وضع داكن
29-03-2024
Logo
الندوة : 27 - في الإنسان - التدخين.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ حسام :
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين، وعلى آله و أصحابه أجمعين، مستمعي الكرام أرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج: "أفلا تبصرون"، وأرحب أيضاً بضيفي الداعية الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي.
الدكتور راتب :
 بكم أستاذ حسام جزاك الله خيراً.
الأستاذ حسام :
 تحدثنا في الأحاديث واللقاءات السابقة عن نعم الله في جسم الإنسان، ومن ضمنها تطرقنا إلى القصبة الهوائية، وإلى جهاز التنفس، ويقودنا الحديث إلى الرئة، أول ما يتبادر في الذهن هو التدخين، هذه العادة التي نكافحها وتقوم مؤتمرات من أجل مكافحة التدخين، بعد أن اخترعها الإنسان أيضاً، ماذا ينبغي أن نفعل تجاه التدخين؟

 

مضار التدخين :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أستاذ حسام، إن شركات التبغ تنتج بمعدل دخينتين أي سيجارتين يومياً لكلِّ إنسانٍ على وجه الأرض, معامل الدخان تنتج دخينتين، أي سيجارتين يومياً لكلِّ إنسانٍ على وجه الأرض, والعدد كما نعلم ستة آلاف مليون أي هذه الشركات تنتج كل يوم اثني عشر ألف مليون دخينة، النقطة الدقيقة أن هذه الكمية من الدخان الذي يصنع كل يوم فيها مواد سامة لو أخذت دفعة واحدة في الدم مباشرةً لاستطاعت أن تبيد الجنس البشري.
 هناك ثلاثمئة نوع من السموم في الدخان، هذه السموم لو أخذت دفعة واحدة لأبادت الجنس البشري، بل إن أثرها أشد من أثر القنبلة الذرية، يقول هذا التقرير: لو أخذت الكمية من المواد السامة التي في هذه الدخائن دفعة واحدة بعد استخلاصها وأدخلت في الوريد مباشرةً لكانت كفيلة أن تقتل إنساناً في في أوج صحَّته.
 أي ما يأخذه الإنسان من سموم خلال الدخان لو جمعت في كمية واحدة لمات الإنسان فوراً، الصحة العالمية نشرت تقريراً يقول: إن عدد الذين يُلاقون حتفهم، أو يعيشون حياةً تعيسة من جرَّاء التدخين، يفوق عدد الذين يلاقون حتفهم نتيجة الطاعون، والكوليرا، والجدري، والسل، والجذام، والتيفوئيد، والتيفوس مجتمعين، و الوفيات الناجمة عن التدخين هي أكثر بكثير من جميع الوفيات للأمراض الوبائية مجتمعةً، هذا التقرير نشرته منظمة الصحة العالمية.
إن مجموع الدخل الذي تحققه الدول الكُبرى من جرَّاء الضرائب الباهظة على إنتاج التدخين هو أقلُّ بكثير من الأموال التي تنفق لمعالجة الأمراض الناتجة عن التدخين، مهما بلغ حجم الضرائب التي تجبيها الدول الكبرى من المدخنين إنها أقلُّ بكثير من التي تنفقها لمعالجة هذه الأمراض.
الأستاذ حسام :
 هنا تذكرة بسيطة إن القيود الموضوعة على التدخين وبيع السجائر والمدخنين في الدول المنتجة للدخان هي أكثر بكثير عن القيود التي تفرض على تصدير هذا الدخان إلى المناطق الأخرى ومنها منطقتنا.

الأشياء السيئة جداً من الدخان تُصدّر إلى الشرق الأوسط :

الدكتور راتب :
 لكن أنا أريد أن أقول هذه الحقيقة المُرّة: مرة كان في بلدنا الطيب أسبوع مكافحة التدخين، فوزير الصحة له صديق في أمريكا أخبره أن الدخان المصدر إلى الشرق الأوسط هو أسوأ دخان في العالم، إن الأشياء السيئة جداً من الدخان تصدر إلى الشرق الأوسط، وقد تأخذ علبة دخان الانبلاج الخارجي صحيح لكن الحقيقة أن مضمون هذا الدخان ما دام مصدراً إلى الشرق الأوسط فهو أسوأ أنواع الدخان، أي الأشياء التالفة، الأشياء المؤذية في نبات الدخان تصدر إلى الشرق الأوسط.
 النقطة الدقيقة أن من بين كل ثلاثة مدخنين يلقى أحدهم حتفه بسبب التدخين, تواجه الأوبئة بقلقٍ شديد، فلو انتشرت الكوليرا في بلد، لأسرع المسؤولون عن الصحة بمواجهة هذا المرض واستنفروا، لكن لماذا لا يواجهون أخطار التدخين بهذا القلق الشديد؟ نحن في بلدنا الطيب -والفضل لله- هناك قوانين صدرت بمنع التدخين في الأماكن العامة بل ممنوع الإعلان عن التدخين، مرحلة جيدة جداً، وكنت أتمنى أن يمنع التدخين كلياً، لكن هذا يبدو صعب التطبيق الآن.

الآثار المدمرة للتدخين :

 إن الآثار المدمرة للتدخين لا تظهر بشكلٍ واضح إلا بعد ربع قرن, وهنا الخطر، هناك أمراض تظهر آثارها فجأة إلا أن التدخين لا تظهر آثاره المدمرة إلا بعد ربع قرن، أي شاب بالخامسة عشر بدأ يدخن، بالأربعين تظهرعنده مشكلة كبيرة في قلبه، وفي رئتيه، وفي أوعيته، والأخطار التي تحدث عنها الناس يفوق حدّ الخيال.
 شيء آخر: الشاب لا يدري ماذا يفعل، لكن بعد مضي عشرين عاماً أو زيادة تبدأ الآثار الضخمة للتدخين.
 من بعض فقرات هذا التقرير أن الدخينة الواحدة تؤثر في عمر الشرايين وتصلبها، بالمناسبة الإنسان عمره من عمر شرايينه، لأن القلب ينبض فالشريان قلب آخر، حينما ينبض القلب الشريان يتجاوب معه فيتمطى، فإذا تمطى عنده مرونة تقتضي هذه المرونة أن يعود إلى ما كان عليه، صار كل شريان قلباً، الإنسان لو وضع يده على شريان يحس بالنبض، النبض يعني أن الشريان قلب آخر، الدخان يصلب الشرايين، معنى التصلب أي يفقد مرونته، وفقد المرونة في الشريان يضعف القلب، كان الشريان يتجاوب مع القلب، عندما ينبض يتوسع الشريان، هذا التوسع هو تجاوب الشريان مع القلب، فإذا تصلب الشريان تعب القلب، لذلك معظم المدخنين يصابون بتصلب الشرايين ثم ضعف القلب.
 إن الأطفال الرُّضع الذين يعيشون في غرفٍ ممتلئة بدخان السجائر، هم أكثر تعرّضاً لالتهابات القصبات، والنزلات الشعبية، مقارنة بأمثالهم من الأطفال الذين يعيشون في غرفٍ نظيفة، أي الآباء الذين يدخِّنون يسهمون في سبعة وثلاثين بالمئة من مضار التدخين لأولادهم.

خاتمة و توديع :

الأستاذ حسام :
 إن شاء الله سنتابع غداً الحديث عن التدخين وآثاره على جسم الإنسان، شكراً جزيلاً للداعية الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، غداً لنا لقاء في حلقة جديدة إن شاء الله.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور