وضع داكن
28-03-2024
Logo
فاسألوا أهل الذكر - الندوة : 15 - كيف نقرأ انتصارات الأمة في رمضان وجهاد المسلمين؟
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 المذيع: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
 أيها الأخوة: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً بكم إلى هذا اللقاء الإيماني الجديد من خلال برنامجكم: اسألوا أهل الذكر.
 أيها الأخوة: سجل التاريخ الإسلامي القديم والحديث من النصر في معارك الحق آيات بينات، وترك للإنسانية من أبطال الإصلاح والفتوح والعلم أعلاماً شامخين، وقد سجل رمضان معظم الانتصارات الأمة وفتوحاتها، فهل أحرزوا هذا النصر لولا أن الصيام بث فيهم من القوة و نصرة الحق والحرية الروحية الكاملة، ما جعلهم يخوضون المعركة أقوياء أحراراً ؟ فإن قاتلوا قاتلوا بقوة الله، وإن رموا رموا بعزة الله، وإن صالوا وجالوا كانت قوة الحق وإشراقة الروح هي التي تسدد لهم الهدف، وتدلهم على مقاتل الأعداء، رمضان شهر الصبر والجهاد، عن هذا يحدثنا ضيفنا الكبير فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي، الأستاذ المحاضر في كلية التربية في جامعة دمشق، خطيب جامع النابلسي، والمدرس الديني في مساجد دمشق، السلام عليكم، وأهلاً بكم دكتور.
 الأستاذ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 المذيع: أستاذي كيف تقرأ انتصارات الأمة في رمضان وجهاد المسلمين؟ ومن أين كانوا يستمدون هذه القوة ؟
 الأستاذ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أستاذ زهير: جزاكم الله خيراً لابد من مقدمة، هذا الدين العظيم الذي كان سبب فتوحات المسلمين هذا الدين العظيم الذي نقل المسلمين من رعاة للغنم إلى قادة للأمم، منهج كامل تفصيلي، لا أدري كيف مسخ هذا الدين في آخر الزمان إلى عبادات شعائرية تؤدى أداء أجوف ليس غير، من منا يظن أن الدين ينتهي إذا أديت الصلوات الخمس ؟ وصمت رمضان، وحجت بيت الله الحرام، ولم يكن استقامة لا في حديث ولا في تعامل ولم يكن هناك جهاد لا في نفس ولا في دعوة ولا في قتال، كيف أن هذا الدين أصبح عبادات شعائرية، مع أن العبادات الشعائرية في الدين هي معللة بمصالح الخلق أولاً، وعبادات معللة بسعادة الإنسان ثانياً.
 النقطة الدقيقة: أن كل ما في القرآن الكريم من أمر يقتضي الوجوب ما لم تكن قرينة على خلاف ذلك، حينما قال الله عز وجل:

﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾

(سورة الأنفال)

 هذا أمر إلهي، نحن لماذا نصلي ؟ لأن الصلاة فرض، وهذا واجب على كل مسلم، وهذا أيضاً يجب أن يعد لعدوه ما ينتصر به على عدوه، لكن الإعداد واسع جداً.

 

﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾

 حينما يحتل الإنسان موقعاً في الحياة، ويتقن عمله ويوظف هذا الموقع لخدمة المسلمين، هو قد أعد للعدو عدة، فهذه الانتصارات الحاسمة التي كانت عبر التاريخ، لم تكن وليدة صدفة، ولا وليدة عشية أو ضحاها، بل وليدة إعداد نفسي وسلوكي كبير، ونحن نكون سذّج حينما نطمح أن ننتصر على عدو قوي متغطرس ماكر مخادع بأسباب بسيطة تافهة، لابد من أن نعد للأعداء قوة.
 النقطة التي ينبغي أن تكون واضحة عند كل الإخوة المواطنين هو أن النصر هو أمنية كل مسلم و عربي ‍! النصر الذي تتوق أنفسنا إليه له شرطان أساسيان، كل من هذين الشرطين لازم غير كاف.
 المذيع: ما هي شروط النصر أستاذي الكريم ؟
 الأستاذ: التعامل مع الله عز وجل تعامل وفق قواعد، ليس هناك تعامل مزاجي، هذا دين عظيم من عند خالق الأكوان، كل قوانين الأرض قننها الله عز وجل، ودينه في قوانين، قضية أن ننتصر بدعاء أجوف، أو ننتصر بمعجزة إلهية تأتينا ونحن لم نفعل شيئاً هذا مستحيل، لابد من تحقيق أسباب النصر ! من خلال القرآن الكريم، ومن خلال السنة الصحيحة، يتضح لنا أن أول أسباب النصر هو الإيمان بالله اليقيني، أنه لا ناصر إلا الله، وأن النصر بيد الله ومن عنده، والله وحده هو الذي يقرر من المنتصر، لقوله تعالى:

 

 

﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ﴾

 

(سورة الأنفال)

﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ﴾

(سورة آل عمران)

 أما حينما نعتقد أو نتوهم أن النصر من عند زيد أو عبيد، إن كنت مع هذه القوة الطاغية تنتصر، إن كنت على وئام مع هذه القوة القوية تنتصر، إن عقدت معاهدة مع هذه القوة تنتصر، حينما نبحث عن أقوياء في الأرض وننسى خالق السماوات والأرض لا يمكن أن ننتصر، لأننا أشركنا بالله عز وجل، إن الله لا يغفر أن يشرك به، حينما أؤمن أن الله مستحيل وألف ألف مستحيل أن يسلمنا لأعدائنا لأن الله عز وجل بيده كل شيء.

 

﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾

 

(سورة هود)

 حينما أؤمن الإيمان الذي يحملني على طاعة الله، والإيمان الذي لا يحملني على طاعة الله إيمان لا ينجي، بل إن إبليس مؤمن بهذا المقياس.
 المذيع: عذراً أستاذي الكريم معنا اتصال:
 المتصل: السلام عليكم، الأخ محمود.

 

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الوقوف ساعة في سبيل الله خير من ليلة القدر عند الحجر الأسود.

 

 هل هذا الحديث صحيح ؟ نرجو توضيح صحة الحديث، وثواب ليلة القدر، وثواب المجاهد في سبيل الله، وأستودعكم الله.
 الأستاذ: كل من اعتقد أن الله خلق السماوات والأرض يتوهم أنه مؤمن إبليس قال: ربي فبعزتك آمن به رباً وآمن به عزيزاً وقال: خلقتني آمن به خالقاً وقال انظرني إلى يوم يبعثون ومع ذلك هو إبليس وهو لعنه الله عز وجل واستحق جهنم لأبد الآبدين، فأن أؤمن فقط أن الله خلق السماوات والأرض دون أن أتحرك ودون أن يحملني إيماني على طاعته والتوكل عليه والاستقامة على أمره، هذا إيمان لا يقدم ولا يؤخر، لابد من الإيمان المقبول عند الله، فهو الإيمان الذي يحملني على طاعته.
 فالإيمان شرط لازم غير كاف، لابد من إعداد العدة.

﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ﴾

 وقد يقول قائل: هناك فرق كبير بين إمكانات المسلم الآن، وبين إمكانات الطرف الآخر، نقول: لست مكلفاً أن تعد القوة المكافئة، بل أن تعد القوة المتاحة، حينما تؤمن الإيمان الذي يحملك على طاعة الله، وحينما تعد العدة المتاحة أنت حققت أسباب النصر.

 

﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)﴾

 

(سورة الروم)

﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (141)﴾

(سورة النساء)

 إذا كان لهم علينا ألف سبيل وسبيل، ففي إيماننا خلل.

 

﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)﴾

 

(سورة الصافات)

 آيات كثيرة تعد المؤمنين بالنصر.

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾

 

(سورة النور)

 فالإيمان شرط لازم غير كاف، والإعداد شرط لازم غير كاف، يجب أن نعد لأعدائنا كل ما نستطيع من قوة مادية وبشرية وعتاد وعدة ومعلومات وتفوق علمي، إن أردنا النصر فله ثمن ليس باليسير، أما أن نتمنى على الله الأماني ونحن قاعدون، أو ننتظر من الله أن يحدث معجزة ونحن لا يمكن أن نغير شيئاً في حياتنا وعلاقاتنا وكسب أموالنا وإنفاق أموالنا هذا نوع من التمنيات التي لا يتعامل الله معها أبداً.
 " ليس بأمانيكم ولا بأمان أهل الكتاب، من يعمل سوء يجزى به"
 المذيع: عذراً لدينا اتصال.
 المتصل: السلام عليكم، الأخ منير، امرأة حامل، هل يجب على الجنين صدقة الفطر ؟ وهل تصح صدقة الفطر بعد صلاة العيد بأحد المذاهب ؟ وشكراً.
 الأستاذ: فنحن نتعامل مع الله بقوانين، وحينما تركنا من منهج الله بعض الأوامر والنواهي، وعطلنا بعض الأوامر الإلهية، دفعنا الثمن الباهظ، أنا باعتقادي أنه مرت سنون وسنون وعشرات السنين ونحن نعطل بعض الأورام الدينية فالنتيجة أننا دفعنا الآن الثمن الباهظ، أما لو أننا طبقنا منهج الله كله.
 منهج الله كل لا يتجزأ، لا يمكن أن نقطف ثمار الدين إلا إذا أخذناه كله، أما الشيء الخطير الآن أن الإنسان ينتقي، يوجد مذهب اسمه انتقائي، أنا آخذ من الدين ما هو مريح وما يعجبني وأدع مالا يعجبني، فحينما آخذ بعض الأمر، وأدع بعضه الآخر أنا عندئذ لا أستحق النصر، وقد نهى الله على بني إسرائيل أنهم يؤمنون ببعض الكاب ويكفرون ببعض، ونحن نأخذ ما يعجبنا وندع مالا يعجبنا ‍! هذا ليس هو الدين، أن تنتقي مالا يعجبك وتترك مالا يعجبك، لابد من أن نأخذ الدين كله كمنهج، ومن أبرز مناهج الدين الجهاد في سبيل الله والإنسان إن لم يجاهد ولم يحدث نفسه بالجهاد مات على ثلمة من النفاق.
 المذيع: هذا أيضاً فيما يتعلق بفضل المجاهدين، معنا اتصال.
 المتصل: السلام عليكم، الأخ إسماعيل، أليس في الحديث الصحيح الشريف:

((عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشياطين تصفد بالأغلال في شهر رمضان ))

 فكيف توسوس للإنسان ؟ وكيف تحصل هناك بعض الجرائم في شهر رمضان؟
 المذيع: سنجيب عن الأسئلة التي وردت، فالأخ محمود في بداية الحلقة قال: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الوقوف ساعة في سبيل الله خير من ليلة القدر عند الحجر الأسود. هل هذا الحديث صحيح ؟
 الأستاذ: هذا الحديث لم يمر معي في الصحاح،و لأن الدين في الأصل نقل، فأخطر ما في النقل صحة النقل، نحن إذا ألغينا الأحاديث الضعيفة والموضوعة من حياتنا اجتمعنا، لأن في الصحاح غنية، فالقرآن الكريم قطعي الثبوت، بينما الحديث الشريف بعضه ظني الثبوت، ولأن هذا الدين أخطر شيء في حياة الإنسان، ( ابن عمر دينك دينك إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا) بما أن الدين في الأصل نقل أخطر ما في النقل صحة النقل، فنحن حينما نبحث في قضايا الدين ينبغي أن نبحث في النصوص الصحيحة فقط، هذا الحديث لم يمر في الصحاح.
 المذيع: عذراً لدينا اتصال.
 المتصل: السلام عليكم، الأخت أم حسام، لو سمحت لدي أربع أسئلة: في سورة هود الآية رقم 108

﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)﴾

 يوم القيامة هل تفنى السماء والأرض أم تبقى ؟ ما معنى مجذوذ ؟
 هل يجوز دخول المسجد للحائض ؟
 هل يجوز صرف الزكاة المشكوك في أمرها ؟
 هل يجوز أن أعطي أختي زكاة المال لأن زوجها لا يحب عمله فهو مقصر ؟ أم أكون أشجعه على هذا ؟
 المذيع: أستاذي الكريم: الشق الآخر من سؤال الأخ محمود يسأل عن فضل ليلة القدر ؟
 الأستاذ: الحقيقة ليلة القدر خير من ألف شهر، والألف شهر تساوي ثمانين عاماً، أنت تقدر الله حق قدره، وتعرف حقيقة الذات الإلهية، وأن تتنامى معرفتك بالله عز وجل، هذا كله ينعكس عليك طاعة وخشية وعملاً صالحاً، فحينما أزداد معرفة لله عز وجل أزداد له حباً وطاعة وخشية، أما إذا أديت العبادات أداء شكلياً أجوفاً قد لا أزداد عند الله في مقامي ولا في عطائي، لذلك ليلة القدر خير من ألف شهر، أن تعبد الله ثمانين عاماً عبادة جوفاء خير منها أن تعرف الله المعرفة الحقة، وهذا ينطلق من قوله تعالى:

﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾

(سورة الزمر)

 وما من انحراف في سلوك الإنسان وما من تقصير في أداء واجباته ولا من ضياع في حياة المسلمين إلا بسبب نقص في معرفتهم بالله عز وجل، لأنه من أعجب العجب أن تعرفه ثم لا تطيعه أو لا تحبه ولا تتفانى في خدمة عباده.
 المذيع: معنا اتصال.
 المتصل: السلام عليكم، الأخ محمد نبيل، جزاكم الله خيراً !!!!
 المذيع: نتابع أستاذي الكريم الأسئلة، وبالأذن من الإخوة المستمعين لو بدأنا من مداخلة الأخ محمد نبيل.
 الأستاذ: والله أنا أقول دائماً العلة فينا نحن ! نحن حينما نتفاهم ونصحح تصوراتنا عن الجهاد ونصحح معتقداتنا في التوحيد قلت قبل قليل: إن كل أخطائنا مردها لضعف في التوحيد وضعف في الإيمان، فالمسلم يحتاج أن يعيد نظره في كل ما ترسّب في أعماقه من إعلام منحرف ضال، فالآية الكريمة:

 

﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ﴾

 

(سورة الأنفال)

 أنت حينما تكون قوياً قد لا تستخدم السلاح إطلاقاً، لمجرد أن يكون في حوزتك سلاح فعال فتاك، فأنت مرهوب الجانب، هذه حقيقة ! الآن دول كثيرة جداً تملك سلاح نووي لم تستخدمه إطلاقاً لكنها مرهوبة الجانب، فنحن حينما يكون جزء من ديننا أن نعد لأعدائنا، هم يعدون طائرة البـ 52 هذه صنعت في عام 1960، وصالحة لعام 2040 هذه الطائرة ! هذه تنطلق من أمريكا لأقصى آسيا وترجع، دون أن تحط على مطار في الأرض، هم يعدون لنا، نحن مقصرون.
 ينبغي أن نعد لهم، هم يعتقدون أن القوة هي الحق، أنت قوي أنت على حق، أنت قوي ينبغي أن تملي إرادتك وإباحيتك وعولمتك على كل شعوب الأرض، أنت قوي أنت كل شيء، لكن المسلم يعتقد أن الحق ما جاء من عند الله، لكنه يحتاج لقوة، فإن لم يدعم الحق بالقوة لا قوة له، لذلك في قول النبي الكريم:

 

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ... ))

 

(صحيح مسلم)

 أنا مع الأخ الكريم في هذه المداخلة جزاه الله خيراً.
 المذيع: معنا اتصال.
 المتصل: السلام عليكم، الأخت زهرة، أنا معكم عن ضياع حقوق أمتنا وانتهاك حرماتنا وطمع العدو بنا هو نتيجة لابتعاد الأمة الإسلامية عن تعاليم الدين وتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم والذي تسبب بتفرقة الصف وتشرذم الموقف العربي وتشتته مما زاد نسبة الخيانة بين الأنظمة المتآمرة عربية وصديقة، ولربما حرب أمريكا الداهم على شعب العراق الحبيب هو دليل قاطع على هذه الخيانة بعد أن أعلنت عدد من قيادات الدول العربية موافقتها على استخدام أراضيها كقواعد لقصف العراق، وهذا ورد في الصحف والأخبار ونراه يومياً، ولكن ألا تظن فضيلة الشيخ أن أيضاً لهذا الوجه العربي وجهاً آخر ؟ وهو الامتحان، امتحان الله عز وجل لعباده المؤمنين ؟ كما ورد في بعض السور القرآنية وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاصة أن الجهاد والاستشهاد نعمة لا يهبها الله إلا لمن يستحقها، وما هي برأيك الآلية المناسبة التي يمكن أن تمضي بها الأمة العربية لتحقق هذا النصر المطلوب، وإذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يعاقبنا بما كسبت أيدينا فأظن أن إحراق الأرض ومن عليها رد مناسب بعد أن تفش الخيانة ووهم الأمل ولربما الخيانة العربية للعروبة هي أكثر تأثيراً علينا، وهنا نتساءل بعض أن سمعت موجز الأخبار قبل قليل لماذا تمنع سلطات عربية أناساً مجاهدين من حقهم في زيارة أرض القداسة أرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقصد هنا وجهان وجه انتقام ووجه امتحان، فأي الكفتين ترجح ؟ وفي موضوع الإرهاب الذي تحدث عنه الأخ قبل قليل أسأل إذا كان أسامة بن لادن إرهابياً فماذا يكون جورج بوش وشارون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 المذيع: شكراً للأخت زهرة، ما هو تعليقكم أستاذي الكريم ؟
 الأستاذ: الحقيقة أن هناك نصرين نصراً واقعياً ونصراً مبدئياً، أنا حينما أصحح عقيدتي وأبذل قصارى جهدي في حمل هم المسلمين والتخفيف عنهم، لو لم يتحقق على يدي النصر أنا منتصر مبدئياً ولي الجنة، وهذا يؤخذ من قول الله عز وجل:

 

﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)﴾

 

(سورة البروج)

 الإنسان حينما يموت على الإيمان، حينما يسعى لحمل هم المسلمين والتخفيف عنهم، ويبذل كل طاقاته لخدمة المسلمين هو يموت مؤمناً ومنتصراً ولو لم يحقق النصر على يديه، أما أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأنت تتألمين جداً لما يحصل، الحقيقة أمة محمد عند العلماء أمتان أمة الاستجابة وأمة التبليغ الله عز وجل يقول:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

 

(سورة الأنفال)

 فإن لم نستجب ليس لنا أية ميزة عند الله شأننا كشأن أية أمة، إن لم نستجب لأمر الله ولداعي الجهاد ولإحقاق الحق، ولنصرة دين الله عز وجل، نحن شأننا كشأن أية أمة على وجه الأرض، لذلك قوله تعالى:

 

﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾

 

(سورة آل عمران)

 هذه ليست للمقصرين، هذه للسباقين، لمن استجابوا لله ورسوله إذا دعاهم لما يحييهم، لمن جاهدوا في سبيل الله ونصروا دين الله، أما حينما لا نستجيب نحن كأية أمة، ويؤكد هذا المعنى قول الله عز وجل:

 

﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ﴾

 

(سورة المائدة)

 فأجابهم الله عز وجل:

 

﴿قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ﴾

 

(سورة المائدة)

 أعتقد أن أخطر شيء على هذا الدين أدعيائه لا أعدائه، وأن الجهل أكبر أعدائنا، الجاهل عدو نفسه، ويفعل في نفسه ما لا يستطيع عدون أن يفعله عدوه به، لابد من ترتيب أوراقنا وإعادة تقييمنا وتغير أنماط سلوكنا حتى نستحق وعد الله عز وجل، الذي فيما أعتقد أن زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين.
 نجد في العالم العربي تشتتاً و تشرذماً واختلافاً ومصالحة وعقد معاهدة هذا كله يناقض توجيه النبي، يقول عليه الصلاة والسلام:

((سلم المؤمنين واحد وحربهم واحدة ))

 نحن سلمنا متفرق وحربنا متفرق.
 المذيع: أستاذي الكريم: نعود للأخ محمود، سأل عن فضل الجهاد والمجاهدين.
 الأستاذ: الحقيقة الجهاد ذروة سنام الإسلام، هو العبادة الأولى، ذلك أن الإنسان المجاهد يجود بنفسه، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، المجاهد له عند الله شأن كبير، قال تعالى:

 

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)﴾

 

(سورة آل عمران)

 بل إن الله سبحانه وتعالى يخاطب المجاهد يوم القيامة فيقول: تمنى علي يقول: يا رب أتمنى أن تعيدني إلى الدنيا لأقتل مرة ثانية، لعظم إكرام الله له، فقضية الجهاد أنت تتعامل مع خالق الكون، فعندما تقدم أثمن شيء ذلك أن الله سبحانه وتعالى تحدث عن بذل المال والنفس في ثمانية عشرة آية، قدم بذل المال على بذل النفس لأنه أسهل، قدم الأسهل إلا في آية واحدة قدم بذل النفس على بذل المال في آية عقد البيع القطعي قال تعالى:

 

﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾

 

(سورة التوبة)

 فالمجاهد إذا كان يجاهد لإعلاء كلمة الله ولنصرة دين الله، له عند الله مقام لا يعلمه إلا الله، فهذا الذي يجبن عن مواجهة العدو هو الذي يجهل حقيقة الجهاد،لأن الله عز وجل عدّ لعباده الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
 المذيع: الجزاء دائماً من جنس العمل، والله يضاعف لمن يشاء، معنا آخر اتصال.
 المتصل: السلام عليكم، الأخ يحيى، الشهر الكريم أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، توفي عمي البارحة صباحاً، فإذا كان مقصر مع الله، هل نال المغفرة لأنه توفي في أوسطه، نرجو إفادتنا بهذا الموضوع وجزاكم الله خيراً.
 المذيع: معنا سؤال من الأخ منير إمرأة حامل هل تجب صدقة الفطر على الجنين ؟
 الأستاذ: يستحسن أن تدفع عن الجنين صدقة، وسئل أستاذ رياضيات كم ولد عندك ؟ فقال: ثلاثة أولاد وسبعة أتساع ! فعجبوا من هذا الجواب، هو يقصد أن بقاء الجنين في بطن أمه تسعة من تسعة، فالجنين في بطن أمه سبع أشهر، سبع اتساع، هذا كائن حي ينبض قلبه فالأولى أن تدفع عنه زكاة الفطر، رجاء من الله عز وجل أن تكون الولادة سهلاً والطفل تام الخلق.
 المذيع: معنا آخر اتصال.
 المتصل: السلام عليكم، الأخ أبو مالك، أريد أن أشكر الشيخ على كلامه المفيد أن النصر لا يحقق بالهتافات والمظاهرات، علينا أن نصلح أنفسنا أولاً، في دمشق نمشي في الشارع فنجد الكاسيات العاريات سبعون بالمائة، والمفطرين أربعون بالمائة فإذا كنا كدولة محسوبة على الإسلام، سورية أول دولة تشارك في المؤتمر الإسلامي، هذا المفطر كان يحبس لأول يوم العيد، أين نحن منا هذا الأمر ؟
 المذيع: السؤال الثاني من الأخ منير: هل تجوز الصدقة بعد العيد ؟
 الأستاذ: لا تجوز، إنما تقبل كصدقة فطر وليس كزكاة، له أجر الصدقة فقط، لأن الفقير يحتاج لهذا المال في العيد، هي طهرة للصائم وطعمة للمسكين، بعد العيد انتهى هدفها.
 المذيع: الأخ إسماعيل يسأل عن تفسير الحديث الشريف تصفيد الشياطين في رمضان.
 الأستاذ: من عدم فهم الحديث فهماً عميقاً تصفيد الشياطين تصفيد حكمي لو أن هناك محل يبيع خمر، وكل أهل الحي قاطعوا هذا المحل أغلقوه حكماً، فالمسلم في رمضان حينما يستقيم على أمر الله ويتوب توبة نصوحاً ألغى وسوسة الشيطان فكأنه صفد، معنى صُفّد تصفيد حكمي، طاعتك لله تلغي دوره، فإن لم تطع الله في رمضان أحييت دوره، فترتكب في رمضان جرائم ومعاصي وتنتهك حرمات الله في رمضان لأن الشيطان يقيد حكماً بطاعتك لله عز وجل، فإن لم تطع الله هو طليق لا يقيد.
 المذيع: سؤال الأخت أم حسام هل تفنى الأرض يوم الحساب ؟
 الأستاذ:

 

﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4)﴾

 

(سورة التكوير)

 كل الآيات تؤكد أنها تفنى.
 المذيع: دخول المسجد للحائض لحضور درس تفسير ؟
 الأستاذ: المذاهب الأربع لا تجيز ! هناك من يرى أنها متأكدة أنها لا تؤذي المسجد وأن مكان حضورها قد يكون معد للتدريس وليس للصلاة في المسجد، ملحق ليس متصلاً بالمسجد يمكن أن تدخل.
 المذيع: مال مشكوك في أمره وجاء تحت توزيع الزكاة فما الحل ؟
 الأستاذ: إذا شك بالمال هذه ليست مهمتي، حينما آخذ مالاً من أحد لست وصياً عليه، أنفذ وصيته وأدفعه للفقراء، فأن أدخل بين العبد وربه ومحاسبة العبد عن مصدر هذا المال، لو أنه مسروق بشكل واضح، إذا كان قد أطلق يده في إنفاقها وفوضه تفويضاً كاملاً في إنفاقها يقدمها لمن يعتقد أنه فقير.
 المذيع: هل تجوز الزكاة على من يتقاعس عن العمل، وفي الوقت نفسه يصل المال لزوجته وليس له فهل يجوز أخذ المال أم لا؟
 الأستاذ: لو أنني لم أعطي أختي هذا المبلغ وبقي زوجها كسولاً بقيت أختي جائعة، أما عدم الإعطاء إذا دفعه للعمل ينبغي أن لا يعطيه، لأنه لا تجوز الزكاة على غني ولا على ذي مرة قوي
 المذيع: الأخت أم محمد من سورة النور الآية الثلاثين.
 الأستاذ:

 

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾

 ما ظهر منها طول المرأة وامتلاء جسمها ولون ثيابها،هذا الذي يظهر منها.

 

 

﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ﴾

 زين البعل دون قيد أو شرط، ما سوى البعل العلماء قالوا ثياب الخدمة ! ثياب الصدر مستور والأذرع والأرجل مستورة تحت الركبة إلى مرفق اليد فوق الصدر، هذه ثياب الخدمة للمحارم أما ما يفعله المسلمون اليوم أن الفتاة تذهب بثياب شفافة أمام أخيها أو أبيها هذا شيء محرم، ولو كان يوجد علاقة قرب.

 

 

((ذهب رجل للنبي عليه الصلاة والسلام سأله فقال له: استأذن على أمك قال: أمي ! قال: أتحب أن تراها عريانة ؟))

 

(ورد في الأثر)

 حتى فيما بين المحارم لابد من ثياب سماها العلماء ثياب الخدمة القبة مرتفعة، الأكمام للمرفقين، الثوب لتحت الركبة، هذه ثياب الخدمة، ما سوى ذلك مسموح أن يبد للأقارب المحارم، من هم المحارم ؟

 

﴿يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ﴾

 الأزواج، الزوج لا يوجد أي قيد أو شرط يحد من إبداء الزينة.

 

 

﴿أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ﴾

 البعل هو الزوج.

 

 

﴿أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ﴾

 أو ابن الزوج.

 

 

﴿أَوْ إِخْوَانِهِنَّ﴾

 الأخ.

 

 

﴿أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ﴾

 أولاد الإخوة والأخوات.

 

 

﴿أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ﴾

 المرأة التي يمكن أن تصف شكل المرأة وجسمها للأجانب هذه ينبغي أن لا تظهر زينتها أمامها، المرأة الفاسقة التي يمكن أن تنقل الأوصاف للرجال وكأن الرجال يرون النساء، تدخل في هذه الآية.

 

 

﴿أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ﴾

 مشية خاصة تظهر بعض مفاتن المرأة محرمة، فكيف إذا بدت شبه عارية في الطريق ؟ هذه الآيات شرحتها شرحاً تفصيلياً في شريطين، فالأخت الكريمة إذا أرادت تتصل بي إلى البيت وأقدم لها الشريطين مع تفصيلات مدة ساعتين حول هذه الآية
 المذيع: سؤال الأخ يحيى، هل تناله المغفرة لأنه مات في وسط شهر رمضان؟
 الأستاذ: هذا من شأن الله وحده، نحن لا يسمح لنا أن نقيم العباد عند الله، هذا من شأن الله عز وجل، بل نبي كريم قال:

 

 

﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)﴾

 

(سورة المائدة)

 المذيع: كنت قد علقت على الاتصال الأخير من الأخ أبو مالك عن المفطرين والكاسيات العاريات.
 الأستاذ: كيف ننتظر من الله أن ينصرنا إن لم نغير ؟ فملخص المخلص:

 

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾

 

(سورة الرعد)

 يجب أن نغير حتى يغير، إن لم نغير لا يغير، والحمد لله رب العالمين.
 المذيع: باسمكم جميعاً أيها الأخوة: نشكر فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي، الأستاذ المحاضر في كلية التربية في جامعة دمشق، خطيب جامع النابلسي، والمدرّس الديني في مساجد دمشق، نشكر زميلنا كمال الذي ساعدنا في التنفيذ على الهواء مباشرة، وجميع الأخوة والأخوات الذين تواصلوا معنا في هذا اللقاء، نلتقي غداً في حلقة جديدة إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

إخفاء الصور