- ٠1كتاب الهجرة
- /
- ٠1كتاب الهجرة
أما هؤلاء الأنصار , الذين هاجر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدموا مثلا رائعا من أمثلة التضحية والإيثار , وأنموذجا فذا للتعون بين المؤمنين , كل هذا كان تعبيرا عن عمق إيمانهم , وسمو مشاعرهم , ولقد زكى الله صنيعهم فقال بحقهم:
﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
ولنستمع إلى حديث سيدنا سعد بن معاذ , سيد الأنصار , رضي الله عنه يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم , عشية معركة بدر , حيث يجسد موقف الأنصار:
(( يا رسول الله , لقد آمنا بك وصدقناك , وشهدنا أن ما جئت به هو الحق , أعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة لك , فامض بنا يا رسول الله لما أردت , فنحن معك , فو الذي بعثك بالحق , لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك , ما تخلف منا رجل واحد , وما يكره أن تلقى بنا عدوا غدا , وإنا لصبر في الحرب , صدق عند اللقاء , فصل حبا ل من شئت واقطع حبال من شئت , وأعطنا ماشئت , وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت , فلعل الله يريك منا ما تقر به عينك ))
هؤلاء الذين آووا ونصروا رسول , من جاءهم مهاجرا في سبيل اله , أعد الله لهم مغفرة ورزقا كبيرا , وفازوا بمرضاة الله , وهي أثمن ما يناله مخلوق على وجه الأرض.. قال تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾
فشتان: بين من يعارض الحق وبين من يؤيده.....
وبين من يصدق النبي وبين من يكذبه......
وبين من يخرجه وبيب من يؤويه....
وبين من يقاتله وبين من ينصره.....
وبين المؤمن وبين غير المؤمن....
قال تعالى:
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾
وقال أيضا:
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ﴾