وضع داكن
20-04-2024
Logo
الندوة : 20 - في الإنسان - وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ حسام :
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين، وعلى آله و أصحابه أجمعين، مستمعي الكرام أرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج: "أفلا تبصرون"، وأرحب أيضاً بضيفي الداعية الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي.
الدكتور راتب :
 بكم أستاذ حسام جزاك الله خيراً.
الأستاذ حسام :
 وإياكم، يقولون أستاذ راتب إن للإنسان جهازاً تقويماً مناعياً، يسمى جهاز المناعة المكتسب، كيف ننظر إلى هذا الجهاز وإعجاز الله في هذا الجهاز؟ وقد أمرنا الله عز وجل:

﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾

[ سورة الذاريات: 21 ]

جهاز المناعة أعقد جهاز في الإنسان :

الدكتور راتب :
 بارك الله بكم على هذا السؤال، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، هذا الجهاز يعد أعقد جهاز في الإنسان، فنحن في دمنا كريات حمراء لها وظائف، نعالجها في لقاء آخر، وهناك كريات بيضاء، الكريات البيضاء جيش بكل ما في هذه الكلمة من معنى، جيش فيه خمس فرق، فرقة الاستطلاع، فرقة المعلومات أخطر فرقة في الجيش، هذه الفرقة هي كريات بيضاء، إذا دخل عدو إلى جسم الإنسان أقصد بالعدو جرثوم، تتجه إليه، وتأخذ شيفرته الكيماوية، وتنقلها إلى معامل السلاح العقد اللمفاوية، مهمة هذه الكريات استخبارية فقط، تأخذ الشيفرة الكيماوية لهذا الجرثوم وتبلغها لمعامل السلاح في العقد اللمفاوية في الجسم.
 الآن عندنا نوع آخر من هذه الكريات، المصنعة للسلاح، مهمتها تصنيع المصل المضاد لهذا الجرثوم، في ضوء بنيته، وخصائصه، وشيفرته الكيماوية تصنع هذا السلاح، الشيء الذي لا ينسى أن هذا الجهاز عنده ذاكرة تمتد مع حياة الإنسان، فلو صنع هذا المصل المضاد لهذا الجرثوم في السنة العاشرة من عمر الطفل وجاءه هذا الجرثوم في السنة السبعين من حياته المصل جاهز، ذاكرة هذا الجهاز مذهلة، ما من داع لأن يصنع مرة ثانية، المصل المضاد صنع قبل أربعين سنة أو خمسين سنة جاهز، إذاً يتمتع هذا الجهاز بذاكرة مذهلة ولولا هذه الذاكرة لا معنى إطلاقاً للتلقيح في حياة البشر، ما هو التلقيح؟ تعطي الإنسان جرثوم المرض المعين بشكل مخفف، فالجسم يصنع مصلاً مضاداً لهذا الجرثوم المخفف ويحفظه، فأي دخول لهذا الجرثوم في حياة الإنسان السلاح جاهز، هذه الكريات البيضاء رقم اثنين تصنع السلاح.
 عندنا كريات بيضاء خدمات، مثلاً تمت معركة تنظيف أرض المعركة من الجثث، من الآليات المعطلة، هذه كلها مهمة الخدمات في الجيش، عندنا كريات بيضاء تلتقط بواقي المعركة وتلتهمها وتنظف أرض المعركة، لكن أكبر فرقة عندنا فرقة المقاتلين، فإذا دخل جرثوم فرقة المقاتلين الكريات البيضاء أيضاً تذهب إلى معامل السلاح وتحمل السلاح المناسب لهذا الجرثوم وتقاتله حتى تقضي عليه، أحياناً يكون باليد حبة بيضاء فيها مصل شفاف أو غير شفاف، هذه الحبة البيضاء هي نتيجة معركة تمت بين الجراثيم وبين الكريات البيضاء.

الشدة النفسية وراء معظم الأمراض :

 عندنا كريات بيضاء استطلاعية، كريات بيضاء من أجل تصنيع السلاح، كريات بيضاء من أجل الخدمات، كريات بيضاء من أجل المعركة بين الجرثوم وبين الجسم، لكن في عام سبعة وتسعين اكتشف كريات بيضاء متميزة جداً هذه ممكن أن نسيمها المغاوير، أو سلاح الكوماندوس باللغة الأجنبية، هذه المغاوير عندها مهمات استثنائية، هذه تستطيع أن تكتشف الخلايا السرطانية في الإنسان في وقت مبكر جداً وتلتهمها، والحقيقة الثابتة أن في الإنسان مليارات الخلايا السرطانية، لكن هذه الخلية السرطانية عليها قامع، هذا القامع يمنع فعاليتها، كل إنسان ولو كان سليماً معه ملايين الخلايا السرطانية، وعلى كل خلية قامع، هذا القامع ما الذي يفكه؟ الشدة النفسية، الخوف، القلق، الحقد، لذلك الإيمان يسبب راحة نفسية، يسبب شعور أن هذا الذي خلقني يحبني، الذي خلقني يريد أن أطيعه، أنا أطيعة الآن، ما دمت أطيعه فهو متكفل بي، فحالات الإيمان، الحالة النفسية المريحة، الهادئة، الواثقة من المستقبل، لا يوجد قلق، ولا خوف ، ولا حقد، حالة التسامح، هذه كلها صحة نفسية وصحة جسدية بآن واحد، فهذه الخلايا حينما تكون في حالة ارتياح نفسي تكون قوية، الموضوع دقيق جداً ونحن في حاجة ماسة إلى هذه المعلومات، لأن الشدة النفسية وراء معظم الأمراض، والدليل:

﴿ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ ﴾

[سورة آل عمران: 119]

 هذه آية قرآنية، الغيظ مميت، الشدة النفسية التي يعيشها الإنسان البعيد عن الله، البعيد عن طاعته، البعيد عن الإحسان إلى خلقه، هذه شدة قاتلة، حقد ، نقمة، ضغط، قهر، هذا مرض العصر، لذلك تقريباً في العالم الغربي البشر يذهبون جميعاً إلى أطباء نفسيين، بل إن بعضهم يذهب مرتين أو ثلاثة، معنى ذلك عندنا خلل في التوازن، أما الإيمان فيحقق توازناً للإنسان.
الأستاذ حسام :
 المؤمن بالسراء يشكر وفي الضراء يصبر.

 

الإيمان يسبب راحة نفسية و شعوراً بالأمن :

الدكتور راتب :
 المؤمن له إله يعتقد اعتقاداً جازماً أن كل أمره مع هذا الإله، وأن هذا الإله عادل ورحيم ومحب، فهذا الشعور أن هناك إلهاً أمري بيده وقال لك الله عز وجل:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

 أمرك بيده، هو رحيم وعادل، هذه المشاعر مسعدة، هذه المشاعر المسعدة صحية، ليس بالمعنى المعنوي للصحة بالمعنى المادي، فإن كنت متوازناً انعدم عندك القلق و الشدة النفسية، لذلك ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، التوحيد أمرك بيد واحد، فأنت عليك أن ترضيه، وانتهى الأمر.

 

خاتمة و توديع :

الأستاذ حسام :
 جزاك الله خيراً الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، الداعية الإسلامي، مستمعينا الكرام نلتقي غداً في حلقة جديدة إلى اللقاء.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور