وضع داكن
19-04-2024
Logo
الإعجاز العلمي - الندوة : 15 - النجم الثاقب.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾

[ سورة الذاريات: 21 ]

 السماء ، البرزخ ، النحل ، الأرض ، ظلمات الفضاء ، الكون ، النمل ، الكواكب ، دقة الإنسان .
 التفكر في الخلق والكون حوارات مع الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي من علماء دمشق يجريها عبد الحليم قباني .
الأستاذ عبد الحليم :
 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .
 أخوة الإيمان والإسلام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
 علم الفلك أو علم الهيئة كما أسماه العرب علم قديم جداً ، يرجع إلى آلاف السنين ، هدفه دراسة الكواكب والنجوم والمجرات ، إلا أنه لم يصبح علماً بالمعنى المتعارف عليه إلا منذ القرن السابع عشر مع اختراع المرصد ، فقد تقدم علم الفلك تقدماً كبيراً في القرنين التاسع عشر والعشرين مع مكتشفات الكيمياء والفيزياء الحديثة .
 أما علم الكون فهدفه دراسة نشأة وتركيب وتطور الكون ككل ، وفي القرآن الكريم نجد مئات الآيات الكريمة التي تتعلق بعلم الكون والفلك ، وهذه الآيات إن درست بصورة منهجية تشكل ما نسميه علم الكون والفلك القرآني ، في هذه الحلقة سندور حول تفسير آية قرآنية كريمة .
 يقول الله سبحانه وتعالى:

﴿ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾

[ سورة الرحمن : 37]

 معنا اليوم الدكتور محمد راتب النابلسي ، أهلاً وسهلاً بكم ، المحاضر والأستاذ في جامعة دمشق ، والخطيب والمدرس الديني في مساجد دمشق .
 فضيلة الدكتور ، هذه الآية الكريمة إن أردنا تفسيرها تفسيراً منهجيًّا فماذا علينا أن نفعل ؟

 

في القرآن الكريم آيات دالة على ما في الكون من معجزات :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
 أستاذ عبد الحليم - جزاك الله خيراً - أردت أن نفسر هذه الآية ، ولكن لابد لها من تمهيد ، فالباحث في العلم يوقن يقيناً قطعياً ، والمتأمل في الكون يشعر شعوراً حقيقياً حينما يقرأ آيات القرآن المتعلقة بخلق الأكوان والإنسان ، يوقن ويشعر بكل خلية في جسمه ، وبكل قطرة في دمه ، أن هذا القرآن كلام الله ، المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه مستحيل وألف ألف مستحيل أن يأتي به بشر ، فرادى ومجتمعين ، من خلال المؤتمرات العالمية التي عقدت في عواصم متعددة في أنحاء العالم الإسلامي حول الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة يتضح أن أبحاثاً علمية جادةً ورصينة قام بها علماء ليسوا مسلمين ، ولا تعنيهم آيات القرآن الكريم ، استغرقت عشرات السنين ، وكلفت ملايين الملايين ، تأتي نتائج بحوثهم مطابقة مطابقةً عفويةً وتامةً من دون تكلف ولا تعنت ، ومن دون تأويل بعيدٍ عن الآية ، أو تعديل مفتعل لحقيقة علمية، تأتي نتائج بحوثهم تلك مطابقة لآية أو لكلمة في آية ، بل لحرف واحد في آية ، وهذا مصداق قول الله عز وجل :

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾

[ سورة فصلت : 53]

الأستاذ عبد الحليم :
 إذاً بعد هذه السنين ، وبعد هذا التقدم العلمي يرجعون إلى القرآن الكريم ، ويكتشفون أن القرآن الكريم فيه آيات دالة على ما هو في هذا الكون .
الدكتور راتب :
 تطابق تام وعفوي بين حقيقة مقطوع بها ، وبين المعنى القطعي لآية ، كلامي دقيق ، بين المعنى القطعي لآية ، وليس المعنى الظني ، وبين حقيقة علمية مقطوع بها ، وينبغي أن يأتي هذا التوافق تاماً وعفوياً حتى يكون موضوع إعجاز علمي في الكتاب والسنة .
 مثلاً: في الواحد والثلاثين من شهر تشرين الأول من عام 1990 عرضت إحدى أقوى وكالات الفضاء في العالم من خلال مرصد عملاق موجود في الفضاء الخارجي ، عبر موقعها المعلوماتي صورة لا يشك الناظر إليها لحظة واحدةً أنها وردة جورية ، فهي وردة جورية بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، ذات أوراق حمراء قانية ، وذات وريقات خضراء زاهية ، وفي الوسط كأس أزرق اللون ، أما حقيقة هذه الصورة فشيء لا يصدق ، إنها ليست وردةً جورية كما يتوهمها الناظر ، إنها صورة جاءتنا من مرصد عملاق كبير في الفضاء الخارجي لنجم يبعد عنا ثلاثة آلاف سنة ضوئية ، اسمه عين القط ، هذا النجم حصل فيه انفجار ، فكانت هذه الصورة صورةً لهذا الانفجار ، ولكن ما علاقة هذا بالقرآن الكريم بل وما علاقة هذا بتلك الآية الكريمة التي تفضلت وسألت عن تفسيرها الديني والعلمي في وقت واحد ؟ إن هذا الانفجار الكبير لنجم عين القط الذي يبعد عنا ثلاثة آلاف سنة ضوئي هو ما تعنيه هذه الآية الكريمة بكل تفاصيلها .
 بل إن قارئ القرآن لو عاد إلى تفاسيره كلها ، وقرأ ما كتبه العلماء الأجلاء عن هذه الآية ، أنا أشعر أن كل تفسيراتهم لا تشفي الغليل ، لكن هذه الصورة وحدها لو ألقيت النظر إليها لكانت أدق تفسير لهذه الآية ، هذه الآية .

﴿ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾

[ سورة الرحمن : 37-38]

 كنت أتمنى أن يكون هذا البرنامج مرئياً لأعرض على الإخوة المشاهدين هذه الصورة، لقد عرضتها في التلفزيون العربي السوري في ندوة طويلة ، وعرضت دقائق هذه الصورة، على كل هذه الصورة هي وردة جورية - الصورة تعطي هنا انطباعاً أكبر - بكل معاني هذه الكلمة ، ولن تجد تفسيراً في كتاب الله يشفي غليلك إلا هذه الصورة .

 

ما ورد في التفاسير عن قوله تعالى ؛ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ :

 أنا كنت من قبل تحدثت عن النمل ، وذكرت في خلال الندوة السابقة أن هذا البحث العلمي عن النمل هو أدق تفسير لقوله تعالى:

﴿ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾

[ سورة الأنعام : 38]

 تحدثنا عن طبيعة النمل ، وعن علاقة النمل ، وعن النظام ، وعن التعاون ، وعن البيوت ، وعن جلب المواد الغذائية ، وعن ، وعن ، تجد نفسك أمام مجتمع بالغ التعقيد ، بالغ الانضباط ، كل هذه الحقائق تنضوي تحت قوله تعالى:

﴿ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾

[ سورة الأنعام : 38]

 أحياناً تجد بحثاً علمياً هو أدق تفسير لآية ، وقد تجد صورة هي أدق تفسير لآية ، هذا ما دفع الإمام علي كرم الله وجهه أن يقول: " في القرآن آيات لما تفسر بعد " . هذه الآية :

﴿ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾

[ سورة الرحمن : 37-38]

 ماذا ورد في التفاسير ؟ ورد في تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى :

﴿ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ﴾

  أي تذوب كما يذوب الدهن .
وفي قول آخر:

﴿ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ﴾

  هو الأدم الأحمر ؛ الجلد الأحمر .
وفي قول ابن عباس :

﴿ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ﴾

  كالفرس الوردي .
 وقال الحسن البصري : " تكون ألواناً " .
 وقال مجاهد :

﴿ كَالدِّهَانِ ﴾

، كألوان الدهان .
 هذه التفاسير ، لكني جئت بهذه التفاسير لأؤكد لك أن هذه التفاسير لا تشفي الغليل ، بل هذه الصورة التي اكتشفت حديثاً عن انفجار حصل في نجم عين القط هي التي توضح هذه الحقيقة .
 يقول الإمام القرطبي :

﴿ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ﴾

  قال: صارت في صفاء الدهن ولمعانه ، وكانت حمراء .
 وفي قول سعيد بن جبير: " وتصير في حمرة الورد وجريان الدهن ، وقيل الدهان الجلد الأحمر الصرف ، أي تصير السماء حمراء كالأديم لشدة حر النار " .
الأستاذ عبد الحليم :
 إذاً هذه الصورة وصلتنا عبر المرصد والتلسكوبات ، والتصوير الخارجي من الفضاء الخارجي ، وأعطت نفس الصورة التي أعطانا إياها القرآن الكريم في هذه الآية الكريمة ، وإن أردنا أن نأتي على آية أخرى في كتاب الله عز وجل ، قال الله تعالى:

﴿ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴾

[ سورة الطارق : 1-3]

 هنا هذه الآية تحدثنا أيضاً عن نجم نريد أن نعلم ما هو هذا النجم ؟ وما تفسير هذه الآية ؟

 

وقفات العلماء المتأنية عند النجم الثاقب :

الدكتور راتب :
 أستاذ عبد الحليم ، جزاك الله خيراً ، إن علماء التفاسير وقفوا وقفات متأنية عند تفسير النجم الثاقب ، حتى استقر رأيهم على أن هذا النجم ضوءه شديد ثاقب ، يخترق طبقات الجو ، ولم يتحدثوا إطلاقاً عن كلمة الطارق ، الثاقب شيء شديد قوي متين يثقب ، ففهموا هذه الآية على أنه الضوء الشديد الذي يثقب طبقات الظلام ، أما قوله تعالى:

﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ﴾

[ سورة النجم : 1]

 هذا النجم غير الشهاب الذي يسقط ، وقد ذكر الله عز وجل الشهاب في آيات كثيرة :

﴿ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ﴾

[ سورة الصافات : 10]

 وقال عز وجل :

﴿ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً ﴾

[ سورة الجن : 8]

 إذاً :

﴿ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴾

 النجم الطارق ، والنجم الثاقب ، وكأن العلماء الأجلاء تجاوزا كلمة الطارق ، ووقفوا عند الثاقب ، ورأوا أن أقرب المعاني إلى كلمة ثاقب أنه ضوء شديد يخترق ، ويثقب طبقات الظلام المتراكمة ، الموضوع معقد جداً ، ولكن على سبيل التبسيط ، حينما تكبر النجوم تنكمش ، وتزول الفراغات البينية من ذراتها ، إلى أن تصبح بحجم صغير جداً ، هل تصدق أن الأرض إذا ضغطت ، وأزيلت الفراغات البينية بين ذراتها أصبحت بحجم البيضة ، وبالوزن نفسه ، هذا من قوانين الفلك ، النجم إذا تقدم في العمر ، وبلغ مراحل متقدمة جداً من عمره المديد تخف الفراغات البينية بين أجزائه فيصغر ، ويكون بالحجم نفسه ، فهي كرة ككرة القدم ، يمكن أن تكون الأرض كرة ككرة القدم ، ويمكن أن تكون الكرة أيضاً كالبيضة ، هذه النجوم النيترونية المنكمشة يعدل وزنها خمسين ألف بليون من الأطنان ، فإذا وضعت هذه الكرة على الأرض ثقبتها ، ووصلت إلى طرفها الآخر ، كما لو أتيت بقطن أو سائل هلامي ، ووضعت فيه كرة حديد فإنها تسقط إلى الأسفل فوراً ، هذا هو النجم الثاقب لثقله وكبر حجمه النيتروني الذي ضغط حتى أصبح بحجم الكرة ، وله وزن يعدل وزن الأرض ، لو أن الأرض شاخت ، أي بلغت الشيخوخة ، فإنها تصبح بحجم البيضة وبالوزن نفسه ، ووزن الأرض هو هو لكنه يصبح بحجم البيضة ، هذا هو النجم الثاقب ، كما يراه بعض العلماء ، والقرآن كما أقول دائماً حمّال أوجه .
 هناك تلسكوبات لاسلكية تتلقى ومضات لاسلكية من هذه النجوم ، بنبضات نوبية ، وكأن هذا النجم الذي سماه القرآن نجماً طارقاً من الطرق ، طرق الباب ، يطرق أبواب الفضاء حيث يتزايد تواتر نبضات النوبية في شبابه ، وتقلّ هذه النبضات في شيخوخته ، ونعرف من خلال تواتر هذه الومضات التي تأتي عن طريق التلسكوبات اللاسلكية ، نعرف عمر هذا النجم ، فنجم يطرق ، ونجم يثقب ، وهذا شيء من أحدث البحوث الفلكية ، نجم يطرق بومضات لاسلكية، ونجم يثقب .

 

أفعال الإنسان وحركاته يحفظها الله له وسيحاسبه عليها :

 ثم قال تعالى:

﴿ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴾

[ سورة الطارق : 1-3]

 فهذا قسم ، فأين جواب القسم ؟ قال تعالى :

﴿ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴾

[ سورة الطارق : 4]

 هذا الإنسان الجاهل الذي يتوهم أن الإنسان خلق سدىً ، ولن يُحاسَب ، قد يبني مجده على أنقاض الآخرين ، قد يبني حياته على قتلهم ، قد يبني أمنه على خوفهم ، قد يبني غناه على فقرهم ، هذا إنسان جاهل ، فالله عز وجل يلفت نظرنا إلى هذا النجم العملاق الذي هو بحجم الكرة ، وبوزن الأرض ، وأن هذا النجم الذي يطرق أبواب الفضاء الخارجي الأول هو النجم الطارق ، والثاني هو النجم الثاقب ، فجواب القسم:

﴿ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴾

[ سورة الطارق : 4]

 فكل حركات الإنسان ، وكل سكناته ، وكل أقواله ، وكل أفعاله ، وكل بواعثه ، وكل أهدافه ، وكل آماله ، وكل ما يخفيه عن الناس يحفظه الله له ، وسيحاسبه عليه لأن الذي خلق النجم الثاقب ، والنجم الطارق ، والنجم إذا هوى ، هو الذي سيحاسب الإنسان على عمله ، قال تعالى:

﴿ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴾

[ سورة الطارق : 1-4]

 لم يغب عن علمه نجم في السماء ، ولن يغيب عن علمه أيضاً ظلم في الأرض .

 

الإنسان هالك لا محالة وسيحاسب على كل عمله :

 ثمة آية في سورة وردت في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم يقول تعالى :

﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ﴾

[ سورة المطففين : 1]

 لفت النظر أن سياق الجزء الأخير كله آيات كونية ، من دون استثناء .

﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ﴾

[ سورة النبأ : 1-2]

﴿ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ﴾

﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ﴾

﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾

[ سورة الفجر : 1-2]

 إلا هذه السورة ، وكأنها تبدو مقحمةً في سياق كوني ،

﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ﴾

  من أروع ما قرأت حول سر هذا الإقحام أن الله يذكر الإنسان أنك تصاب بالويل ، أو أنك هالك أيها الإنسان ، أيها الإنسان إنك هالك إذا طففت في حق إنسان ، أي بخست حقه ، فكيف إذا طففت أو بخست حق خالق الأكوان ، من باب أولى .

 

خاتمة وتوديع :

الأستاذ عبد الحليم :
 إذاً فضيلة الدكتور في هذه الحلقة كشفنا عن معانٍ كثيرة ، فهذا القرآن كلام الله ، وإنه معجزة مستمرة إلى نهاية الكون منذ سنين بسيطة وعديدة علمنا تفسير هذه الآية الكريمة :

﴿ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ﴾

﴿ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴾

  إذاً الآن تأتينا هذه التفسيرات بعد رؤية التليسكوبات اللاسلكية ، وهذه الومضات اللاسلكية التي نتلقاها من هذه النجوم .
 نشكرك في نهاية هذه الحلقة ، وإلى حلقة قادمة أيها الأخوة والأخوات مع هذا البرنامج ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور