وضع داكن
23-04-2024
Logo
علم القلوب - الدرس : 24 - طلب العلم 3 - أقوال في العلم
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

  الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

من عظمة نعمة الله عنده كثرت حوائج الناس إليه :

 لا زلنا -أيها الأخوة الكرام- في موضوع العلم, أنهينا موضوع الحكمة وانتقلنا إلى موضوع العلم، ورد:

((من استغنى بالله أحوج إليه الناس, ومن استحضر خشية الله في قلبه أنطقه الله بالحكمة))

[ورد في الأثر]

 وقد ورد أيضاً:

((ما عظمت نعمة الله على عبد إلا كثرت حوائج الناس إليه فمن تهاون بهم عرض تلك النعمة للزوال ))

[ابن حبان عن ابن عباس]

 إذا عظمت نعمة الله عند إنسان كثرت حوائج الناس إليه, فإذا مل هذه الحوائج, عرض هذه الحوائج للزوال، أي: إذا أحب الله عبداً جعل حوائج الناس إليه.
 الناس يقبلون على من عنده شيء, على من يبش لهم, على من يقدم لهم خدمة, على من يقدم لهم علماً, فإذا عظمت نعمة الله عليك كثرت حوائج الناس إليك.

((من استغنى بالله أحوج إليه الناس, ومن استحضر خشية الله في قلبه أنطقه الله بالحكمة))

[ورد في الأثر]

الله سبحانه وتعالى لا يقبل من عباده إلا اعتقاداً تحقيقياً :

 أحد العلماء قال: الله عز وجل يخاطب نبينا -عليه الصلاة والسلام- يقول له:

﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه﴾

[سورة محمد الآية:19]

 أول استنباط من هذه الآية: أن العقيدة لا تكون تقليداً, لم يقل الله عز وجل: (فقل لا إله إلا الله), قال: (فاعلم), ولو أنه قُبل منا أن نعتقد تقليداً لكانت كل الفرق الضالة ناجية عند الله, حجتها: سمعنا آباءنا, أو مشايخنا يقولون, فقلنا. العقيدة لا تكون إلا تحقيقاً, من هنا يُحاسب الناس.
 فالآية الكريمة:

﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾

[سورة محمد الآية:19]

 الله عز وجل أمر سيدنا إبراهيم قال له:

﴿أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾

[سورة البقرة الآية:131]

 لنبينا الكريم قال له:

﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾

[سورة محمد الآية:19]

 قال بعض العلماء: (فاعلم) تقودنا إلى العبودية, و(أسلم) تقودنا إلى العبودية, والذي يقودنا إلى الربوبية أعلى من الثاني، أي العلم مقدم على كل شيء.
 ورد أنه اجتمع العلماء في موضع, فقالوا: "إنا تعلمنا العلم, ولم نزدد منه هيبة, ولا حكمة, ولا ورعاً, فقال بعضهم: ورد في الأثر: " إني أهب الهيبة بالأسحار وأنتم نائمون, وأخرج الحكمة من بطن خال وأنتم تشبعون, وأُقسم التقوى والورع في صحبة الأتقياء وأنتم عنه مفارقون".

 

حاجة الإنسان إلى الهيبة و الحكمة و الورع :

 الإنسان يحتاج إلى أشياء ثلاثة؛ يحتاج إلى أن يصلي بالأسحار:

﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً﴾

[سورة الإسراء الآية:78]

﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً﴾

[سورة الإسراء الآية:79]

 لماذا لم يكن هناك هيبة ولا حكمة ولا ورع؟ لأن الله يهب الحكمة بالأسحار وأنتم نائمون, وينطق بالحكمة من بطن خال وأنتم تشبعون, وأقسم التقوى والورع في صحبة الأتقياء وأنتم عنه مفارقون.
 الإنسان أحياناً يُؤثر جلسة, سهرة فيها ضيافة على مجلس علم, يؤثر مكاناً فيه متعة على سماع تفسير القرآن, على ارتياد بيوت الله عز وجل, فالجواب كان لا حكمة, ولا هيبة, ولا ورع؛ لأنه لا يوجد تهجد, ولا زهد في الدنيا, ولا صحبة للعارفين بالله.

 

الذكي و العاقل من أعدّ لساعة الموت عدتها :

 يُروى: دخل بهلول على هارون الرشيد فقال له هارون: يا بهلول! أفدنا من حكمتك, فقال: يا أمير المؤمنين! قد أفاد العليم الخبير قبلي, حيث يقول:

﴿فإن خير الزاد التقوى﴾

  أما السفر بين يديك -أي كلنا مسافرون- كل واحد منا له أجل, وقد يكون قريباً, وقد يكون بعيداً, لكن في النهاية لا بد من أن يغادر الدنيا كما كان, لم ينقطع منه شيء, وأما الزاد فلا أدري؛ هل تزودت كما أمرت أم توليت؟ ثم أنشد يقول:

ستزعجك المنايا عن قرار  ويبدلك الردى لحداً بدارك
***

 هل من الممكن أن تستيقظ كل يوم كالبارحة إلى ما شاء الله؟ مستحيل! هناك يوم من الأيام ستخرج بالعرض لا بالطول.
 النبي حدثنا عن مرض الموت, هذا ليس له شفاء, حدثنا عن مرض آخر له شفاء:

((لكل داء دواء إلا السام))

[ لسان العرب عن عائشة]

 أي الكبر.
 ويوجد مرض الموت. فأنت مهما دعوت, إذا كان مرض الموت انتهى الأمر, لأن المغادرة عن طريقه.
 فهل هناك إنسان منا ممكن أن يستيقظ كل يوم كاليوم السابق, لم يصبه شيء؟ لا, مستحيل, كيف الناس يغادرون الدنيا؟ سوف يستيقظ في أحد الأيام على علة بجسمه؛ فالعلة تتفاقم, تتفاقم, تتفاقم, بأسبوع, بثلاثة أيام, بعشر سنوات حتى يأتي الأجل.
 فمن هو الذكي كل الذكي؟ العاقل كل العاقل؟ من أعدّ لهذه الساعة التي لا بد منها العدة.
 قال له: يا أمير المؤمنين!

ستزعجك المنايا عن قرار  ويبدلك الردى لحداً بدارك
***

 كل واحد منا له بيت قد رتبه؛ مكان جلوسه, مكان طعامه, حمامه, له مكتبه, مكانته, الأمور كلها مرتبة لكن هذا مؤقت, وهناك شيء سوف يصرفك عنه:

ستزعجك المنايا عن قرار  ويبدلك الردى لحداً بدارك
***

الموازنة بين البيت و القبر :

 أنت وازن بين البيت وبين القبر، مسافة كبيرة جداً بين القبر وبين البيت:

وتترك ما شقيت به زماناً  وتُنقل من غناك إلى افتقارك
***

 كل إنسان حتى يسكن في بيت يموت ألف موتة؛ حتى جمع ثمنه, حتى كساه, حتى زينه, حتى فرشه, المغادرة في ثانية, كان شخصاً أصبح خبراً على الجدران:

وتترك ما شقيت به زماناً  وتُنقل من غناك إلى افتقارك
***

 والله كنت مرة في حلب, الذي دعانا أحب أن يريني بعض أحياء حلب, يوجد عندهم حي اسمه الشهباء, والله قصور حي المالكي أكواخ أمامه, اطلعنا على قصر على النمط الصيني, - هذه القصة سنة أربع وسبعين - ثمنه وقتها خمسة وثلاثون مليوناً, كانت الأمور رخيصة, كان الدولار بثلاث ليرات, فيه رخام أونيكس بخمسة ملايين, الوصف لا يصدق مثل الخيال, لأحد أغنياء حلب, مات في الثانية والأربعين, وكان طويل القامة, وشاءت الأقدار أن يكون القبر أقصر من طوله. فلما وضعوه في القبر, جاء الحفار, دفعه بصدره حتى صار رأسه ملامساً لركبتيه صاحب هذا القصر سكن هذا القبر:
 وتترك ما شقيت به زماناً وتُنقل من غناك إلى افتقارك

وعينك في محل الدود تَبلى  وترتع عين غيرك في ديارك
***

 لي قريب حصَّل بيتاً في حي السبكي, واعتنى به عناية كبيرة, ورتبه, وزينه, وإذ يصاب بمرض عضال, فزار صديقه فقال له بالضبط: أخاف بنت الحرام – أي زوجته-, بعد أن أموت أن تتزوج, يأتي إنسان, يتمتع بالبيت, وأنا جالس في القبر:

وعينك في محل الدود تَبلى  وترتع عين غيرك في ديارك
***

 الإنسان إذا نظر للمرآة, له عين غالية جداً؛ عمل لها ليزر, وضع نظارة, عمل لها عملية, لكن هذه بعد الموت خلال يومين يأكلها الدود؛ عينه, أنفه, جلده, يتغسل, يفرك جسده, متألق, خلال يومين ينتهي.
 مرة حضرت دفن أحد أخواننا الكرام, هو إنسان نظيف جداً, على درجة عالية من الذوق, عندما دفن كان هناك فرجة في القبر فأهالوا فوقه الكثير من التراب, عنده وسوسة بالنظافة تفوق حدّ الخيال, أنزله وانتهى الأمر, خلال دقيقة أصبح من أهل القبور:

وعينك في محل الدود تَبلى  وترتع عين غيرك في ديارك
فبـــادر توبة لتحل داراً  تلذ بها وتنــعم مع جوارك
***

العاقل من عمل عملاً طيباً يلقى الله به و لم يعبأ بالناس :

 الذكاء والعقل أن تعمل للجنة, كل الناس حولك يبكون, أنت اضحك لوحدك:

﴿قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ﴾

[سورة ياسين الآية:26]

 هذا الإخلاص؛ اعمل للجنة, واعمل عملاً طيباً لتلقى الله به, ولا تعبأ بالناس.
 ثم قال:

إن الطبيب إذا سقى الشــبعان دواء أتعب نفسه وضيع متاعه
***

 ثم خرج, وهو يقرأ:

﴿كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾

[سورة الدخان الآية:25]

﴿وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾

[سورة الدخان الآية:26]

﴿وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ﴾

[سورة الدخان الآية:27]

المؤمن الصادق ينظر لآخرته لا لدنياه :

 كان سيدنا عمر بن عبد العزيز إذا دخل دار الخلافة, هناك آية كان يتلوها كلما دخل, أي إن صح التعبير مثل شعار عملي, الآية الكبيرة:

﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ﴾

[سورة الشعراء الآية:205]

﴿ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ﴾

[سورة الشعراء الآية:206]

﴿مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ﴾

[سورة الشعراء الآية:207]

(( عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ))

[ أخرجه الشيرازي عن سهل بن سعد و البيهقي عن جابر ]

 المؤمن الصادق كلما استيقظ يقول: هذا يوم سمح الله لي أن أعيشه, انظر الغلة -غلة الآخرة- الدنيا ليس لها قيمة.

 

الإنسان خاسر لأن مضي الزمن يستهلكه :

 الله عز وجل قال:

﴿وَالْعَصْرِ﴾

[سورة العصر الآية:1]

﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾

[سورة العصر الآية:2]

 الإنسان خاسر لأن مضي الزمن يستهلكه فهو خاسر، إنسان له ثلاثة أيام, مضى يوم, يومان، بقي يوم واحد.
 أخ من أخواننا حدثني عن قصة -أنا لا أعلم تفسيرها أبداً-: رأى مناماً -الأخ من أخواننا الكرام الصادقين- له أخ عمره تسع عشرة سنة, بعد ثلاثة أيام سيموت, هو اعتبر المنام مزحة, قال له: يا فلان -اسمه أيمن- بقي ثلاثة أيام؛ مضى يوم, بقي يومان, مضى يوم, قال له: بقي يوم.
 وفعلاً تشاجر مع صديقه, صديقه معه مسدس, أطلق عليه النار, الساعة الواحدة, اليوم الثالث كان من أهل القبور.
 لو يعلم الإنسان متى أجله تجد هذا الشيء مخيفاً، الإنسان يعيش بالأمل, يضع آمالاً لعشرين سنة, وقد يكون غداً من أهل القبور.
 لي طالب كان في الحادي عشر, له خال صاحب سينما, جاءه مرض عضال في سن مبكرة, دخل عليه صار يبكي, قال له: أنا جمعت الثروة حتى أتمتع بها في حياتي, هو لم يتمكن أن يتمتع بها, هو جمعها لإفساد أخلاق الشباب أساساً, كلما كان الفيلم فيه إثارة أكثر, كان ربحه أكثر, فجمعها من إفساد أخلاق الشباب:

﴿كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾

[سورة الدخان الآية:25]

﴿وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾

[سورة الدخان الآية:26]

﴿وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ﴾

[سورة الدخان الآية:27]

 وقيل: "الحكيم لا يزداد حكمة إلا ازداد من ربه خوفاً, وإليه قرباً, ومع الخلق تواضعاً, والعالم غير الحكيم, لا يزداد علماً إلا إذا ازداد من الله أمناً, وعن الله بعداً, ومع الخلق تكبراً".
 فلابد من العلم, ولابد من الحكمة.

 

الناس في العلم والحكمة على أربع طبقات :

 

 آخر شيء: قال بعض أهل المعرفة: "الناس في العلم والحكمة على أربع طبقات: رجل عالم لسانه جاهل قلبه, فذلك العالم الفاجر, وهو الذي يقول فيه عمر: كم من عالم فاجر وعابد جاهل؟ -هناك عابد جاهل, وهناك عالم فاجر-, فاتقوا الجاهل من المتعبدين, والفاجر من العلماء".
 وكان عليه الصلاة والسلام يقول:

((أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ))

[ أحمد عن عمر بن الخطاب]

 "ورجل عالم قلبه جاهل لسانه, فذلك العالم التقي الخائف, ورجل عالم لسانه عالم قلبه, فذلك العالم الرباني", وهو ممن وصفهم علي بن أبي طالب: "إن الأرض لا تخلو من قائم لله بحجة؛ إما ظاهر مكشوف, أو خائف مرغوب, فأولئك الأقلون عدداً, الأعظمون قدراً؛ أعيانهم مفقودة, وأمثالهم في القلوب موجودة, صحبوا الدنيا بأبدانهم, وأرواحهم معلقة بالرفيق الأعلى, أولئك العلماء الربانيون".
 وقال لقمان الحكيم: "يا بني! كما لا يصلح الزرع إلا بالماء والتراب, كذلك لا يصلح الإيمان إلا بالعلم والعمل".
 الصنف الرابع: رجل جاهل لسانه جاهل قلبه, -وهم ممن حذر عنهم النبي عليه الصلاة والسلام- حينما قال:

(( كن عالماً، أو متعلماً، أو مستمعاً، أو محباً ولا تكن الخامسة فتهلك ))

[أخرجه الطبراني عن أبي بكرة ]

 قيل: الخامسة هو مبغض العلم.

 

الجهل أعدى أعداء الإنسان و أعظم من الجهل أن تجهل أنك جاهل :

 وقال علي بن أبي طالب في صفة أهل الجهل: "همج رعاع, لا عقل لهم, يستفزهم الطمع, ويستخفهم الغضب, أتباع كل ناعق, يميلون مع كل ريح؛ لم يستضيئوا بنور العلم, ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق".
 وقال بعض العلماء: "خصلة واحدة من نجا منها في الدنيا, نجا في العقبى من النار, ألا وهي الجهل".
 قال آخر: "فتشت عن المعاصي كلها, فلم أر فيها معصية أعظم من الجهل- لأن الجهل أعدى أعداء الإنسان، أي أبشع صفة في الإنسان أن يكون جاهلاً- فلم أر فيها معصية أعظم من الجهل, قيل: فهل شيء أعظم من الجهل؟ قال: نعم, أن تكون جاهلاً بالجهل"، وأنشد:

إذا أنت لا تدري ولا أنت عالم  بقول الذي يدري فحتى متى تدري
ومن أعظم البلوى بأنك جاهل  وأنك لا تدري بأنـــك لا تدري
***

 أي أعظم من الجهل أن تجهل أنك جاهل, وكل إنسان يعجبه عقله لكن لا يعجبه رزقه, وهذه من أبشع الصفات يسمونها التكلس العقلي, يقول لك: كل العلماء كذابون وهو ومرتاح, ويجلس طوال وقته أمام التلفاز, متكلس عقلياً, أنا لا أريد أن أدخل إلى الجامع, لا أريد أن أوجع رأسي مثلاً, عنده كم تصور متكلس عليهم, انتهى, هذه أعظم صفة بشعة في الإنسان أن يكون جاهلاً, ولا يوجد عنده إمكانية أن يتعلم.
 لسيدنا علي كلام رائع قال: "قوام الدين والدنيا أربعة رجال: عالم مستعمل علمه, وجاهل لا يستنكف أن يتعلم, -لي كلمة: ليس العار أن تكون جاهلاً, العار أن تبقى جاهلاً, ليس العار أن تخطىء, العار أن تبقى مخطئاً, كل بني آدم خطَّاء, لكن بطولة المؤمن كلما أخطأ يصحح رأساً -, وغني لا يبخل بماله, وفقير لا يبيع آخرته بدنيا غيره أو بدنياه, قال: فإذا ضيع العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلم, وإذا بخل الغني بماله باع الفقير آخرته بدنيا غيره".

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور