وضع داكن
19-04-2024
Logo
الندوة : 22 - في الإنسان - مرض نقص المناعة المكتسبة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ حسام :
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين، وعلى آله و أصحابه أجمعين، مستمعي الكرام أرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج: "أفلا تبصرون"، وأرحب أيضاً بضيفي الداعية الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي.
الدكتور راتب :
 بكم أستاذ حسام جزاك الله خيراً.
الأستاذ حسام :
 في الحلقتين السابقتين تحدثنا عن جهاز المناعة المكتسب هنا لا بد أن نقف في متابعة حديثنا عن مرض نقص المناعة المكتسبة الذي ظهر، كيف ظهر؟ ولمحة بسيطة عن ارتباطه بموضوعنا.

 

الأمراض من جهة وسائل تأديب ومن جهة وسائل إعلام :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
 أستاذ حسام بادئ ذي بدء: فلسفة المرض أنه كان من الممكن أن نتمتع بصحة تامة حتى الموت، لكن الذي حصل أن الله أراد غير ذلك، أراد أن يكون المرض أداة لتأديبنا، وأراد أن يكون المرض تمهيداً لمغادرة الدنيا، فقبل أن نغادر الدنيا هناك متاعب في الصحة تنتهي بالموت، وأحياناً يؤدب الإنسان وهو شاب بمرض لم يكن يتوقعه، هذا المرض يحثه على الرجوع إلى الله عز وجل، فالأمراض من جهة وسائل تأديب، ومن جهة وسائل إعلام، عل كلٍّ كان من الممكن أن يتمتع الإنسان بالصحة التامة المطلقة حتى الموت، لكن هذا ما أراده الله، أراد خلافه، هذا الشيء الذي خلافه أنا أؤكد لك ولا أبالغ أنك إذا رأيت في مسجد ما عشرة آلاف تأكد أن تسعة آلاف من هؤلاء رجعوا إلى الله عقب معالجة تربوية رائعة جداً، الله اسمه رب العالمين، الرب هو المربي يربينا جميعاً، فالإنسان لو فرضنا أكل مالاً حراماً، فأتلف الله ماله، ربط هذا بهذا، أخذ درساً، اعتدى على أعراض الناس، أصيب بمرض عضال في جسمه، هذا المرض عقاب له لاعتدائه على أعراض الناس، فلو أن الله عز وجل ليس رباً وليس مربياً، وترك الناس على ما هم عليه، إلى أن يستحقوا دخول النار، لكن الله رب رحيم، ورب كريم، فإذا أخطأ الإنسان أو غفل عنه ساق له بعض المصائب، والدليل:

﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾

[ سورة السجدة: 21]

 فلذلك الأمراض التي تصيب الإنسان أحياناً طبعاً بعضها لحكمة بالغة، وبعضها ليس له علاقة بالاستقامة، لكن بعض هذه الأمراض هي عقاب للإنسان على انحرافه، أكاد أقول لك: إن هناك أمراضاً جنسية كثيرة لم تنتقل عبر العدوى هذا موضوع ثان، الأمراض التي لم تنتقل عبر العدوى بل كانت بسبب انحراف جنسي خطير، هذا عقاب من الله عز وجل للإنسان على انحرافه، لو كان الإنسان يعصي ربه ولا يعاقب إطلاقاً لتاه الناس في هذه.
الأستاذ حسام :
 من هذه الأمراض المرض الذي يهدد العالم ويجتمع العالم على مكافحته، مرض الإيدز، مرض نقص المناعة المكتسب، السبب الأول بالإصابة به هو إقامة علاقة غير شرعية.

 

أسباب مرض نقص المناعة المكتسب :

الدكتور راتب :
 العلاقات المثلية وغير الشرعية تعد السبب الأول لهذا المرض، على كلٍّ فيروس هذا المرض – الإيدز- من شأنه أن يأخذ شكل عناصر جهاز المناعة المكتسب، يدخل للجسم على شاكلته تماماً، كيف أن في بعض المعارك جيش العدو يلبس لباس الجيش الصديق، ويدخل هذا العدو ضمن هذا الصديق ويقضي عليه، هذا بالضبط فيروس الإيدز، فيروس الإيدز يشبه عناصر جهاز المناعة المكتسب، يدخل إلى الجسم من دون استئذان، من دون مقاومة، على أنه صديق، وحينما يتمكن من دم الإنسان يفتك بعناصر المناعة المكتسب، فيختل هذا الجهاز، فهذا المرض أساسه مرض يأتي من علاقات مثلية حرمها الله في كل الشرائع ومعظم القوانين تحرمها، العلاقات المثلية حرمها الله لأن العلاقة المثلية تتناقض مع الفطرة الذي خلقنا الله عز وجل عليها حيث جعل الذكر والأنثى، فالزنا يعد علاقة محرمة لكنها وفق الفطرة، أما العلاقة المثلية علاقة خلاف الفطرة إثمها أكبر، أنا كنت بمدينة تعد من أجمل مدن العالم الغربي، وأغلى بيوت فيها، خمسة وسبعون بالمئة من سكان هذه المدينة مبتلون، مصابون بالشذوذ، ذكور مع ذكور، وإناث مع إناث، هذه مشكلة كبيرة، هذا جهاز المناعة المكتسب يتعطل بالعلاقة المثلية، لأن هذا الفيروس يقضي على عناصر المناعة المكتسبة كيف؟ لأنه يلبس لباسها، ويدخل في الجسم، ولا أحد يقاومه، لو كان له وضع آخر، شكل آخر، جهاز المناعة يقضي عليه، لكن هو يرتدي ثياباً أو له شكل مشابه تماماً لعناصر جهاز المناعة المكتسب، يدخل إلى الجسم يتمكن ثم يقضي على هذا الجهاز، فالإنسان يفقد المناعة.

المناعة :

 ما هي المناعة؟ لو فرضنا إنساناً أصيب بمرض، و جهاز المناعة المكتسب شكّل مصلاً مضاداً لهذا المرض، شفي منه، الشفاء مدى حياته بسبب هذا المصل المضاد، فالإنسان عندما يمرض كل مرض يمرضه يتشكل مصلاً مضاداً لهذا الجرثوم، وبعدة أمراض يمرضهم يصبح معه جهاز مناعة مكتسب رائع جداً.
 هذا الفيروس فيروس الإيدز يدخل ويقضي على عناصر جهاز المناعة المكتسب، يصبح من الرشح تنتهي حياة الإنسان، فالقضية خطيرة جداً فأنا أقول: إن هذا الجهاز جهاز المناعة المكتسب يضعفه العلاقة المثلية هذه بخلاف التشريع الإلهي، وبخلاف الأنظمة الوضعية في الأرض، ويضعفه العلاقة الجنسية غير الشرعية، الآثمة.
الأستاذ حسام :
 عندما يبتعد الإنسان عن شرع الله، ويبتعد عن الوظيفة الحقيقية التي خلقها الله لهذا الجهاز ماذا يحصل بالبشر؟

الإسلام منهج متوازن :

الدكتور راتب :
 ما من شهوة أودعها الله بالإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها، بالدين لا يوجد حرمان هناك تنظيم، فالإسلام منهج متوازن، فإذا ضربنا به عرض الطريق ولم نعبأ به، أمامنا متاعب لا تنتهي، وأنا أقول: إن العالم يعاني معاناة كبيرة، هناك ثلاثمئة مليون مصاب من أمراض أساسها الخروج عن منهج الله.

خاتمة و توديع :

الأستاذ حسام :
 جزاك الله خيراً الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، الداعية الإسلامي، مستمعينا الكرام نلتقي غداً إن شاء الله لنتابع الحديث في آيات الله في الإنسان، إلى اللقاء.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور