وضع داكن
23-04-2024
Logo
الندوة : 17 - قال تعالى - لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ جمال:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على سيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
 أيها الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم جميعاً بكل خير، هذه الدعوة متجددة لمتابعة حلقة جديدة من لقائنا الأسبوعي: "فيه هدىً للناس".
 أيها الأخوة والأحبة، الله عز وجل يقولُ في كتابه العزيز:

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾

[سورة التين]

 الإنسان أيها الأخوة والأحبة ما أعجب صنعه، والصانعُ والخالقُ هو الله سبحانه وتعالى، عندما نتحدث عن الإعجاز العلمي في كتاب الله عز وجل وسنة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم نتحدث مع صاحب الفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي، دكتور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور راتب:
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أستاذ جمال جزاك الله خيراً.
الأستاذ جمال:
 دكتور من أين نبدأ؟ كنا قد تحدثنا في حلقة ماضية عن الإعجاز العلمي في جسم الإنسان، هناك كلام يطولُ شرحه، فيه حيثيات، فيه دليل على أن الله عز وجل خلق هذا الإنسان في أبدع وأحسن صورة وخاصةً من الداخل، هناك قضايا هامة جداً الأخ المستمع يحب أن يطلع عليها، تفضل سيدي.

 

من عرف الآمر ثم عرف الأمر تفانى في طاعة الآمر :

الدكتور راتب:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
 أستاذ جمال، سؤالك دقيق جداً، ذلك أن هناك موضوعين خطيرين جداً، الأول: معرفة الآمر، والثاني: معرفة الأمر، لو أن الإنسان تعرف إلى الأمر ولم يتعرف إلى الآمر، تفنن في معصية الآمر، أما إذا عرف الآمر ثم عرف الأمر تفانى في طاعة الآمر، وكأنني أضع يدي على مشكلة المسلمين الأولى، أن الأمر بين أيديهم، درسوه في المدارس، استمعوا إليه من خطباء المساجد، لكن الآمر وهو الله جلّ جلاله ما عرفوه حق المعرفة، وما قدوره حق التقدير.
 لذلك حينما نبحث عن آيات الله الدالة على عظمته في خلق الإنسان، فنحن في طريق لمعرفة الآمر، والذي أتمنى أن يكون واضحاً ما من معصيةٍ يقترفها الإنسان إلا بسبب ضعف معرفته بالآمر.

الآيات الذي بثها الله في الكون وفي الإنسان لا تعد ولا تحصى :

 لذلك الآيات الذي بثها الله في الكون وفي الإنسان لا تعد ولا تحصى، وفي كل شيءٌ له آيةٌ تدلُ على أنه واحدٌ، لكن هذه الآيات بعضها واضحٌ جداً، وبعضها يحتاج إلى دقيق تأمل، لكن الإنسان إذا أعرض عن هذه الآيات فلا سبيل له إلى الله، والدليل:

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾

[سورة الجاثية الآية:6]

 حينما قال الله عز وجل في أول كلمة، في أول آيةٍ، في أول سورة نزلت:

﴿ اقْرَأْ ﴾

[سورة العلق الآية:1]

 هذه دعوة إلى العلم، ذلك أن في الإنسانِ قوة إدراكية أودعها الله فيه، وبها ميزه على بقية المخلوقات، فما لم تلبَ هذه القوة الإدراكية، ما لم يبحث الإنسان عن العلم، ما لم يبحث في سرّ وجوده، وفي غاية وجوده، لا يستطيع أن يصل إلى الله عز وجل، إذاً هبط مستواه الإنساني إلى مستوى آخر لا يليق به، ما لم يبحث الإنسانُ على الحقيقة، ما لم يتعرف إلى أصل وجوده، وغاية وجوده، وكمال وجوده، هبط عن مستواه الإنساني، لذلك:

﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾

[سورة العلق]

أنواع القراءات :

 أقرب آية إلينا هي جسمنا، فقد قال تعالى:

﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾

[سورة العلق]

 هذه القراءة تعني قراءة البحث والإيمان، ينبغي أن تقرأ ما في الكون، وما في جسمك من آيات قراءةٍ بحثٍ وإيمان كي تؤمن، وهناك قراءة ثانية أستاذ جمال، هي قراءة الشكر والعرفان،

﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾

 و قراءة ثالثة هي قراءةُ الوحي والإذعان، فأنت أمام قراءات ثلاثة، أن تقرأ ما في الكون قراءة بحث وإيمان، وقراءة شكر وعرفان، وقراءة وحيٍ وإذعان، ونعوذُ بالله من القراءة الرابعة، إنها قراءة العدوان والطغيان:

﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾

[سورة العلق]

 فإذا سُخر العلم لصنع الأسلحة الجرثومية، والكيماوية، والتدميرية، فكأن العلم سخر لإفناء الإنسان، صار عندنا أربع قراءات، قراءة البحث والإيمان، قراءة الشكر والعرفان، قراءة الوحي والإذعان، وقراءة العدوان والطغيان، المؤمن ينبغي أن يكون قوياً، لأن الحق هو وحي السماء، يحتاجُ إلى قوة، هذا الطرحُ في العالم الإسلامي، نحن معنا وحي السماء، وحي السماء يحتاج إلى قوة تدعمه، لكنه في الغرب ينطلقون من مقولة خاطئة أن القوة هي الحق، أنت قوي إذاً أنت على حق ولو دمرت الشعوب كلها، أنت قوي أنت على حق ولو تكلمت بالباطل، فالفرق بين العالم الإسلامي والعالم الآخر في هاتين المقولتين: عندهم القوي على حق ولو اعتدى، ولو نهب الشعوب، ولو قصف البلدان، وعندنا الحقُ ما جاءنا من وحي السماء، لكن يحتاج إلى قوة.

 

على الإنسان أن يقرأ ما في جسمه من آيات قراءةٍ بحثٍ وإيمان كي يؤمن :

 لذلك جعل الله هذا الجسم الذي بين أيدينا، هناك آيات دالة على عظمته، أي لو وقفنا عند شعر الإنسان، ثلاثمئة ألف شعرة، في كل شعرة وريدٌ، وشريانٌ، وعصبٌ، وعضلةٌ، وغدة دهنية، وغدة صبغية، لو وقفنا عند عينيه، قال تعالى:

﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾

[سورة البلد]

 العين فيها ماء، تصور إنساناً يعيش في شمال الأرض، في منطقة القطب، هناك الحرارة تقدر بسبعين درجة تحت الصفر، ففي عينه ماء، والماء يتجمد بدرجة الصفر، إذاً كل إنسان مقيم في هذه البلاد سوف يفقد البصر عندما يتجمد ماء عينه، والإنسان يضع قبعة على رأسه، قفازات في يديه، معطف ثقيل، ألبسة صوفية، ماذا يفعل بماء العين؟ الذي يتجمد في الصفر، وهو في بلد حرارته تقدر بسبعين تحت الصفر، أستاذ جمال، أودع الله في ماء العين مادة مضادة للتجمد، يدُ من؟ علمُ من؟ رحمةُ من؟ حكمةُ من؟.

 

تعصي الإله وأنت تظهر حبه  ذاك لعمري في المقال شنيع
لو كان حبك صادقاً لأطـعته  إن المـحب لمن يحب يطيع
* * *

 العين لها قرنية، هذه القرنية الطبقة الأولى الشفافة شفافية تامة، مع أن جسم الإنسان بأكمله يتغذى عن طريق الأوعية الشعرية، فلو غُذيت قرنية العين عن طريق الأوعية الشعرية لكانت كل رؤيتنا ضمن شبكة، شبكة أوعية، لكن حكمة الله جلّ جلاله اقتضت أن القرنية بالعين هذه الطبقة الشفافة شفافية تامة تتغذى بطريقة أخرى، فكل خلية تأخذ غذاءها وغذاء جارتها وينتقل هذا الغذاء عبر الغشاء الخلوي، من جعل قرنية العين تتغذى بالحلول لا بالأوعية؟ حكمةُ من؟ قدرةُ من؟

 

 

التفكر في خلق السماوات والأرض أقصر طريق إلى الله :

 لذلك الله عز وجل كما قال في كتابه العزيز:

﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ﴾

[سورة الأنعام الآية:103]

 ولكن العقول تصل إليه من خلال الكون، كل شيء في الكون يدل على وجود الله، ووحدانيته، وكماله، من هنا يعد التفكر في خلق السماوات والأرض أقصر طريق إلى الله, وأوسع بابٍ ندخل منه على الله، والأصل في هذا الموضوع هذه الآية الكريمة التي قال عنها النبي الكريم: " الويل لمن لم يتفكر في هذه الآية".
 قال تعالى:

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

[سورة آل عمران]

 إذاً أقرب آية إلى الإنسان جسمه، هذا الجسم كما تفضلت في بداية هذا اللقاء الطيب ذكرت قوله تعالى:

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴾

[سورة التين]

 إن لم يعرفه.

 

ملامح من علم الله في خلق الإنسان تتجلى بـ  :

1 ـ الأذن :

 النقطة الدقيقة أن الله عز وجل أعطى الإنسان أجهزة بالغة الدقة نحن لا نعرفها، مثلاً إنسان يمشي في الطريق وراءه سيارة، أطلقت بوقها، هو على يسار الطريق، فلما سمع صوت بوق المركبة ازداد انحرافه نحو اليسار، كيف عرف أنها جاءت نحو اليمن؟ قال: هناك جهاز في الدماغ يحسب تفاضل وصول الصوتين إلى الأذنين، والتفاضل بينهما واحد على ألف و ستمئة و عشرين جزءاً من الثانية، هذا الجهاز في الدماغ يحسب تفاضل وصول الصوتين إلى الأذنين، دخل إلى هنا قبل هنا، إذاً هي المركبة من على اليمين، لو دخل إلى هنا قبل هنا إذاً هي على اليسار ،هل يدري أحد منا أن معه هذا الجهاز الذي يعرف به جهة الصوت؟
 بل إنني مرة جئت من حمص إلى دمشق بمركبتي، كان أمامي قطيع غنم، أطلقت بوق السيارة، فإذا بهذا القطيع ينحرف نحو اليسار، معنى ذلك أن الجهاز بالغ الدقة أودعه الله في بقية المخلوقات حفاظاً على سلامتهم.
 هذا معنى اسم المُسلِّم، الله عز وجل يسلمنا من كل عطب، إذاً التفكر في خلق السماوات والأرض يعد أقصر طريق إلى الله، وأوسع بابٍ ندخل منه على الله.

2 ـ العين :

 يرى الإنسان بمنطقة في قعر العين مساحتها ميلي وثلث، بالمناسبة قبل أن أتابع، آلة تصوير غالية جداً، رقمية، احترافية، هذه الآلة ثمنها خمسة ملايين تقريباً، تُستخدم في البرامج التلفزيونية، بهذه الآلة بالميليمتر المربع عشرة آلاف مستقبل ضوئي، بينما بالميليمتر المربع في شبكية العين مئة مليون مستقبل ضوئي، أعظم آلة احترافية، رقمية، مهنية، تستخدم في برامح التلفزيون، يبلغ ثمنها أكثر من خمسة ملايين أو عشرة، في العين بالميليمتر المربع مئة مليون مستقبل ضوئي، لذلك العين تفرق بين ثمانية ملايين لون، بل لو درجنا اللون الأخضر ثمانمئة ألف درجة لأدركت العين البشرية الفرق بين درجتين.
 أنت حينما تقرأ قوله تعالى:

﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾

 والذي لا يصدق أنك حينما تستخدم آلة تصوير، وتأخذ الصورة وتطبعها، حجمها صغير، لكنك إذا رأيت بعينك شيئاً أو جبلاً تراه بحجمه الحقيقي، إلى الآن يصعب فهم هذه الظاهرة، ترى الشيء بحجمه الحقيقي.
لذلك التفكر أقصر طريق لمعرفة الله، وأوسع باب ندخل منه على الله.

 

3 ـ الكبد :

 الآن لو تفكرنا في هذا الكبد، هذا الكبد تقريباً يقوم بخمسة آلاف وظيفة، والإنسان يخاف من الموت من خلال قلبه، الكبد أخطر، لذلك الإنسان يعيش بقلب مريض عشرين عاماً يتعايش معه، لكنه لا يستطيع أن يعيش من دون كبد ولو ساعات، تنتهي حياته فوراً، هذه الخلايا في الكبد تقوم بخسة آلاف وظيفة، لكن الذي يلفت النظر أن كل خلية وحدها تقومُ بكل هذه الوظائف، بمعنى لو أن طبيباً جراحاً استأصل أربعة أخماس الكبد بمبضعه لأعاد الكبد بناء نفسه في ستة عشر أسبوعاً، ما هذه الدقة بالخلق؟! هذا الكبد.

4 ـ العضلات :

 الإنسان إذ تكلم كل حرفٍ يحتاج إلى سبع عشرة عضلة، فإذا كلمة فيها خمسة حروف، سبع عشرة ضرب خمسة، إذا جملة فيها خمس كلمات، إذا حديث لساعة؟!

﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾

[سورة آل عمران]

لا معنى لوجود الإنسان من دون منهج يسير عليه :

 وقد يسألُ سائل: أيعقل أن يتعلم الإنسان القرآن قبل أن يولد،

﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * ﴾

 قال علماء التفسير: هذا الترتيب ليس ترتيباً زمنياً، هو ترتيب رتبي، معنى ترتيب رتبي أن الإنسان لا معنى لوجوده من دون منهجٍ يسير عليه، أحياناً نشتري آلة غالية جداً، ولها نفع كبير، و لها أرباح فلكية، لكن الشركة افتراضاً نسيت أن ترسل تعليمات التشغيل، نحن ماذا نفعل؟ نخاف أن نستخدمها بلا تعليمات فنعطبها، وإن لم نستخدمها خسرنا ثمنها، أليست هذه التعليمات أهم من هذه الآلة؟ هذا وضع الإنسان، تعليمات الصانع له مهمة جداً، بدليل أن الله عز وجل قال:

﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾

5 ـ اللعاب :

 أستاذ جمال، الإنسان نائم، غارق في النوم، يجتمع اللعاب في فمه تذهب رسالة من الفم إلى الدماغ أن اللعاب ازداد، يأتي أمر من الدماغ إلى لسان المزمار فيفتح طريق المريء ويغلق طريق القصبة الهوائية، وأنت لا تدري، وأنت نائم، هذا الخلق الدقيق من خلق الله عز وجل، نحن عند طبيب الأسنان إذا العمل طويل يضع لنا شراقة، حتى اللعاب يسحب، أما في خلق الله عز وجل، وأنت نائم وغارق في النوم، تذهب رسالة إلى الدماغ يأتي الجواب بإغلاق طريق الهواء، وفتح طريق المعدة، يبلع الإنسان لعابه.

6 ـ الهيكل العظمي :

 وأنت نائم بأعمق نوم الهيكل العظمي له وزن، وما فوقه من عضلات لها وزن الهيكل العظمي مع ما فوقه من عضلات تضغطان على ما تحت الهيكل من عضلات، فإذا تمّ هذا الضغط الأوعية الدموية تضيق لمعتها، وتضعف التروية، والإنسان يصاب بحالة اسمها الخدران أو التنميل، وأنت نائم بأعمق أعمق نوم تذهب رسالة من مراكز الضغط في جسم الإنسان إلى الدماغ أن قد انضغطنا، تأتي رسالة من الدماغ إلى العضلات فالإنسان يقلب على جنب آخر، قال تعالى:

﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ﴾

[سورة الكهف الآية:18]

 هذا التقليب لولاه لما عاش الإنسان، وفي بعض المرضى يصابون بالسبات، السبات والسكون الدائم، فهؤلاء لهم أَسَرِّة غالية جداً، لأنها تقلبهم، فالإنسان قد يغفل عن هذه النعم، في الليل يتقلب الإنسان حوالي أربعين مرة، والشيء اللطيف أنه

﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ﴾

 لو كان ذات اليمين وذات اليمين لوقع من على السرير،

﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ﴾

 أستاذ جمال، الحديث في هذا البحث شيء جميل، وشيء ممتع جداً، ويقربنا من الله عز وجل.
الأستاذ جمال:
 دكتور محمد راتب النابلسي، فعلاً هذا الحديث يقربنا من الله سبحانه وتعالى عبادة وطاعة، وهذا الإله العظيم دائماً من خلال خلقه وإعجازه يخطب وده ـ كما تقولون ـ وترجى رحمته وعطاؤه، ما زلنا نتحدث عن موضوع الإنسان وخلق الإنسان، من خلال لقائنا الأسبوعي هذا "فيه هدىً للناس"، نتحدث عن الجلد، جلد الإنسان هذا الشيء المعجز أيضاً لو سمحت، ولما نتحدث عن الإعجاز في خلق الإنسان.

 

7 ـ الجلد :

الدكتور راتب:
 والله هذا الجلد، أولاً الله عز وجل جميل يحب الجمال، فأنت انظر إلى إنسان على مستوى الهيكل العظمي مخيف، أحياناً يضعون علامات الخطر؛ جمجمة وعظمتان، فالإنسان عظمياً مخيف، وحتى عضلياً مخيف، فإذا كساه الله هذا الجلد الجميل صار قطعة جمالية، والإنسان كائن جميل جداً، جميل بهذا الجلد، وهذا الجلد له خصائص مذهلة، والحديث عنها حديث ممتع جداً، لكن البطولة أن هذا الجلد يتلقى الصدمات الأولى، ومزود بخصائص مذهلة، أي هناك أجهزة للتدريب والتكييف في الأعصاب موزعة توزيعاً حكيماً جداً، مثلاً أنت مضطر أن تغسل يديك كل يوم ثلاث مرات، أعصاب الإحساس بالبرد والحر في اليدين قليلة جداً، لكن ضع الماء على ظهرك لا تحتمل، أعضاء الحس من أجل أن ترتدي ثيابك وألا تؤذي جسمك، أعصاب الحرارة بالظهر عالية جداً، فكل مكان بالجسم فيه أعصاب معينة من أجل أن تصل بها إلى السلامة، إذاً موضوع توزع الأعصاب في الجلد مهم جداً، ولولا هذه الأعصاب ما الذي يحصل؟.

الفرق النوعي الكبير بين المؤمن و غير المؤمن :

 دائماً يقولون: إنه عندنا طريق آلام، هذا الطريق يبدأ من أعصاب الجلد، هذه الأعصاب تتجمع في أعصاب أكبر منها إلى أن تصل إلى النخاع الشوكي، والأعصاب بالنخاع الشوكي تنتقل عبر النخاع إلى الدماغ، فعندنا شيء اسمه بوابات الألم، أنا أعرف إنساناً أصيب بمرض خبيث بأمعائه ـ وأنا أظنه صالحاً ولا أزكي على الله أحداً ـ فكان إذا دخل إنسان زائر له في المستشفى يقول له: اشهد أنني راضٍ عن الله، يا ربي لك الحمد، خلال جمعة استقطبت هذه الغرفة أطباء المستشفى، والموظفون، بهذه الغرفة راحة نفسية عجيبة، إنسان معه مرض خبيث، وهذا المرض الخبيث آلامه لا تحتمل، وكلما دخل عليه زائر يقول له: الحمد لله اشهد أنني راض عن الله، فالنتيجة بعد أسبوع توفاه الله، جاء إنسان آخر السباب للذات الإلهية لا يحتمل، قسوة بالكلام، المرض نفسه، والآلام نفسها، ثم اكتشفت العلماء أن في طريق الآلام بوابات، هذه البوابات إذا أُغلقت وصل من الألم عشره، وإن لم تغلق كان الألم عشرة أضعاف، فكاتب المقال العلمي ليس مسلماً وبعيد عن الدين الإسلامي كلياً، قال في نهاية المقال: الذي يتحكم بهذه البوابات حالة الإنسان النفسية، فالمؤمن راضٍ عن الله، فهذه المستشفى رأت مريضين في المرض نفسه، وفي الآلام نفسها، إلا أن الأول كان راضياً عن الله، وكان صابراً، وأصبحت غرفته جاذبة لكل من في المستشفى، والثاني نفر منه الناس من شدة سبابه للذات الإلهية.
 إذاً قضية الآلام فيها حكمة بالغة، اكتشف أن في طريق الآلام بوابات تتحكم فيها حالة المؤمن، المؤمن راض عن الله، وعلامة المؤمن أنه يرضى عن الله عز وجل في أفعاله، ف النقطة الدقيقة أستاذ جمال، نحن نقول: الصلاة فرض، الصلاة لها أهداف كبيرة جداً ففي قوله تعالى:

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾

[سورة طه]

 أنت في الصلاة تذكر الله، وقد قيل: إذا أردت أن تحدث ربك فادعه، وإذا أردت أن يحدثك الله عز وجل فاقرأ القرآن، أنت إذا قرأت القرآن يحدثك الله، وإذا دعوته تحدثه.
 فلذلك الإنسان اكتشف أن المؤمن له معاملة خاصة من حيث الآلام تقريباً، والدليل هذه البوابات التي تقف على طريق الآلام إلى الدماغ، فالمؤمن له وضع خاص، أنا لا أقول: إن المؤمن يصلي فقط، هناك فرق نوعي كبير بين المؤمن وبين غير المؤمن، المؤمن عرف سرّ وجوده، وعرف غاية وجوده، وسلك الطريق الموصل إلى مرضاة ربه، إذاً هو في رحمة الله وفي بحبوحة الله.

 

تزويد الإنسان بآلية معجزة من قِبل الله تعالى :

 لي صديق أرسل لشراء لحم من بلاد آسيا البعيدة، لما طالب بذبح الحيوان بالطريقة الإسلامية رفعوا السعر، فأنا انتبهت لهذه النقطة، لماذا؟ إذا أمرت هؤلاء الذين سيبيعوننا اللحم أن يكون بالطريقة الإسلامية، لماذا ارتفع السعر؟ فكان جوابهم: إذا ذبح على الطريقة الإسلامية لا يبقى من دم الحيوان شيئاً في جسمه، أما إذا ذُبح على الطريقة التقليدية يعلق الحيوان من رجليه ويقطع رأسه كلياً، عندئذٍ يبقى معظم الدم فيه، ما تفسير ذلك؟.
 أستاذ جمال، القضية تحتاج إلى صبر قليلاً، أنا أتمنى من الأخوة المستمعين أن يصبروا عليّ، الإنسان لو كان يمشي في طريق ، أو في بستان، وشاهد ثعباناً، ما الذي يحصل؟ صورة الثعبان تنطبع على شبكية العين إحساساً، هذه الصورة في العين لا تقرأ، تحول إلى مركز البصر في الدماغ، فإذا انتقلت هذه الصورة من شبكية العين إلى الدماغ، في هذا المركز ملفات، أحد هذا الملفات ملفات الثعابين، في ضوء هذا الملف يدرك الإنسان أن هناك خطراً محدقاً قاتلاً، الدماغ ملك الجهاز العصبي، وهذا الملك يستخدم رسائل كهربائية، بينما في الدماغ غدة صغيرة، لا يزيد وزنها عن نصف غرام، هي الغدة النخامية، هذه الغدة ملكة الجهاز الهرموني، تستخدم رسائل هرمونية، فالدماغ ملك الجهاز العصبي يتصل بملكة الجهاز الهرموني يقول لها: هناك خطر عليك أن تواجهيه، الغدة النخامية معها رسائل هرمونية، ماذا تفعل؟ ترسل رسالة عاجلة وسريعة إلى الكظر، الكظر غدة فوق الكلية، أو غدتان، فوق كل كلية هناك غدة كظر، الكظر يتولى مواجهة الخطر، يرسل خمس رسائل، الأولى رسالة إلى القلب يرفع النبض من ثمانين إلى مئة وثمانين، الإنسان بالخطر بحاجة إلى وقود، والوقود كثافته بنبض القلب، فإذا ارتفع نبض القلب جرى الدم سريعاً، إذاً أول أمر يرسله الكظر إلى القلب برفع النبض، فالخائف لو حسبت نبضه لوجدته مئة وثمانين نبضة، الأمر الثاني يذهب إلى الرئتين ليزداد وجيبهما ليتناسب عمل الرئتين مع عمل القلب، القلب الآن صار سريعاً جداً، يحتاج إلى تبديل أوكسجين بشكل كثيف جداً، فأمر إلى القلب برفع النبض، وأمر إلى الرئتين برفع الوجيب.
 الآن الإنسان أوعيته الدموية المحيطة بالجلد واسعة، لذلك يكون لونه وردياً، وهو خائف لا يحتاج لهذا اللون الجميل، أمر ثالث إلى الأوعية المحيطة بالجسم، تضيق لمعتها، فإذا ضاقت لمعتها اصفر الإنسان، فالخائف قلبه ينبض بسرعة كبيرة، ورئتاه وجيبهما عال جداً، ولونه صار أصفر، هذا الأمر الثالث.
 الأمر الرابع يذهب إلى الكبد ليطلق كمية سكر إضافية، فالإنسان بالحالة الطبيعية معه بالميليمتر ما يقدر بتسعين غراماً من السكر، لكن لو فحصنا دم الخائف لوجدنا أن نسبة السكر تقدر بثلاثمئة و خمسين غراماً، لأنه راح أمر للكبد أن أطلق كمية سكر إضافية لتكون وقوداً إضافياً للعضلات، وعندنا أمر خامس يذهب إلى الكبد لإطلاق هرمون التجلط، فالخائف دمه لزج لئلا يسيح الدم كله بضربة سكين.
 لكن الذي يلفت النظر وهذه نصيحة لأخوتنا المستمعين، أنا النيكوتين في الدخان يفعل كل هذه الأفعال، يرفع النبض، ويرفع وجيب الرئتين، ويضيق الأوعية المحيطية، ويزداد سكر الدم، ويزدان هرمون التجلط، لذلك المدخنون معرضون ثمانية عشر ضعفاً من غيرهم إلى الجلطات بسبب أن الخوف له أعراض، والنيكوتين يصنع هذه الأعراض كلها.
 إذاً ما هذا الخلق؟.
الأستاذ جمال:
 سبحانه وتعالى قال:

﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾

[سورة الذاريات]

 وصاحب الفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي تحدث ملياً عن الآية الكريمة:

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾

 دكتور، موضوع أعصاب الإنسان لها أهمية خاصة، وجسم الإنسان محاط بآلة كبيرة وشبكة لا متناهية من الأعصاب، هل لنا أن نحدث المستمع عن وظيفة الأعصاب وعن أهميتها في حياتنا.

 

وظيفة الأعصاب و أهميتها في حياة الإنسان :

الدكتور راتب:
 والله لها وظيفة وقائية، ووظيفة علاجية، أمسك الدبوس، في أي مكان غرسته من الجسم تشعر بالألم، معنى بأي مكان حتى على مستوى الميليمتر هناك أعصاب حس، وهذه موزعة توزيعاً مهماً جداً، الأعصاب بالإنسان أعصاب حس وأعصاب حركة، هناك عصب محرك، وهناك عصب ينقل لك الإحساس، فرضاً لو أن الله سبحانه وتعالى أودع في شعر الإنسان أعصاب حس، سألت إنساناً إلى أين أنت ذاهب؟ يقول لك: إلى المستشفى لأجري عملية حلاقة، لابد من تخديره تخديراً كاملاً حتى يُقص شعره، لو كان بالشعرة عصب حس، لكن هناك عصب حركة، لكل شعرة وريد، وشريان، وعضلة، وعصب، وهناك عصب محرك، يقول لك: وقف شعر بدني، إذا إنسان شعر بالبرد تجد أن الشعر وقف، معنى هذا أن هناك عضلة ائتمرت بعصب، فشدت فوقفت الشعرة، إذاً هناك أعصاب حس، ما الحكمة من غياب أعصاب الحس في الشعر؟ تحلق بكل بساطة، تقص الشعر بكل بساطة، ما الحكمة من غياب أعصاب الحس في الأظافر؟ لو كان هناك أعصاب حس صار الإنسان وحشاً، انظر الحكمة؟ هنا لا يوجد أعصاب حس.
 لكن لماذا في نقي العظام أعصاب حس مهمة جداً؟ أستاذ جمال، العصب الحسي بنقي العظام له فائدة مذهلة، لو صار هناك كسر ـ لا سمح الله ـ من شدة الألم تبقي العظمة كما هي، وبقاء العظمة كما هي أربعة أخماس معالجتها، الآن هناك عصب حس بالأسنان، لو لم يكن هناك عصب حس يفقد الإنسان كل أسنانه دون أن يشعر، يتسوس السن، ينتخر، يسقط، أما أول ما يصل النخر إلى لب السن لا تنام الليل، هذه الأعصاب جهاز إنذار مبكر.

الحكمة من عدم تبدل خلايا القلب و الدماغ :

 الحقيقة أن الأعصاب فيها فائدة كبيرة جداً، وهذا ينقلنا إلى أن جسم الإنسان يتبدل كلياً، أي بعد خمس سنوات كل شيء بجسمك يتغير، الجلد، الشعر، القرنية، العين، كل شيء من دون استثناء، لأن أقصر عمر خلية هي خلية الجلد بثلاث ساعات، وأطول عمر خلية خلية العظم بخمس سنوات، فالإنسان يتبدل كلياً، لا يوجد شيء فيك موجود قبل خمس سنوات، كله تبدل، هذا التجدد، إلا أن الدماغ لا يتبدل، والقلب لا يتبدل، أما الحكمة من عدم تبدل الدماغ فكبيرة جداً، لو تبدلت خلايا الدماغ لنسي الإنسان دراسته، علمه، شهادته، لو كان هناك تبدل لخلايا الدماغ وسألت إنساناً ماذا تعمل؟ يقول لك: كنت طبيباً، فلما تبدلت هذه الخلايا نسيتُ الطب كله، ما الحكمة من بقاء هذه الخلايا ثابتة؟.
لي ثلاثون عاماً بالدعوة، الحكمة واضحة عندي تماماً، لكن حكمة بقاء خلايا القلب كما هي ليست واضحة، القلب أيضاً لا تتبدل خلاياه، ثم اكتشف بعدما تمّ زرع ثلاثمئة حالة بالعالم، زرع قلب بكامله من إنسان إلى إنسان، أن هذا الإنسان الذي جاءه قلب من آخر، تتبدل مشاعره، تتبدل أذواقه، تتبدل ميوله للطعام، أنا عندي تقريباً ثلاثمئة قصة مكتشفة، أن إنساناً لا يحب طعاماً ما، فلما أخذ قلباً آخر صار يحبها، لا يحب موسيقا معينة، عندما أخذ قلباً صار يحبها، حتى هناك حالات أدق من ذلك، أن طفلةً قتلت قتلاً، أخذوا قلبها لطفلة أخرى، دائماً خائفة إلى أنها استطاعت أن تصور ملامح المجرم، وتمّ القبض عليه.
 الآن كنا نظن أن هناك ذاكرة بالدماغ، الكشف المذهل أن لكل خلية ذاكرة، فلما أخذت قلباً من فتاة قتلت، هذا منظر القاتل انطبع في ذاكرة الخلايا، فلما أعطي هذا القلب لفتاة أخرى أصبحت خائفة، وقد تمّ القبض على المجرم من وصف الطفلة الثانية الذي أخذ لها قلب هذه الفتاة المقتولة، لذلك أنا أقول كلما ازددنا علماً ازددنا علماً بجهلنا.

أتحسب أنك جرم صغير  وفيك انطوى العالم الأكبرُ
* * *

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴾

 لذلك القلب الآن فيه خلايا عصبية.

 

كلما تقدم العلمُ اُكتشف جانب من عظمة القرآن الكريم :

 تقرأ القرآن أستاذ جمال:

﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ﴾

[سورة الحج الآية:46]

 والله أنا اعتقدت من ثلاثين سنة أن هذا القلب هو قلب النفس، الآن لا، لا، هذا القلب الصنوبري، الذي في الصدر بالجهة اليسرى، هذا القلب يعقل، الخلايا العصبية بالقلب قوتها خمسة آلاف ضعف خلايا الدماغ، بل إن هذه الخلايا تأمر خلايا الدماغ، الإله بكتابه الكريم العزيز قال تعالى:

﴿لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ﴾

 فمعنى ذلك كلما تقدم العلمُ اكتشف جانب من عظمة هذا القرآن، والله أستاذ جمال، بعد هذا البحث الذي قرأته، والله آيات القلب بالقرآن صار لها معنى آخر ، وأوضح آية

﴿لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ﴾

 معنى ذلك أن الخلايا العصبية التي في القلب والتي تتمتع بقدرة خمسة آلاف ضعف عن خلايا الدماغ، وهي التي تأمر الدماغ مصداق لهذه الآية، والشيء الآخر أن الخلية اكتشف لها ذاكرة، كل حياتنا نعيش أن في الإنسان ذاكرة، لكن اكتشف أن لكل خلية ذاكرة، والدليل:

﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ ﴾

[سورة النور الآية:24]

 فمعنى ذلك أن الخلايا لها ذاكرة.

 

خاتمة و توديع :

الأستاذ جمال:
 إذاً صدق الله العظيم عندما قال:

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾

 صدق الله العظيم، هو الإله العظيم، المبدع، الخالق، العظيم، الذي دائماً نرجو أن نكون معه فهو معنا، ونحن إن شاء الله مع الله عز وجل عبادة، وطاعة، وتقرباً، إلهٌ يستحق العبادة، وأهلاً ومرحباً بفضيلة الشيخ دكتور محمد راتب النابلسي، أستاذ الأعجاز العلمي في كتاب الله عز وجل، وسنة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، دكتور شكراً جزيلاً لكم.
الدكتور راتب:
 بارك الله بك أستاذ جمال، جزاك الله خيراً.
الأستاذ جمال:
 أيها الأعزاء لقاؤنا في الأسبوع القادم مع حلقةٍ متجددة من برنامج:" فيه هدى للناس".
 السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور