والشمس شمساً ؟ كيف

ترى الأشكال بحجمها الحقيقي ؟ هذا السؤال لا يستطيع عالمٍ أن يجيب عنه حتى الآن، كيف ترى الجبل بحجمه الحقيقي ؟ بينما أعظم آلةٍ للتصوير، تعطيك الجبل بحجمٍ لا يزيد عن حجم الكف ؟


رؤية الألوان .


شيءٌ آخر، كيف تستطيع العين، لو أننا درجنا اللون الأخضر مثلاً، إلى ثمانمئة ألف درجة، لو درجنا اللون الأخضر، أو أي لونٍ آخر، إلى ثمانمئة ألف درجة، يعني قريب من مليون درجة، فإنَّ العين السليمة، تستطيع أن تفرِّق بين درجتين، بين لونين من هذه الدرجات التي تزيد عنثمانمئة ألف للون الواحد، للون الواحد.

﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ﴾

  

البعد الثالث .


شيءٌ آخر، كيف أن هذه العين، تستطيع أن ترى البعد الثالث، ترى الطول، والعرض، والعمق ؟

﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ﴾

لو جعلنا له عينا واحدة، لرأى بها الأشياء مسطحةً، لا بحجمها الحقيقي، البعد الثالث، العمق، لا تستطيع أن تراه بعينٍ واحدة، طبِّق ذلك إذا شئت، لا تستطيع أن ترى البعد الثالث، إلا بالعينين معاً.

﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ﴾

 

 شبكية العين . 

 

شيءٌ رابع، كيف أن هذه الصورة، إذا وقعت على الشبكية، تنطبع عليها، وتنتقل إلى الدماغ، في أقلَّ من جزءٍ من خمسين جزءً من الثانية

أي تستطيع العين في كل ثانيةٍ واحدة، نقل خمسين صورةٍ إلى الدماغ، في كل ثانية، متى التحميض ؟ متى إظهار الصورة؟ في كل ثانية خمسين صورة، تنتقل إلى الدماغ، والدماغ يدرك المراد منها.


دقة العين .


شيءٌ آخر، تستطيع العين السليمة، أن ترى خطَّين، بينهما واحد على عشرين من الميليمتر، لو جزّأنا الميليمتر إلى عشرين جزء، العين السليمة، ترى خطين بينهما، واحد على عشرين من الميليمتر.في العين أشياءوأشياء، لا يحتمل هذا المنبر الحديث عنها، مثلاً:
في الشبكية، التي لا تزيد مساحتها، عن ميليمترات، فيها مئة وثلاثين مليون عُصية، وسبع ملايين مخروط، المئة وثلاثين مليون عصية، من أجل الضوء الأبيض والأسود، والسبع ملايين مخروط، من أجل الألوان والتفاصيل.

﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ ﴾

[ سورة البلد الآيات : 8-9 ]

القرنية .


في العين، قرنيةٌ شفّافة، شفافيةً تامة، وهذه الشفافية

لو تعلمون كيف كانت شفافة، لو أن هذه القرنية الشفافة، غُذيت عن طريق الشرايين والأوردة، كما هي الحال، في أي نسيجٍ آخر من الجسم، لكانت الرؤية مشوَّشة، لرأينا شبكةً فوق العين، ولكنَّ القرنية وحدها، تتغذّى عن طريق الحلول، يعني الخلية الخارجية، تأخذ غذاءها وغذاء جارتها، من أجل أن تبقى الرؤيةسليمةً، شفافةً، واضحةً.


القزحية .


والقُزحية، هذه الحدقة الملوَّنة، التي تتسع وتنقبض، تتسع إذا قلَّ النور، وتنقبض إذا اشتدَّ النور، بشكلٍ آلي

لا علاقة لك به، إنها تتسع، وتنقبض، من دون أن تعلم، إنك إذا دخلت فجأةً، من مكانٍ مضئ، إلى مكانٍ أقلَّ إضاءة، لا ترى شيئاً، إلى أن تتسع هذه القُزحية بشكلٍ لا إرادي.


الجسم البلوري .


جسمٌ بلوري، يقوم بعملٍ لا يستطيع أن يقوم به أكبر العلماء

أنه ينضغط، ويتقلَّص، ويتمدد، بحيث تحدث المطابقة بشكل مذهل.

السائل المائي .

الخلط الزجاجي، السائل المائي، له ضغوط معيَّنة.

الخلاصة .

أيها الإخوة المؤمنون ؛ هذه المعلومات، هي معلوماتٌ سطحيةٌ جداً، معلوماتٌ أولية، يقرأها الطلاب في التعليم الثانوي، فكيف لو خضنا في معلوماتٍ يقرأُها الطلاب في الجامعة.

﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾

[ سورة البلد الآيات : 8-10 ]

أيها الإخوة المؤمنون ؛ يقول الله سبحانه وتعالى:

﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴾

[ سورة عبس الآية : 17 ]

يعني، ما الذي جعله يكفر ؟

﴿ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُمِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾

[ سورة عبس الآية : 18 ]

سألت في الأسبوع الماضي صديقاً طبيباً: متى ينبض القلب في الجنين ؟ فقال: في الأسبوع السادس، قبل ستة أسابيع، كانت نطفة، نطفة، بعد ستة أسابيع، صار قلبٌ ينبض، ينبض.

﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾

[ سورة الطور الآية : 35 ]

﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ * كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ﴾

[ سورة عبس الآيات : 17-23 ]

ماذا ينتظر ؟ لم يستقم بعد ؟! لم يتب بعد ؟ ما الذي ينتظره ؟ قال عليه الصلاة والسلام:

((بادروا بالأعمال الصالحة، فماذا ينتظر أحدكم من الدنيا، هل تنتظرون إلا غنىً مطغياً، أو فقراً منسياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنِّداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال، فشرُّ غائبٍ ينتظر، او الساعة، والساعة أدهى وأمر))

بادروا بالأعمال الصالحة، من دون أن تعرف الله عزَّ وجل، وأن تسعى للتقرُّب منه، فجهدٌ ضائع، وخسارة كبيرة، والموت يأتي فجأةً، والقبر صندوق العمل.

وكلُّ ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلةٍ حدباء محمولُ
فإذا حملت إلى القبور جنازةً فاعلم بأنَّك بعدها محمولُ
* * *
والليل مهما طال فلا بدَّ من طلوع الفجر
والعمر مهما طال فلا بدَّ من نزول القبر.

تحميل النص

إخفاء الصور