وضع داكن
25-04-2024
Logo
الندوة : 21 - في الإنسان - آلية عمل جهاز المناعة المكتسب.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ حسام :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، مستمعي الكرام أرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج: "أفلا تبصرون"، وأرحب أيضاً بضيفي الداعية الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي.
الدكتور راتب :
بكم أستاذ حسام جزاك الله خيراً.
الأستاذ حسام :
تحدثنا في الحلقة السابقة عن جهاز المناعة المكتسب، وأيضاً تحدثنا عن التوحيد بالنسبة للإنسان المؤمن حينما يعود كل شيء في حياته إلى خالق الكون، ويعود به إلى الله إذا أصابه سراء شكر وإذا أصابه ضراء صبر، وصلنا إلى آلية عمل جهاز المناعة المكتسب.

 

غدة التيموس أخطر غدة في جسم الإنسان :

الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين.
أستاذ حسام هذا الجهاز كما قلت في بداية الحلقة السابقة: هو جيش بكل معاني هذه الكلمة، فيه فرق القتال، فرق الاستطلاع، فرق الخدمات، فرق تصنيع السلاح، فرق الكوماندس، الكوماندس هذه قضية خطيرة جداً، في الإنسان خلايا سرطانية وهذه الخلايا أنا سوف أسميها المغاوير باللغة العربية، هذه الخلايا المتميزة تلتهم الخلايا السرطانية في وقت مبكر، لكن ما الذي يحدث؟ أن هذه الكريات البيضاء المقاتلة - الآن الحديث عن المقاتلة - هذه عناصر معها سلاح فتاك لكنها جاهلة، فكيف ندربها ونعلمها؟ عندنا غدة اسمها التيموس، لعشرين عام سابقة لو قرأت كل كتب الطب، يقولون: هذه الغدة لا وظيفة لها إطلاقاً، هذا علم سطحي، كتب الطب قبل عشرين سنة لو قرأتها في كل أنحاء العالم يقولون: هذه غدة التيموس لا وظيفة لها، السبب لأنها تضمر كلياً وتختفي بعد سنتين، ما دام شيء ضمر واختفى إذاً ليس له وظيفة، لكنه تبين أن هذه الغدة أخطر غدة في جسم الإنسان.
الأستاذ حسام :
تضمر ونختفي بعد سنتين من ولادة الإنسان؟

غدة التيموس تتمتع بأخطر وظيفة في الجسم :

الدكتور راتب :
يبدو أن هذه الكريات البيضاء المقاتلة هي عناصر الجيش الأولى، بالنهاية هناك خدمات وطب وهندسة بالجيش، لكن أخطر شيء بالجيش المقاتل مشاة البحرية، هؤلاء أهم فرقة بالجيش، فهذه الفرقة بالجيش من كريات بيضاء أيضاً لكنها جاهلة سماها العلماء الكرية التائية الهمجية، معها سلاح وجاهلة لا تعلم من العدو ومن الصديق، ما الذي يحصل؟ تدخل هذه الكريات إلى مدرسة حربية، اسمها التيموس، هذه المدرسة كبروها آلاف المرات، فإذا هي مدرج كالمدرج الروماني، والخلايا التي عليها كأن هناك مدرج ومقاعد وكل خلية تائية همجية جالسة على مقعد تتلقى خلال سنتين من هو الصديق ومن هو العدو، تقريباً هناك ألف صديق وألف عدو، وهناك مواد صديقة؛ السكر صديق، ومواد سامة عدوة، فهذه الخلايا البيضاء المقاتلة التي مهمتها قتل العدو هي جاهلة، لذلك سماها العلماء قبل دخولها المدرسة الحربية التيموس، سموها التائية الجاهلة الهمجية، فإذا تخرجت تصبح الخلايا التائية المثقفة، ما الذي يحصل في الوقت بسنتين؟ لا أحد يعلم لكن كبروها رأوا مدرجاً والخلايا التائية جالسة على مقاعد هذا المدرج لا تخرج هذه الخلايا إلا بامتحان، ما الامتحان؟ امتحانان، الامتحان الأول تعطى هذه الخلية التائية عنصراً صديقاً فإذا قتلته ترسب وتقتل، وتعطى امتحاناً آخر فإذا لم تقتله ترسب وتقتل، النجاح بقاؤها حية والرسوب هو القتل، فبعد عامين في هذه المدرسة المتميزة تتخرج الخلايا أي الكريات البيضاء المقاتلة المثقفة، هذه تعلم الصديق من العدو، لكن لحكمة أرادها الله هذه الوجبة الأولى من خريجات هذه المدرسة الحربية تتولى تعليم الكريات إلى نهاية الحياة، وتنتهي مهمة هذه المدرسة وتغلق أبوابها وتضمر وتتلاشى، هذه غدة التيموس الذي قال عنها الأطباء لمئة عام سابقة ليس لها وظيفة إطلاقاً ثم اكتشف أنها تتمتع بأخطر وظيفة في الجسم.

جهاز المناعة جهاز خطير جداً في حياة الإنسان :

الآن أنا كرياتي البيضاء مثقفة تعلم من هو العدو ومن هو الصديق، تقتل العدو، لكن مع تقدم السن يضعف التعليم، كل جيل يعلم الجيل اللاحق بشكل مستمر، لكن بسن الستين أو السبعين يضعف هذا التعليم، تنشأ حالة اسمها الخرف المناعي، أي لا يوجد تعليم متقن، هذه الخلية جاهلة قد تقتل الصديق، لذلك قالوا: أحد أخطر أمراض العصر التهاب المفاصل الرثوي، سببه حرب أهلية بالجسم، كريات بيضاء قوية جداً لكنها جاهلة وقد تعتدي على الصديق، فلذلك هذا الجهاز خطير جداً، وكما قلت لكم هناك قامع، هذا القامع ما الذي يفكه؟ الشدة النفسية، لذلك الخوف مرض، القلق مرض، الحقد مرض، فإذا تمتع الإنسان بالحب، وكان مستقيماً وعنده توازن، هذا بحدِّ ذاته صحة بالمعنى المادي، فالإنسان المتوازن، المؤمن المستقيم، الذي لا يوجد عنده مشكلة نفسية مع ربه، هذا الإنسان صحيح الجسم بسبب مادي، الشيء الثاني الذي يفك هذا القامع المواد البترولية، إذا كنا نعمل في إصلاح السيارات فرضاً وأردنا أن نأخذ بنزين من السيارة عن طريق أنبوب، وسحبنا الهواء فدخل شيء من البنزين، المواد البترولية مسرطنة، والمواد البلاستيكية مسرطنة، فالمادة الحمضية والمادة الحارة تؤثر في المواد البلاستيكية، أي ممنوع أن تشرب كأس شاي حار بإناء بلاستيكي، ممنوع أن تعمل أكلة حمضية بوعاء بلاستيكي، هذا خطر كبير، فلذلك البلاستيك مسرطن، والشدة النفسية مسرطنة، والبتروليات مسرطنة، والمواد الإشعاعية مسرطنة، هذه تفك القامع عن الخلايا السرطاينة فيصاب الإنسان بالسرطان.

خاتمة و توديع :

الأستاذ حسام :
جزاك الله خيراً الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، الداعية الإسلامي، مستمعينا الكرام نلتقي غداً إن شاء الله لنتابع الحديث في آيات الله في الإنسان، إلى اللقاء.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور