وضع داكن
19-04-2024
Logo
الخطبة : 1114 - الاستقامة2 ، استقامة السرائر2 - لا يخافن العبد إلا ذنبه.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

الخــطــبـة الأولــى :

 

 

     الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وآل بيته الطيبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين.

الاستقامة :

 

     أيها الأخوة الكرام، بدأت في الخطبة السابقة سلسلة خطب تتحدث عن الاستقامة، وكنت أؤكد دائماً أن الاستقامة حجر الزاوية من الدين، ولن يقطف المسلم من ثمار الدين شيئاً ما لم يستقم على أمر الله، وكأن الاستقامة المحرك في هذه المركبة، فإن تعطل المحرك في هذه المركبة تعطلت وظيفتها.
     أيها الأخوة الكرام، وفي الخطبة السابقة بينت لكم أن هناك استقامة السرائر، الإنسان له جوارح وأعضاء يستقيم بها على أمر الله، وله سريرة وقلب.

بنود استقامة السرائر :

 

 

 

 

1 ـ الصبر:


     هناك استقامة السرائر وهي تزيد عن بضعة عشر بنداً، تحدثت عن سبعة منها في الخطبة السابقة، وهأنذا أتابع هذه البنود في استقامة السرائر، من هذه البنود الصبر:

 

(( عَجَبا لأمر المؤمن ! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ))

 

 

[أخرجه مسلم عن صهيب]


     يتميز المؤمن عن بقية الناس بهذه الخصيصة:

 

 

(( إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر، فكان خيراً له، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيراً له ))

 

 

[أخرجه مسلم عن صهيب]


     يرقى عند الله في السراء والضراء، يرقى عند الله في الشكر والصبر، والإيمان شطران شطر شكر وشطر صبر، في الرخاء شكوراً، في البلاء صبوراً، امتص كل متاعب الدنيا، لأن مهمته في الدنيا كبيرة جداً، مهمته أن يعرف الله، وأن يدفع ثمن الجنة، لذلك: مقابل هذا الهدف الكبير يسترخص المتاعب، تماماً للتقريب كما لو أن طالباً طموحه أن يكون عالم ذرة، وعنده إمكانات عالية جداً، فيتحمل السفر، والبعد عن الأهل، والدراسة المستمرة، والعمل مع الدراسة، وقد يعمل في مطعم، وقد يعمل حارساً، كل هذه المتاعب من أجل أن يصل إلى هدفه الكبير، كذلك المؤمن.

 

 

أسوأ نموذج بشري أن يكون الإنسان بلا هدف :

 

 



     إلا أن المشكلة الكبيرة أن ترى إنساناً بلا هدف، لماذا يستقيم ؟ أسوأ نموذج بشري أن يكون الإنسان بلا هدف، يعيش ليأكل ويستمتع بالحياة الدنيا:

﴿ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾

 

( سورة الفرقان )

 

 

﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ﴾

 

 

( سورة الجمعة الآية: 5 )

 

 

﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ﴾

 

 

( سورة الأعراف الآية: 176 )

 

 

﴿ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) ﴾

 

 

( سورة المدثر )

 

 

﴿ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ﴾

 

 

( سورة المنافقون الآية: 4 )


     جمعت لكم الآيات التي يشبه الله بها هؤلاء الذين لا هدف لهم في الحياة، الإنسان حينما يتخلى عن رسالته، أو عن هدفه، أو عن تكليف، أو عن حمل أمانة يصبح تافهاً جداً، الإنسان همه بطنه، وهمه فرجه، ولعل الآية التي أشير فيها إلى مسخ قوم إلى قردة وخنازير لا تزيد في بعض معانيها على أن الإنسان إذا كان همه بطنه، وهمه فرجه، كان قرداً وخنزيراً بشكل إنسان، لذلك ورد في بعض الأحاديث:

 

 

(( تعس عبد الدرهم والدينار، تعس عبد البطن، تعس عبد الفرج، تعس عبد الخميصة ـ الثياب ـ ))

 

 

[أخرجه البخاري في كتاب الرقائق]

 

 

الصدق صفة أساسية في المؤمن :

 

 

 

     لذلك من صفات المؤمن أنه صادق، والله حينما أقرأ هذه الآية:

﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44) ﴾

 

( سورة ص)


     أنت حينما تصبر ألا يرى الله أنك صابر ؟ ألا يعلم حجم المشكلة التي تعانيها ؟

 

 

﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا (44) ﴾

 

 

( سورة ص)


     أي مستحيل وألف ألف مستحيل أن يصل الإنسان إلى الجنة دون أن يمتحن، دون أن يمتحن في السراء وفي الضراء، سُئل الإمام الشافعي: ندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين؟ فقال: لن تمكن قبل أن تبتلى.

 

 

﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾

 

 

( سورة العنكبوت )


     من سابع المستحيلات أن يصل المسلم إلى الجنة بالرخاء، بالراحة النفسية، بالدخل الكبير، بالمكانة الاجتماعية، لابدّ من الامتحانات، أنت حينما توطن نفسك أن حياتك فيها إكرام، وفيها تأديب، وفيها ابتلاء، ثلاث حالات لا يمكن إلا أن يمر بها المؤمن، حينما يقصر، أو حينما تزل قدمه، يمر بحالة تأديب من الله، وحينما يستقيم يمر بحالة ابتلاء، فإذا نجح في امتحان التأديب فتاب إلى الله، وإذا نجح في امتحان الابتلاء فثبت على إيمانه واستقامته، يدخل في حالة مريحة حالة التكريم، فأنت بين التأديب، وبين الابتلاء، وبين التكريم، وكلما اجتزت المرحلتين الأولى والثانية بسرعة جاءت مرحلة التكريم.

 

 

من كانت عقيدته سليمة و سلوكه وفق منهج الله فهو في خير :

 

     أيها الأخوة الكرام، سيدنا عمر إذا أصابته مصيبة ماذا يقول ؟
     " الحمد لله ثلاثاً، الحمد لله إذ لم تكن في ديني ".
     إنسان يعاقر الخمر، إنسان سقط في الزنا، إنسان سقط في السرقة، سقط في الرشوة، سقط في أكل المال الحرام، فإذا كانت المصيبة متعلقة بمال، أو بصحة، ولم تكن في الدين، فهذه نعمة كبرى، " الحمد لله إذ لم تكن في ديني " مستقيم لكن دخله قليل هذه المصيبة ليست في دينه، مستقيم لكن ابنه مريض هذه المصيبة ليست في دينه، مستقيم لكن يعاني ما يعاني من زوجته هذه المصيبة ليست في دينه، " الحمد لله إذ لم تكن في ديني، والحمد لله إذ لم تكن أكبر منها ".
     أحياناً حادث يصيب المركبة فقط، أما الأولاد سالمون، لو أن أحد الأولاد فقد أحد أعضائه، الحديد إصلاحه سهل أما الابن غالٍ جداً على أبيه، " الحمد لله إذ لم تكن أكبر منها، والحمد لله إذ ألهمت الصبر عليها ".
     والله كلام دقيق يحتاجه كل مؤمن:
     " الحمد لله إذ لم تكن في ديني، والحمد لله إذ لم تكن أكبر منها، والحمد لله إذ ألهمت الصبر عليها ".
     الله عز وجل في آية قطعية الدلالة يقول:

﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) ﴾

 

( سورة آل عمران)


     أنت حينما تصبر الله يحبك.

 

 

إذا أحب الله عبده ابتلاه ليكفر عنه خطاياه :

 

 

 

     و يقول الله عز وجل:

﴿ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ(145)﴾

 

( سورة آل عمران)


     هذا الذي شكر على المصيبة، إذا أحب الله عبده ابتلاه، ما معنى ابتلاه ؟ أي عنده مشكلة قابلة للشفاء، فهو ضمن العناية المشددة، " الحمد لله إذ لم تكن في ديني، والحمد لله إذ لم تكن أكبر منها، والحمد لله إذ ألهمت الصبر عليها ".
     الشيء الدقيق إذا أحب الله عبده ابتلاه، أب له ولدان، الأول معه التهاب معدة حاد، والأب طبيب، ويعلم أن هذا المرض يشفى شفاءً تاماً بحمية قاسية على الحليب فقط، يشدد عليه تشديداً لا يتصور، حليب فقط، هناك طعام آخر في البيت يحبه الصغير، لأن مرضه قابل للشفاء، الابن الثاني لا سمح الله ولا قدر معه انتشار ورم خبيث بالأحشاء لو سأل الثاني أباه ماذا آكل ؟ يقول له: كُلْ ما تشاء، لا يوجد أمل، أيهما أفضل أن تخضع لحمية صارمة لكن الشفاء قريب أم أن تؤتى كل ما تتمنى لكن المرض مستعص ؟

 

 

الصبر أحد أركان النجاة :

 

 



     أيها الأخوة الكرام، الآن الحديث الدقيق جداً:

(( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلَا نَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حَزَنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ مِنْ خَطَايَاهُ ))

 

[ متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ]


     كلام جامع مانع، واضح جلي، أية مصيبة تصيب المؤمن من أجل تكفير الخطايا:

 

 

(( ما من عثرة، ولا اختلاج عرق، ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم، وما يغفر الله أكثر ))

 

 

[ أخرجه ابن عساكر عن البراء ]


     لذلك الله عز وجل يقول:

 

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) ﴾

 

 

( سورة آل عمران )


     اصبر وادعُ أخاك أن يصبر، اصبر وأعن أخاك على الصبر، اصبر وخفف عن أخيك ما يعانيه:

 

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) ﴾

 

 

( سورة آل عمران )


     بل إن الصبر أحد أركان النجاة قال تعالى:

 

 

﴿ وَالْعَصْرِ(1)إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3) ﴾

 

 

( سورة العصر )

 

 

2 ـ التوكل:


     أيها الأخوة الكرام، مكان آخر في السرائر هو التوكل، لكن قبل أن أبدأ أكبر خطأ وقع فيه المسلمون أنهم توكلوا بجوارحهم وأعضائهم، بينما التوكل محله القلب فقط، في الظاهر تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، دقق أيها الأخ الكريم الطريق الكامل طريق عن يمينه واد سحيق، وعن يساره واد سحيق، أنت لست مؤمناً إن لم تأخذ بالأسباب، ينبغي أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، لا تقل توكلت على الله ولم تأخذ بالأسباب، لا تقل وابنك مريض الله هو الشافي، لا تقل قبل أن تسافر الله هو الحافظ، يجب أن تأخذ بالأسباب، أن تراجع المركبة، أن تعالج ابنك، أن تدرس، هذا الذي لا يأخذ بالأسباب وقع في وادي المعصية، وحالة المسلمين اليوم في الأعم الأغلب لا يأخذون بالأسباب، بل يتوهمون أن الله سينصرهم دون أن يأخذوا بالأسباب، وهذا أكبر خطأ يرتكبه المسلمون اليوم، ينتظرون معجزة تنهي أعداءهم، يجب أن نأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء وبعدها نتوكل على الله وكأنها ليست بشيء هذه بطولة، أن تراجع المركبة مراجعة دقيقة جداً، ثم تتوجه من أعماقك وتقول: يا رب أنت الحافظ، الذي يحصل أن الذي يأخذ بالأسباب وتوحيده ضعيف، يعتمد على الأسباب، وينسى الله، فيقع في وادي الشرك، والذي لا يأخذ بالأسباب يقع في وادي المعصية.

 

 

على الإنسان أن يأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم يتوكل على الله و كأنها ليست بشيء :

 

 

 

     الغرب أخذ بالأسباب، وألهها، واعتمد عليها، ونسي الله، والشرق لم يأخذ بها، كلاهما على خطأ كبير، ينبغي أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، الابن مريض تأخذه إلى أفضل طبيب، تشتري له أدق الأدوية، تشرف بنفسك على الدواء، وبعدها تقول: يا رب أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، هذا الموقف، بالدراسة، بالتجارة، بمعالجة المريض، بتربية الأولاد، أما عامة المسلمين لا يقدمون لله سبباً بل يتواكلون على الله.
     سيدنا عمر رأى أناساً يتكففون الناس في الحج، سألهم: من أنتم ؟ قالوا: نحن المتوكلون، قال: كذبتم، المتوكل من ألقى حبة في الأرض، ثم توكل على الله.

إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ :

 

 

 

 

(( إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ))

 

[ أخرجه أحمد في مسنده والترمذي وابن ماجة عن عوف بن مالك]


     ما العجز ؟ ألا تأخذ بالأسباب:

 

 

(( وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْس ))

 

 

[ أخرجه أحمد في مسنده والترمذي وابن ماجة عن عوف بن مالك]


     خذ السبب، متى تقول حسبي الله ونعم الوكيل ؟ إذا غلبك أمر، أخذت بالأسباب، طالب لم يدرس أبداً فلما رسب قال: هكذا مشيئة الله، لم يكتب الله لي النجاح ماذا أفعل ؟ هذا كذب بكذب، دجل بدجل، خذ الأسباب ثم توكل على رب الأرباب، خذ الأسباب وكأنها كل شيء ثم توكل على الله وكأنها ليست بشيء هذا الموقف الكامل، أما لو أن هذا الطالب الذي أخذ بالأسباب أصابه مرض قبل الامتحان بيوم حال بينه وبين أداء الامتحان هذا إذا قال: حسبي الله ونعم الوكيل، نقول: صدق.
     أنا أقول دائماً: هناك ما يسمى بجزاء التقصير، و هناك ما يسمى بالقضاء والقدر، إنسان نصحه الطبيب بأشياء دقيقة جداً، لم يأخذ بها، و يقول: الله الشافي، فإذا أصابه ما توعد به الطبيب هذا الذي أصابه ليس قضاء وقدراً بل جزاء التقصير، أما حينما تأخذ بالأسباب وعندئذ يأتيك شيء غير مستحب هذا قضاء وقدر.

 

 

التوكل على الله باب كبير من أبواب استقامة السرائر :

 

 

 

     أيها الأخوة الكرام، يقول النبي عليه الصلاة والسلام:

(( لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا ))

 

[ أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث عمر قال الترمذي: حسن صحيح ].


     تغدو ؛ تتحرك، الطائر مع أن الله رزقه، لكنه توكل على الله، تحرك، طار إلى رزقه، أنا لا أصدق شاباً يقول: لا يوجد عمل، تحركت ؟ تابعت فرص العمل ؟ عرضت نفسك على بعض الشركات ؟ وسطت أحد الأشخاص ؟ لا يتحرك، ولا يسأل، ولا يخرج من بيته، ويقول: لا يوجد شغل، هذا النموذج لا يقبل إطلاقاً، لذلك الأعرابي الذي ترك ناقته بغير عقال ـ دون أن يربطها ـ قال: يا رسول الله أعقلها أم أتوكل ؟ وكأنه توهم أنه لابدّ أن تعقل دون أن تتوكل، أو تتوكل دون أن تعقل، قال النبي عليه الصلاة والسلام: اعقلها وتوكل، منهج خذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم توكل على الله وكأنها ليست بشيء، والآية الكريمة:

 

 

﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ (58) ﴾

 

 

(سورة الفرقان)

 

 

 

﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) ﴾

 

( سورة آل عمران)

 

 

﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾

 

 

( سورة الطلاق الآية: 3 )


     باب كبير من أبواب استقامة السرائر أن تتوكل على الله.

 

 

3 ـ القناعة:


     بند ثالث في استقامة السرائر، القناعة:

 

 

(( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ ))

 

 

[ مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ]


     من علامة الإيمان الرضا، أن ترضى عن الله، أن ترضى على شكلك، وعلى إمكانياتك، وكونك من فلان وفلانة، وجئت في هذه المدينة، وفي هذا العصر، هذه الأشياء ليست بيدك، الأب والأم، ذكر أو أنثى، بأي مكان وبأي زمان، أشياء أربعة اختارها الله لك، المؤمن يرضى عن الله، جعلك من أصحاب الدخل المحدود، وهناك إنسان جعله ابناً لغني كبير، إذاً من أصحاب الدخل غير المحدود، حينما تعلم حكمة الله، وحينما تعلم علم الله، وحينما تعلم رحمة الله، وقد اختار الله لك ما يناسبك لرضيت عن الله.
     شخص يطوف حول الكعبة، قال: يا رب هل أنت راضٍ عني ؟ كان وراءه الإمام الشافعي، قال له: يا هذا هل أنت راضٍ عن الله حتى يرضى عنك ؟ قال له: سبحان الله ! كيف أرضى عن الله وأنا أتمنى رضاه ؟ ـ هذا الكلام ما فهمه ـ قال له: إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله.

 

 

الحياة الطيبة هي الرضا عن الله عز وجل :

 

 


     من أدق الآيات قال تعالى:

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾

 

( سورة النحل الآية: 97 )


     قال بعض علماء التفسير: الحياة الطيبة هي الرضا عن الله.
     راض عن الله من حيث الصحة، من حيث الدخل، المكانة الاجتماعية.
     وقال بعض العلماء: إن الأبرار لفي نعيم، في نعيم الرضا عن الله عز وجل، وإن الفجار لفي جحيم، في جحيم السخط على الله، السخط على الله جحيم، هذا الذي يرى أن الله ما أعطاه ما ينبغي أن يعطيه، هذا ساخط على الله عز وجل، لذلك قال تعالى:

 

 

﴿ أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ(1)حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ(2) ﴾

 

 

( سورة التكاثر )


     يسعى الإنسان سعياً مجنوناً وراء المال، فإذا حصله تأتيه المنية، الذي جمعه في عمر مديد يخسره في ثانية واحدة:

 

 

﴿ أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ(1)﴾

 

 

( سورة التكاثر )


     ماذا بعد الغنى ؟ ماذا بعد أن تحتل أعلى منصب ؟ ماذا بعد أن تكون أقوى إنسان؟

 

 

أسعد الناس من هيأ نفسه لمغادرة الدنيا :

 

 

 

 

(( بادروا بالأعمال الصالحة، فماذا ينتظر أحدكم من الدنيا ؟ هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنىً مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة والساعة أدهى وأمر ))

 

[أخرجه الحاكم عن أبي هريرة ]


     هل أمام الإنسان بعد نجاحه الكبير في الحياة إلا الموت ؟ من منا يستطيع أن يقول أو من منا يستطيع أن يستيقظ كل يوم كاليوم السابق إلى ما شاء الله ؟ مستحيل في أحد الأيام هناك بوابة خروج، قد تكون البوابة من قلبه، أو من رأسه، أو من أعصابه، أو بحادث، أو بأشياء لا تعد ولا تحصى، الإنسان حينما يهيئ نفسه لمغادرة الدنيا يكون أسعد الناس، لذلك:

 

 

﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ(13) ﴾

 

 

( سورة الانفطار )


     هي القناعة والرضا عن الله:

 

 

﴿ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ(14)﴾

 

 

( سورة الانفطار )


     هو السخط عن الله عز وجل:

 

 

﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾

 

 

( سورة التكاثر )


     الفراغ نعيم تحاسب عنه، الأمن نعيم تحاسب عنه، الرزق نعيم تحاسب عنه.

 

 

4 ـ الزهد:


     أيها الأخوة الكرام، بند جديد في استقامة السرائر ؛ الزهد، ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس، قال تعالى:

 

 

﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) ﴾

 

 

( سورة لقمان)


     إياك أن تراها بحجم كبير، هي حجمها صغير لكن متى تعرف حجمها الحقيقي ؟ وأنت على فراش الموت تراها لا شيء، ترى طاعة الله كل شيء.

 

 

الزهد في الدنيا هو قصر الأمل :

 

 

 

     مرّ النبي عليه الصلاة والسلام بقبر ـ والله أيها الأخوة لو استطعنا أن نستوعب هذا الحديث لكنا في جنة ـ فقال:

(( صاحب هذا القبر إلى ركعتين مما تحقرون من تنفلكم خير له من كل دنياكم ))

 

[ ورد في الأثر ]


     هناك شركات أرباحها تزيد عن ميزانيات دول، لو أنك تملك كل هذه الشركات وجاء الموت ماذا تأخذ معك ؟

 

 

(( صاحب هذا القبر إلى ركعتين مما تحقرون من تنفلكم خير له من كل دنياكم ))

 

 

[ ورد في الأثر ]


     ما قولك إذا عرفت هذه الحقيقة وأنت حي ترزق ؟ بادرت إلى الصلاة، إلى قراءة القرآن، إلى العمل الصالح، إلى ذكر الله، إلى خدمة الخلق، ابتغاء مرضاة الحق:

 

 

﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا (33) ﴾

 

 

( سورة لقمان)

 

 

(( كُنْ في الدنيا كأنك غَريبٌ، أو عابِرُ سَبيلٍ. وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيتَ فلا تَنتَظِر الصَّباحَ، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ، وخُذْ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك ))

 

 

[ البخاري عن ابن عمر]


     الآن صحيح استغل هذه الصحة، وأكثر من العمل الصالح، لكن في خريف العمر ملقى في الفراش لا يستطيع أن يعمل:

 

 

(( وخُذْ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك ))


     أيها الأخوة، يقول سفيان الثوري: " ليس الزهد بأكل الغليظ، ولا بلبس العباءة والخشن من الثياب، ولكن الزهد في الدنيا هو قصر الأمل ".
     إذا أمسيت فلا تصبح، و إذا أصبحت فلا تمسي.

 

 

أنواع الزهد :

 

 

 

     أيها الأخوة الكرام، الإمام أحمد يقول: " الزهد على ثلاثة أوجه ترك الحرام وهو زهد العوام، وترك الفضول من الحلال وهو زهد الخواص، وترك ما يشغل العبد عن ربه وهو زهد العارفين ".
     الفضيل بن عياض يقول: " جعل الله الشر كله في بيت، وجعل مفتاحه حب الدنيا، وجعل الله الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد فيها ".
     و قال الحارث المحاسبي: " خيار هذه الأمة الذين لا تشغلهم آخرتهم عن دنياهم ولا دنياهم عن آخرتهم ".
     الزهد فيما عند الناس عدم الطمع، القول الرائع كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: " ازهد فيما عند الناس يحبك الله واطمع فيما عند الله يحبك الله ".
     ينبغي أن تزهد فيما عند الناس وأن ترغب فيما عند الله.

5 ـ الخوف:


     البند الآخر هو الخوف:

 

(( عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ))

 

 

[ متفق عليه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ]

 

 

﴿ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾

 

 

( سورة آل عمران)

 

 

من ازداد علمه ازداد خوفه من الله عز وجل :

 

 

 

     أيها الأخوة الكرام، أحياناً الطبيب يبالغ في غسل الخضراوات، كلما ازداد علمك ازداد خوفك، وكلما قلّ علمك قلّ خوفك، قد تجد شقاً في جسر، فإن لم تكن مهندساً تقول: يحتاج إلى دهان، يمعجن هذا الحائط، أما المهندس يقول: هناك خطأ في الأساس، وهذا الأمر يحتاج إلى نصف مليون ليرة لإصلاح البناء، إذا كان الإنسان عالماً يرى في هذا الشق مؤشراً على انهيار البناء، كلما ازداد علمك ازداد خوفك من الله، لذلك الذي لا يعرف الله لا يخاف.
     مرة طالب، قال لي: أنا لا أخاف من الله، قلت له: أنت بالذات معك الحق، قال لي: كيف ؟ قلت له: أحياناً الفلاح يأخذ ابنه الصغير إلى الحصيدة، ابنه عمره سنتان، أين يضعه ؟ يضعه بين سنابل القمح، يمر ثعباناً طوله عشرة أمتار، لا يخاف منه، بالعكس يضع يده عليه، لماذا لا يخاف منه ؟ لأنه لا يوجد فيه إدراك، علامة خوفك، علامة إدراكك الخوف، كلما ازداد خوفك دليل أن إدراكك عال جداً، لا يخافن العبد إلا ذنبه، ولا يرجون إلا ربه.
     أيها الأخوة الكرام، هذه استقامة السرائر، وهي بضعة عشر بنداً في خطبتين الأولى والثانية من سلسلة الاستقامة، أسأل الله عز وجل أن تنقلب هذه الموضوعات إلى حال نعيشه.
     أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين، أستغفر الله.


* * *

الخطبة الثانية :

 

     الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه أجمعين، وعلى صاحبته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين.

لا يرجو عبد إلا ربه  ولا يخافن إلا ذنبه :

 

     أيها الأخوة الكرام، حديث لا يزيد عن أربعة كلمات أراه منهجاً عظيماً لكل بيت:

(( لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه ))

 

[ مسند الفردوس عن علي بن أبي طالب ]


     يوجد أقوياء، ويوجد طغاة، و يوجد أمراض وبيلة، و يوجد منحرفون، أنواع المصائب لا تعد ولا تحصى، أنواع مصادر الشر لا تعد ولا تحصى، أنواع المقلقات لا تعد ولا تحصى، النبي عليه الصلاة والسلام ينصحنا ويقول: لا تخف من كل هذا، كل هذا بيد الله، خف من ذنبك، الذنب يستدعي كل هذه الشرور:

 

 

(( لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه ))

 

 

[ مسند الفردوس عن علي بن أبي طالب ]


     يوجد أقوياء، و يوجد طغاة، و يوجد ظلام، و يوجد بطاشون، و يوجد وحوش، و يوجد حشرات لدغتها قاتلة، أنواع الشر لا تعد ولا تحصى، القوى الشريرة لا تعد ولا تحصى، لا تخف إلا ذنبك، وإذا جاءت مشكلة لا ترجون إلا ربك.

 

 

الطغاة عصي بيد الله و علاقة الإنسان مع ربه فقط :

 

     أقسم لكم بالله تعد هذه الكلمات المعدودة منهجاً اجعلها في مكان بارز في البيت:

(( لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه ))

 

[ مسند الفردوس عن علي بن أبي طالب ]


     طبق هذه الحكمة، وهذه المقولة، وهذا النص، واسعد به، لا تخف من أي شيء، خف أن تقع في ذنب يستدعي أن يصل إليك المؤذي.
     بالضبط أنت أمام وحوش مخيفة لا ترحم، مفترسة لكنها مربوطة بأزمة بيد جهة رحيمة، حكيمة، عادلة، علاقتك ليس مع الوحوش ولكن مع من يملك هذه الوحوش، فإذا أرضيته أبعدها عنك، وإذا أخطأت بحق عباده سمح لواحدة منها أن تصل إليك، الوحوش الطغاة عصي بيد الله، فالذي يضرب بعصا هل يحقد على العصا أم على الضارب ؟ إن حقد على العصا فهو أحمق، هؤلاء يتحركون بأمر الله، لذلك ورد في بعض الآثار:

 

 

(( أنا مالك الملوك، وملك الملوك، قلوب الملوك بيدي، وإن العباد إذا أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة، وإن العباد إذا عصوني حولت قلوبهم عليهم بالسخط والنقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك، ولكن اشغلوا أنفسكم بالذكر والتضرع أكفكم ملوككم ))

 

 

[ رواه الطبراني عن أبي الدرداء ]


     علاقتك مع ربك فقط، والشيء الذي يستدعي المصيبة ذنبك: (( لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه )).

 

 

[ مسند الفردوس عن علي بن أبي طالب ]


     عند المشكلة تعلق بالله وحده، أنت الشافي يا رب، أنت الناصر، أنت المعز، فقط وقبل المصيبة خف من ذنبك:

 

 

(( لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه ))

 

 

[ مسند الفردوس عن علي بن أبي طالب ]

 

 

الدعاء :

 

     اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، انصر المسلمين في كل مكان، وفي شتى بقاع الأرض يا رب العالمين، اللهم أرنا قدرتك بأعدائك يا أكرم الأكرمين.

 

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور