وضع داكن
18-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 054 - الإيدز ومنظمة الصحة العالمية.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وليّ الصالحين ، وأشهد أنّ سيّدنا محمَّدًا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم ، اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الإيدز :


أيها الإخوة المؤمنون ؛ منظّمة الصحّة العالمية قبل يومين قالَتْ : إنّ كلّ الجهود التي يبذلها العالم للقضاء على مرض الإيدز إنّما هي جهود مخفقة ، وما نفعلهُ ، ما هو إلا تبطيءٌ لِسُرعة انتشار هذا المرض ، ربّنا سبحانه وتعالى يقول :

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾

[ سورة المعارج الآيات : 29-31]

ربّنا سبحانه وتعالى شرع لنا طريقًا نظيفةً واحدةً ، هي طريقة الزواج ، وليس في الإسلام منفذٌ ، ولا قناةٌ لِشَهوة الجنس إلا منفذ الزواج وقناته ، منفذٌ نظيف ، وقناةٌ نظيفة ، تُثْمرُ أُسرةً فيها الوِئام والعطف والمحبّة ، وفيها الأولاد ، ويكبرُ الأولاد ، فيها الأصهار ، والبنات الشابات ، والبنات الأبرار إنّ كلّ الخير يأتي من طريق الأُسرة
وإنّ كلّ الشرّ يأتي من طريق السّفاح ، فالغرب وضعوا الدّين ورؤوا ظهورهم ، وكفروا بشرائع الله سبحانه وتعالى ، وأطلقوا لأنفسهم العنان

فمارسوا شهواتهم بأيّة طريقةٍ رأوْها ، ليس هناك في حياتهم شيءٌ يُسمّى حرامًا ، أو ممنوعًا ، أو لا يليق ، لذلك دفعوا الثّمَن ، إنّ عدد الإصابات في أمريكا في العام الماضي يزيد عن خمسة عشرة مليون إصابة بالإيدز
وهذا المرض انتقل إلى أوروبا ، ثمّ إلى اليابان ، وانتقل إلى آسيا ، وهذا المرض سمّاه العلماء انحلال المناعة ، يعني المناعة ذلك الجيشُ الفعّال الذي جهَّزَ الله به أجسامنا ؛ الكريات البيض أيُّ جرثومٍ دخل إلى الجسم ، تُسرعُ الكريات البيض ، وتفتك به ،

وتحلّل سُمِّيَّتهُ ، وتأخذ عينةً منه ، تحلّله وتصنعُ مصلاً يفتك به !! مخبر ، وحربٌ كيميائيّة في الجسم ، هذا الجيشُ الخِضَم ، والفتّاك ينهار بِفِعل جرثوم الإيدز ، يصبحُ الجسم بلا مناعة ، فرَشْحٌ بسيط يُميتهُ ، جرحٌ بسيط يميته ، سمّاه العلماء انحلال المناعة ، في الغرب ، وفي أمريكا ، وفي اليابان ، وفي بعض دُوَل الشّرق الأقصى من الذّعر والرّعب من هذا المرض لا يوصف ، إنّ حياتهم أصبحَت جحيمًا ، ذكر لي بعضهم أنّ في بعض بلاد أوروبا الغربيّة يعرضون في أجهزة الإعلام كيف يتّق الرّجل الإصابة بِمَرض الإيدز من زوجته ، لأنّ لقاء الزوجة مع غيره شيءٌ طبيعي ، فهذا آخر خبرٍ تقوله منظّمة الصحّة العالميّة : إنّ كلّ الجهود التي يبذلها العالم للقضاء على مرض الإيدز إنّما هي جهود مخفقة ، وما نفعلهُ ، ما هو إلا تبطيءٌ لِسُرعة انتشار هذا المرض .
قال تعالى :

﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ﴾

[ سورة الإسراء الآية : 32]

أسباب مرض الإيدز :

مرض الإيدز أسبابه العلاقات غير المشروعة ، إن كانت مع الجنس نفسه أو مع الجنس الآخر ، هذه العلاقات غير المشروعة كان عقابها في الدنيا قبل الآخرة ،فطريق الزواج هو الطريق النظيف الذي سنّه الله سبحانه وتعالى ، ومن يصبر ، ويتعفّف ، فأكبرُ الظنّ ، وآكدُ الظنّ أنّ الله سبحانه وتعالى يرزقهُ زوجةً تسرُّه إن نظر إليها ، وتُطيعهُ إن أمرها ، وتحفظهُ إن غاب عنها ، والدّنيا كلّها متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة ، هذا النّظام نظامٌ إلهي ، ونظام السّفاح نظامٌ شيطانيّ ، الشيطان يأمر بالفاحشة والاختلاط ، وأسباب الزنا ، والتهتّك ، والتبذّل ، وكلّ ما يُثير الشهوة ، والله سبحانه وتعالى يأمر بالعدل ، والإحسان ، والصّوْن ، والإيمان عفيف عن المحارم ، وعن المطامع . أيها الإخوة المؤمنون ؛ استقامتكم على أمر الله لا تحصّلون نتائجها فحسْب ، بل في الدنيا قبل الآخرة  وهذه النظافة ، وهذه الصحّة التي متَّع الله بها المؤمن هي ثمرةٌ من ثمار استقامته على أمر الله .

أيها الإخوة المؤمنون ؛ إنّ عقاب الله في الدنيا والآخرة ، وها نحن نرى بأعْيُننا ، ونسمعُ بآذاننا كيف أنّ الله سبحانه وتعالى أنْزَلَ عقابهُ الذي لا يوصَف على أهل الفسْق والفجور والعصيان ، أهل الانحلال ، والميوعة ، وأهل الزنا .
أيها الإخوة المؤمنون ؛ ربّنا سبحانه وتعالى بأدب رفيع ، وحياء بالغ ، عبَّر عن كلّ انحرافات الناس بكلمة ، قال :

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾

[ سورة المعارج الآيات : 29-31]

وراء ذلك ؛ أي أيّة طريقة لإشباع هذه الشّهوة خارج بيت الزوجيّة ، والعقاب الصارم ينتظره في الدنيا قبل الآخرة .

 

الدعاء :

اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارض عنا ، اللهم صن وجوهنا باليسار ولا تبذلها بالإقتار ، فنسأل شر خلقك ، ونبتلى بحمد من أعطى ، وذم من منع ، وأنت من فوقهم ولي العطاء ، وبيدك وحدك خزائن الأرض والسماء .
اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت ، واصرف عنا شر الأعمال لا يصرفها عنا إلا أنت .

 

تحميل النص

إخفاء الصور