وضع داكن
29-03-2024
Logo
درس تلفزيوني قناة سوريا - الدرس : 23 - فوائد التمر
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 أعزائي المشاهدين ، أخوتي المؤمنين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
 في رمضان: كان عليه الصلاة والسلام يفطر على تمرات قبل أن يصلي فإن لم تكن تمرات ، حسا حسواتٍ من الماء. رواه الأمام أحمد ، وأبو داوود والترمذي في صحيح الجامع الصغير.
وعن سلمان بن عامر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمرٍ فإنه بركة فإن لم يجد تمراً فالماء طهور. أخرجه الترمذي ، وأبو داوود في صحيح الجامع الصغير.
 التمر أيها الأخوة ؛ الذي يتناوله الصائم مع الماء ، فيه خمس وسبعون بالمائة من جزئه المأكول مواد سكرية أحادية ، سهلة الهضم سريعة........ إلى درجة أن السكر الذي فيها ينتقل من الفم إلى الدم في أقل من عشر دقائق ، وفي الحال يتنبه مركز الإحساس بالشبع في الجملة العصبية فيشعر الصائم بالاكتفاء فإذا أقبل بعدها على الطعام أقبل عليه باعتدال وكأنه في أيام الإفطار.
بينما المواد الدسمة إذا بدأ بها الصائم ، يستغرق هضمها وامتصاصها أكثر من ثلاث ساعات ، فمهما أكثر الصائم من الطعام الدسم لا يشعر بالشبع ولكن يشعر بالامتلاء.
 لذلك كان عليه الصلاة والسلام من سنته العملية أنه يفطر على تمرات ثم يصلي المغرب، ثم بعدها يجلس إلى الطعام ، ومن لم يطبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم في إفطاره فاته خير كثير من صيامه صحياً ، ونفسياً ، ودينياً.
أخوتنا المشاهدين:
تتركب التمور من السكريات الأحادية ، وهذا النوع من السكر هو أسرع السكاكر على الإطلاق امتصاصاً في جسم الإنسان ، ففي عشر دقائق كما قلنا ينتقل سكر التمر من الفم إلى الدم.
وتتركب التمور أيضاً: من الألياف السللوزية ، التي لها أثار مدهشة في عملية الهضم ، وفي امتصاص الشحوم ، وفي وقاية الأمعاء من الأمراض الوبيلة.
 وتتركب التمور أيضاً: من المواد البروتينية المرممة للأنسجة ومن نسب ضئيلة من الهون ، ويحتوي التمر ، ودققوا في هذه الحقائق ويحتوي التمر على خمسة أنواع من الفتامينات الأساسية التي يحتاجها الجسم.
كما يحتوي التمر: على ثمانية معادن أساسية لبناء الجسم ومائة غرام من التمر فيها من نصف إلى خمس حاجة الجسم من المعادن يومياً.
ويحتوي التمر أيضاً: على اثني عشر حمضاً أمينياً ، وفي التمر مواد ملينة ومهدئة.
أيها الأخوة الكرام:
 هناك خمسون مرضاً يسببها الإمساك ، والتمر يقي الإنسان من الإمساك بل إن له آثار إيجابية في الوقاية من فقر الدم ، ومن ارتفاع الضغط ، بل ويعين على التئام الكسور ، وهو ملين ، ومهدئ ، وقد أثبت الأبحاث أن التمر لا يتلوث بالجراثيم إطلاقاً لآن شدة تركيز السكر العالي فيه يمتص ماء الجرثوم.
هذا التوجيه النبوي الكريم من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
أعزائنا المشاهدين:
 ومن دلائل النبوة صلى الله عليه وسلم ، أنه أمرنا عند ذبح الحيوان الذي نعده لطعامنا أمرنا أن نقطع أوداجه ؛ أي شرايين رأسه فقط ، من دون أن نقطع رأسه ، وليس في عصر النبي صلى الله عليه وسلم لا في الجزيرة العربية ، ولا في مراكز الحضارات شرقاً وغرباً من معطيات العلم ما يسمح بتعليل هذا التوجيه بل ولا في العصور التي تلت عصره صلى الله عليه وسلم ، إلى أن اكتشف أخيراً أن القلب ينبض بتنبيه ذاتي يأتيه من القلب ، لا يأتيه من المخ ، بل من القلب نفسه من مركز كهربائي ، وهناك مركزان كهربائيان إحتياطيان لهذا المركز يعملان عند تعطله ، ولكن هذا التنبيه الذاتي الذي يأتي القلب من القلب إنه يعطي النبض الطبيعي ، يعني ثمانين نبضة بالدقيقة مثلاً ، أما حينما يواجه الكائن خطراً ويحتاج إلى مائة وثمانين نبضة في الدقيقة ليسرع الدم في الأوعية لابد عندئذٍ من أن يأتي هذا الأمر الاستثنائي من الجملة العصبية ، وعلى رأسها الدماغ أن يكون هذا الأمر كهربائياً ، ومن الكظر بأمر من الدماغ هرمونياً.
أيها الأخوة:
 إن القلب ينبض إذا جاءه أمر استثنائي مائة وثمانين نبضة في الدقيقة ، والمعلوم أن مهمة القلب عند ذبح الحيوان هي إخراج الدم كله من جسم الدابة ، والنبض الطبيعي لا يكفي لإخراج الدم من جسم الذبيحة ، فإذا قطع رأس الذبيحة حرم القلب من التنبيه الاستثنائي الكهربائي ، والهرموني ، عندئذٍ يبقى دم الدابة فيها ، ولا يخفى ما في ذلك من أذى يصيب آكلي هذه الذبيحة ، فالدم طاهر في أثناء حياة الدابة أما إذا ماتت يصبح الدم نجساً ، وخطراً على صحة الإنسان ، فالدم في أثناء حياة الدابة يصفى عن طريق الرئتين ، والكليتين ، و التعرق أما بعد ذبح الدابة يصبح الدم بيئةً صالحةً لنمو الجراثيم الفتاكة.
ونشير هنا إلى أن اللحم غير المزكى ؛ أي الذي لم يخرج منه دمه محرمٌ أكله.
أيها الأخوة الكرام:
 ومن دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: لكل داء دواء ، فإذا أصيب داء الدواء برء بإذن الله.
أخرجه مسلم في صحيحه.
 وفي هذا الحديث معانٍ عظيمة ، فقوله صلى الله عليه وسلم لكل داء دواء يرفع روح المريض المعنوية ، وحالته النفسية التي تساعد كثيراً على شفائه من مرضه ، وفي هذا الحديث الشريف تشجيع للعلماء والباحثين ، على الاجتهاد والبحث عن دواء لكل داء لم يكتشف له علاج ، وفي هذا الحديث الشريف تنبيه على دقة التشخيص وصولاً لاختيار العلاج المناسب.
وقوله صلى الله عليه وسلم: فإذا أصيب داء الدواء.
ففي قوله إشارة إلى ضرورة دقة التشخيص للمرض ، وإشارة إلى ضرورة حسن اختيار الدواء المناسب لهذا المرض ، من حيث النوع و الكم وتقصي أقل الأعراض الجانبية حدوثاً.
 لكن البرءة في النهاية لا يكون حتماً عند الإصابة في التشخيص والإصابة في اختيار الدواء المناسب بالكمية المناسبة ، وفي الوقت المناسب هذه كلها شروط لازمة ولكنها غير كافية لا بد من أن يسمح الله للدواء أن يفعل فعله في العامل الممرض شفاءاً أو تخفيفاً.
لذلك قال عليه الصلاة والسلام: برىء بإذن الله.
 إذاً مما يكمل الأخذ بالأسباب التوجه إلى الله بالدعاء لأنه مسبب الأسباب لذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال داووا مرضاكم بالصدقات ، فصدقت السر تطفئ غضب الرب وباكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها.
أيها الأخوة المشاهدون:
أرجو أن الله سبحانه وتعالى أن تكونوا قد أفتم من هذه الدلالات وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى.

تحميل النص

إخفاء الصور