وضع داكن
28-03-2024
Logo
الندوة : 01 - ما هو الإعجاز ؟.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 مقدمة :

الأستاذ حسام:
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق وعلى آله وصحبه أجمعين.
 أيها السادة، لقد دعا الإسلام إلى العلم بالله من خلال التفكر في خلق السماوات والأرض، قال تعالى:

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ﴾

[سورة الطارق]

 وقال أيضاً:

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾

[سورة عبس]

 وغيرها من الآيات التي تحض على التفكر، في برنامجنا هذا: "أفلا تبصرون" سوف نتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، آيات الله في الأفاق، وآياته في الإنسان، فقد قال تعالى في سورة فصلت:

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾

[سورة فصلت الآية:53]

 يسرنا أن يرافقنا في هذا البرنامج طيلة شهر رمضان المبارك الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، في كليات الشريعة وأصول الدين، دكتور راتب أهلاً ومرحباً بك في إذاعة دمشق.
الدكتور راتب:
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
الأستاذ حسام:
 سوف نرافقكم ونرافق أيضاً المستمعين طيلة شهر رمضان المبارك في حديث له أهمية كبرى في حياتنا في هذا الوقت، بداية ماذا نقول عن الإعجاز؟ ما هو الإعجاز؟.

 

الله سبحانه وتعالى من رحمته بعباده أرسل إليهم رسلاً تدلهم على منهجه :

الدكتور راتب:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله بيته الطيبين الطاهرين.
 الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى رحمة منه بعباده حينما يشردون عنه، ويغفلون عنه، رحمته تقتضي أن يرسل إليهم رسلاً، هؤلاء الرسل سيقولون للناس: نحن رسل الله، لكن الذي ألف أن يتحرك وفق هوى نفسه قد يجد في دعوتهم ومنهجهم ما يحد من حريته فيما يتوهم فيكذبهم:

﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً ﴾

[سورة الرعد الآية:43]

المعجزة هي شهادة الله لأنبيائه أنهم أنبياؤه :

 كيف يشهد الله لعباده أن هذا الإنسان الذي أرسله إلى الخلق هو رسوله، لا بدّ من أن يجري على يديه خرقاً لنواميس الكون، لا يقدر عليها إلا خالق الكون.
 فسيدنا موسى:

﴿ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ﴾

[سورة الأعراف]

 سيدنا إبراهيم أُلقي في النار فلم تحرقه، هذه الخارقات لنواميس الكون هي شهادة الله لأنبيائه أنهم أنبياؤه، ولكن لأن النبي عليه الصلاة والسلام بعثه الله لكل الأمم أجمعين:

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾

[سورة الأنبياء]

 إنه لنهاية الدوران، خاتم الأنبياء والمرسلين، فلو أن معجزته حسية كالمعجزات السابقة أنها تقع وتنتهي كتألق عود الثقاب يتألق وينطفئ، ويصبح خبراً يصدقه من يصدقه ويكذبه من يكذبه، هذه المعجزات الحسية لا تصلح لآخر الأنبياء والمرسلين، ولمن دعوته لكل الأمم أجمعين، لا بد من أن تكون المعجزة التي هي في أصلها شهادة الله لنبيه أنه نبيه من أن تكون عقلية.

 

الأدلة على أنّ الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن :

 من هنا كان في القرآن الكريم عدد كبير من الآيات القرآنية التي تتحدث عن الكون والإنسان بسبق علمي مذهل، فبعد تطور العلوم وتقدمها، والحديث عن أدق أدق ما فيها، نجد أن آية قرآنية نزلت قبل ألف و أربعمئة عام تؤكد ما توصل العلم إليه، هذا التوافق العجيب بين ما في القرآن من إشارات علمية تزيد عن ألف و ثلاثمئة إشارة وبين معطيات العلم الحديث برهان قاطع على أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن.
 أما كشاهد قريب فحينما صعد الإنسان إلى القمر وهذا قبل أربعين عاماً تقريباً، ما الذي حصل؟ مادام هذا الإنسان في مركبته، في طبقة الهواء التي تزيد عن خمسة و ستين ألف كيلومتر، الجو مضيء، نهار، فلما تجاوز رواد الفضاء طبقة الهواء ودخلوا في منطقة ليس فيها هواء، صاح رائد الفضاء لقد أصبحنا عمياً لا نرى شيئاً، قال بالضبط: لقد أصبحنا عمياً، والشاهد أن أحد كبار علماء الفلك المسلمين كان في القاعدة التي انتقلت منها المركبة، اسمه الدكتور فاروق الباز، واستمع بأذنه إلى كلمة رائد الفضاء لقد أصبحنا عمياً لا نرى شيئاً، نفتح القرآن الكريم الذي نزل قبل ألف و أربعمئة عام فإذا فيه قوله تعالى:

﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ﴾

[سورة الحجر]

الأستاذ حسام:
 سبحان الله! أستاذ محمد راتب هل هناك قواعد يمكن أن نعتمد عليها لنرقى؟ هذه الآية هي إعجاز علمي في القرآن الكريم.

 

الإعجاز العلمي أكبر داعم للإيمان و أكبر معول لتهديمه :

الدكتور راتب:
 والله الحقيقة المُرة أنه كما أن الإعجاز العلمي أكبر داعم للإيمان، يعد الإعجاز العلمي أكبر معول لتهديم الإيمان، حينما نأتي بمقولة لم تثبت بعد، ونربطها ربطاً مفتعلاً بآية قرآنية لها عدة معان، يأتي الطرف الآخر ينقض هذه المقولة العلمية، وينتقل إلى نقض القرآن الكريم، فخطر كبير أن نتسرع وأن نربط أي قضية علمية أو أي مقولة علمية بالقرآن الكريم، لا بدّ من أن تكون القضية العلمية حقيقة مقطوعاً بها، لا يختلف عليها اثنان على وجه الأرض، ولا بدّ من أن تكون الآية قطعية الدلالة، واضحة وضوح الشمس، لا يختلف على معناها اثنان في الأرض، ولا بدّ من أن يكون الربط محكماً، وعفوياً، وتاماً، وطبيعياً، حتى ندخل هذه المقولة وتلك الآية في الإعجاز العلمي.

خاتمة و توديع :

الأستاذ حسام:
 جزاك الله خيراً أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، في كليات الشريعة وأصول الدين.
 نلتقي غداً مستمعينا الأحباء في حلقة جديدة من برنامج:" أفلا تبصرون"، إلى اللقاء.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور